ما الذي ترمي إليه السفن الذاهبة إلى قطاع غزة وتحمل نشطاء سلام وأحرارا من أنحاء العالم يرافقهم سياسيون وحزبيون عرب وأجانب؟ هل هو إيصال المساعدات الغذائية والمعونات لأهالي غزة؟ أمفك الحصار عن حركة "حماس" تحديدا؟!
كثيرون تناولوا هذا السؤال في الأيام الأخيرة. واستشهدت إسرائيل بأنّها عرضت على ركّاب السفن نقل المساعدات برًّا لقطاع غزة بعد تفتيشها فرفض هؤلاء، وبالتالي فليست "الإغاثة" هي المقصودة. بالمقابل يرى كثيرون، وربما داخل السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله، أنّ فك الحصار ضروري ولكن على أن لا يتحول ذلك إلى مكافأة لحركة "حماس"، فتكون الأخيرة قد حققت انتصارا، وثبتت "استيلاءها" على القطاع وبدت كمن نجح أيضا في فك الحصار والحصول على شرعية دولية.
قد تبدو القضية إشكالية، فمسألة ما جرى في غزة عام 2007 أمر لم يحسم النقاش حوله. ولكل مزاعمه حول من لم يحترم الآخر، ومن بيّت أو نفّذ انقلابًا.
"فتح" و"حماس" كلتاهما تتعاملان مع المشكلات المختلفة بينهما بنفس قصير، بينما بات صدرهما يتسع لاستراتيجيات طويلة ومرحلية في التصدي للإسرائيليين. وكلتاهما تعتقدان أنّ "الحسم" بينهما يجب أن يكون سريعا. "فتح" لم ترد ترك الحكومة بعد خسارتها الانتخابات، و"حماس" استعجلت الحصول عليها متجاهلة البعد الدستوري للنظام الرئاسي، الذي يعطي الرئيس حقوقا أصيلة، ومتناسية التعقيدات الدولية والإقليمية. تماما كما كانت الأحزاب العربية على اختلافها في الخمسينيات والستينيات تستعجل الانقلابات وترى فيها خلاصا نهائيّا وإنهاء لوجود منافسيها.
البعض يرى أنّ فك الحصار إن لم يتم وفق سيناريو المصالحة، وضمن ترتيبات أوسع لشؤون البيت الفلسطيني، سيعطي "حماس" قوة ومنفذا لاستمرار سياسات الأمر الواقع في غزة وسيؤدي لانفصال الضفة عن القطاع تماما.
الحل الوطني الذي يعلي مصلحة الشعب الفلسطيني، يقوم أولا، على فك الحصار بغض النظر عن أي اعتبارات سياسية داخلية وبغض النظر من هي القوى السياسية المستفيدة، لأنّ حياة الفلسطينيين من جهة أثمن من رهنها للخلافات السياسية، ولأنّ فك الحصار يتضمن نقل غزة إلى خطوة أقرب للتحرير الفعلي. وثانيا، فك الحصار، حتى إن تضمن انتصارا مرحليّا لحركة حماس، يمكن أن يرى من قبل منافسيها (لو أردت أن أفكّر من مواقعهم ولكن بإيجابية تعلي التناقض الرئيسي مع الاحتلال على أي تناقض) على أنّه فرصة حقيقية للمواجهة الديمقراطية والمدنية. ففي ظل الحصار لن يستمع أحد لأي اعتراضات على سلوك حركة حماس مهما كان. ولا يوجد منطق لإعادة تنظيم صفوف حركة فتح كحركة معارضة، ضمن الضوابط الوطنية الديمقراطية، ما دام الحصار موجودا، أما إذا زال الحصار واقترب التحرير فالأمر مختلف.
حتى إن كانت "حماس" لم تتقبل أنّ النظام السياسي الفلسطيني رئاسي برلماني، فإنّ فتح أخطأت عندما لم تأخذ من خسارتها في انتخابات 2006 عبرة تدفعها للكمون والانكفاء على ذاتها لإعادة البناء ولصياغة برامج المواجهة مع إسرائيل، وهي البرامج الكفيلة باستعادتها القيادة في الشارع الفلسطيني. وتخطئ بأنّها لا تقود الآن جهود فك الحصار عن غزة وأنّ إعلامها وقيادات وكوادر منها لم تكن في سفن فك الحصار، ما قد يجعل موقفها ملتبسا.
الجهود كل الجهود يجب أن تكون لفك الحصار بغض النظر عن تبعاته السياسية الداخلية الفلسطينية. وفك الحصار مهم أيضا حتى يتم مواجهة "حماس" بما عليها القيام به في المشروع الوطني، ولإعطاء رفض سياساتها شرعية حقة. وإذا ما فكرت "فتح" بطريقة بنّاءة ضمن خطة لعدة سنوات تتضمن قيادة المواجهة مع إسرائيل والممارسة الديمقراطية الحقة داخليّا، يمكن أن تراهن على العودة حينها للقيادة
كثيرون تناولوا هذا السؤال في الأيام الأخيرة. واستشهدت إسرائيل بأنّها عرضت على ركّاب السفن نقل المساعدات برًّا لقطاع غزة بعد تفتيشها فرفض هؤلاء، وبالتالي فليست "الإغاثة" هي المقصودة. بالمقابل يرى كثيرون، وربما داخل السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله، أنّ فك الحصار ضروري ولكن على أن لا يتحول ذلك إلى مكافأة لحركة "حماس"، فتكون الأخيرة قد حققت انتصارا، وثبتت "استيلاءها" على القطاع وبدت كمن نجح أيضا في فك الحصار والحصول على شرعية دولية.
قد تبدو القضية إشكالية، فمسألة ما جرى في غزة عام 2007 أمر لم يحسم النقاش حوله. ولكل مزاعمه حول من لم يحترم الآخر، ومن بيّت أو نفّذ انقلابًا.
"فتح" و"حماس" كلتاهما تتعاملان مع المشكلات المختلفة بينهما بنفس قصير، بينما بات صدرهما يتسع لاستراتيجيات طويلة ومرحلية في التصدي للإسرائيليين. وكلتاهما تعتقدان أنّ "الحسم" بينهما يجب أن يكون سريعا. "فتح" لم ترد ترك الحكومة بعد خسارتها الانتخابات، و"حماس" استعجلت الحصول عليها متجاهلة البعد الدستوري للنظام الرئاسي، الذي يعطي الرئيس حقوقا أصيلة، ومتناسية التعقيدات الدولية والإقليمية. تماما كما كانت الأحزاب العربية على اختلافها في الخمسينيات والستينيات تستعجل الانقلابات وترى فيها خلاصا نهائيّا وإنهاء لوجود منافسيها.
البعض يرى أنّ فك الحصار إن لم يتم وفق سيناريو المصالحة، وضمن ترتيبات أوسع لشؤون البيت الفلسطيني، سيعطي "حماس" قوة ومنفذا لاستمرار سياسات الأمر الواقع في غزة وسيؤدي لانفصال الضفة عن القطاع تماما.
الحل الوطني الذي يعلي مصلحة الشعب الفلسطيني، يقوم أولا، على فك الحصار بغض النظر عن أي اعتبارات سياسية داخلية وبغض النظر من هي القوى السياسية المستفيدة، لأنّ حياة الفلسطينيين من جهة أثمن من رهنها للخلافات السياسية، ولأنّ فك الحصار يتضمن نقل غزة إلى خطوة أقرب للتحرير الفعلي. وثانيا، فك الحصار، حتى إن تضمن انتصارا مرحليّا لحركة حماس، يمكن أن يرى من قبل منافسيها (لو أردت أن أفكّر من مواقعهم ولكن بإيجابية تعلي التناقض الرئيسي مع الاحتلال على أي تناقض) على أنّه فرصة حقيقية للمواجهة الديمقراطية والمدنية. ففي ظل الحصار لن يستمع أحد لأي اعتراضات على سلوك حركة حماس مهما كان. ولا يوجد منطق لإعادة تنظيم صفوف حركة فتح كحركة معارضة، ضمن الضوابط الوطنية الديمقراطية، ما دام الحصار موجودا، أما إذا زال الحصار واقترب التحرير فالأمر مختلف.
حتى إن كانت "حماس" لم تتقبل أنّ النظام السياسي الفلسطيني رئاسي برلماني، فإنّ فتح أخطأت عندما لم تأخذ من خسارتها في انتخابات 2006 عبرة تدفعها للكمون والانكفاء على ذاتها لإعادة البناء ولصياغة برامج المواجهة مع إسرائيل، وهي البرامج الكفيلة باستعادتها القيادة في الشارع الفلسطيني. وتخطئ بأنّها لا تقود الآن جهود فك الحصار عن غزة وأنّ إعلامها وقيادات وكوادر منها لم تكن في سفن فك الحصار، ما قد يجعل موقفها ملتبسا.
الجهود كل الجهود يجب أن تكون لفك الحصار بغض النظر عن تبعاته السياسية الداخلية الفلسطينية. وفك الحصار مهم أيضا حتى يتم مواجهة "حماس" بما عليها القيام به في المشروع الوطني، ولإعطاء رفض سياساتها شرعية حقة. وإذا ما فكرت "فتح" بطريقة بنّاءة ضمن خطة لعدة سنوات تتضمن قيادة المواجهة مع إسرائيل والممارسة الديمقراطية الحقة داخليّا، يمكن أن تراهن على العودة حينها للقيادة
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007