الجنود الذين وقفوا في الطرف الآخر من مفترق الطرق شاهدوا الراعي وإبنه من مسافة قصيرة جداً, ولم يكن من الممكن أن يشعروا بالتعرض للهجوم بسبب رمي الحجارة بإتجاه الأغنام, الأمر الذي يعتبر عملاً عادياً بالنسبة للرعاة. إن قتل الراعي عثمان عيسى وإبنه فتحي بالرصاص الذي أطلق من بعد قصير لم يكن له ما يبرره.
الشاهد عمر محمود عودة (57 عاماً), وهو مزارع وتاجر, وصل إلى مفترق الطرق في شاحنته من بيتاح تكفا. وجلس الشاهد عمر بجانب السائق, في حين جلس في الخلف إبنه وشريكه, وهو مواطن من كفر برا, وعاملان من كفر قاسم, وعند إقتراب سيارة الشحن من مفترق الطرق رأى الشاهد عمر الجنود وهم يطلقون النار على أحد المواطنين, ولذلك أمر السيارة بالتوقف. وتوجه أحد الجنود إلى السيارة, ودن أي سؤال أمر سائقها بمواصلة القيادة, فإنصاع السائق لأمر الجندي. وفوراً بعد إجتياز السيارة للمفترق أطلق الجنود النار عليها من الخلف, وإستمر إطلاق النار طيلة المدة التي إبتعدت فيها سيارة الشحن من المكان. وأصيب السائق بالذهول فإنحرف بالسيارة إلى جانب الطريق, لكنه سرعان ما عاد إلى صوابه, ووصل بالسيارة إلى بيت عمر عودة الواقع خلف المدرسة. وحين إلتفت عمر عودة إلى صندق سيارة الشحن, وجد شريكه محمود عبدالغافر ريان مقتولاً جراء إطلاق النار, ولا ريب أنه قتل برصاص الجنود الذين وقفوا إلى جانب المفترق.
بعد وقت قصير على وصول سيارة الشحن المذكورة, وصلت إلى المفترق عربة من أربع عجلات مربوطة ببغل تحمل صاحبها الشاهد إسماعيل عقاب بدير, أثناء عودته من بيتاح تكفا, وكان برفقته إبن عمه الشاهد توفيق إبراهيم بدير. وعلى مسافة قريبة من مفترق الطرق أوقف جندي العربة, وأمر الشاهدين بالنزول من العربة والوقوف إلى جانبها. ووقف بجانب المفترق جندي, وقريباً منه بجوار المدرسة وقف جنديان إضافيان مسلحان. وفوراً بعد وصول العرب وصلت مجموعات من راكبي الدراجات إلى مفترق الطرق, وكان أولئك عمال في طريق عودتهم من عملهم, وكانت مصابيح دراجاتهم مضاءة, وأمرهم الجنود بوضع دراجاتهم بجانب العربة, والوقوف في صف واحد مع ركاب العربة وبقية راكبي الدراجات. مجمل عدد الناس الذين أوقفهم الجنود على هامش الطريق كان 13 تقريباً. أحدهم, وهو المرحوم سليم أحمد بشير بدير, وقف في آخر الصف, فصرخ في وجهه أحد الجنود: "يا كلب قف في منتصف الصف", فإنتقل المرحوم إلى منتصف الصف.
عندما لم ير الجنود في الأفق مصابيح لدراجات إضافية سأل الجندي المذكور أعلاه الواقفين في الصف من أين هم. وكان جوابهم جميعاً أنهم من كفر قاسم. وفي هذه اللحظة خطا الجندي خطوة إلى الوراء, وأمر الجنديين اللذين إستلقيا في خط عسكري لصف المواطنين (في أيدي أحدهما كان رشاش من نوع برين كما إتضح لاحقاً): "أحصدهم" وفور ذلك أطلق وابل من الرصاص على صف الرجال الواقفين في الصف, فسقطوا جميعاً ما عدا مصطفى (جينجي) السريع الذي هرب وقفز فوق الجدار. وواصل الجنود إطلاق النار على الرجال المطروحين أرضاً, والذين بدت عليهم علامات الحياة, وحين تبين للجنود أنهم جميعاً قد فارقوا الحياة أو على وشك مفارقتها, أخلوا الشارع من الجثث, وكدسوها في أكوام إلى جانب الشارع. وقتل منهم ستة وأصيب أربعة بجروح بليغة. وفيما يلبي أسماء القتلى: محمود عبدالرازق صرصور, علي نمر محمد فريج, صالح محمد أحمد عامر وسليم أحمد بشير بديير, عبدالله عبدالغافر بدير وعبدالله سليم صالح عيسى. وأتبع قتل راكبي الدراجات بوقت قصير إقتراب سيارة شحن من مفترق الطرق, وكانت مصابيحها مضاءة. وأمر الجندي سيارة الشحن بالتوقف على بعد 10-15 متراً قبل مفترق الطرق, وأمر السائق والركاب الـ 18 بالنزول والوقوف في مجموعة واحدة في الجانب الشمالي من الطريق بالقرب من سيارة الشحن. وبعد أن سأل الجندي الواقفين من أين هم, وأجابوا أنههم من كفر قاسم, أمر الجندي الجنديين الآخرين اللذين رقدا إلى جانب الشارع بين مفترق الطرق وبين العمال, وكان بحوزة أحدهما رشاش من نوع برين بإطلاق النار, فأطلقا النار على الرجال الـ 19 الواقفين, فقتل منهم عشرة, وهم عطا يعقوب عبد صرصور, رياض رجا حمدان داؤود, جمال سليم محمد فريج, جمعة محمد عبد صرصور, موسى ذياب عبد حمد فريج, عبد سليم محمد طه, صالح مصطفى أحمد عيسى, عبدالرحيم محمد أحمد بدير, أحمد محمد جودة عامر وجمعة توفيق أحمد جبارين.
… رجا, وهو مدير عمل في عسفيا, روى في شهادته أنه في الساعة الخامسة بعد الظهر جاء لمكان عمله إبنه الصغير رياض برفقة الطفل جمال إبن الجيران, وأخبره بأمر منع التجول في القرية, وأن زوجته تطلب منه العودة بسرعة للبيت. وحصل رجا على تصريح بعودة العمال إلى كفر قاسم, وهكذا ركب حوالي 12 عاملاً شاحنة عطا الذي كانت سيارته تنقل عمال المحاجر والعمال الزراعيين في محيط بيتاح تكفا, وتوجهوا إلى القرية. وكان الركاب الـ 19 الذين إستقلوا هذه الشاخحنة بمن فيهم السائق, على علم بمنع التجول في القرية, وذلك بخلاف المجموعات الأخرى من الركاب العائدين إلى القرية, لكنهم لم يروا في ذلك سبباً يمنعهم من العودة للقرية. بل العكس, فقد سارع عمال عسفيا إلى العودة بسبب منع التجول, وكان رجا يحث السائق الذي قال أنه لا يملك رخصة, لحمل الركاب جميعهم في سيارته لأنه إعتقد أن الدخول إلى البلد في السيارة آمن من دخولها سيراً على الأقدام.
وبعد أن توقفت السيارة, ونزل منها كافة العمال صاح إبن رجا من السيارة, "يابا نزلني!" وعاد الشاهد إلى السيارة, وأنزل إبنه, وإنضم إلى مجموعة العمال الواقفة بجانب الشارع. وتوجه الشاهد فيما بعد إلى الجندي الواقف أمام العمال ليريه بطاقة هويته ولسؤاله عن سبب توقيفهم, لكن في نفس اللحظة أمر الجندي بإطلاق النار, فسقط وابل من الطلقات على مجموعة العمال, فقفز رجا إلى خلف السيارة, وإختبأ فوق جدار الصبار. ولدى قيامه بذلك وجه الجنود نارهم إلى الجدار, ونجا بذلك بعض العمال. رياض إبنه (في الثامنة من عمره) وزميله جمال (في الحادية عشرة) كانا من بين القتلى.
الشاهد عيسى, وكان صبياً في الثالثة عشرة, وقف مع المجموعة التي أطلق عليها الرصاص. ووقع عيسى دون أن تصيبه أي رصاصه, وأغمي عليه, أما شقيقه موسى الذي كان في المجموعة فقد قتل. الشاهد عبدالرحيم الذي كان هو الآخر في هذه المجموعة, وقع خوفاً من طلقات الرصاص, لكنه لم يصب حينها. وبعد ذلك توجه أحد الجنود إلى أحد المصابين بالرصاص, وأطلق النار بإتجاه من تبين أنه لا يزال على قيد الحياة, وهكذا أصيب الشاهد في رجله ويده أثناء تمدده على الأرض.
وكان الشاهد جمال واقفاً في المجموعة التي أطلق عليها الرصاص, لكنه لم يصب ولم يقع, بل هرب إلى خلف سيارة الشحن المحاذية, وإختبأ تحت صندوق السيارة فوق العجل الإضافي. وروى الشاهد أنه كان مختبئاً هناك مع ثلاثة من زملائه, وحين إكتشف أحد الجنود وجودهم أطلق النار عليهم. وكدس الجنود جميع الجثث فوق بعضها, وساقوا السيارة إلى جانب الشارع.
لقد نفذ عوفر وخليته قتل ركاب سيارة الشحن بنفس الأسلوب الذي تميز بتوقيف السيارات, وأمر ركابها بالنزول منها, ونصبهم أمام الرشاشات, والإستفسار عن هوية العائدين إلى القرية وأطلق النار صوبهم. هكذا نفذ الجنود, قبل ذلك بدقائق معدودة, قتل راكب الدراجات في مكان قريب. إن قتل الضحايا العشرة الآخرين, ومن بينهم صبيين صغيري السن, نفذ بدم بارد وبشكل متعمد .بعد وقت قصير من قتل ركاب سيارة الشحن وإزاحة السيارة من الشارع, أوقف عوفر وخليته سيارة شحن أخرى في مكان يبعد عن الأول عشرة أمتار غرباً (بالقرب من نقطة رقم 14 في الرسم المسجل ت/2). وكان في مقدمة السيارة سائقها ورجل آخر. وأمر الجنود هذين الرجلين بالنزول, وسألوهما من أين هم, وبعد أن أجابا أنهما من كفر قاسم, أطلقوا النار صوبهما فأردوهما قتيلين. وهما محمود خضر جابر صرصور ويوسف محمد إسماعيل صرصور.
بعد هذا الحادث بوقت قصير, وصلت إلى المكان سيارة شحن ثالثة كانت تنقل أربعة رجال (بمن فيهم سائق من الطيبة), و14 إمرأة وطفلة تتراوح أعمارهن بين 12-66 عاماً. وكان ركاب هذه السيارة جميعاً عائدين إلى كفر قاسم من عملهم في قطف الزيتون في اللد. ودخلت السيارة مفترق الطرق دون أن تتوقف, فركض أحد الجنود الذي تواجد في مكان الحادث السابق, خلف السيارة, وصاح "قف!". ولكن السيارة واصلت طريقها, ودخلت إلى طريق المدرسة, فإجتاز الجندي الشارعين, وصرخ مرة أخرى "قف, قف!" وهو ينادي جنديين آخرين تواجدا في المكان, لمرافقته, فإنضما إليه. وتوقفن سيارة الشحن في النهاية على طريق المدرسة (بين النقاط 10 و14 في الخريطة). وأمر الجندي الركاب بالنزول من السيارة. ونصب السائق السلم بجانب صندوق السيارة, وتوجه إلى النساء قائلاً: "يا أخواتي إنزلن, وأعرضن بطاقات هويتكن". ولما لحظت النساء وجود جثث أبناء قريتهن في مفترق الطرق توسلن أمام الجندي أن يرحمهن ويبقيهن على قيد الحياة.
إلا أن الجندي لم تصغ لتوسلهن ولم يهتم ببطاقاتهن, وأصر على نزول الجميع من السيارة. وعندما نزلت جميع النساء الـ 14 والرجال الأربعة, أمر الجنود الذين وصلوا إلى المكان بإطلاق النار. وواصل الجنود إطلاق الرصاصات صوب المجموعة, ولم يتوقفوا إلا حين تأكد لهم أن 17 من 18 نفراً قتلوا بالفعل. وكان الإنسان الوحيد الذي نجا هي حنة سليمان عام (16 عاماً), والتي أصيب إصابات بليغة في رأسها ورجلها, وبدت للجنود وكأنها فارقت الحياة. وفيما يلي أسماء القتلي: محمود محمد مصاروة – السائق من الطيبة, محمد ذياب عبد صرصور, محمد سليم صرصور, عبدالله محمد عبد صرصور, صفا محمد صرصور, فاطمة صالح أحمد صرصور, وآمنة قاسم سعيد طه, خميسة فرج محمد عامر, زغلولة أحمد بشير عيسى, حلوة محمد عودة بدير, فاطمة داؤود حمد صرصور, رشيقة فائق إبراهيم بدير, زينب عبدالرحمن طه, فاطمة محمود سليمان بدير, فاطمة مصطفى محمد عيسى, لطيفة داؤود محمد عيسى وزهدية (بكرية) محمود إسماعيل طه. وبلغ عمر رشيقة ولطيفة 12 عاماً, وعمر فاطمة صالح وزهدية 14 عاماً
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007