ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    ذلك الشيطان الذي يلبس قبعة

    RIMAWI
    RIMAWI

    وكيل  وكيل



    ذكر
    عدد الرسائل : 808
    العمر : 40
    الدولة : ذلك الشيطان الذي يلبس قبعة Palest10
    نقاط : 6263
    تقييم الأعضاء : 1
    تاريخ التسجيل : 14/12/2009
    الأوسمة : ذلك الشيطان الذي يلبس قبعة Empty
    وسام مسابقة الضيف المجهول : ذلك الشيطان الذي يلبس قبعة Empty

    ذلك الشيطان الذي يلبس قبعة Empty ذلك الشيطان الذي يلبس قبعة

    مُساهمة من طرف RIMAWI الأربعاء ديسمبر 16, 2009 10:00 pm

    الفتوى العنصرية التي أصدرها مجمع الحاخامات الاسرائيلي والتي تبيح قتل كافة الأسرى الفلسطينيين إذا لم يعد الأسير جلعاد شاليط سالما هي فتوى تشرع قتل الأسرى واستباحة حقوقهم وإنسانيتهم بشكل مفتوح وسافر.

    هذه الفتاوى الشيطانية هي امتداد ثقافي وفكري لكثير من التصريحات والمفاهيم التي دعت تارة الى رمي الأسرى في البحر، وتارة أخرى الى تشديد الإجراءات التعسفية بحقهم وحرمانهم من الزيارات وغيرها من التصريحات الحاقدة المستهترة بعقول البشر ومبادئهم الإنسانية.

    وقد سبق للحاخامية العسكرية الاسرائيلية ان دعت الى القتل والتعامل بوحشية مع السكان المدنيين خلال الحرب على قطاع غزة والتي أسفرت عن إعدام أسرى وقتل الناس بالفسفور وهي نفس المدرسة الأكاديمية المتطرفة التي قال فيها أحد المحاضرين الكبار في جامعة تل أبيب وهو (دان شيفن ) ( بأن العرب هم الفشل الأكبر في التاريخ البشري وأنه لا يوجد شيء مجنون أكثر تحت الشمس من الفلسطينيين).

    ويبدو لي بوضوح أكثر من السابق أن الأزمة هي أزمة تربوية ثقافية في المجتمع الاسرائيلي ومؤسساته عكست نفسها على سلوك التعامل والتعاطي مع الإنسان الأسير ومطالبه وطموحاته. وقد تجلت هذه الأزمة في طبيعة النظرة الاسرائيلية للأسرى لتصبح جزءاً من السياسات الثابتة لصانعي القرار في دولة اسرائيل ومنهجاً ثقافياً يرفض باصرار التجاوب مع المكونات السياسية وحتى الإنسانية لقضية الأسرى.

    ان التعبيرات المختلفة للسلوك السياسي الاسرائيلي حول قضية الأسرى جاءت ترجمة للبنية التربوية والتعليمية في المجتمع الاسرائيلي القائمة على أساس العنصرية والتعالي الفوقي والعدوانية وتنمية النزعة العسكرية وتجريد الفلسطينيين من انسايتهم وحقوقهم. ولهذا ليس غريباً أن لا تُدرّس مناهج ومبادئ حقوق الانسان والقانون الدولي واتفاقيات جنيف والمعاهدات الانسانية في المدارس الاسرائيلية وبدلاً من ذلك يتم التركيز على التعصب القومي والتربية الشوفينية التي تتناقض مع جوهر مفهوم التربية على القيم الانسانية.

    الطالب الاسرائيلي لا ينمو في المدرسة ليصبح انساناً بل جندياً مستعداً دائماً للقتال، ولا يتغذى على قيم الانسانية والتعايش وحوار الآخرين بل على فن الحرب والحقد على العرب فيصبح اما محارباً أو سجاناً مجرداً من شخصيته الأخلاقية.

    وأوضح وزير المعارف والثقافة الاسرائيلي السابق "هارون برلين" هذه النقطة بقوله: المدرسة الاسرائيلية تدرس قيم البطولة اليهودية وانقاذ الأرض، ولم تضع المدرسة أمام الأجيال اليهودية سوى الخدمة العسكرية والنزعة العسكرية. وهذا ما دفع البرفسور الاسرائيلي " يعقوب لورخ" أن يطلق على وزارة المعارف الاسرائيلية "وزارة الخنق" لأنها تغلق العقول وتنتهج سياسة غير انسانية تجاه تربية أولاد اليهود... لكل ذلك قيل على لسان الباحثين الإسرائيليين: أن المدارس في اسرائيل لعبت دوراً بارزاً ومهماً في تشكيل المواقف السلبية تجاه العرب والفلسطينيين وساهمت الكتب الدراسية في تصعيد الصراع.

    لا يوجد أي ذكر في التعليم الاسرائيلي للقواعد الانسانية للتعامل مع الأسرى في أوقات الحرب...بل ان مصطلح فلسطينيون مثله مثل الخط الأخضر والنكبة، يبدو غريباً عن كتب التدريس الاسرائيلية. وبناءً على ذلك نجد أن الأسرى في العقل الثقافي الاسرائيلي هم أموات أو يجب أن يكونوا أمواتاً وفق ما قاله "يعقوب غانوت" مدير مصلحة السجون السابق، وهم أي الأسرى ليسوا سوى مجرمين وقتلة وارهابيين أياديهم ملطخة بالدماء .

    وما يدل على ذلك ما يُسمى الحساسية التي تتذرع بها حكومات اسرائيل فيما يتعلق بالافراج عن الاسرى لمدى قبول المجتمع الاسرائيلي المعبأ عنصرياً لهذه الافراجات التي غالباً ما كانت هذه الحساسية تحول دون افراجات نوعية جدية عن الاسرى. ولأن الأسرى فرضوا وجودهم كأمر واقع على الحياة السياسية الاسرائيلية فان التعامل معهم يجري وكأنهم أرقام لا بشراً بل فئران كما قال الصحفي "عاموس هرئيل" ليس لهم حقوق، والذي يقرر حقوقهم هي نظرية القوة والأمن والأوامر والتعليمات العسكرية الصادرة عن الضابط أو من الجهاز القضائي الاسرائيلي.

    واضح أن التربية والتنشئة الثقافية في اسرائيل والقائمة على تعليم الحرب والكراهية اقتداءً بداود الاسرائيلي الذي تغلب على جوليات الفلسطيني العملاق كما ورد في الفصل السابع عشر من كتاب التوراة والذي يدرس في المدارس الاسرائيلية وما احدثته من غسيل دماغ قد حولت الشبان الاسرائيليين الى جنود آليين ميكانيكيين بلا مشاعر وبلا أحاسيس، عنيفين وجلادين وجنود حاجز لا ترتجف أيديهم عندما يضغطون على الزناد حسب قول المحامية فيليتسا لانفر...

    هذه التربية هي التي تجد صداها على أرض الواقع في التنكيل بالمعتقلين والدوس عليهم وتشريع التعذيب بحقهم وانتهاك كرامتهم واذلالهم بأساليب منحطة وحرمانهم من أبسط حقوقهم الانسانية والمعيشية بعد فرض أحكام جائرة عليهم.

    ولا يرتجف الضمير الثقافي في اسرائيل أمام مشاهد اعتقال القاصرين الأطفال والاعتداء عليهم بطرق وحشية جسدياً ونفسياً وأمام زج المعتقلين في سجون لا تصلح للحياة الآدمية وممارسة شتى أنواع الانتهاكات بحقهم في المأكل والملبس والعلاج ورؤية ذويهم. ولم يرتجف هذا الضمير أمام ما نشرته صحيفة هآرتس الاسرائيلية يوم 8/11/2006 عن قيام جهاز الشاباك الاسرائيلي بممارسة أعمال اللواط والتحرش الجنسي مع المعتقلين ونتف لحاهم واعتقال زوجاتهم واستخدام أساليب الشبح والخنق والتعامل معهم كأنهم صراصير وحشرات.

    وحتى الآن لم يطرح السؤال التربوي في اسرائيل نفسه ليواجه الحقائق المؤلمة ولينقذ الاسرائيلي من تلك المدرسة التي علمته أن لا يكون انساناً. فالمنظومة الثقافية والتربوية في اسرائيل تتلقى غذائها من الأساطير ومن أجهزة الأمن والجنرالات العسكريين ليظل الاسرائيلي أسيراً لكتاب التربية الوطنية للصف الخامس الابتدائي الذي يعلم الطالب اليهودي بأنه عن طريق القوة يتعلم العرب بسرعة كيف يحترمون الحارس اليهودي وأن الدم اليهودي لا توازيه دماء أبناء الشعوب دون استثناء حسب قصيدة الشاعر الاسرائيلي "تان ولترمان" التي تدرس في المدارس الاسرائيلية.

    ولأن الثقافة والتربية في اسرائيل لم تتحرر من الخرافة ونزعة السيطرة واقصاء الآخرين، ولأن خرائط التعليم لا يظهر على الأرض فيها أناس وحياة بل صحراء جرداء تنتظر من يحيها وهي رميم فانها لا تبالي باعتقال ربع الشعب الفلسطيني منذ عام 1967 وبناء المعسكرات والسجون.

    ان الشيفرة الثقافية لدولة اسرائيل تستند الى ثقافة حقوق القوة الاحتلالية ولم تغير روايتها ولا تريد أن تسمع رواية الآخرين الواقعين تحت الاحتلال وفي ظلام السجون.

    وفي الوقت الذي تجاوز فيه الأسرى الفلسطينيون الأرقام القياسية العالمية في مدة الاعتقال لم يتمكنوا حتى الآن من اختراق الشيفرة الثقافية الاسرائيلية ليفككوا ما تراكم فيها من مفاهيم الفساد الأخلاقي والتسمم المخيف للوعي للأجيال الشابة في دولة اسرائيل. وعلى الرغم من بروز الأسئلة الأخلاقية والثقافية في السنوات الأخيرة على ألسنة القلة القليلة في المجتمع الاسرائيلي الا انها بقيت خافتة غير مؤثرة، لم تستطع أن تواجه منهجية تخريب وإفساد العقل الاسرائيلي ولم تصل الى مستوى تحرير الثقافة الاسرائيلية من عنصريتها التي تشكل غطاء لقمع الآخر والاستبداد به.

    لم يتصالح الثقافي مع السياسي في دولة اسرائيل، ظل الأول مشحوناً بذاكرة المنفى والاقصاء محبوساً في غيتو المحاربين الأوائل واشعار الحشمونيين، لا يمد الثاني الا بالبزة العسكرية ومفاتيح السجون وسلاسل القيود وأناشيد حرس الحدود.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء سبتمبر 24, 2024 2:27 am