ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    حبيسة المجتمع أم حبيسة ذاتها؟!

    RIMAWI
    RIMAWI

    وكيل  وكيل



    ذكر
    عدد الرسائل : 808
    العمر : 40
    الدولة : حبيسة المجتمع أم حبيسة ذاتها؟! Palest10
    نقاط : 6306
    تقييم الأعضاء : 1
    تاريخ التسجيل : 14/12/2009
    الأوسمة : حبيسة المجتمع أم حبيسة ذاتها؟! Empty
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حبيسة المجتمع أم حبيسة ذاتها؟! Empty

    حبيسة المجتمع أم حبيسة ذاتها؟! Empty حبيسة المجتمع أم حبيسة ذاتها؟!

    مُساهمة من طرف RIMAWI الخميس ديسمبر 17, 2009 1:40 pm

    تبلغ من العمر 45 عاماً، تسكن إحدى مدن الضفة الغربية المحتلة، رفضت الإفصاح كيف حصلت على رقم هاتفي، قالت: عندي مشكلة، ممكن تساعدني في حلها ؟.

    تحدثت بإسهاب عن نفسها وزوجها وأبنائها الخمسة، اثنتان من بناتها يدرسن في الجامعة، زوجها يغيب عن البيت مدة تصل إلى أسبوعين وأحيانا أكثر لعمله في مشاريع البناء الإسرائيلية، وقالت انا لا اعمل، أنا اشتغل في أولادي.

    قالت أنها تتحدث مع عدد قليل جداً من الرجال عبر الهاتف، منتحلة شخصيات عدة، ولا تعرف عن نفسها، ادعت في البداية أنها تقوم بذلك لقتل الفراغ الذي تعيش فيه، أبناؤها في المدارس والجامعات وزوجها يحضر للبيت مرة كل أسبوع أو أسبوعين.

    قالت أيضاً أنها تقوم بذلك انتقاماً من زوجها بسبب خيانته لها، وهي تشعر انه مستمر في خيانتها، إلا أنها تشعر بتأنيب الضمير وبندم شديد وتنتقم من نفسها بالبكاء والشتم بعد انتهاء كل مكالمة هاتفية.

    لم تكمل دراستها، تزوجت في السابعة عشرة من عمرها، بدأت مشاكلها مع زوجها منذ بداية زواجها، تسأل نفسها وتجيب؟ أنها تدرك أنها تنتقم من نفسها وليس من زوجها، وهي من شدة الحزن والغضب والظلم الذي تشعره يوميا تعترف أمام ذاتها أنها مريضة بانفصام الشخصية.

    تجري الاتصالات الهاتفية في الفترة الصباحية من النهار قبل عودة أبناءها إلى البيت، حيث تكون وحيدة في المنزل.

    مثقفة تتحدث في كل شيئ، وتقول إن الحياة علمتها كيف تربي أبناءها ووالدهم بعيد عنهم، وكيف تتعامل مع الناس. تدعي أنها تحظى باحترام جيرانها وتربطها علاقات اجتماعية مميزة معهم، ويعتبرونها سيدة فاضلة.

    لا أعرف هل تسألني أم تسأل ذاتها: لماذا الانتقام الآن من زوجي؟ وتجيب: أنا انتقم من نفسي!.

    تسأل لماذا لم يبدأ ذلك مع بداية زواجي، وعلمي أن زوجي يخونني، وعائلتي لازالت صغيرة؟، تجيب: كنت منشغلة في تربيتهم، ولم يكن لدي وقت فراغ طويل وقاتل مثل الآن.

    حاولت أن تقنع عائلتها أنها تعيش مع رجل غير سوي لا يحترم آدميتها، ولا يصون زواجهما، تشعر بالظلم والقهر، أكثر من مرة " حردت" إلى منزل العائلة وطلبت الانفصال، وكان أشقاؤها يعيدونها إلى منزل زوجها، هددتهم بالانتحار، هددوها بالقتل، كانت تعول على احد أفراد عائلتها الذي يعيش خارج البلاد أن يساعدها، وكان يستمع إليها دائما باهتمام، وعدها عندما يعود أن يجد لها حلاً، وعندما عاد لم يسألها عن أي شيئ.

    هي تقول أنها لا تخرج من البيت إلا للضرورة وأنها لم تخن زوجها، لكنها تدرك أن ما تقوم به خطيئة لا تقل خطورة عن ما يقوم به زوجها من خيانة مستمرة لها، وتبرير الغياب والمبيت عن خارج البيت بحجة العمل وتوفير الأموال والراحة لهم.

    تقول أنها حاولت أكثر من مرة التوقف والإقلاع عن عادة الاتصال أو استقبال المكالمات الهاتفية مع العدد القليل من الرجال، إلا أنها لم تستطيع، ولا تزال تحاول التوقف عن ذلك وإقناع نفسها أن شغلها هو أن تشتغل بأولادها وبناتها، وترضى بالواقع الذي تعيشه وتستمر في حياتها من اجل تربيتهم، خاصة البنات حتى لا يعشن تجربتها المريرة.

    هي طلبت المساعدة أعطيتها رقم هاتف إحدى المؤسسات المختصة بمساعدة النساء اللواتي يتعرضن للعنف الأسري، ويواجهن مشاكل ولا يستطعن البوح بأسرارهن، وعدت أن تتصل وتعرض مشكلتها على الاختصاصيين في مثل هذه القضايا.

    ستبقى مشاكلها ومعاناتها المستمرة من دون أن يقف بجانبها حتى أقرب الناس لها، وهي تدرك أنها تواجه مشكلتها وحيدة فهي لا تمتلك القدرة على الانفصال ولم تعد تفكر به، ما تفكر به الآن كيف تستطيع التخلص من الحال التي تعيشها ومحاولتها الانتقام من زوجها عن طريق الاتصالات الهاتفية، وهي تدرك أن التعليم للمرأة مهم، وأن الاستقلال الاقتصادي يمكن أن يساعدها في التغلب على مشاكلها ومواجهتها، ومع ذلك تقول إذا كانت ثقافة المجتمع خاصة الأهل تنظر للمرأة كمواطن من الدرجة العاشرة، ماذا تستطيع أن تفعل بالتعليم والاستقلال الاقتصادي إذا لم يقتنع الأهل أنها إنسانة ولها حقوق وعليها واجبات ولها الحق في اختيار طريقة حياتها.

    حال السيدة المجهولة التي لم اعرف لها اسماً ستبقى كما هي عليه إذا لم تتغلب على ضعفها وحقدها من خيانة زوجها، ونار الانتقام التي تزيد من نيرانها اشتعالاً، وإن استطاعت أن تتغلب عليه، فإنها ستبقى حبيسة أنانية هذا المجتمع الذي يحكم على الكثير من رجاله ونسائه بمشاهدة أعمارهم تفني يوماً بعد يوم وهم يتجرعون التعاسة المستمرة للمحافظة على المظاهر المجتمعية الخداعة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 06, 2024 12:31 pm