تقع بلدة حمامه في الجنوب الغربي من ساحل فلسطين بين مدينة المجدل وبلدة أسدود القريبتين، فهي على بعد كيلومترين من شاطيء البحر، وعلى مسافة ثلاث كيلومترات شمال مدينة المجدل، وعلى بعد واحد وثلاثين كيلومترا او كذلك الى الشمال الشرقي من مدينة غزة قريبا من الخط الحديدي ومن طريق (يافا-غزة) الساحلي ، وكانت حمامه تتبع قضاء المجدل (عسقلان) لواء غزة وذلك حسب تقسيم الانتداب البريطاني لفلسطين الى ألوية . كان يمر شرقي البلدة على مسافة خمس كيلومترات أنبوب نفط ايلات (ايلات-اسدود)، وكانت تربط حمامه بالطريق الرئيسية الساحلية طرق ثانوية، وكانت بواسطة هذه الطرق ترتبط أيضا بمحطة السكة الحديدية وبالمجدل وشاطيء البحر. كان يحدها من الغرب كما بينا شاطيء البحر الذي يمتد من حدود بحر المجدل جنوبا الى حدود بحر أسدود شمالا على طول ستة كيلو مترات . وكان يحدها من الجنوب أراضي مدينة المجدل أي من شاطيء البحر غربا الى حدود أراضي قرية "جولس" في الشرق على طول ستة كيلو مترات . وكان يحدها من الشرق أراضي بلدة جولس الممتدة من الجنوب الى الشمال حتى أراضي قرية "بيت دراس" على طول ستة كيلو مترات أيضا . ومن الشمال كان يحدها أراضي قرية اسدود وبيت دراس على طول ستة كيلو مترات من الغرب حتى حدود جولس الشمالية .
تقع اراضي بلدة حمامه على شكل مربع من الأرض تقريبا طول كل ضلع ستة كيلو مترات أي ست وثلاثين كيلو مترا مربعا أي ما يعادل ست وثلاثين الف دونم ، وفي دراسات أخرى فان اجمالي أراضي حمامه هو ما يزيد عن واحد وأربعين ألف دونم حتى عام 1948م (الموسوعة الفلسطينية) وربما بسبب تغير الملاك وتداخل أراضي البلدات في المنطقة . أما التضاريس فقد كانت على الشكل التالي . الأرض المحاذية لشاطيء البحر رملية بعرض كيلو مترين أي من شاطيء البحر وحتى حدود بيوت البلدة من جهة الغرب . كان يحيط أيضا ببيوت البلدة أراضي تسمى أرض الحواكير على شكل شريط بعرض نصف كيلو متر تقريبا ، والحواكير هو جمع حاكورة ، والحكورة كما كان يسميها أهالي حمامه ومن هم على شاكلتهم من أهالي البلدات الأخرى هي عبارة عن بستان صغير أرضه خصبة بسبب جودة تربتها التي كانت تدر محصولا جيدا من الخضروات أو الفواكه لتجاوبها مع مياه الامطار الموسمية التي كانت تسقط في المنطقة شتاء . هذا ، وهناك في حمامه أراضي مرتفعة نسبيا ، وهناك السهول مثل سهل "بلاس" وسهل "معصبا" وسهل "بَشا" وسهل "أُم رياح" وهذه كلها أسماء لمناطق من أراضي بلدة حمامه الخالدة . كانت توجد أيضا المنخفضات أهمها بركة حمامة الجنوبية بين المجدل وحمامه ، والبركة الشمالية بين أرض الحواكير والحريرية ، والحريرية هو أيضا اسم لمنطقة من الأراضي الزراعية في بلدة حمامه ، وأما البركة فقد كانت عبارة عن مساحة أو منطقة من الأرض لا يستهان باتساع مساحتها فقد كانت تكون بحيرة من الماء بمساحة مسطحة ، قُل بحجم أو مساحة عدة ملاعب كرة ، وكانت تزداد مياهها ويرتفع منسوبها في الشتاء وكان ينخفض في الصيف . كانت توجد الوديان التي تمر في أراضي حمامه وكان أهمها وادي حمامه الذي كانت تأتي مياهه من مرتفعات المجدل مخترقا أرض البركة الجنوبية التي أشرنا اليها وكان يفصل غرب البلدة عن شرقها خصوصا في فصل الشتاء . ووادي "الجُرَيبة" الذي كان يأتي من الجنوب من مرتفعات بلدة "عراق السودان" وجولس مخترقا السهول الوسطى متجها الى الغرب حيث كان يلتقي مع وادي حمامه القادم من الجنوب مكونا معا وادي كبير نسبيا ويصب في البحر عند مستنقعات "الأبطح" . والأبطح هو اسم اكتسب من القبيلة العربية "الكنانية" الموجودة في "الأبطح" في الحجاز ، التي سكنت تلك المنطقة في الزمن الغابر عند مصب وديان حمامه لتنعم على ما يبدو بوفرة المياه "كتاب حمامه..عسقلان" .
يقول الحاج "حسين حسن محمد ابو صفية" عن اسم ومنشأ بلدة حمامه تاريخيا : "أفادونا بعض المعمرين عن معلومات متواترة أن الاسم هو اسلامي الأصل حيث كان المكان يسمى "وادي الحمى" لأن الجيوش الاسلامية التي كانت تحاصر مدينة عسقلان الرومانية كانت تعسكر على ضفتي الوادي "وادي حمامه" ، وكانت من هذا المكان تكر على عسقلان لمحاربة الرومان وتفر لهذا المكان حيث الماء والدفء ، وفي هذا المكان كان يدفن شهداء المحاربين ، واما المؤرخين المستشرقين فقد قالوا ان الاسم هو روماني الأصل" .
بنيت بيوت البلدة في موقع قرية يونانية عرفت باسم "باليا" بمعنى حمامه. ولذا اكتسبت حمامه أهمية سياحية لوجود الخرائب الأثرية حولها بشكل غير عادي، وربما تعود هذه الآثار الى عهود ما قبل اليونانيين حيث أن الفلسطينيين الأوائل أقاموا عند الساحل ما بين غزة واسدود. هذا، وأن بيوت البلدة قد أقيمت على منبسط سهلي يرتفع قرابة ثلاثين مترا فوق سطح البحر، وكانت تحف بهذا الموقع من الشرق ومن الغرب تلال رملية طولية مزروعة يبلغ ارتفاعها خمسين مترا فوق سطح البحر. هذا ، ولماذا لا تتم المزاوجة بين ما يقوله العرب المسلمين عن أصل التسمية لبلدة حمامه بوادي الحمى وما يقوله المستشرقين على أنها تعود للتسمية اليونانية "باليا" بمعنى حمامه ، لأن الاسم اليوناني الذي يستند الى أسطورة كما ذكر "خليل حسونة" في كتابه "حمامه .. عسقلان" لا يتعارض من مفهومنا المتواضع مع الصفة "وادي الحمى" الذي أطلقه المسلمون على المكان ، فهناك ظروف مختلفة في كل نواحيها بين الطرحين وكما يبدو لنا فقد أعطت معنى مغاير لنفس الاسم "حمامه" الا انه اسم لا يسيء بكل معانيه بل يزيد في نقاء اتصالنا بهذه الارض ويؤكد بأننا بكل المعانى نستحق وبفخر أن نكون ورثة هذا المكان الذي يسمى حمامه .
عن الأسطورة اليونانية يقول "خليل حسونه" في كتاب "حمامه ..عسقلان" عن المؤرخ "مصطفى مراد الدباغ" في كتاب "بلادنا فلسطين" أن أصل الأسطورة تقول : (وكذلك ظهرت في اواخر القرن التاسع قبل الميلاد الملكة "سمورامات" في نحو "811-808" قبل الميلاد ، التي كان لها شأن كبير في عالم الأساطير . اشتهرت باسمها اليوناني "سمير أميس" المحرف عن اسمها الأشوري ، واعتبرها اليونانيون بمثابة آلهة ، ونسبوا اليها كثير من الاعمال الجليلة ، وذكرتها الأساطير الواردة في المصادر الاغريقية بانها كانت ابنة آلهة نصفها سمكة والنصف الآخر "حمامه" ، وأن عبادتها كانت منتشرة في عسقلان الفلسطينية . بعد أن ولدت هذه الآلهة ابنتها سمير أميس تركتها في ناحية عسقلان فأخذها الحمام وصار يرعاها ، ثم عثر عليها كبير رعاة الملك فرباها ، ولما كبرت تزوجها الملك . والاسم "سمورامات" مركب من كلمتين "سمو" معناها حمامه و "رامات" ومعناها المحبوبة فيكون معناها اسم "الملكة محبوبة الحمام" . وما يسترعي الانتباه بهذا الصدد أنه كانت تقع على مسافة أربعة أميال للشمال من عسقلان قرية يونانية تعرف باسم بمعنى حمامه واليوم أو حتى عام 1948م تقوم قرية حمامه على بقعة بتسميتها اليونانية) .
ولحمامه كانت أهمية اقتصادية أيضا لكبر مساحة الأراضي الزراعية التابعة لها حيث كانت الأكبر بين قرى المنطقة الساحلية من ناحية عدد السكان وملكية الأراضي الزراعية وكان لعنب حمامه شهره في فلسطين. وتعود أهمية حمامه الزراعية أيضا لأنها تمتد وسط منطقة يزرع فيها الحمضيات والعنب والتين والزيتون والمشمش واللوز والجميز والبطيخ ومختلف أنواع الخضار والحبوب، وبسبب ملاءمة المناخ لزراعة الحمضيات في حمامه فقد اهتم أهاليها بزراعة الحمضيات أو ببساتين البرتقال التي كانوا يطلقون على مفردها "بيارة" وجمعها بيارات . وحتى عام 1948م كان اهالي حمامه يملكون ما ينيف عن عشرين بيارة برتقال . كانت الزراعةتشتمل أيضا على الأشجار الحرجية التي زرعت لتثبيت الرمال والحد من زحفها. وتجدر الاشارة الى أن مساحات واسعة من الكثبان الرملية (البرص) كانت تمتد شمالي حمامه بين وادي أبطح ووادي صقرير أو سكرير . وكون حمامه كانت تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولكبر عدد سكانها فقد كان قطاع لا يستهان به من أهلها يعملون بصيد السمك.
كان يتخذ مخطط بيوت حمامه شكل النجمة بسبب امتداد العمران على طول الطرق التي كانت تصل قلبها بالقرى والبلاد المجاورة. ويظهر نموها العمراني واضحا في اتجاه الشمال والشمال الغربي. وقد بلغت مساحتها في أواخر عهد الانتداب البريطاني مائة وسبع وستين دونما (العمران)، وبلغت مساحة الأراضي التابعة لها نحو 41366 دونما. حيث أن قرية حمامه تعتبر من البلدات المصنفة بكثرة سكانها عن باقي قرى الساحل الفلسطيني ، وكان في النية تحويل مجلسها القروي الى مجلس بلدي لتصبح مدينة لا قرية ، لولا تغير الظروف وحدوث نكبة 1948م . فقد وصل عدد سكان حمامه عام 1922م الى 2731 نسمة ، وفي عام 1931م بلغ عدد السكان 3401 نسمة منهم 1684 ذكور ، 1717 اناث ، كانوا يقطنون في 865 منزلا . وفي عام 1945م وصل عدد السكان الى 5070 نسمة منهم 5010 عربا و 60 يهودا . وفي عام 1948م بلغ عدد سكان حمامه 5812 نسمة . وفي عام 2000م يقدر اجمالي عدد سكان حمامه بما يقارب (60000) ستين الف نسمة بافتراض أن العدد قد تضاعف على أقل تقدير عشر مرات منذ عام 1948م . هذا، و كانت بلدة حمامه عبارة عن حارتين رئيسيتين أو جزئين يكونان بيوت البلدة، الحارة الغربية والحارة الشرقية. وسميت هكذا لأن الوادي كان يفصلها، وكان عبارة عن مجرى لمياه الأمطار التي كانت تمر في هذا الوادي قادمة من جهة مدينة المجدل في الجنوب كما أشرنا . كان الوادي يمتليء بالمياه في فصل الشتاء واذا كانت الأمطار غزيرة كان يعيق سير الناس ودوابهم لساعات أو يوم أو لعدة أيام خصوصا وأنه كان يحد من تنقل السكان من الحارة الغربية الى الحارة الشرقية أو العكس. كانت الحارة الشرقية هي الأقدم أو أساس البلدة، وكان فيها بشكل لافت للنظر الأسواق، وفي منتصف البلدة تقريبا كان يقع مسجد أبو عرقوب، وهو اسم لأحد الصالحين القدامى الذين عاشوا في تلك الأنحاء والذي تحول ضريحه الى مسجد يحمل اسمه. أما الحارة الغربية أو الجزء الآخر من البلدة، فقد كانت تعتدي بيوتها قليلا على خط الرمال القريب من شاطيء البحر، وكانت الأحدث تقريبا في عمر البناء.
كانت توجد مدرسة ابتدائية للبنين وأخرى للبنات في بلدة حمامه، وكانت تقع على طرف البلدة من جهة الشمال الغربي أو كذلك. وكانت مبنية من الآجر والاسمنت والحجارة بعكس غالبية بيوت البلدة المبنية من الطين اللبن المخلوط بالقصل لتقويته، والقصل هو التبن الخشن الذي كان يحصل عليه الناس عادة بعد درس المحاصيل الزراعية وهو ما كانوا يستعملونه أساسا لغذاء مواشيهم، هذا عدا بعض البيوت والسرايات التي بنيت من الاسمنت والحجارة والبازلت. دمر الغزاة الصهاينة حمامه وشردوا أهلها وبنوا عليها مستعمرة "بيت عزرا"، و "نتسانيم" .
تقع اراضي بلدة حمامه على شكل مربع من الأرض تقريبا طول كل ضلع ستة كيلو مترات أي ست وثلاثين كيلو مترا مربعا أي ما يعادل ست وثلاثين الف دونم ، وفي دراسات أخرى فان اجمالي أراضي حمامه هو ما يزيد عن واحد وأربعين ألف دونم حتى عام 1948م (الموسوعة الفلسطينية) وربما بسبب تغير الملاك وتداخل أراضي البلدات في المنطقة . أما التضاريس فقد كانت على الشكل التالي . الأرض المحاذية لشاطيء البحر رملية بعرض كيلو مترين أي من شاطيء البحر وحتى حدود بيوت البلدة من جهة الغرب . كان يحيط أيضا ببيوت البلدة أراضي تسمى أرض الحواكير على شكل شريط بعرض نصف كيلو متر تقريبا ، والحواكير هو جمع حاكورة ، والحكورة كما كان يسميها أهالي حمامه ومن هم على شاكلتهم من أهالي البلدات الأخرى هي عبارة عن بستان صغير أرضه خصبة بسبب جودة تربتها التي كانت تدر محصولا جيدا من الخضروات أو الفواكه لتجاوبها مع مياه الامطار الموسمية التي كانت تسقط في المنطقة شتاء . هذا ، وهناك في حمامه أراضي مرتفعة نسبيا ، وهناك السهول مثل سهل "بلاس" وسهل "معصبا" وسهل "بَشا" وسهل "أُم رياح" وهذه كلها أسماء لمناطق من أراضي بلدة حمامه الخالدة . كانت توجد أيضا المنخفضات أهمها بركة حمامة الجنوبية بين المجدل وحمامه ، والبركة الشمالية بين أرض الحواكير والحريرية ، والحريرية هو أيضا اسم لمنطقة من الأراضي الزراعية في بلدة حمامه ، وأما البركة فقد كانت عبارة عن مساحة أو منطقة من الأرض لا يستهان باتساع مساحتها فقد كانت تكون بحيرة من الماء بمساحة مسطحة ، قُل بحجم أو مساحة عدة ملاعب كرة ، وكانت تزداد مياهها ويرتفع منسوبها في الشتاء وكان ينخفض في الصيف . كانت توجد الوديان التي تمر في أراضي حمامه وكان أهمها وادي حمامه الذي كانت تأتي مياهه من مرتفعات المجدل مخترقا أرض البركة الجنوبية التي أشرنا اليها وكان يفصل غرب البلدة عن شرقها خصوصا في فصل الشتاء . ووادي "الجُرَيبة" الذي كان يأتي من الجنوب من مرتفعات بلدة "عراق السودان" وجولس مخترقا السهول الوسطى متجها الى الغرب حيث كان يلتقي مع وادي حمامه القادم من الجنوب مكونا معا وادي كبير نسبيا ويصب في البحر عند مستنقعات "الأبطح" . والأبطح هو اسم اكتسب من القبيلة العربية "الكنانية" الموجودة في "الأبطح" في الحجاز ، التي سكنت تلك المنطقة في الزمن الغابر عند مصب وديان حمامه لتنعم على ما يبدو بوفرة المياه "كتاب حمامه..عسقلان" .
يقول الحاج "حسين حسن محمد ابو صفية" عن اسم ومنشأ بلدة حمامه تاريخيا : "أفادونا بعض المعمرين عن معلومات متواترة أن الاسم هو اسلامي الأصل حيث كان المكان يسمى "وادي الحمى" لأن الجيوش الاسلامية التي كانت تحاصر مدينة عسقلان الرومانية كانت تعسكر على ضفتي الوادي "وادي حمامه" ، وكانت من هذا المكان تكر على عسقلان لمحاربة الرومان وتفر لهذا المكان حيث الماء والدفء ، وفي هذا المكان كان يدفن شهداء المحاربين ، واما المؤرخين المستشرقين فقد قالوا ان الاسم هو روماني الأصل" .
بنيت بيوت البلدة في موقع قرية يونانية عرفت باسم "باليا" بمعنى حمامه. ولذا اكتسبت حمامه أهمية سياحية لوجود الخرائب الأثرية حولها بشكل غير عادي، وربما تعود هذه الآثار الى عهود ما قبل اليونانيين حيث أن الفلسطينيين الأوائل أقاموا عند الساحل ما بين غزة واسدود. هذا، وأن بيوت البلدة قد أقيمت على منبسط سهلي يرتفع قرابة ثلاثين مترا فوق سطح البحر، وكانت تحف بهذا الموقع من الشرق ومن الغرب تلال رملية طولية مزروعة يبلغ ارتفاعها خمسين مترا فوق سطح البحر. هذا ، ولماذا لا تتم المزاوجة بين ما يقوله العرب المسلمين عن أصل التسمية لبلدة حمامه بوادي الحمى وما يقوله المستشرقين على أنها تعود للتسمية اليونانية "باليا" بمعنى حمامه ، لأن الاسم اليوناني الذي يستند الى أسطورة كما ذكر "خليل حسونة" في كتابه "حمامه .. عسقلان" لا يتعارض من مفهومنا المتواضع مع الصفة "وادي الحمى" الذي أطلقه المسلمون على المكان ، فهناك ظروف مختلفة في كل نواحيها بين الطرحين وكما يبدو لنا فقد أعطت معنى مغاير لنفس الاسم "حمامه" الا انه اسم لا يسيء بكل معانيه بل يزيد في نقاء اتصالنا بهذه الارض ويؤكد بأننا بكل المعانى نستحق وبفخر أن نكون ورثة هذا المكان الذي يسمى حمامه .
عن الأسطورة اليونانية يقول "خليل حسونه" في كتاب "حمامه ..عسقلان" عن المؤرخ "مصطفى مراد الدباغ" في كتاب "بلادنا فلسطين" أن أصل الأسطورة تقول : (وكذلك ظهرت في اواخر القرن التاسع قبل الميلاد الملكة "سمورامات" في نحو "811-808" قبل الميلاد ، التي كان لها شأن كبير في عالم الأساطير . اشتهرت باسمها اليوناني "سمير أميس" المحرف عن اسمها الأشوري ، واعتبرها اليونانيون بمثابة آلهة ، ونسبوا اليها كثير من الاعمال الجليلة ، وذكرتها الأساطير الواردة في المصادر الاغريقية بانها كانت ابنة آلهة نصفها سمكة والنصف الآخر "حمامه" ، وأن عبادتها كانت منتشرة في عسقلان الفلسطينية . بعد أن ولدت هذه الآلهة ابنتها سمير أميس تركتها في ناحية عسقلان فأخذها الحمام وصار يرعاها ، ثم عثر عليها كبير رعاة الملك فرباها ، ولما كبرت تزوجها الملك . والاسم "سمورامات" مركب من كلمتين "سمو" معناها حمامه و "رامات" ومعناها المحبوبة فيكون معناها اسم "الملكة محبوبة الحمام" . وما يسترعي الانتباه بهذا الصدد أنه كانت تقع على مسافة أربعة أميال للشمال من عسقلان قرية يونانية تعرف باسم بمعنى حمامه واليوم أو حتى عام 1948م تقوم قرية حمامه على بقعة بتسميتها اليونانية) .
ولحمامه كانت أهمية اقتصادية أيضا لكبر مساحة الأراضي الزراعية التابعة لها حيث كانت الأكبر بين قرى المنطقة الساحلية من ناحية عدد السكان وملكية الأراضي الزراعية وكان لعنب حمامه شهره في فلسطين. وتعود أهمية حمامه الزراعية أيضا لأنها تمتد وسط منطقة يزرع فيها الحمضيات والعنب والتين والزيتون والمشمش واللوز والجميز والبطيخ ومختلف أنواع الخضار والحبوب، وبسبب ملاءمة المناخ لزراعة الحمضيات في حمامه فقد اهتم أهاليها بزراعة الحمضيات أو ببساتين البرتقال التي كانوا يطلقون على مفردها "بيارة" وجمعها بيارات . وحتى عام 1948م كان اهالي حمامه يملكون ما ينيف عن عشرين بيارة برتقال . كانت الزراعةتشتمل أيضا على الأشجار الحرجية التي زرعت لتثبيت الرمال والحد من زحفها. وتجدر الاشارة الى أن مساحات واسعة من الكثبان الرملية (البرص) كانت تمتد شمالي حمامه بين وادي أبطح ووادي صقرير أو سكرير . وكون حمامه كانت تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولكبر عدد سكانها فقد كان قطاع لا يستهان به من أهلها يعملون بصيد السمك.
كان يتخذ مخطط بيوت حمامه شكل النجمة بسبب امتداد العمران على طول الطرق التي كانت تصل قلبها بالقرى والبلاد المجاورة. ويظهر نموها العمراني واضحا في اتجاه الشمال والشمال الغربي. وقد بلغت مساحتها في أواخر عهد الانتداب البريطاني مائة وسبع وستين دونما (العمران)، وبلغت مساحة الأراضي التابعة لها نحو 41366 دونما. حيث أن قرية حمامه تعتبر من البلدات المصنفة بكثرة سكانها عن باقي قرى الساحل الفلسطيني ، وكان في النية تحويل مجلسها القروي الى مجلس بلدي لتصبح مدينة لا قرية ، لولا تغير الظروف وحدوث نكبة 1948م . فقد وصل عدد سكان حمامه عام 1922م الى 2731 نسمة ، وفي عام 1931م بلغ عدد السكان 3401 نسمة منهم 1684 ذكور ، 1717 اناث ، كانوا يقطنون في 865 منزلا . وفي عام 1945م وصل عدد السكان الى 5070 نسمة منهم 5010 عربا و 60 يهودا . وفي عام 1948م بلغ عدد سكان حمامه 5812 نسمة . وفي عام 2000م يقدر اجمالي عدد سكان حمامه بما يقارب (60000) ستين الف نسمة بافتراض أن العدد قد تضاعف على أقل تقدير عشر مرات منذ عام 1948م . هذا، و كانت بلدة حمامه عبارة عن حارتين رئيسيتين أو جزئين يكونان بيوت البلدة، الحارة الغربية والحارة الشرقية. وسميت هكذا لأن الوادي كان يفصلها، وكان عبارة عن مجرى لمياه الأمطار التي كانت تمر في هذا الوادي قادمة من جهة مدينة المجدل في الجنوب كما أشرنا . كان الوادي يمتليء بالمياه في فصل الشتاء واذا كانت الأمطار غزيرة كان يعيق سير الناس ودوابهم لساعات أو يوم أو لعدة أيام خصوصا وأنه كان يحد من تنقل السكان من الحارة الغربية الى الحارة الشرقية أو العكس. كانت الحارة الشرقية هي الأقدم أو أساس البلدة، وكان فيها بشكل لافت للنظر الأسواق، وفي منتصف البلدة تقريبا كان يقع مسجد أبو عرقوب، وهو اسم لأحد الصالحين القدامى الذين عاشوا في تلك الأنحاء والذي تحول ضريحه الى مسجد يحمل اسمه. أما الحارة الغربية أو الجزء الآخر من البلدة، فقد كانت تعتدي بيوتها قليلا على خط الرمال القريب من شاطيء البحر، وكانت الأحدث تقريبا في عمر البناء.
كانت توجد مدرسة ابتدائية للبنين وأخرى للبنات في بلدة حمامه، وكانت تقع على طرف البلدة من جهة الشمال الغربي أو كذلك. وكانت مبنية من الآجر والاسمنت والحجارة بعكس غالبية بيوت البلدة المبنية من الطين اللبن المخلوط بالقصل لتقويته، والقصل هو التبن الخشن الذي كان يحصل عليه الناس عادة بعد درس المحاصيل الزراعية وهو ما كانوا يستعملونه أساسا لغذاء مواشيهم، هذا عدا بعض البيوت والسرايات التي بنيت من الاسمنت والحجارة والبازلت. دمر الغزاة الصهاينة حمامه وشردوا أهلها وبنوا عليها مستعمرة "بيت عزرا"، و "نتسانيم" .
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007