يزخر الوجدان الشعبي الفلسطيني المتصل بظاهرة البحر بالعديد من التكوينات النفسية والاجتماعية المتباينة المتغلغلة في الكثير من معارفه وعاداته ومعتقداته الشعبية والأسطورية المتشعبة التي يمكن اعتبارها "عنصراً من عناصر الكيان الفكري والعاطفي عند جمهور الشعب ، انخرطت إليه من الماضي السحيق وأعانها على البقاء إن الإنسان عامة لم يبرح بعيداً عن تطبيق العلم على الطبيعة وبعيداً عن أن يسيطر على غوامضها وأسرارها "
1- فكثير من المعتقدات انبثقت من فهم الإنسان البدائي ، ففي كل مكان من العالم الشاسع الغامض الذي كان يحيط به نجد انه كان شديد الإحساس بالقوى الظاهرة و الخفية ،ورغم أنه كان يشعر بتأثيرها من حوله فإنه لم يكن يستطيع أن يفهمها فهماً واضحاً.
2- وهذا الهامش المجهول هو التربة الخصبة لنمو الوهم وبقائه ، وذلك فضلاً عن الأسباب الاجتماعية الأخرى الناجمة عن تشجيع الطبقات الحاكمة لكثير من المفاهيم الأسطورية غير المرتبطة بالواقع الزماني أو المكاني في محاولة لمنع اتخاذ مواقف حاسمة إزاء القضايا الاجتماعية المثارة.
يقول فيشر : "إننا لنخطئ أفدح الخطأ إذا سخرنا من اعتقاد الإنسان بالخرافات أو من سعيه لترويض الطبيعة عن طريق المحاكاة والعرافة والحركات الإيقاعية الجماعية وما شاكلها .
ولا شك في أنه وهو المبتدئ في ملاحظة قوانين الطبيعة واكتشاف علاقة العلة والمعلول وإقامة عالم واع تؤلفه الرموز الاجتماعية والكلمات والمفاهيم والمصطلحات ، لا شك في أنه وصل إلى نتائج خاطئة لا تقع تحت حصر فكوَّن كثيراً من الأفكار المغلوطة من أساسها ـ وهي أفكار ما زال معظمها قائماً في لغتنا وفلسفتنا في صورة من الصور ـ ومع ذلك فهو عندما أوجد الفن كان قد اكتشف وسيلة حقيقية لزيادة قوته وإثراء حياته ".
3- هذا الترابط العضوي بين الذهن الشعبي والطبيعة ـ رمز المنح أو المنع ـ المتكوكبة حول كثير من العلاقات الاعتقادية المبطنة بالعجز بحيث لا يمكن لأحد أن يتجاهل تأثيرها على كافة أشكال السلوك البشري في مختلف الظروف والمواقف الحياتية ، تدل على رغبة الإنسان في الارتباط بقوى غيبية يخضع لها ولا يستطيع الاستغناء عنها في سعيه الدائم نحو تحقيق غاياته وحاجياته .
" فالإنسان ككائن حي يخضع لمقتضيات البيئة و الوراثة و ضرورات الصراع بينه و بين الطبيعة من جانب و بينه و بين نفسه من جانب آخر ، لهذا كان التراث الإنساني كله تعبيراً عن حركة هذه المجموعة من المتناقضات التي يتجاور فيها السلب مع الإيجاب ، الفعل و رد الفعل ، التخلف و التقدم ، الشد والجذب ، المد والجزر إلى غير ذلك من أقطاب متصارعة في مختلف أشكال المادة الحية و الجامدة و مختلف أشكال الفكر و الصورة ".
4- في مثل هذا الاستيعاب يمكن التعرض لبعض من الطقوس والمعتقدات الشعبية الفلسطينية المحكومة بخليط من الحيرة والضعف والرجاء مقابل إمكانيات البحر الهائلة ، الفائقة ، الحاسمة .
مراسم أربعاء أيوب : تعزو الذهنية الشعبية سبب شفاء النبي العربي أيوب ، رمز الصبر ونموذج القدرة على تحمل الداء الذي أصابه و ورد ذكره عبر الكتب المقدسة إلى حقيقة اغتساله بماء البحر المطهر الشافي ، و قد تغلغل هذا المثل الأعلى للصبر في الوجدان الشعبي الفلسطيني فاتخذ له موسماً سنوياً ، كما خلد ذكراه بإطلاق اسمه على العديد من الأماكن مثل : دير أيوب في منطقة الرملة و بئر أيوب في منطقة سلوان في القدس و عين أيوب في منطقة رام الله .
لذا لم يكن مستغرباً أن تنبع عادة استحمام إنساننا الشعبي بمياه البحر يوم أربعاء أيوب ، أو أربعاء العطاء والشفاء ، الذي يسبق من ناحية توقيتية أحد الفصح الخاص بالمسيحيين الشرقيين مباشرة حيث نلمح هذا الدعاء الاستغاثي ، المتزامن وتتابع الموج من قبل المصابين بأمراض جلدية أو قروح مستعصية :
يا للي بريت أيوب
أبرينا من هالداء
يا للينجيته بالدعا
نجينا من هالبلاء
يا رب يا شافي
بحق سبع بحور
ارفععذابك ومقتك
عن عبدك المغرور
بينما تردد الفتيات اللواتي يكاد يفوتهن قطار الزواج هذه الأغنية في أثناء اغتسالهن بماء أيوب أو ماء العطاء:
يا بحر جيتكزايرة
من كثر ما أنا بايرة
كل البنات تجوزت
وأنا ع شطك دايرة
5- هذه المناشدة ، اللهفة ، تأصل لحقيقة التجاء الإنسان في لحظات عجزه المتمثل هنا في خلله الجسماني : المرض أو خلله الاجتماعي والبيولوجي : (اللا ألفه وعدم الزواج ) إلى قوى خارقة يظن أنها " تغضب وترضى ، تعطي وتمنع ، تنفع وتضر ، من هنا ألبسها روحاً خاصة وأسند إليها إرادة كاملة وأخذ يحدد علاقته بها من حيث أنها كائن حي قادر على التدخل في حياته اليومية
طقوسيات العاقر : التداخل ذاته يمكن استشفافه من خلال تلك الطقوسيات الخاصة بالمرأة العاقر ، والمتجلية في تغطيس رأسها بعد ربطه بمجموعة من الخرز في ماء البحر بعدد سبع موجات بواسطة سيدة متخصصة ، بكل ما يحمله العدد (7) من مدلولات متوارثة " توحي بالقداسة والكثرة والتشاؤم أحياناً نظراً لارتباط هذا العدد بالكثير من المخلوقات والظواهر الكونية والمراسيم الاعتقادية التي جاءت وفقه " مع ترديد هذه الأدعية المستنجدة بالأولياء أو الوسطاء:
لا كباس ولا باس
إلا أولاد زي أولادالناس
بحياة الخضر وأبو العباس
رب البحر والسما تفك عسيرها
وتعطيها صبيينور حصيرها
رب البحر والسما تحل عقدتها
وتعطيها صبي يزين حارتها
هذه المنظومات المليئة بالقلق والتلهف على فك العسر العقدة ، الربط ـ العمل ـ تجسيد لرغبات متراكمة مرهونة (بنجدة) الإنجاب المأمول في مجتمع يفرق بين المرأة العاقر "الشجرة غير المثمرة " وبين المرأة "المثمرة " الولود ، ذات المكانة الأسرية الأهم نسبياً من جهة ، إضافة إلى تفريقه بين حضور البنت "موت البنات من المكرمات " وبين حضور الولد ، الصبي ، الذكر " يا ريت على هالطلق تجيب غلام " ، الذي يمسح بمقدمه جميع الهموم والضغوطات النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها المرأة العاقر أو المرأة ـ الخلل الاجتماعي والجسماني والنفسي ـ في نظر المجتمع .
يا بحر راسيعريانة بدي ولد يغطيها
وان ما جاني ولد لقد ثيابي وارميها
يا بحر جيتكمدهوشة بدي ولد وله شوشة
يا بحر جيتك عطشانة بدي ولد شوشته مرجانةيا بحرجيتك مشتطة بدي ولد ع راسه حطةيا بحر جيتك من دغشي بدي ولد يدحدح ويمشي يا رب تعطيني زي الصبايا يا رب الجبر يا رب
وحالما تنتهي المرأة العاقر من ترديد تلك الأدعية تجلس على الرمل ووجها إلى البحر حيث يقذف أحد الصيادين فوقها شبكته ، إذ يسود الاعتقاد بأن لخيوط الغزل المجدول القدرة على دفع كافة المسببات التي أدت إلى ذلك اللاإخصاب " وتأخذ أسطورية غزل الخيوط منحاها من خلال وضوح علاقة جدل الحبال بالنفث في العقد وشحنها بالتعاويذ السحرية حتى أن بعض الناس كانوا يحملون قطعة من شبكة الصيد لدفع نفث الساحرين عنهم " وبعد الانتهاء من كل المراسيم المحددة تعود المرأة ـ الطقوس ـ إلى بيتها من طريق أخر مخالف للطريق التي قدمت منها.
طقوسيات الولد المصاب : يغسل الولد المتأخر النمو ، أو المصاب بالكبسة أو بتلبس القرين والروح الشريرة بحسب المعتقد الشعبي في مياه البحر يوم أحد ولعل اختيار هذا اليوم عائد إلى تأثيرات دينية مختلطة متناقلة .
ويلي ذلك دفن المصاب في حفرة على الشاطئ حتى رقبته وسط ندب ذويه إلى أن يدهمه العرق بينما تندفع الزغاريد مشفوعة بالدعاء والتعاويذ :
يا رب تشفيه
وتباركفيه
ومن القبر تعفيه
وإذا لم يعرق الولد فأنه يسحب ، حيث تُرمى عليه شبكة موزع على محيطها السفلي مجموعة مكثفة من قطع معدن الرصاص الكفيل بقهر ودحض العين الصائبة ، الروح الشريرة ، العمل وكل الأسباب الكامنة وراء الإصابة حسب الظن الشعبي السائد ـ مع المناداة في أثناء ذلك "يا بحر خذ ابنك وهات ابنا".
وهذه الصفة ـ المقايضة ـ التي يكتسب بها البحر خاصية التبديل تأكيد على المكانة الأسطورية التي يحملها الذهن الشعبي عن البحر ـ الجامع لرموز الأخذ والعطاء ، رموز الفناء والتجدد التي أصبحت جزءاً من التقاليد الاجتماعية .
1- فكثير من المعتقدات انبثقت من فهم الإنسان البدائي ، ففي كل مكان من العالم الشاسع الغامض الذي كان يحيط به نجد انه كان شديد الإحساس بالقوى الظاهرة و الخفية ،ورغم أنه كان يشعر بتأثيرها من حوله فإنه لم يكن يستطيع أن يفهمها فهماً واضحاً.
2- وهذا الهامش المجهول هو التربة الخصبة لنمو الوهم وبقائه ، وذلك فضلاً عن الأسباب الاجتماعية الأخرى الناجمة عن تشجيع الطبقات الحاكمة لكثير من المفاهيم الأسطورية غير المرتبطة بالواقع الزماني أو المكاني في محاولة لمنع اتخاذ مواقف حاسمة إزاء القضايا الاجتماعية المثارة.
يقول فيشر : "إننا لنخطئ أفدح الخطأ إذا سخرنا من اعتقاد الإنسان بالخرافات أو من سعيه لترويض الطبيعة عن طريق المحاكاة والعرافة والحركات الإيقاعية الجماعية وما شاكلها .
ولا شك في أنه وهو المبتدئ في ملاحظة قوانين الطبيعة واكتشاف علاقة العلة والمعلول وإقامة عالم واع تؤلفه الرموز الاجتماعية والكلمات والمفاهيم والمصطلحات ، لا شك في أنه وصل إلى نتائج خاطئة لا تقع تحت حصر فكوَّن كثيراً من الأفكار المغلوطة من أساسها ـ وهي أفكار ما زال معظمها قائماً في لغتنا وفلسفتنا في صورة من الصور ـ ومع ذلك فهو عندما أوجد الفن كان قد اكتشف وسيلة حقيقية لزيادة قوته وإثراء حياته ".
3- هذا الترابط العضوي بين الذهن الشعبي والطبيعة ـ رمز المنح أو المنع ـ المتكوكبة حول كثير من العلاقات الاعتقادية المبطنة بالعجز بحيث لا يمكن لأحد أن يتجاهل تأثيرها على كافة أشكال السلوك البشري في مختلف الظروف والمواقف الحياتية ، تدل على رغبة الإنسان في الارتباط بقوى غيبية يخضع لها ولا يستطيع الاستغناء عنها في سعيه الدائم نحو تحقيق غاياته وحاجياته .
" فالإنسان ككائن حي يخضع لمقتضيات البيئة و الوراثة و ضرورات الصراع بينه و بين الطبيعة من جانب و بينه و بين نفسه من جانب آخر ، لهذا كان التراث الإنساني كله تعبيراً عن حركة هذه المجموعة من المتناقضات التي يتجاور فيها السلب مع الإيجاب ، الفعل و رد الفعل ، التخلف و التقدم ، الشد والجذب ، المد والجزر إلى غير ذلك من أقطاب متصارعة في مختلف أشكال المادة الحية و الجامدة و مختلف أشكال الفكر و الصورة ".
4- في مثل هذا الاستيعاب يمكن التعرض لبعض من الطقوس والمعتقدات الشعبية الفلسطينية المحكومة بخليط من الحيرة والضعف والرجاء مقابل إمكانيات البحر الهائلة ، الفائقة ، الحاسمة .
مراسم أربعاء أيوب : تعزو الذهنية الشعبية سبب شفاء النبي العربي أيوب ، رمز الصبر ونموذج القدرة على تحمل الداء الذي أصابه و ورد ذكره عبر الكتب المقدسة إلى حقيقة اغتساله بماء البحر المطهر الشافي ، و قد تغلغل هذا المثل الأعلى للصبر في الوجدان الشعبي الفلسطيني فاتخذ له موسماً سنوياً ، كما خلد ذكراه بإطلاق اسمه على العديد من الأماكن مثل : دير أيوب في منطقة الرملة و بئر أيوب في منطقة سلوان في القدس و عين أيوب في منطقة رام الله .
لذا لم يكن مستغرباً أن تنبع عادة استحمام إنساننا الشعبي بمياه البحر يوم أربعاء أيوب ، أو أربعاء العطاء والشفاء ، الذي يسبق من ناحية توقيتية أحد الفصح الخاص بالمسيحيين الشرقيين مباشرة حيث نلمح هذا الدعاء الاستغاثي ، المتزامن وتتابع الموج من قبل المصابين بأمراض جلدية أو قروح مستعصية :
يا للي بريت أيوب
أبرينا من هالداء
يا للينجيته بالدعا
نجينا من هالبلاء
يا رب يا شافي
بحق سبع بحور
ارفععذابك ومقتك
عن عبدك المغرور
بينما تردد الفتيات اللواتي يكاد يفوتهن قطار الزواج هذه الأغنية في أثناء اغتسالهن بماء أيوب أو ماء العطاء:
يا بحر جيتكزايرة
من كثر ما أنا بايرة
كل البنات تجوزت
وأنا ع شطك دايرة
5- هذه المناشدة ، اللهفة ، تأصل لحقيقة التجاء الإنسان في لحظات عجزه المتمثل هنا في خلله الجسماني : المرض أو خلله الاجتماعي والبيولوجي : (اللا ألفه وعدم الزواج ) إلى قوى خارقة يظن أنها " تغضب وترضى ، تعطي وتمنع ، تنفع وتضر ، من هنا ألبسها روحاً خاصة وأسند إليها إرادة كاملة وأخذ يحدد علاقته بها من حيث أنها كائن حي قادر على التدخل في حياته اليومية
طقوسيات العاقر : التداخل ذاته يمكن استشفافه من خلال تلك الطقوسيات الخاصة بالمرأة العاقر ، والمتجلية في تغطيس رأسها بعد ربطه بمجموعة من الخرز في ماء البحر بعدد سبع موجات بواسطة سيدة متخصصة ، بكل ما يحمله العدد (7) من مدلولات متوارثة " توحي بالقداسة والكثرة والتشاؤم أحياناً نظراً لارتباط هذا العدد بالكثير من المخلوقات والظواهر الكونية والمراسيم الاعتقادية التي جاءت وفقه " مع ترديد هذه الأدعية المستنجدة بالأولياء أو الوسطاء:
لا كباس ولا باس
إلا أولاد زي أولادالناس
بحياة الخضر وأبو العباس
رب البحر والسما تفك عسيرها
وتعطيها صبيينور حصيرها
رب البحر والسما تحل عقدتها
وتعطيها صبي يزين حارتها
هذه المنظومات المليئة بالقلق والتلهف على فك العسر العقدة ، الربط ـ العمل ـ تجسيد لرغبات متراكمة مرهونة (بنجدة) الإنجاب المأمول في مجتمع يفرق بين المرأة العاقر "الشجرة غير المثمرة " وبين المرأة "المثمرة " الولود ، ذات المكانة الأسرية الأهم نسبياً من جهة ، إضافة إلى تفريقه بين حضور البنت "موت البنات من المكرمات " وبين حضور الولد ، الصبي ، الذكر " يا ريت على هالطلق تجيب غلام " ، الذي يمسح بمقدمه جميع الهموم والضغوطات النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها المرأة العاقر أو المرأة ـ الخلل الاجتماعي والجسماني والنفسي ـ في نظر المجتمع .
يا بحر راسيعريانة بدي ولد يغطيها
وان ما جاني ولد لقد ثيابي وارميها
يا بحر جيتكمدهوشة بدي ولد وله شوشة
يا بحر جيتك عطشانة بدي ولد شوشته مرجانةيا بحرجيتك مشتطة بدي ولد ع راسه حطةيا بحر جيتك من دغشي بدي ولد يدحدح ويمشي يا رب تعطيني زي الصبايا يا رب الجبر يا رب
وحالما تنتهي المرأة العاقر من ترديد تلك الأدعية تجلس على الرمل ووجها إلى البحر حيث يقذف أحد الصيادين فوقها شبكته ، إذ يسود الاعتقاد بأن لخيوط الغزل المجدول القدرة على دفع كافة المسببات التي أدت إلى ذلك اللاإخصاب " وتأخذ أسطورية غزل الخيوط منحاها من خلال وضوح علاقة جدل الحبال بالنفث في العقد وشحنها بالتعاويذ السحرية حتى أن بعض الناس كانوا يحملون قطعة من شبكة الصيد لدفع نفث الساحرين عنهم " وبعد الانتهاء من كل المراسيم المحددة تعود المرأة ـ الطقوس ـ إلى بيتها من طريق أخر مخالف للطريق التي قدمت منها.
طقوسيات الولد المصاب : يغسل الولد المتأخر النمو ، أو المصاب بالكبسة أو بتلبس القرين والروح الشريرة بحسب المعتقد الشعبي في مياه البحر يوم أحد ولعل اختيار هذا اليوم عائد إلى تأثيرات دينية مختلطة متناقلة .
ويلي ذلك دفن المصاب في حفرة على الشاطئ حتى رقبته وسط ندب ذويه إلى أن يدهمه العرق بينما تندفع الزغاريد مشفوعة بالدعاء والتعاويذ :
يا رب تشفيه
وتباركفيه
ومن القبر تعفيه
وإذا لم يعرق الولد فأنه يسحب ، حيث تُرمى عليه شبكة موزع على محيطها السفلي مجموعة مكثفة من قطع معدن الرصاص الكفيل بقهر ودحض العين الصائبة ، الروح الشريرة ، العمل وكل الأسباب الكامنة وراء الإصابة حسب الظن الشعبي السائد ـ مع المناداة في أثناء ذلك "يا بحر خذ ابنك وهات ابنا".
وهذه الصفة ـ المقايضة ـ التي يكتسب بها البحر خاصية التبديل تأكيد على المكانة الأسطورية التي يحملها الذهن الشعبي عن البحر ـ الجامع لرموز الأخذ والعطاء ، رموز الفناء والتجدد التي أصبحت جزءاً من التقاليد الاجتماعية .
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007