ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    آخر مقابلة أجراها الحكيم الشهيد الدكتور جورج حبش

    نهاد
    نهاد

    ملازم  ملازم



    ذكر
    عدد الرسائل : 1829
    العمر : 39
    العمل/الترفيه : تربية رياضية-ثقافة عامة
    المزاج : عادي
    رقم العضوية : 204
    نقاط : 6088
    تقييم الأعضاء : 0
    تاريخ التسجيل : 30/01/2008

    آخر مقابلة أجراها الحكيم الشهيد الدكتور جورج حبش Empty آخر مقابلة أجراها الحكيم الشهيد الدكتور جورج حبش

    مُساهمة من طرف نهاد السبت فبراير 23, 2008 10:42 pm

    آخر مقابلة أجراها الحكيم الشهيد الدكتور جورج حبش مع مجلة العودة الصادرة في سوريا

    النص الكامل لآخر مقابلة أجراها الشهيد القائد القومي والأممي الكبير مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دجورج حبش مع مجلة العودة في دمشق:
    -مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية الدكتور جورج حبش لـ «العودة :
    حق العودة طبيعي وقانوني، وجمعي وفردي، ليس لأحد في العالم أن يعبث به
    كل المؤتمرات التي تنتقص من الحق الفلسطيني لن يكتب لها النجاح

    بعنفوانه الأول الذي عتّقته ثمانون حولاً بحكمة الشيوخ، يرى «الحكيم» جورج حبش الأمور بمنظار فلسطيني واسع (تاريخاً وجغرافيا)، يحنّ لمضارب الصبا والشباب، ويلتقط اللحظة التي يتحول فيها حب الوطن إلى ثورة، ويناقش الماضي والحاضر ووسائل النضال فيهما، ويصرّ على العودة، ويحذر من التآمر عليها، ويعود إلى مقولته الدائمة.. الوحدة ثم الوحدة . الحديث مع الدكتور جورج حبش يطول، انتشلنا بأسئلتنا من جعبته الخبرة، تاركين الأحداث والروايات لحديث ذكريات نأمل أن يكون لنا نصيب فيه ..
    كل هذا كان مفصّلاً في الحوار التالي :
    - من عائلة أرثوذكسية في عام 1926، وُلدتَ في اللد المحتلة، كيف تنظر (الآن) إلى 22 سنة من حياتك، وإلى حلم العودة إلى مرابعها الأولى؟
    * أشكركم على هذه المبادرة الكريمة بإجراء مقابلة لي على صفحات مجلتكم في عددها الأول، آملاً أن يكلل بدرجات النجاح والتوفيق في ما تسعى إليه المجلة من تكريس لمفهوم حق العودة، ودفاعاً عنه وتظهيراً له، ورفضاً لنقيضه من مشاريع التسوية الهادفة إلى دفنه حلماً وواقعاً .
    -أما بشأن رؤيتي إلى السنوات الأولى من حياتي، فهذا سؤال وجداني بامتياز، يثير فيَّ حنيناً دافئاً، لا أزال وأنا في الثمانينات من عمري أحتاج إليه، حنيناً إلى أعزّ كائنٍ في حياتي، إنه الوطن، لقد كان كائناً حياً يحرك في أعماقي؛ طفلاً وشاباً وشيخاً، أجمل معاني ومدلولات الحب والعاطفة، والاشتياق، والحنين، والحاجة إلى الدفء، لطالما احتجت إلى هنيهات من الزمن للاستراحة على صدر هذا الوطن، فقد عشت في كنف هذا الكائن عشرين عاماً، مغموراً بتضاريسه، وسجايا خلقه، وجمال وجهه، وبهاء طلته صباحاً ومساءً، كنت طفلاً أستظلّ بجناحيه وأمارس هوايات الأطفال لعباً على ساحات وديانه وجباله وسندسه الأخضر. كان يحثني على التفكير بمستقبلي، يخلق فيّ دافعاً للحياة الأفضل ..
    لقد غادرت الوطن للدراسة في بيروت لأجل الارتقاء، وكلّي أمل وإصرار على العودة إليه حاملاً معي آمالي وأحلامي وعزمي لأكمل مشواري بين أحضان وطني ..
    وفي لحظة تاريخية فارقة لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي.. افتقدت هذا الوطن..!! افتقدت كياني.. وغار الجرح عميقاً في كل جسدي.. إنها اللحظة الأصعب في حياتي التي حولتني من إنسان عاشق لوطنٍ وحياة إلى سياسي يبحث عن وطن.. وحياة أفضل، ذلك هو السر الذي دفعني إلى أن أوظف كل سنوات عمري لأجل استعادة هذا الوطن. وأستعيد معه كل أحلامي وآمالي .
    إن ساحة الشعور بأهمية الوطن وعشقه تزداد طردياً مع فقدانه وزيادة منسوب المعاناة والتشرد والمطاردة .. فنحن الفلسطينيين نعرف أكثر من غيرنا قيمة الوطن ومعنى ضياع الوطن .. فثمة رابط روحي لم يزل بيننا وبين أرضنا فلسطين لن ينقطع طالما نعيشها هماً ومعاناة .. ومن هنا فإن السنوات الأولى من عمري كانت الأجمل لكنها سرقت مني مع سرقة الوطن . فيأتي سؤالكم العاطفي ليقيم همزة وصل بيني وبين تلك السنوات مجدداً. ولا غرو في القول إن حلم العودة حلم لا ينقطع ولا ينطفئ، لا مع الزمن، ولا مع الشيخوخة.. لكونه حلماً جمعياً للشعب الفلسطيني كلّه وليس لجورج حبش فحسب ..
    - من «كتائب الفداء» و«العروة الوثقى» و«الشبيبة العربية» مروراً بـ«حركة القوميين العرب » و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» وصولاً إلى العمل البحثي الاستراتيجي، كيف يلخص « الحكيم» تجربته النضالية باختصار؟
    > لقد شكل اغتصاب فلسطين، والهزيمة العربية الصدمة التي لا تُحتمل، ولم تفسح لنا مجالاً للتفكير الهادئ وصياغة الرؤية على نحوٍ دقيق وصحيح بما يقود النضال الوطني والقومي نحو الطريقة الأكثر نجاحاً .. كان لا بد من الثأر، ولا بد من إعادة الاعتبار للإنسان الفلسطيني الذي ضاعت أرضه .. فهو في حالة انتظار واستعداد للعودة السريعة. فكان العمل المتواصل، والإرهاصات السياسية والفكرية المختلفة في إطارات سياسية وكفاحية مختلفة، لقد كنا نبحث عن إجابات للأسئلة المباشرة والصعبة، عن أسباب الهزيمة. لم نكن نملك إجابات شافية، فالتجربة وحدها كانت تدلنا على طريق الصواب. ولم نكن نعمل في ظروف عربية وإقليمية ودولية مواتية، إنما في محيط عربي مجافٍ، ومتخلف سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وكنا نعمل فوق قطريات عربية فاقدة لهويتها القومية ومع تصادم مع الرجعيات العربية التي كانت سبباً في الهزيمة العربية ..
    كانت البوصلة نحو فلسطين.. ولكننا لم نكن نعرف كيف نعبر إلى فلسطين.. هل عبر الكفاح المسلح وحده، أم عبر الوحدة أو الاشتراكية، أم الحرية والديمقراطية.. هل عبر البعد القومي أم البعد الوطني. أم كلاهما معاً.. هذا ليس تِيهاً في الطريق، إنما الظروف الموضوعية الصعبة، وطبيعة المراحل السياسية التي مررنا بها، كانت تفرض علينا آليات عمل، وآليات تفكير، لقيادة نضال الشعب الفلسطيني وخلق ظروف مواتية وأفضل.. فلكل مرحلة سياسية استحقاقها في العمل والفكر والسياسية، ولا شك أن تلك التجربة المليئة بالدروس والعبر شكّلت ولا تزال الخميرة اللازمة لنضالات شعبنا التي ما زالت قائمةً لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحقيق العودة وتقرير المصير، ولازمةً لبناء الوعي المقاوم، والتفكير المقاوم، فالنضال يجب أن يتواصل عبر محطاته المختلفة بغض النظر عن تقييم كل مرحلة ..
    - أين كان «حق العودة» في مسيرة «الحكيم» النضالية؟ وكيف ينظر الآن إلى هذا المحور في منظومة العمل النضالي الفلسطيني؟
    > حق العودة هو حق طبيعي، وقانوني، وجمعي وفردي، ليس لأحد في العالم أن يعبث به، فالمسألة واضحة كالشمس، هناك لاجئون أرغموا على ترك أرضهم وديارهم.. لهم الحق في العودة كحق طبيعي، ولهم الحق في العودة وفق قرار من الأمم المتحدة 194، وهو قرار يجيز لهم العودة . والمنطق الطبيعي أن يعودوا لا أن يحل مكانهم مستوطنون قادمون من آفاق الأرض، وعليه فنحن ننظر إلى حق العودة كأساس وجوهر للمسألة الفلسطينية، ولا حلّ سياسياً بدون ربط حق العودة بالأرض والوطن والكيان السياسي للشعب الفلسطيني، فلا معنى لحل سياسي يستبعد أكثر من ستة ملايين فلسطيني في الشتات، إن جذر المشكلة هو اغتصاب الأرض وطرد السكان الأصليين، وحل المشكلة يبدأ بعودة اللاجئين واستعادة الأرض، تلك معادلة لا يجوز التنازل عنها، وأية محاولة لتجزئة الحقوق عبر ما يسمى الأولويات أو الممكن وغير الممكن، والأهم وغير المهم، والمؤجل والراهن لا يخدم جوهر القضية الفلسطينية، لذلك نضالنا يسير وفق رؤية واضحة تترابط فيها كافة الحقوق دون المساس بأحدها.. وهذا لا يعني ضرب مرحلية النضال، إنما يعني الحفاظ على الترابط، وأن لا ينتهك التكتيكيُّ الاستراتيجيَّ .
    - تجربة التخلي عن قيادة تنظيم أو تزعم حركة، تجربة فريدة ونادرة تسجل للدكتور حبش، وهي سابقة في العمل الفلسطيني، هل تجدها ممكنة التكرار في العمل الثوري، وهل أثبتت نجاحها؟
    > دعني أُشِر إلى نقطة أساسية في تفكيري.. وهي أن النضال الوطني يجب أن يقاد عبر المؤسسة القيادية.. والأشخاص أو الرموز قد يصنعون التجربة ويطبعونها بسياستهم وبصماتهم.. إلا أنهم يتركون وراءهم المؤسسة القادرة على المواصلة.. من هنا جاء قراري بالتخلي عن قيادة الجبهة الشعبية، إيماناً مني بتلك الفكرة، وإيماناً مني بإفساح المجال لقادة غرسوا بالنضال، وقناعة مني بأن الجبهة الشعبية لديها القدرة على خلق القيادات.. بالإضافة إلى أهمية الجانب الديمقراطي وتعاقب القيادات على الحزب أو التنظيم.. هي سابقة لكنها رسالة ..
    إنني أجد أن هذه التجربة «التخلي طواعية عن قيادة التنظيم» أمر ممكن ولازم في الحياة السياسية والعمل الثوري.. لكن الأهم أن تتولد القناعات والإرادة الصلبة لأخذ هكذا قرار، وتتوافر الشجاعة الكافية للتخلص من النزعات الذاتية والنرجسية التي تصيب البعض، وطرد هاجس الخوف من فقدان القائد أو الرمز وزنه وحضوره ومكانته بعد تخليه عن القيادة المباشرة. باختصار العمل الجماعي مجسَّداً بالمؤسسة هو الذي يحمي القائد ويجعله حاضراً حتى بعد تخليه عن المسؤولية الأولى ..
    - العمل السياسي والمقاومة والاقتصاد.. و..، نظريات كثيرة تتفاضل وتتكامل في الطريق إلى فلسطين .. السؤال: من خلال أكثر من 55 سنة من تجربتكم النضالية كيف تنظرون إلى هذه المحاور؟
    > إن تكامل أشكال النضال المختلفة السياسية والاقتصادية والكفاحية والإعلامية والجماهيرية كلها معاول يجب أن تستخدم بطريقة واعية وعلمية واستثمارها بأعلى طاقة ممكنة من الكفاءة ووضوح الرؤية.. غير أننا في حالتنا الفلسطينية يجب أن نرى الخاص في نضالنا.. مشكلتنا أننا أمام استعمار استيطاني وإجلائي وعنصري واضطهادي، يجب أن يقاوم بالكفاح المسلح أولاً وفق الظروف المناسبة والممكنة دون أن ننسى الأشكال الأخرى في النضال.. والتجربة علمتنا أن العمل السياسي العربي والفلسطيني معاً لم يثمر حتى الآن في إجلاء المحتل. لذلك يجب أن يتقدم الكفاح على الأشكال الأخرى، وإلا تحول نضالنا إلى نضال مطلبي اقتصادي .
    - ناضل الشعب الفلسطيني بكل فئاته من أجل العودة والتحرير، هل تعتقد أن تجربة حركات المقاومة كانت ناجحة؟
    > إن تقييم حركات المقاومة على أساس أنها حققت أهدافها أو لم تحققها فيه ظلم لشعبنا الفلسطيني وحركاته الوطنية والمقاومة.. إنما نحن ما زلنا نناضل نضالاً تاريخياً يربط برؤية آنية ومستقبلية للشعب الفلسطيني والعربي .. فصراعنا مع العدو صراع تاريخي ومفتوح على مصراعيه، ونحن نتحدث عن عدو صهيوني جاثم على أرضنا.. لكننا نواجه عدواً استعمارياً منذ عدة قرون.. ونضالنا لن يتوقف.. بهذا المعنى لم تفشل حركات المقاومة لكنها أدت وما زالت دورها الوطني والمقاوم في صيرورة تاريخية في مواجهة العدو ..
    أما بالمعنى المباشر فحركات المقاومة لم تحقق حتى الآن الهدف الآني المباشر في تحرير فلسطين، لقد حَمَت حركات المقاومة الهوية الوطنية من الذوبان، وما زالت تشكل حركة ممانعة في الوسط والمحيط العربي في وجه محاولات التسوية والسقوط السياسي.. ويبقى السؤال هل انتصر العدو الصهيوني بالمعنى الاستراتيجي والتاريخي؟ أم أنه انتصر في عدة جولات ومعارك فحسب؟ وهل حقق العدو الصهيوني أمنه؟
    - هل تعتقد أن الحراك النخبوي والشعبي الذي تفاعل بعد أوسلو 1993 ، من خلال المؤتمرات واللجان والمؤسسات العاملة من أجل «حق العودة»، سيكون فعالاً وذا تأثير في هذا المجال؟

    > بلا شك.. ما دمنا نتحدث عن نضال وصراع تاريخي ومفتوح على المدى السياسي والاقتصادي والكفاحي والجماهيري، فإن كافة المؤتمرات واللجان والمؤسسات التي تعمل من أجل حق العودة، سيكون لها أثرٌ فعّالٌ وناجحٌ، أولاً في إظهار طبيعة الحق الفلسطيني «حق العودة».. وثانياً في كفاءة النضال من أجله بكل السبل حتى نستحق هذا الحق.. وثالثاً في منع المساومات السياسية على هذا الحق.. ورابعاً لتأسيس سياج جماهيري وشعبي وسياسي حول هذا الحق لمنع التفريط به من قبل النخب السياسية التي تستهين بهذا الحق الطبيعي.. وخامساً أن هذه المؤسسات واللجان هي مؤسسات مدنية سياسية واجتماعية وقانونية قادرة على أن تعمل في كافة مناطق العالم بدون اتهامها بالإرهاب والمقاومة.. من هنا تأتي أهميتها وضرورتها في هذه المرحلة السياسية، لكني في الوقت نفسه أحذر من أية محاولات لتسييسها من قبل بعض المؤسسات الدولية لحرفها عن أهدافها الوطنية، وحق العودة، بالذات .
    - كيف تنظر إلى المؤتمرات والوثائق التي تتجاهل «حق العودة» كوثيقة (أبو مازن – بيلين ) ومؤتمر روما ومؤتمر جنيف؟ ما هي فرص نجاحها في الدفع باتجاه حل أو تسوية بدون «حق العودة» في ظل «لاءات» بوش الأربع (القدس، الحدود، المستوطنات، اللاجئين)؟
    > كما قلت في أجوبتي السابقة إننا في حالة صراع مفتوح، ونضال مستمر، وصيرورة تاريخية في مواجهة المعتدي.. وليس مستغرباً أن يظهر على هامش هذه الصيرورة النضالية من يعبث بالحق الفلسطيني بصرف النظر عن الأسماء والمسميات، وكل محاولة للعبث بهذه الحقوق الوطنية عن وعي أو بدون وعي هي بمثابة كوابح سياسية وعملية لمسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وعليه فإن كل المؤتمرات واللاءات والوثائق التي تنتقص من الحق الفلسطيني لن يكتب لها النجاح بفعل تمسك الشعب الفلسطيني بكافة حقوقه وثوابته. هل استطاعت أوسلو ووثائقها أن تنهي الحق الفلسطيني، أو تعيد جزءاً من الحق الفلسطيني؟ إن «إسرائيل» تستطيع أن تقول لاءاتها. ولكن كل واحدة من هذه اللاءات سيواجهها شعبنا بضراوة كفاحياً وسياسياً واستراتيجياً.. ويجب أن يدرك الجميع أن القضية الفلسطينية لا تنحصر في عناوين هذه اللاءات الأربع.. إنما هي الأرض والشعب معاً، أي فلسطين التاريخية ..
    - « حق العودة» موجود ومؤكد في القرارات الدولية، ولكن هل هو مضمون وثابت، أم أنه قد يتم محوه وتغييره لاحقاً؟
    > قرار حق العودة 194، هو حق قانوني من الشرعية الدولية، وعلى الرغم من أن هذا القرار يحمل في ثناياه الاعتراف بـ«إسرائيل»، والإجحاف بالحقوق الوطنية الفلسطينية، إلا أنه يسلّط الضوء على قضية اللاجئين الإنسانية والسياسية، ويعطي الحق لعودة هؤلاء.. «إسرائيل» أخذت في حينها ما يناسبها من القرار لتدعيم شرعيتها ووجودها في الأمم المتحدة.. واليوم تريد أن تأخذ الجزء الآخر من القرار الذي في صالح الشعب الفلسطيني.. ولما كانت الشرعية الدولية محصّلة ميزان قوى دولي تتحكم فيه القوى الإمبريالية وعلى رأسها أمريكا، فليس هناك ما يمنع في لحظة ما بعد أن تتواطأ أمريكا مع أصدقائها و«إسرائيل» على هذا الحق وتعمل على محوه أو تعديله في الأمم المتحدة أو مجلس الأمن وفق الرؤية الإسرائيلية، ومستأنسة بالرؤية العربية الجديدة (المبادرة العربية) وكذلك بالهبوط الفلسطيني على مستوى القيادة السياسية .. وهناك سابقة في محو بعض قرارات الأمم المتحدة بشأن اعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية .
    إن هذه الإمكانية واردة لكنها الآن مستبعدة في ضوء البحث عن «حل عادل ومتفق عليه» والأمر مرهون أيضاً بمدى اشتداد الرفض الفلسطيني الشعبي والسياسي لأية محاولات لشطب حق العودة.. وهنا تأتي أهمية لجان ومؤسسات حق العودة .
    - في العالم الأحادي القطبية، اختلفت وسائل النضال وفُرص التوازن عن الزمن الذي ناضلتم فيه، ما هي نصائح «الحكيم» في هذه المرحلة؟
    > بلا شك إن المرحلة السياسية الراهنة ليست ذاتها التي انطلقت منها الثورة الفلسطينية المعاصرة.. وبالتالي الشيء الطبيعي أن تختلف وسائل وأشكال النضال، وأولويات النضال وفقاً للظروف المناسبة، وعلى القيادات الفلسطينية المناضلة أن تقرأ اللوحة الدولية بكل تضاريسها كي تعرف أين موقعها في هذا الصراع الدائر على مستوى العالم.. وابتداع الأشكال النضالية المناسبة، كما عليها أن تدرك أن هذا التوازن الآن، بل الاختلال بتوازن القوى الدولية ليس إلا مرحلة سياسية قد تقصر أو تطول. فلا يجب على هذه القيادات أن تقدم على تنازلات تحت وطأة هذا العالم الأحادي القطبية.. فهو عالم ليس سرمدياً وأبدياً .. إنما عليها أن تؤسس لحركة وعي وطنية وقومية جديدة لدى الإنسان الفلسطيني والعربي، مضمونها بعث الهوية الوطنية والقومية لجهة عدم الاندماج في ما يسمى الهوية العالمية.. هذا تضليل من قبل الآخر لتسهيل مهمته في احتلال الأرض والعقل والثقافة .
    - كلمة أخيرة إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات والغرب؟
    > كلمتي إلى الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة.. أذكّرهم بأن الاستعمار بكافة أشكاله سيرحل عن أرضنا ولنا بالتاريخ عبرة.. لكن الأمر يحتاج أولاً إلى الوحدة، ثم الوحدة، ثم الوحدة.. وإن فلسطين هي الهدف، والهدف الراهن والاستراتيجي، فلا نجعل من خلافاتنا وصراعاتنا الداخلية على السلطة الوهمية والتي هي تحت الاحتلال مجالاً لانتصار الآخر علينا .
    وأدعو الشعب الفلسطيني إلى تنظيم صفوفه، عبر الحوار الوطني الشامل والبنّاء لأخذ زمام المبادرة من العدو، والعمل على وضع الخيار الكفاحي أمام الجميع .
    رسالتي إلى الشعب الفلسطيني أن الدم الفلسطيني حرام حرام، ولا يجب أن يراق إلا في مواجهة العدو الأكبر

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:28 pm