كان فيليبو غراندي مستعداً بشكل واضح لمهمته الجديدة وهي الدفاع عن والحفاظ على حقوق ومصالح اللاجئين الفلسطينيين. وكنائب للمفوضية، كان غراندي المولود في إيطاليا ضليعاً في أعمال الأمم المتحدة وله دراية بموظفيه الدوليين والمحليين متفهماً للسياسة والسياسيين في منطقة الشرق الأوسط ويعرف تماما الوضع المالي لهذه الوكالة الدولية.
ولكن على الرغم من كل هذا الاستعداد، أصيب غراندي بالصدمة إزاء ما كان ينتظره في الأردن عندما قام بجولته الأولى في المنطقة كمفوض عام لمنظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ(أونروا).
زار غراندي حوالي مائتي أسرة تعيش خارج مخيم البقعة للاجئين في الأردن؛ وفي حديثه الحصري لعمان نت وصف غراندي وضعهم «بالمروّع». لأنهم يعيشون خارج المخيم لم يستفيد هؤلاء اللاجئين المسجلين، من الخدمات المقدمة للاجئين الذين يعيشون في منطقة المخيم المسجلة لا سيما في ما يخص المرافق الصحية أو إصلاح مساكنهم. أمر المفوض العام الجديد فوراً بتمديد خدمة الصرف الصحي لتشمل هذه الأسر المائتين ولكنه كان في حيرة حول كيفية التعامل مع المشاكل الأخرى لهذه العائلات.
«إن الأردن هو ضحية نجاحه»ـ قال غراندي في إشارة إلى حقيقة أن استقرار الأردن يعني أن معظم المساهمات المقبلة للاجئين الفلسطينيين هي من الأموال المخصصة لقطاع غزة أو الضفة الفلسطينية أو لبنان، ولكن ليس للأردن. ويقول المفوض الجديد خلال مقابلة مطولة في مكتب الـ(أونروا) في القدس إنه يخطط لإنشاء صندوق خاص يأمل أن يتمكن من جمع الأموال اللازمة له والتي سوف تركز على جيوب الفقر للاجئين في الأردن وسوريا.
ولعدة أشهر لاحقة في عام 2009 وبداية عام 2010 كان فيليبو، كما هو معروف من قبل زملائه، يجهل في ما إذا كان سيعيّن كمفوض جديد لملء منصب كارين أبو زيد أم لا. كانت كل الدلائل تشير إلى انه سيتم اختياره، ولكن التأخير في إعلان القرار الرسمي من نيويورك استغرق وقتاً طويلاً. وفي تشرين الثاني انتهت مدة السيد غراندي في منصب نائب مفوض الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين من دون أي وضوح. فحزم حقيبته وغادر لا يعرف ما إذا كان سيعود أم لا.
استغرق القرار وقتاً طويلاً إلى أن بدأت الشائعات تنتشر بما فيها تلك التي تشكك في مؤهلات غراندي. لقد استمر التأخير فترة طويلة حتى اضطر الأمين العام أن يطلب من المفوضة المنتهية ولايتها للبقاء مدة ثلاثة أسابيع أخرى في كانون الثاني.
وبينما كان غراندي غير راض عن التأخير، يحاول التفكير في الأمور الايجابية حتى في مجال التأخير. وبما أن الأمين العام تعهد بالتدقيق في جميع التعيينات؛ فقد اعتبر غراندي إن قرار الأمين العام يعني «أنني نجحت في اجتياز امتحان تأهيل صارم».
بعد وقت قصير من إصدار القرار في كانون الثاني، قام المفوض الجديد بزيارة إلى مصر والأردن وقطاع غزة.
في مصر اجتمع غراندي مع أمين عام الجامعة العربية الذي هو أيضاً الرئيس المناوب للمجلس الاستشاري للـ(أونروا). كان عمرو موسى داعماً جداً لعمل الـ(أونروا) وكرر التزام العرب في دعم وكالة الأمم المتحدة للفلسطينيين. ويقول غراندي إن الدعم العربي للاجئين الفلسطينيين من خلال الـ(أونروا) قد ارتفع ارتفاعا ملحوظا في السنوات الأخيرة. في عام 2009، ارتفعت المساهمة العربية للدخل الإجمالي للـ(أونروا) (الصندوق العام ونداءات الطوارئ ومشاريع البناء) بشكل استثنائي إلى 10 ٪، والفضل يعود إلى استجابة جيدة لنداءات الوكالة في غزة، ولا سيما ال 34 مليون دولار وهو التبرع السخي من أمير الكويت وعدد من التبرعات من المنظمات الإنسانية غير الحكومية مثل اللجنة السعودية لدعم الشعب الفلسطيني وجمعية الهلال الأحمر الإماراتي. كما تعهدت المملكة العربية السعودية بالدفع بسخاء مبلغ 25 مليون دولار من أجل إعادة إعمار مخيم نهر البارد في لبنان.
وكان المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية قد أكد مجدداً في عام 2009 على ضرورة زيادة الدعم العام للـ(أونروا). كان هذا تذكيراً لمقررات سابقة، أعلن لأول مرة في عام 1987، داعياً الأعضاء إلى زيادة مساهماتها لتصل إلى مستوى 7.8 ٪ من ميزانية الـ(أونروا) العامة. في عام 2009، بلغت مساهمات الجهات المانحة للصندوق العام للـ(أونروا) 452 مليون دولار؛ 7 ملايين دولار منها قدمت من قبل الجهات المانحة العربية أي بنسبة زهيدة لا تتجاوز1.5 ٪.
يدرك غراندي أن سبب إحجام العرب في دعم الـ(أونروا)، هو أن العرب يشعرون بأن الحل لقضية اللاجئين هو السماح لهم بالعودة، وبالتالي ينبغي على الدول الغربية (التي يعتبرها العديد من البلدان مسؤولة عن إطالة أمد هذه المسألة) أن تتحمل العبء الأكبر من ميزانية الـ(أونروا).
ومع ذلك، فإن عمرو موسى الذي يشعر غراندي بدعمه تماماً لعمل الـ(أونروا)، قام بدعوة فيليبو غراندي إلى القمة العربية المقبلة والمزمع عقدها في ليبيا في آذار حتى يتمكن من الاتصال شخصياً مع كبار المسؤولين ورؤساء الدول العربية. حضرت المفوضة السابقة مؤتمر القمة الأخير في الدوحةـ قطر، ولكن كل هذا لم ينتج عنه تغييراً كبيرا في الدعم العربي للصندوق العام.
إن الوضع في غزة كان وسيظل المصدر الرئيسي لعناية غراندي. ونقلت صحيفة القدس اليومية قول المفوض الجديد بأن حقوق اللاجئين تنتهك يومياً. عندما طُلب منه التفصيل أشار إلى أن الحصار المفروض على غزة هو «عقاب جماعي»، وخلص إلى القول «إن جميع سكان غزة وليس فقط اللاجئين يحرمون من حقهم في حياة طبيعية؛ والإغلاق يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان؛ فعدم السماح لسكان قطاع غزة الحصول على السلع التي تدعم الحياة وتمكنهم من مواصلة الحياة الطبيعية يشكل انتهاكا واضحاً».
إن مطلب غراندي الأول من الإسرائيليين هو السماح بدخول مواد البناء من أجل البدء في عملية إعادة بناء المنازل والمكاتب التي دمرت في الحرب الإسرائيلية على غزة.
لأول مرة، قدمت إسرائيل للأمم المتحدة 10 مليون دولار كتعويض عن الخسائر التي حدثت نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية، ومعظمها عن تدمير الأدوية عندما أصيبت مستودعات الـ(أونروا). أشار غراندي إلى أن تلقي هذا المبلغ لا يعني قبول إسرائيل بمسؤوليتها كما إنه لا ينهي طلب الأمم المتحدة في أن يعترف الإسرائيليون بالمسؤولية. وأضاف «إن الأمم المتحدة قد طالبت مراراً وتكراراً أن يقوم الإسرائيليون بالتعويض في كل مرة تسببوا فيها بخسائر في الأرواح أو السلع، والأمين العام كان وما زال يواصل الإصرار على موضوع المساءلة».
عندما سئل عما إذا كان موقفه الصارم مع الإسرائيليين سوف يضر بحاجة الـ(أونروا) للتعاون مع الإسرائيليين فقال غراندي أنه ممثل منظمة دولية ويجب أن يكون عملي في متابعة شؤون اللاجئينً. وأضاف «إننا نتفاوض كل يوم مع الإسرائيليين لا سيما بشأن الحاجة إلى استيراد المواد إلى قطاع غزة ومشكلة حركة موظفينا بين الضفة الفلسطينية والقدس». ولكن غراندي يصر على أنه ملتزم «بالموضوعية» في محادثاته المباشرة مع الإسرائيليين.
وبينما الإسرائيليون لم يتغيروا كثيراً في تعاملهم مع وكالة الأمم المتحدة، فإن اللبنانيين على ما يبدو قد تغيروا كثيرا في السنوات الأخيرة خاصة فيما يتعلق بالهوس من موضوع التوطين في إشارة إلى خوف اللبنانيين من أن يصبح اللاجئون مواطنين في لبنان. أضاف غراندي «على مدى عقود، واللبنانيون قد رفضوا السماح لنا أن نتحدث عن ضرورة تحسين الظروف المعيشية في مخيمات اللاجئين خوفا من أن يسهم هذا في التوطين». لكن في حين أن لبنان قد انفتح على تحسين الأوضاع في مخيم عين الحلوة وبرج البراجنة ومخيمات أخرى، فإنهم ـ حسب غراندي ـ لا يزالون يحدون من قدرة اللاجئين الفلسطينيين على الحصول على فرص العمل.
إن إعادة بناء مخيم نهر البارد للاجئين قد عاد أخيراً إلى مساره بعد أن تأخر كثيراً وآخره أنهم يشعرون بالقلق من أن المباني الجديدة قد تدمر بعض الاكتشافات الأثرية وسيتم فتح أول مجموعة سكنية في السنة القادمة.
غراندي، الذي كان سابقاً نائب المفوض العام، أشار بفخر إلى نتائج عمل المشاريع الصغيرة التي بدأتها الـ(أونروا). فبحلول نهاية عام 2009، قام البرنامج بتمويل 194،000 من القروض بقيمة 218.50 مليون دولار. وبحلول نهاية عام 2010، ستكون الـ(أونروا) قد مولت أكثر من ربع مليار دولار في شكل قروض تمويل المشاريع الصغيرة. وتفاخر غراندي بأن عام 2009 كان عاماً قياسياً لبرامج التوعية عندما تم تمويل 28.300 قرض بلغت قيمتها 37 مليون دولار أمريكي.
وبينما استقر غراندي في مكتبه في القدس، حيث يخطط لقضاء معظم وقته (على عكس سلفه التي جعلت غزة منزلها) فإن غراندي لا يزال يفكر في البرامج التي ستشكل هدفاً له. انه يشعر بالإثارة إزاء الحاجة إلى تحديث وكالة الأمم المتحدة لتوفير أفضل نوعية من الإغاثة وفقاً لمعايير ممتازة. إن لديه أملاً كبيراً في إعادة المستوى العالي من التعليم للاجئين مع إدخال تكنولوجيا المعلومات في المدارس بما في ذلك إدخال الآلاف من الكمبيوترات المحمولة (Laptops) لأطفال اللاجئين. ولكن لبلوغ تلك الأهداف سيقوم غراندي بجمع الأموال حيث تم تعيين مسؤولاً دبلوماسياً غربياً مستعرَباً ليقود محاولات الـ(أونروا) في جمع الأموال في العالم العربي.
إذا كان غراندي يأمل في عدم استخدام التمويل المخصص لحالات الطوارئ، فإنه سيحتاج إلى كل مساعدة يستطيع الحصول عليها لتغطية ما يزيد على مائة مليون دولار من العجز في الصندوق العام. انه سيحتاج إلى بعض من هذه الأموال لتحسين ظروف الآلاف من الموظفين المحليين في الـ(أونروا) الذين كانوا يحتجون لعدة أشهر على سلم رواتبهم. توقف الموظفون المحليون مؤقتا عن الاحتجاج بعد إدخال تحسينات صغيرة. يتعاطف غراندي مع موظفيه المحليين ويعترف بأن رواتبهم لا يمكن مقارنتها مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى؛ «فهي مماثلة لوظائف القطاع العام في الحكومات المحلية التي يعملون فيها». يعترف غراندي بأن الرواتب انخفضت حتى دون مستوى الوظائف الحكومية المماثلة، ولكنه يصر أن التعديلات الأخيرة هي مساوية أو أعلى من أية وظيفة مماثلة في الخدمة العامة. وقد اعتبر المفوض الاتفاق مع موظفي الأردن والضفة الفلسطينية وقطاع غزة بأنه «اتفاق جيد»، وإنه يأمل أنه إذا كانت الأموال متوفرة أن تحاول وكالة الأمم المتحدة تحسين ظروفهم إلى الأفضل.
كان فيليبو غراندي مبتهجاً بينما كان ينهي جولاته المتبقية في سوريا ولبنان؛ وقال «إنني حقاً مسرور للتجاوب الذي شعرت به من الموظفين التابعين لي والاجتماعات كانت جيدة».
تحدث غراندي بحرارة عن الرئيس عباس ورئيس الوزراء سلام فياض ووزير التنمية الدولية علي جرباوي ودعمهم للـ(أونروا) لجمع التبرعات على الرغم من احتياجاتهم الخاصة لإدارة السلطة الفلسطينية.
بينما كانت الحقوق ومصالح اللاجئين الفلسطينيين يوما فيوماً هي محل تركيز المفوض الجديد، فإنه يفهم أن الوكالة التي يرأسها الآن لن تكون موجودة بعد أن يتم حل القضية الفلسطينية. ووفقاً لغراندي فإن جهود السلطة الفلسطينية لإقامة دولة فلسطينية بقيادة رئيس الوزراء سلام فياض لن يجعل الوكالة تنهي خدماتها؛ «طالما أن قضايا اللاجئين لم يتم حلها فإن عملنا سيستمر». وأشار المفوض العام الجديد إلى أن ما هو مطلوب ليس مجرد قرار بعودة النازحين الذين فروا من منازلهم في الضفة الفلسطينية عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية لهم على حدود عام 1967.
هناك العديد من اللاجئين من حرب عام 1948 وبعض الذين كانوا لاجئين مرتين أو أكثر. مهمتنا لن تنتهي عند مشكلة اللاجئين، وأعني بذلك أن يتم حل قضية اللاجئين. حتى ذلك الحين لدينا عمل مخصص لنا.
ولكن على الرغم من كل هذا الاستعداد، أصيب غراندي بالصدمة إزاء ما كان ينتظره في الأردن عندما قام بجولته الأولى في المنطقة كمفوض عام لمنظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ(أونروا).
زار غراندي حوالي مائتي أسرة تعيش خارج مخيم البقعة للاجئين في الأردن؛ وفي حديثه الحصري لعمان نت وصف غراندي وضعهم «بالمروّع». لأنهم يعيشون خارج المخيم لم يستفيد هؤلاء اللاجئين المسجلين، من الخدمات المقدمة للاجئين الذين يعيشون في منطقة المخيم المسجلة لا سيما في ما يخص المرافق الصحية أو إصلاح مساكنهم. أمر المفوض العام الجديد فوراً بتمديد خدمة الصرف الصحي لتشمل هذه الأسر المائتين ولكنه كان في حيرة حول كيفية التعامل مع المشاكل الأخرى لهذه العائلات.
«إن الأردن هو ضحية نجاحه»ـ قال غراندي في إشارة إلى حقيقة أن استقرار الأردن يعني أن معظم المساهمات المقبلة للاجئين الفلسطينيين هي من الأموال المخصصة لقطاع غزة أو الضفة الفلسطينية أو لبنان، ولكن ليس للأردن. ويقول المفوض الجديد خلال مقابلة مطولة في مكتب الـ(أونروا) في القدس إنه يخطط لإنشاء صندوق خاص يأمل أن يتمكن من جمع الأموال اللازمة له والتي سوف تركز على جيوب الفقر للاجئين في الأردن وسوريا.
ولعدة أشهر لاحقة في عام 2009 وبداية عام 2010 كان فيليبو، كما هو معروف من قبل زملائه، يجهل في ما إذا كان سيعيّن كمفوض جديد لملء منصب كارين أبو زيد أم لا. كانت كل الدلائل تشير إلى انه سيتم اختياره، ولكن التأخير في إعلان القرار الرسمي من نيويورك استغرق وقتاً طويلاً. وفي تشرين الثاني انتهت مدة السيد غراندي في منصب نائب مفوض الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين من دون أي وضوح. فحزم حقيبته وغادر لا يعرف ما إذا كان سيعود أم لا.
استغرق القرار وقتاً طويلاً إلى أن بدأت الشائعات تنتشر بما فيها تلك التي تشكك في مؤهلات غراندي. لقد استمر التأخير فترة طويلة حتى اضطر الأمين العام أن يطلب من المفوضة المنتهية ولايتها للبقاء مدة ثلاثة أسابيع أخرى في كانون الثاني.
وبينما كان غراندي غير راض عن التأخير، يحاول التفكير في الأمور الايجابية حتى في مجال التأخير. وبما أن الأمين العام تعهد بالتدقيق في جميع التعيينات؛ فقد اعتبر غراندي إن قرار الأمين العام يعني «أنني نجحت في اجتياز امتحان تأهيل صارم».
بعد وقت قصير من إصدار القرار في كانون الثاني، قام المفوض الجديد بزيارة إلى مصر والأردن وقطاع غزة.
في مصر اجتمع غراندي مع أمين عام الجامعة العربية الذي هو أيضاً الرئيس المناوب للمجلس الاستشاري للـ(أونروا). كان عمرو موسى داعماً جداً لعمل الـ(أونروا) وكرر التزام العرب في دعم وكالة الأمم المتحدة للفلسطينيين. ويقول غراندي إن الدعم العربي للاجئين الفلسطينيين من خلال الـ(أونروا) قد ارتفع ارتفاعا ملحوظا في السنوات الأخيرة. في عام 2009، ارتفعت المساهمة العربية للدخل الإجمالي للـ(أونروا) (الصندوق العام ونداءات الطوارئ ومشاريع البناء) بشكل استثنائي إلى 10 ٪، والفضل يعود إلى استجابة جيدة لنداءات الوكالة في غزة، ولا سيما ال 34 مليون دولار وهو التبرع السخي من أمير الكويت وعدد من التبرعات من المنظمات الإنسانية غير الحكومية مثل اللجنة السعودية لدعم الشعب الفلسطيني وجمعية الهلال الأحمر الإماراتي. كما تعهدت المملكة العربية السعودية بالدفع بسخاء مبلغ 25 مليون دولار من أجل إعادة إعمار مخيم نهر البارد في لبنان.
وكان المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية قد أكد مجدداً في عام 2009 على ضرورة زيادة الدعم العام للـ(أونروا). كان هذا تذكيراً لمقررات سابقة، أعلن لأول مرة في عام 1987، داعياً الأعضاء إلى زيادة مساهماتها لتصل إلى مستوى 7.8 ٪ من ميزانية الـ(أونروا) العامة. في عام 2009، بلغت مساهمات الجهات المانحة للصندوق العام للـ(أونروا) 452 مليون دولار؛ 7 ملايين دولار منها قدمت من قبل الجهات المانحة العربية أي بنسبة زهيدة لا تتجاوز1.5 ٪.
يدرك غراندي أن سبب إحجام العرب في دعم الـ(أونروا)، هو أن العرب يشعرون بأن الحل لقضية اللاجئين هو السماح لهم بالعودة، وبالتالي ينبغي على الدول الغربية (التي يعتبرها العديد من البلدان مسؤولة عن إطالة أمد هذه المسألة) أن تتحمل العبء الأكبر من ميزانية الـ(أونروا).
ومع ذلك، فإن عمرو موسى الذي يشعر غراندي بدعمه تماماً لعمل الـ(أونروا)، قام بدعوة فيليبو غراندي إلى القمة العربية المقبلة والمزمع عقدها في ليبيا في آذار حتى يتمكن من الاتصال شخصياً مع كبار المسؤولين ورؤساء الدول العربية. حضرت المفوضة السابقة مؤتمر القمة الأخير في الدوحةـ قطر، ولكن كل هذا لم ينتج عنه تغييراً كبيرا في الدعم العربي للصندوق العام.
إن الوضع في غزة كان وسيظل المصدر الرئيسي لعناية غراندي. ونقلت صحيفة القدس اليومية قول المفوض الجديد بأن حقوق اللاجئين تنتهك يومياً. عندما طُلب منه التفصيل أشار إلى أن الحصار المفروض على غزة هو «عقاب جماعي»، وخلص إلى القول «إن جميع سكان غزة وليس فقط اللاجئين يحرمون من حقهم في حياة طبيعية؛ والإغلاق يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان؛ فعدم السماح لسكان قطاع غزة الحصول على السلع التي تدعم الحياة وتمكنهم من مواصلة الحياة الطبيعية يشكل انتهاكا واضحاً».
إن مطلب غراندي الأول من الإسرائيليين هو السماح بدخول مواد البناء من أجل البدء في عملية إعادة بناء المنازل والمكاتب التي دمرت في الحرب الإسرائيلية على غزة.
لأول مرة، قدمت إسرائيل للأمم المتحدة 10 مليون دولار كتعويض عن الخسائر التي حدثت نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية، ومعظمها عن تدمير الأدوية عندما أصيبت مستودعات الـ(أونروا). أشار غراندي إلى أن تلقي هذا المبلغ لا يعني قبول إسرائيل بمسؤوليتها كما إنه لا ينهي طلب الأمم المتحدة في أن يعترف الإسرائيليون بالمسؤولية. وأضاف «إن الأمم المتحدة قد طالبت مراراً وتكراراً أن يقوم الإسرائيليون بالتعويض في كل مرة تسببوا فيها بخسائر في الأرواح أو السلع، والأمين العام كان وما زال يواصل الإصرار على موضوع المساءلة».
عندما سئل عما إذا كان موقفه الصارم مع الإسرائيليين سوف يضر بحاجة الـ(أونروا) للتعاون مع الإسرائيليين فقال غراندي أنه ممثل منظمة دولية ويجب أن يكون عملي في متابعة شؤون اللاجئينً. وأضاف «إننا نتفاوض كل يوم مع الإسرائيليين لا سيما بشأن الحاجة إلى استيراد المواد إلى قطاع غزة ومشكلة حركة موظفينا بين الضفة الفلسطينية والقدس». ولكن غراندي يصر على أنه ملتزم «بالموضوعية» في محادثاته المباشرة مع الإسرائيليين.
وبينما الإسرائيليون لم يتغيروا كثيراً في تعاملهم مع وكالة الأمم المتحدة، فإن اللبنانيين على ما يبدو قد تغيروا كثيرا في السنوات الأخيرة خاصة فيما يتعلق بالهوس من موضوع التوطين في إشارة إلى خوف اللبنانيين من أن يصبح اللاجئون مواطنين في لبنان. أضاف غراندي «على مدى عقود، واللبنانيون قد رفضوا السماح لنا أن نتحدث عن ضرورة تحسين الظروف المعيشية في مخيمات اللاجئين خوفا من أن يسهم هذا في التوطين». لكن في حين أن لبنان قد انفتح على تحسين الأوضاع في مخيم عين الحلوة وبرج البراجنة ومخيمات أخرى، فإنهم ـ حسب غراندي ـ لا يزالون يحدون من قدرة اللاجئين الفلسطينيين على الحصول على فرص العمل.
إن إعادة بناء مخيم نهر البارد للاجئين قد عاد أخيراً إلى مساره بعد أن تأخر كثيراً وآخره أنهم يشعرون بالقلق من أن المباني الجديدة قد تدمر بعض الاكتشافات الأثرية وسيتم فتح أول مجموعة سكنية في السنة القادمة.
غراندي، الذي كان سابقاً نائب المفوض العام، أشار بفخر إلى نتائج عمل المشاريع الصغيرة التي بدأتها الـ(أونروا). فبحلول نهاية عام 2009، قام البرنامج بتمويل 194،000 من القروض بقيمة 218.50 مليون دولار. وبحلول نهاية عام 2010، ستكون الـ(أونروا) قد مولت أكثر من ربع مليار دولار في شكل قروض تمويل المشاريع الصغيرة. وتفاخر غراندي بأن عام 2009 كان عاماً قياسياً لبرامج التوعية عندما تم تمويل 28.300 قرض بلغت قيمتها 37 مليون دولار أمريكي.
وبينما استقر غراندي في مكتبه في القدس، حيث يخطط لقضاء معظم وقته (على عكس سلفه التي جعلت غزة منزلها) فإن غراندي لا يزال يفكر في البرامج التي ستشكل هدفاً له. انه يشعر بالإثارة إزاء الحاجة إلى تحديث وكالة الأمم المتحدة لتوفير أفضل نوعية من الإغاثة وفقاً لمعايير ممتازة. إن لديه أملاً كبيراً في إعادة المستوى العالي من التعليم للاجئين مع إدخال تكنولوجيا المعلومات في المدارس بما في ذلك إدخال الآلاف من الكمبيوترات المحمولة (Laptops) لأطفال اللاجئين. ولكن لبلوغ تلك الأهداف سيقوم غراندي بجمع الأموال حيث تم تعيين مسؤولاً دبلوماسياً غربياً مستعرَباً ليقود محاولات الـ(أونروا) في جمع الأموال في العالم العربي.
إذا كان غراندي يأمل في عدم استخدام التمويل المخصص لحالات الطوارئ، فإنه سيحتاج إلى كل مساعدة يستطيع الحصول عليها لتغطية ما يزيد على مائة مليون دولار من العجز في الصندوق العام. انه سيحتاج إلى بعض من هذه الأموال لتحسين ظروف الآلاف من الموظفين المحليين في الـ(أونروا) الذين كانوا يحتجون لعدة أشهر على سلم رواتبهم. توقف الموظفون المحليون مؤقتا عن الاحتجاج بعد إدخال تحسينات صغيرة. يتعاطف غراندي مع موظفيه المحليين ويعترف بأن رواتبهم لا يمكن مقارنتها مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى؛ «فهي مماثلة لوظائف القطاع العام في الحكومات المحلية التي يعملون فيها». يعترف غراندي بأن الرواتب انخفضت حتى دون مستوى الوظائف الحكومية المماثلة، ولكنه يصر أن التعديلات الأخيرة هي مساوية أو أعلى من أية وظيفة مماثلة في الخدمة العامة. وقد اعتبر المفوض الاتفاق مع موظفي الأردن والضفة الفلسطينية وقطاع غزة بأنه «اتفاق جيد»، وإنه يأمل أنه إذا كانت الأموال متوفرة أن تحاول وكالة الأمم المتحدة تحسين ظروفهم إلى الأفضل.
كان فيليبو غراندي مبتهجاً بينما كان ينهي جولاته المتبقية في سوريا ولبنان؛ وقال «إنني حقاً مسرور للتجاوب الذي شعرت به من الموظفين التابعين لي والاجتماعات كانت جيدة».
تحدث غراندي بحرارة عن الرئيس عباس ورئيس الوزراء سلام فياض ووزير التنمية الدولية علي جرباوي ودعمهم للـ(أونروا) لجمع التبرعات على الرغم من احتياجاتهم الخاصة لإدارة السلطة الفلسطينية.
بينما كانت الحقوق ومصالح اللاجئين الفلسطينيين يوما فيوماً هي محل تركيز المفوض الجديد، فإنه يفهم أن الوكالة التي يرأسها الآن لن تكون موجودة بعد أن يتم حل القضية الفلسطينية. ووفقاً لغراندي فإن جهود السلطة الفلسطينية لإقامة دولة فلسطينية بقيادة رئيس الوزراء سلام فياض لن يجعل الوكالة تنهي خدماتها؛ «طالما أن قضايا اللاجئين لم يتم حلها فإن عملنا سيستمر». وأشار المفوض العام الجديد إلى أن ما هو مطلوب ليس مجرد قرار بعودة النازحين الذين فروا من منازلهم في الضفة الفلسطينية عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية لهم على حدود عام 1967.
هناك العديد من اللاجئين من حرب عام 1948 وبعض الذين كانوا لاجئين مرتين أو أكثر. مهمتنا لن تنتهي عند مشكلة اللاجئين، وأعني بذلك أن يتم حل قضية اللاجئين. حتى ذلك الحين لدينا عمل مخصص لنا.
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007