أزمة حكومة غزة المالية تعمق مظاهر الكساد في غزة
حرص جمال رشيد، 34 عاما، على العودة إلى بيته عبر طريق التفافي وعدم السير عبر الشارع الرئيس الذي يفضي إليه، تجنبا للإحراج الذي ينطوي عليه مروره من أمام البقالة التي تتوسط حيه في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.
والسبب وراء هذا الالتفاف هو أن جمال الذي يعمل في إحدى المؤسسات التابعة لحكومة غزة لن يتمكن للشهر الثاني على التوالي من تسديد ما عليه من دين للبقالة، لأنه لم يحصل إلا على جزء من راتبه الشهري جراء الضائقة المالية التي تمر بها الحكومة والناجمة عن عدم القدرة على تمرير الأموال إلى داخل القطاع.
وقال جمال لـ«الشرق الأوسط» إنه حصل على مبلغ 1500 شيكل (نحو 300 دولار)، مع أن راتبه الشهري يبلغ 2500 شيكل، مشيرا إلى أن ما حصل عليه من سلفة بالكاد يكفي لتدبير شؤون عائلته المكونة من ستة أفراد حتى نهاية الشهر، ولا يكفي لسداد الدين.
والآلاف من الموظفين في أجهزة حكومة غزة هم على شاكلة جمال ويمرون بنفس الظروف التي مر بها جمال. فهناك نحو 22 ألف موظف تابعين لحكومة غزة، لم يحصلوا إلا على مبلغ 1500 شيكل، وأما كبار الموظفين فلم يحصلوا على أي مبلغ للشهر الثالث على التوالي.
وأثرت الأزمة الحالية على أنماط الحياة الاجتماعية للكثير من الموظفين، الذين باتوا يدركون أن هذه الضائقة قد تطول. فبعد تأجيل حفل زفافه أكثر من مرة لعدم توفر المال الكافي، قرر خليل شتي، 25 عاما، عقد الحفل بعد أن توصل لاتفاق مع خطيبته وعائلتها على تخفيض متطلبات الزواج بشكل كبير، وضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه، قرر العروسان كما قال شتي لـ«الشرق الأوسط»، عدم عقد الحفل في صالة للأفراح، بل في منزل العريس مع تقليص عدد الدعوات الموجهة لحضور الحفل لتقتصر على عدد محدود من الأقارب والجيران والأصدقاء، بالإضافة إلى أوجه عدة من التقليصات.
وكان للأزمة الحالية أثر واضح في تعميق مظاهر الكساد التجاري في قطاع غزة. ففي العادة يشهد مطلع كل شهر، حركة نشطة في أسواق القطاع، وهي فترة ينتظرها أصحاب المحال التجارية وأصحاب محلات بيع الملابس وأصحاب البسطات المتنقلة، الذين يقومون بنصب بسطاتهم قرب البنوك لاصطياد الزبائن ورواتبهم لا تزال بين أيديهم أو في جيوبهم.
ويمضي سليم يوسف، 43 عاما، صاحب إحدى البسطات الكبيرة في شارع عمر المختار الرئيس الذي يقسم مدينة غزة إلى نصفين، أكثر الوقت وهو يتبادل أطراف الحديث مع صاحب أحد المحلات في المكان، وهو يلاحظ الناس يمرون من أمام بسطته دون اكتراث. وقال سليم: «في بعض الأيام بالكاد أحصل على ثمن نقل الملابس، لا يوجد ميل لدى الناس للشراء، على الرغم من أننا نعرض ملابس بأسعار زهيدة نسبيا».
ويتفق الخبراء الاقتصاديون في القطاع مع ما تقوله حكومة غزة من أن الأزمة الحالية ناجمة بشكل أساسي عن عدم قدرتها على إدخال الأموال وليس لعدم توفر الأموال، لكنهم في المقابل يؤكدون أن حدوث انفراج في الأزمة سيكون مشروطا فقط بتطورات سياسية، لا تلوح في الأفق.
نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط
حرص جمال رشيد، 34 عاما، على العودة إلى بيته عبر طريق التفافي وعدم السير عبر الشارع الرئيس الذي يفضي إليه، تجنبا للإحراج الذي ينطوي عليه مروره من أمام البقالة التي تتوسط حيه في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.
والسبب وراء هذا الالتفاف هو أن جمال الذي يعمل في إحدى المؤسسات التابعة لحكومة غزة لن يتمكن للشهر الثاني على التوالي من تسديد ما عليه من دين للبقالة، لأنه لم يحصل إلا على جزء من راتبه الشهري جراء الضائقة المالية التي تمر بها الحكومة والناجمة عن عدم القدرة على تمرير الأموال إلى داخل القطاع.
وقال جمال لـ«الشرق الأوسط» إنه حصل على مبلغ 1500 شيكل (نحو 300 دولار)، مع أن راتبه الشهري يبلغ 2500 شيكل، مشيرا إلى أن ما حصل عليه من سلفة بالكاد يكفي لتدبير شؤون عائلته المكونة من ستة أفراد حتى نهاية الشهر، ولا يكفي لسداد الدين.
والآلاف من الموظفين في أجهزة حكومة غزة هم على شاكلة جمال ويمرون بنفس الظروف التي مر بها جمال. فهناك نحو 22 ألف موظف تابعين لحكومة غزة، لم يحصلوا إلا على مبلغ 1500 شيكل، وأما كبار الموظفين فلم يحصلوا على أي مبلغ للشهر الثالث على التوالي.
وأثرت الأزمة الحالية على أنماط الحياة الاجتماعية للكثير من الموظفين، الذين باتوا يدركون أن هذه الضائقة قد تطول. فبعد تأجيل حفل زفافه أكثر من مرة لعدم توفر المال الكافي، قرر خليل شتي، 25 عاما، عقد الحفل بعد أن توصل لاتفاق مع خطيبته وعائلتها على تخفيض متطلبات الزواج بشكل كبير، وضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه، قرر العروسان كما قال شتي لـ«الشرق الأوسط»، عدم عقد الحفل في صالة للأفراح، بل في منزل العريس مع تقليص عدد الدعوات الموجهة لحضور الحفل لتقتصر على عدد محدود من الأقارب والجيران والأصدقاء، بالإضافة إلى أوجه عدة من التقليصات.
وكان للأزمة الحالية أثر واضح في تعميق مظاهر الكساد التجاري في قطاع غزة. ففي العادة يشهد مطلع كل شهر، حركة نشطة في أسواق القطاع، وهي فترة ينتظرها أصحاب المحال التجارية وأصحاب محلات بيع الملابس وأصحاب البسطات المتنقلة، الذين يقومون بنصب بسطاتهم قرب البنوك لاصطياد الزبائن ورواتبهم لا تزال بين أيديهم أو في جيوبهم.
ويمضي سليم يوسف، 43 عاما، صاحب إحدى البسطات الكبيرة في شارع عمر المختار الرئيس الذي يقسم مدينة غزة إلى نصفين، أكثر الوقت وهو يتبادل أطراف الحديث مع صاحب أحد المحلات في المكان، وهو يلاحظ الناس يمرون من أمام بسطته دون اكتراث. وقال سليم: «في بعض الأيام بالكاد أحصل على ثمن نقل الملابس، لا يوجد ميل لدى الناس للشراء، على الرغم من أننا نعرض ملابس بأسعار زهيدة نسبيا».
ويتفق الخبراء الاقتصاديون في القطاع مع ما تقوله حكومة غزة من أن الأزمة الحالية ناجمة بشكل أساسي عن عدم قدرتها على إدخال الأموال وليس لعدم توفر الأموال، لكنهم في المقابل يؤكدون أن حدوث انفراج في الأزمة سيكون مشروطا فقط بتطورات سياسية، لا تلوح في الأفق.
نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007