غزة- عادل زعرب
لم يكن الحاج جمعة سليمان القاضي (83 عامًا) يعلم أن قوات الاحتلال ستدمر منزله بعد 57 عامًا على رحيله من أرضه في (بئر السبع)؛ حيث اتكأ على عصاه بين أنقاض منزله الذي أصبح أثرًا بعد عين يرقب بعينين دامعتين داخل خيمته البيضاء منزله الذي سوَّته جرافات الاحتلال بالأرض عقب توغلها في منطقة حيِّ السلام خلال العام الماضي، وشردت أكثر من 30 عائلةً كانت تقطن هذه المنطقة المنكوبة.
هجرونا بالرعب
وتذكر الحاج "القاضي" جيدًا تلك اللحظات العصيبة التي مرت به وعائلته في رحلة الهجرة عن بيته وأرضه، وقال: شردت من عائلتي وأنا شاب، وكنت حينها متزوجًا جديدًا، وتنامت إلى مسامعنا المجازر الصهيونية في القرى الفلسطينية المجاورة، فيما كانت مجموعات وعصابات الصهاينة تهاجم أراضينا، وتحرق محاصيلها، وتستفرد بالمواطنين العائدين من أراضيهم، وتقتلهم بعدما تزرع الخوف والهلع في نفوسهم، وكانت تبتكر أساليب دنيئة في التعذيب، وإذلال أبناء شعبنا؛ حيث يتركون أحدًا ممن شاهدوا المجزرة حيًّا كي يروي لأهل القرية ما شاهد من ترويع وآلام، وأذكر جيدًا عندما جاء أحد أبناء قريتنا، وهو مذعور ويُدعى "محمد"، وكان في الثامنة عشرة من عمره، وروى لنا ما شاهد من دماء وأشلاء على قارعة الطريق.
ويعيش الحاج "القاضي" في خيمة نصبتها له وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، بعدما توغلت بتاريخ 15/10/2003م في حي السلام، وحاصرت المنطقة بالكامل، واعتقلت حفيده خالد حسن القاضي (28عامًا) وهو أحد قادة سرايا القدس في رفح، وهدمت ما يزيد على 20 منزلاً، وأصبح أهالي الحي لاجئين مشرَّدين بلا مأوًى من جديد.
من رحيل إلى رحيل
الحاجة نعمة خميس سلامة- أم زهر (75 عامًا) والتي ولدت في قرية يبنا الواقعة جنوبي مدينة يافا في العام 1927م.. بعد وقوع النكبة، وبعد أن شارك زوجها المتوفَّى الحاج محمود سلامة مع أهل يبنا في الدفاع عنها، وتتذكر الحاجة أم زهر تلك اللحظات؛ حيث تقول: "كان التوجُّه سيرًا على الأقدام شطر قرية أسدود، وسكنَّا في حمامة، ومن ثم المجدل، ولاحَقَنا الطيران الصهيوني هناك، ورحلنا إلى قطاع غزة وسكنَّا في خان يونس ومِن ثمَّ رحلنا إلى مصر، ومن ثَمَّ استقر بنا الحال في مخيم رفح للاجئين.
مجازر بشعة
وعن المجازر التي حدثت قبل قيام دولة الكيان الصهيوني تتذكر الحاجة أم زهر وتقول: "لا أنسى أن القصف الصهيوني تسبَّب في بتر قدم والدي الحاج خميس سلامة، ولا أنسى يوم أن قصفت الطائرات الصهيونية سوق قريتنا، واستُشهد أربعة من شباب عائلة العريان دفعةً واحدةً، وكانت العصابات الصهيونية تدمر القرى بالكامل؛ حيث رأيت في رحلة الهجرة المباني المهجورة والأثاث المحطم والخراب والدمار"، وتابعت أم زهر تقول: "عندما اقتحموا قريتنا أخذوا يقتلون كل ما يجدون في طريقهم، وحاصروا القرية، وتركوا ممرًّا واحدًا للقرية آمنًا؛ لكي يتسنى لأهالي القرية الرحيل".
وتتذكر الحاجة أم زهر مذبحة دير ياسين، حيث تقول: "في شهر أربعة عام 1948م، سمعنا أن العصابات الصهيونية حاصرت قرية دير ياسين الواقعة على أطراف القدس، وسمعنا- عبر التجَّار الذين كانوا يأتون إلى قريتنا- أن هذه العصابات هاجمت القرية، وقتل منهم 250 أغلبهم من العجائز والنساء والأطفال، وجُرِح أكثر من 300 آخرون".
وواصلت الحاجة أم زهر قصتها مع مجازر الاحتلال؛ حيث قالت: "لاحقتنا المجازر الصهيونية بعد رحيلنا وهِجرتنا؛ حيث استُشهد صهري- زوج ابنتي- وهو الشهيد سمير محمد سلامة عام 1990م، والذي استُشهد أثناء تعذيب جنود الاحتلال الصهيوني له داخل سجون الاحتلال، واتهموه حينها أنه أعدم نفسه داخل الزنازين"، واختتمت الحاجة أم زهر حديثها معنا بعبارتها التي تردِّدها دائمًا: "يا ريت بقينا في أرضنا نأكل خبيزة ولا رحلنا عن البلاد"!!.
ويتواصل الرحيل
وقد أعاد الزمن نفسه، فقد أصبحت عائلة المواطن إسماعيل رضوان (53 عامًا) ضحية لثلاث هجرات متتالية حلت به حيث قال: "لم تكتف جرافات الاحتلال بتدمير منزلي الكائن في مخيم (يبنا) خلال عملية الحل الجذري؛ بل لاحقتني إلى منزلي الذي استأجرته في بلوك (O) مؤخرًا ودمرته أيضًا نهاية الشهر الماضي".
وتساءل رضوان الذي هجر قسرًا من بلدة عاقر عام 1948م بينما كان يتوسد حجرًا كبيرًا بين أنقاض المنازل المدمَّرة لماذا كل هذا الدمار؟! وما الذي سيجنيه الصهاينة من وراء ذلك سوى مزيدٍ من الصمود الفلسطيني والتضحية؟! وأين هو المجتمع الدولي- الذي يتباهى بحقوق الإنسان- من أبسط حقوقنا الضائعة والتي ينتهكها الاحتلال صباح مساء؟!".
وأضاف: "لا أعرف إلى أين سأذهب.. المهم أن أغادر منطقة الموت هذه وأن أنجوَ بنفسي وعائلتي، فالثكنات العسكرية الصهيونية على طول الشريط الحدودي والجدار الحديدي لا تتوقف أبدًا عن استهدافنا، والموت أصبح يطاردنا حتى في أحلامنا، وتابع: "حتى أطفالنا أصبحوا غير عاديين، ويقومون بتصرفات غريبة من شدة الخوف".
لم يكن الحاج جمعة سليمان القاضي (83 عامًا) يعلم أن قوات الاحتلال ستدمر منزله بعد 57 عامًا على رحيله من أرضه في (بئر السبع)؛ حيث اتكأ على عصاه بين أنقاض منزله الذي أصبح أثرًا بعد عين يرقب بعينين دامعتين داخل خيمته البيضاء منزله الذي سوَّته جرافات الاحتلال بالأرض عقب توغلها في منطقة حيِّ السلام خلال العام الماضي، وشردت أكثر من 30 عائلةً كانت تقطن هذه المنطقة المنكوبة.
هجرونا بالرعب
وتذكر الحاج "القاضي" جيدًا تلك اللحظات العصيبة التي مرت به وعائلته في رحلة الهجرة عن بيته وأرضه، وقال: شردت من عائلتي وأنا شاب، وكنت حينها متزوجًا جديدًا، وتنامت إلى مسامعنا المجازر الصهيونية في القرى الفلسطينية المجاورة، فيما كانت مجموعات وعصابات الصهاينة تهاجم أراضينا، وتحرق محاصيلها، وتستفرد بالمواطنين العائدين من أراضيهم، وتقتلهم بعدما تزرع الخوف والهلع في نفوسهم، وكانت تبتكر أساليب دنيئة في التعذيب، وإذلال أبناء شعبنا؛ حيث يتركون أحدًا ممن شاهدوا المجزرة حيًّا كي يروي لأهل القرية ما شاهد من ترويع وآلام، وأذكر جيدًا عندما جاء أحد أبناء قريتنا، وهو مذعور ويُدعى "محمد"، وكان في الثامنة عشرة من عمره، وروى لنا ما شاهد من دماء وأشلاء على قارعة الطريق.
ويعيش الحاج "القاضي" في خيمة نصبتها له وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، بعدما توغلت بتاريخ 15/10/2003م في حي السلام، وحاصرت المنطقة بالكامل، واعتقلت حفيده خالد حسن القاضي (28عامًا) وهو أحد قادة سرايا القدس في رفح، وهدمت ما يزيد على 20 منزلاً، وأصبح أهالي الحي لاجئين مشرَّدين بلا مأوًى من جديد.
من رحيل إلى رحيل
الحاجة نعمة خميس سلامة- أم زهر (75 عامًا) والتي ولدت في قرية يبنا الواقعة جنوبي مدينة يافا في العام 1927م.. بعد وقوع النكبة، وبعد أن شارك زوجها المتوفَّى الحاج محمود سلامة مع أهل يبنا في الدفاع عنها، وتتذكر الحاجة أم زهر تلك اللحظات؛ حيث تقول: "كان التوجُّه سيرًا على الأقدام شطر قرية أسدود، وسكنَّا في حمامة، ومن ثم المجدل، ولاحَقَنا الطيران الصهيوني هناك، ورحلنا إلى قطاع غزة وسكنَّا في خان يونس ومِن ثمَّ رحلنا إلى مصر، ومن ثَمَّ استقر بنا الحال في مخيم رفح للاجئين.
مجازر بشعة
وعن المجازر التي حدثت قبل قيام دولة الكيان الصهيوني تتذكر الحاجة أم زهر وتقول: "لا أنسى أن القصف الصهيوني تسبَّب في بتر قدم والدي الحاج خميس سلامة، ولا أنسى يوم أن قصفت الطائرات الصهيونية سوق قريتنا، واستُشهد أربعة من شباب عائلة العريان دفعةً واحدةً، وكانت العصابات الصهيونية تدمر القرى بالكامل؛ حيث رأيت في رحلة الهجرة المباني المهجورة والأثاث المحطم والخراب والدمار"، وتابعت أم زهر تقول: "عندما اقتحموا قريتنا أخذوا يقتلون كل ما يجدون في طريقهم، وحاصروا القرية، وتركوا ممرًّا واحدًا للقرية آمنًا؛ لكي يتسنى لأهالي القرية الرحيل".
وتتذكر الحاجة أم زهر مذبحة دير ياسين، حيث تقول: "في شهر أربعة عام 1948م، سمعنا أن العصابات الصهيونية حاصرت قرية دير ياسين الواقعة على أطراف القدس، وسمعنا- عبر التجَّار الذين كانوا يأتون إلى قريتنا- أن هذه العصابات هاجمت القرية، وقتل منهم 250 أغلبهم من العجائز والنساء والأطفال، وجُرِح أكثر من 300 آخرون".
وواصلت الحاجة أم زهر قصتها مع مجازر الاحتلال؛ حيث قالت: "لاحقتنا المجازر الصهيونية بعد رحيلنا وهِجرتنا؛ حيث استُشهد صهري- زوج ابنتي- وهو الشهيد سمير محمد سلامة عام 1990م، والذي استُشهد أثناء تعذيب جنود الاحتلال الصهيوني له داخل سجون الاحتلال، واتهموه حينها أنه أعدم نفسه داخل الزنازين"، واختتمت الحاجة أم زهر حديثها معنا بعبارتها التي تردِّدها دائمًا: "يا ريت بقينا في أرضنا نأكل خبيزة ولا رحلنا عن البلاد"!!.
ويتواصل الرحيل
وقد أعاد الزمن نفسه، فقد أصبحت عائلة المواطن إسماعيل رضوان (53 عامًا) ضحية لثلاث هجرات متتالية حلت به حيث قال: "لم تكتف جرافات الاحتلال بتدمير منزلي الكائن في مخيم (يبنا) خلال عملية الحل الجذري؛ بل لاحقتني إلى منزلي الذي استأجرته في بلوك (O) مؤخرًا ودمرته أيضًا نهاية الشهر الماضي".
وتساءل رضوان الذي هجر قسرًا من بلدة عاقر عام 1948م بينما كان يتوسد حجرًا كبيرًا بين أنقاض المنازل المدمَّرة لماذا كل هذا الدمار؟! وما الذي سيجنيه الصهاينة من وراء ذلك سوى مزيدٍ من الصمود الفلسطيني والتضحية؟! وأين هو المجتمع الدولي- الذي يتباهى بحقوق الإنسان- من أبسط حقوقنا الضائعة والتي ينتهكها الاحتلال صباح مساء؟!".
وأضاف: "لا أعرف إلى أين سأذهب.. المهم أن أغادر منطقة الموت هذه وأن أنجوَ بنفسي وعائلتي، فالثكنات العسكرية الصهيونية على طول الشريط الحدودي والجدار الحديدي لا تتوقف أبدًا عن استهدافنا، والموت أصبح يطاردنا حتى في أحلامنا، وتابع: "حتى أطفالنا أصبحوا غير عاديين، ويقومون بتصرفات غريبة من شدة الخوف".
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007