انفلونزا الخنازير
مقدمة
الحديث في جميع الأوساط الطبية والعلمية والإعلامية حول وباء أنفلونزا الخنازير المتفشي هذه الأيام، الذي أخذ بالانتشار حول العالم بصورة مخيفة. ولقد استطاع هذا الفيروس المعروف بفيروس الأنفلونزا جذب أنظار العالم له ولقدرته العجيبة على التغير والتطور والتلاعب في شكله للتغلب على اللقاحات والعقاقير المضادة له. واتخذت جميع الهيئات الطبية والصحية وضع الاستنفار للسيطرة على الوباء وللحد من انتشاره. وصرحت منظمة الصحة العالمية في 25 من شهر أبريل (نيسان) الماضي بتفشي فيروس أنفلونزا الخنازير الذي ينتقل إلى الإنسان في المكسيك ثم في أميركا والكثير من دول العالم. وتأكدت إصابة عدة مئات من الأشخاص إصابة مؤكدة ووفاة العديد منهم في المكسيك حتى الآن معظمهم من الشباب الأصحاء، وانتقل المرض إلى حالة وبائية. * سلالة جديدة * ووفقا للمنظمة العالمية فإن «أنفلونزا الخنازير مرض وبائي حاد يصيب الخنازير بشكل رئيسي وينتقل عبر الاستنشاق». ويؤدي فيروس الأنفلونزا من نوع (إيه ـ A) إتش1 إن 1 (Swine influenza A (H1N1) virus ) للإصابة بهذا المرض، ويشهد العالم انتشارا متكررا لهذا المرض بين الخنازير مسببا حالة عالية من الإعياء إلا أنه نادرا ما يتحول لوباء قاتل لها. وينتشر هذا المرض في موسمي الخريف والشتاء ولكن من الممكن أن ينتشر في أي وقت من العام، وهناك عدة سلالات لأنفلونزا الخنازير، شأنه في ذلك شأن الأنفلونزا التي تصيب الإنسان. ولقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن بعض حالات الوفاة التي حدثت بين الناس ناجمة عن نوع جديد لم يعرف من قبل لأنفلونزا الخنازير، وأشارت إلى أن الفيروس الجديد يحمل صفات جينية مختلفة عن تلك التي أصيب بها البشر في مناطق مختلفة في أوروبا وآسيا. وقد شهد العالم من قبل انتشار هذا الوباء لأنفلونزا الخنازير عدة مرات، ففي فبراير 1976 انتشر وباء إنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة الأميركية وأمر الرئيس فورد باتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء الوباء وإعطاء لقاح الأنفلونزا لجميع الشعب الأميركي الذي كانت له العديد من الآثار الجانبية الخطيرة التي أدت إلى وفاة البعض. وفي شهر أغسطس من عام 2007 ظهر وباء إنفلونزا الخنازير مرة أخرى في الفلبين ولكن حالات الوفاة لم تتعد 10%. والأمر المهم في انتشار هذا الوباء الجديد، هو قدرة هذا الفيروس على الانتقال من شخص إلى آخر وظهور سلالة جديدة من هذه الجرثومة، أما الأمر المثير للقلق فعليا فهو مهاجمة هذا الفيروس للشباب الأصحاء وإصابتهم بالمرض.
* لمحة طبية *
ما هي الأنفلونزا؟
ـ الأنفلونزا هي عدوى تحدث لدى الإصابة بأحد الأنواع الثلاثة الأساسية لفيروس الإنفلونزا (إيه، بي، سي A,B,C). ولا يسبب النوع الأخير سوى اضطرابات بسيطة في جهاز التنفس. ويتألف النوعان «إيه» و«بي» من 8 أجزاء من الحمض الريبي نووي (RNA ) مختلطة ببعضها البعض كورق اللعب، ويحمل هذان النوعان نوعين من البروتينات على سطحيهما تظهر على شكل شويكات صغيرة. ويساعد هذا التكوين الجيني الفيروسين على التشكل والتغير بصورة كبيرة يصل إلى درجة التحول بشكل جذري. وينتمي فيروس «اتش1 إن1» إلى النوع «إيه» الذي يمكن أن يتفرع إلى أنواع ضمنها متغايرات عدة. ويعتبر الخنزير من حيث طبيعته مستقبلا لأشكال مختلفة من الفيروسات يمكنها أن تجتمع لتولد فيروسا متجددا، وهذا هو حال فيروس «إتش1 إن1» الجديد الذي يجمع بين سلالتين من فيروسات الخنازير وسلالة من فيروس الطيور وسلالة من فيروس بشري. وهو قابل للانتقال إلى البشر. والأخطر من ذلك هو أن الفيروس يستخدم الإنسان كجسم ناقل للعدوى من إنسان لآخر. وحين تنتقل العدوى إلى الإنسان، يتشبث فيروس الإنفلونزا بخلايا الجهاز التنفسي ويجتاز الطبقة السطحية التي تحمي الخلايا. وليتكاثر هذا الفيروس يقوم بإعادة برمجة الخلية ويحور وظيفتها بما يخدمه، فتتمكن كل خلية مصابة بالتالي من إنتاج مئات الخلايا الفيروسية لتنتشر في الجهاز التنفسي بأكمله.
* ما هي أنفلونزا الخنازير؟
ـ هي نوع من أنواع فيروس الإنفلونزا وبالتحديد نوع «إيه»، ويختلف عن فيروس الإنفلونزا الذي يصيب الإنسان في تكوينه، وله القدرة على إصابة الإنسان أحيانا. ولقد تم العثور على إصابات بشرية في الماضي لكنها قليلة جدا وأصابت فقط الأشخاص الذين يعملون أو لهم اتصال مباشر مع الخنازير.أما مرض أنفلونزا الخنازير المتفشي حاليا فيختلف عن السابق، حيث ظهر نوع أو شكل جديد له القدرة على الانتقال من شخص إلى آخر وأيضا إلى الأشخاص الذين ليس لديهم اتصال مباشر أو غير مباشر مع الخنازير. وتتراوح مدة حضانة فيروس أنفلونزا الخنازير بين ثلاثة وسبعة أيام، وقد تمتد فترة أكثر لدى الأطفال الصغار.
* ما هي أعراض أنفلونزا الخنازير؟
ـ لا تختلف أعراض أنفلونزا الخنازير عن أعراض الإنفلونزا المعروفة، حيث تظهر أعراض الرشح العادية مع ارتفاع في درجة الحرارة، ورعشة تصحبها كحة وألم في الحلق مع آلام في جميع أنحاء الجسم وصداع وضعف أو وهن عام. ويصاب بعض الأشخاص بإسهال وقيء (تم رصدهما ببعض الحالات). وتعتبر هذه الأعراض عامة حيث يمكن أن تكون بسبب أي من الأمراض الأخرى، لذا لا يستطيع المصاب أو الطبيب تشخيص الإصابة بأنفلونزا الخنازير استنادا إلى شكوى المريض فقط، بل يجب إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية التي يتم عن طريقها تأكيد الإصابة بالمرض أم أنها أعراض لأي من حالات أخرى.
* كيف تتم العدوى؟
ـ ينتقل هذا الفيروس المعدي جدا بواسطة الرذاذ المنتشر في الهواء عند التنفس أو السعال أو العطس. ولا تزال استجابة الجسم لهذا الفيروس مجهولة. وقال عالم الفيروسات البريطاني د. جون أكسفورد: «مع أننا لم نشهد هذا الفيروس من قبل، إلا أننا تعرضنا لفيروسات من سلالة «إتش1 إن1» منذ عام 1978». وهو يرى أن جسم الإنسان لديه بالنتيجة، بعض المناعة ضد هذا الفيروس خلافا للفيروس المسبب لأنفلونزا الطيور «اتش5 إن1» الجديد كليا على الجسم.
* في حال الإصابة بالمرض، ماذا ينبغي على المريض فعله؟
ـ في حال الإصابة بأعراض الإنفلونزا لشخص ما دون وجود عوامل خطورة الإصابة بالمرض، ما عليه سوى البقاء في المنزل، ويجب عليه تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال بالمنديل ثم التخلص منه على الفور مع غسل اليدين جيدا في كل مرة، وهذا لوقاية المحيطين به من العدوى. أما إن ظهرت أعراض الإنفلونزا لشخص قادم حديثا من منطقة يتفشي فيها المرض كالمكسيك، أو تعامل مع شخص مصاب بالمرض، حسب توصية إدارة مراكز مراقبة الأمراض والوقاية الأميركية فيجب التوجه إلى الطبيب لعمل الفحوصات اللازمة لتشخيص المرض وتأكيد الإصابة.
* هل يقي لقاح الإنفلونزا من الإصابة بأنفلونزا الخنازير؟
ـ لا يوجد حتى الآن لقاح يقي من الإصابة بأنفلونزا الخنازير، ولكن من الممكن أن يوفر اللقاح الموسمي للأنفلونزا (flu vaccine) بعض الحماية ضد فيروس أنفلونزا الخنازير من نوع «إتش3 إن2». لكن السلالة التي ظهرت في كاليفورنيا (وهي «اتش1 إن1» مختلفة جدا عن سلالة فيروس الإنفلونزا (اتش1 إن1) الذي يصيب الإنسان، والموجودة في لقاح الإنفلونزا الموسمي. كما أنه ليس من المعلوم حتى الآن إن كانت الإصابة بفيروس الإنفلونزا نوع «أيه ـ إتش1 إن1» البشري (human type A H1N1 flu ) توفر حماية (مناعة) جزئية ضد فيروس أنفلونزا الخنازير نوع «إيه ـ إتش1 إن1» (type A H1N1 swine flu) في ضوء الوباء العالمي الحالي. مع ذلك فقد قامت مراكز مراقبة الأمراض الأميركية باستخلاص الفيروس من شخص مصاب بالمرض كبذرة أو كمنشأ لإنتاج لقاح جديد ضد هذا الفيروس. وسوف يستغرق إنتاج اللقاح بين أربعة إلي ستة أشهر، لكن يبقى التساؤل الكبير حول إمكانية إنتاج هذا اللقاح بكميات وفيرة قبل حلول موسم الإنفلونزا القادم.
* هل يوجد علاج لأنفلونزا الخنازير؟
ـ تستخدم العقاقير المضادة للفيروسات، أوسيلتامفير oseltamivir المشهور باسم «تاميفلو» (tamiflu) أو عقار زانامفير (zanamivir) للحالات التي تم تأكيد تشخيصها بأنفلونزا الخنازير، لمدة خمسة أيام.
* ما هي سبل الوقاية؟
ـ تغطية الأنف والفم عند العطس والسعال.
ـ غسل اليدين بالماء والصابون عدة مرات خاصة بعد العطس والسعال.
ـ التخلص من المناشف الورقية المستخدمة عند العطس على الفور.
ـ في حال الشعور بالمرض من المهم جدا عدم مغادرة المنزل والالتزام بالراحة.
ـ عدم لمس العينين والأنف قبل غسل اليدين.
ـ في المناطق الموبوءة يجب ارتداء القناع الواقي لدى الخروج من المنزل.
ـ اجتناب السفر للمناطق الموبوءة.
ـ الابتعاد عن التجمعات والأماكن المزدحمة.
* الفيروس الحالي.. سليل «الإنفلونزا الإسبانية» عام 1918
* على الرغم من تسمية الوباء بـ«الإنفلونزا الإسبانية» التي ظهرت عام 1918، إلا أنه لم يصدر من إسبانيا. ويرجع سبب التسمية إلى انشغال وسائل الإعلام الإسبانية بموضوع الوباء نتيجة لتحررها النسبي مقارنة بالدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى. الإنفلونزا الإسبانية وباء قاتل انتشر في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم وخلف ملايين القتلى، تسبب بهذا الوباء نوع خبيث ومدمر من فيروس الإنفلونزا (إيه) من نوع «إتش1 إن1» (H1N1). وتميز الفيروس بسرعة العدوى حيث تقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالي 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى وظهرت لديهم علامات المرض بشكل واضح. وقد توفي ما بين 20 و 100 مليون شخص جراء الإصابة بالمرض، كانت الغالبية العظمى منهم من البالغين والأصحاء اليافعين. وقام بعض العلماء من جامعة كنساس على رأسهم البروفسور ريتش المتخصص في علم الأمراض وتشخيص الأمراض بدراسة وباء الإنفلونزا الإسبانية، وأيدت أبحاثهم فرضية أن وباء فيروس الإنفلونزا عام 1918 والفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير الآن هو نفس الفيروس، ولكنه تمكن من تغيير خواصه وتقويتها. ويؤكد د. ريتش أن الفيروس تمكن من إصابة الخنازير والتكاثر فيها من دون قتلها عكس الثدييات الأخرى، مسببا اضطرابات خفيفة في الجهاز التنفسي. وفي وباء عام 1918 انتشر الفيروس عن طريق الخنازير، وقال إنه بسبب تكيف الفيروس طوال هذه الفترة مع الخنازير، أسفر ذلك عن ظهور فيروس أنفلونزا الخنازير المتحور الحالي.
[b]
مقدمة
الحديث في جميع الأوساط الطبية والعلمية والإعلامية حول وباء أنفلونزا الخنازير المتفشي هذه الأيام، الذي أخذ بالانتشار حول العالم بصورة مخيفة. ولقد استطاع هذا الفيروس المعروف بفيروس الأنفلونزا جذب أنظار العالم له ولقدرته العجيبة على التغير والتطور والتلاعب في شكله للتغلب على اللقاحات والعقاقير المضادة له. واتخذت جميع الهيئات الطبية والصحية وضع الاستنفار للسيطرة على الوباء وللحد من انتشاره. وصرحت منظمة الصحة العالمية في 25 من شهر أبريل (نيسان) الماضي بتفشي فيروس أنفلونزا الخنازير الذي ينتقل إلى الإنسان في المكسيك ثم في أميركا والكثير من دول العالم. وتأكدت إصابة عدة مئات من الأشخاص إصابة مؤكدة ووفاة العديد منهم في المكسيك حتى الآن معظمهم من الشباب الأصحاء، وانتقل المرض إلى حالة وبائية. * سلالة جديدة * ووفقا للمنظمة العالمية فإن «أنفلونزا الخنازير مرض وبائي حاد يصيب الخنازير بشكل رئيسي وينتقل عبر الاستنشاق». ويؤدي فيروس الأنفلونزا من نوع (إيه ـ A) إتش1 إن 1 (Swine influenza A (H1N1) virus ) للإصابة بهذا المرض، ويشهد العالم انتشارا متكررا لهذا المرض بين الخنازير مسببا حالة عالية من الإعياء إلا أنه نادرا ما يتحول لوباء قاتل لها. وينتشر هذا المرض في موسمي الخريف والشتاء ولكن من الممكن أن ينتشر في أي وقت من العام، وهناك عدة سلالات لأنفلونزا الخنازير، شأنه في ذلك شأن الأنفلونزا التي تصيب الإنسان. ولقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن بعض حالات الوفاة التي حدثت بين الناس ناجمة عن نوع جديد لم يعرف من قبل لأنفلونزا الخنازير، وأشارت إلى أن الفيروس الجديد يحمل صفات جينية مختلفة عن تلك التي أصيب بها البشر في مناطق مختلفة في أوروبا وآسيا. وقد شهد العالم من قبل انتشار هذا الوباء لأنفلونزا الخنازير عدة مرات، ففي فبراير 1976 انتشر وباء إنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة الأميركية وأمر الرئيس فورد باتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء الوباء وإعطاء لقاح الأنفلونزا لجميع الشعب الأميركي الذي كانت له العديد من الآثار الجانبية الخطيرة التي أدت إلى وفاة البعض. وفي شهر أغسطس من عام 2007 ظهر وباء إنفلونزا الخنازير مرة أخرى في الفلبين ولكن حالات الوفاة لم تتعد 10%. والأمر المهم في انتشار هذا الوباء الجديد، هو قدرة هذا الفيروس على الانتقال من شخص إلى آخر وظهور سلالة جديدة من هذه الجرثومة، أما الأمر المثير للقلق فعليا فهو مهاجمة هذا الفيروس للشباب الأصحاء وإصابتهم بالمرض.
* لمحة طبية *
ما هي الأنفلونزا؟
ـ الأنفلونزا هي عدوى تحدث لدى الإصابة بأحد الأنواع الثلاثة الأساسية لفيروس الإنفلونزا (إيه، بي، سي A,B,C). ولا يسبب النوع الأخير سوى اضطرابات بسيطة في جهاز التنفس. ويتألف النوعان «إيه» و«بي» من 8 أجزاء من الحمض الريبي نووي (RNA ) مختلطة ببعضها البعض كورق اللعب، ويحمل هذان النوعان نوعين من البروتينات على سطحيهما تظهر على شكل شويكات صغيرة. ويساعد هذا التكوين الجيني الفيروسين على التشكل والتغير بصورة كبيرة يصل إلى درجة التحول بشكل جذري. وينتمي فيروس «اتش1 إن1» إلى النوع «إيه» الذي يمكن أن يتفرع إلى أنواع ضمنها متغايرات عدة. ويعتبر الخنزير من حيث طبيعته مستقبلا لأشكال مختلفة من الفيروسات يمكنها أن تجتمع لتولد فيروسا متجددا، وهذا هو حال فيروس «إتش1 إن1» الجديد الذي يجمع بين سلالتين من فيروسات الخنازير وسلالة من فيروس الطيور وسلالة من فيروس بشري. وهو قابل للانتقال إلى البشر. والأخطر من ذلك هو أن الفيروس يستخدم الإنسان كجسم ناقل للعدوى من إنسان لآخر. وحين تنتقل العدوى إلى الإنسان، يتشبث فيروس الإنفلونزا بخلايا الجهاز التنفسي ويجتاز الطبقة السطحية التي تحمي الخلايا. وليتكاثر هذا الفيروس يقوم بإعادة برمجة الخلية ويحور وظيفتها بما يخدمه، فتتمكن كل خلية مصابة بالتالي من إنتاج مئات الخلايا الفيروسية لتنتشر في الجهاز التنفسي بأكمله.
* ما هي أنفلونزا الخنازير؟
ـ هي نوع من أنواع فيروس الإنفلونزا وبالتحديد نوع «إيه»، ويختلف عن فيروس الإنفلونزا الذي يصيب الإنسان في تكوينه، وله القدرة على إصابة الإنسان أحيانا. ولقد تم العثور على إصابات بشرية في الماضي لكنها قليلة جدا وأصابت فقط الأشخاص الذين يعملون أو لهم اتصال مباشر مع الخنازير.أما مرض أنفلونزا الخنازير المتفشي حاليا فيختلف عن السابق، حيث ظهر نوع أو شكل جديد له القدرة على الانتقال من شخص إلى آخر وأيضا إلى الأشخاص الذين ليس لديهم اتصال مباشر أو غير مباشر مع الخنازير. وتتراوح مدة حضانة فيروس أنفلونزا الخنازير بين ثلاثة وسبعة أيام، وقد تمتد فترة أكثر لدى الأطفال الصغار.
* ما هي أعراض أنفلونزا الخنازير؟
ـ لا تختلف أعراض أنفلونزا الخنازير عن أعراض الإنفلونزا المعروفة، حيث تظهر أعراض الرشح العادية مع ارتفاع في درجة الحرارة، ورعشة تصحبها كحة وألم في الحلق مع آلام في جميع أنحاء الجسم وصداع وضعف أو وهن عام. ويصاب بعض الأشخاص بإسهال وقيء (تم رصدهما ببعض الحالات). وتعتبر هذه الأعراض عامة حيث يمكن أن تكون بسبب أي من الأمراض الأخرى، لذا لا يستطيع المصاب أو الطبيب تشخيص الإصابة بأنفلونزا الخنازير استنادا إلى شكوى المريض فقط، بل يجب إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية التي يتم عن طريقها تأكيد الإصابة بالمرض أم أنها أعراض لأي من حالات أخرى.
* كيف تتم العدوى؟
ـ ينتقل هذا الفيروس المعدي جدا بواسطة الرذاذ المنتشر في الهواء عند التنفس أو السعال أو العطس. ولا تزال استجابة الجسم لهذا الفيروس مجهولة. وقال عالم الفيروسات البريطاني د. جون أكسفورد: «مع أننا لم نشهد هذا الفيروس من قبل، إلا أننا تعرضنا لفيروسات من سلالة «إتش1 إن1» منذ عام 1978». وهو يرى أن جسم الإنسان لديه بالنتيجة، بعض المناعة ضد هذا الفيروس خلافا للفيروس المسبب لأنفلونزا الطيور «اتش5 إن1» الجديد كليا على الجسم.
* في حال الإصابة بالمرض، ماذا ينبغي على المريض فعله؟
ـ في حال الإصابة بأعراض الإنفلونزا لشخص ما دون وجود عوامل خطورة الإصابة بالمرض، ما عليه سوى البقاء في المنزل، ويجب عليه تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال بالمنديل ثم التخلص منه على الفور مع غسل اليدين جيدا في كل مرة، وهذا لوقاية المحيطين به من العدوى. أما إن ظهرت أعراض الإنفلونزا لشخص قادم حديثا من منطقة يتفشي فيها المرض كالمكسيك، أو تعامل مع شخص مصاب بالمرض، حسب توصية إدارة مراكز مراقبة الأمراض والوقاية الأميركية فيجب التوجه إلى الطبيب لعمل الفحوصات اللازمة لتشخيص المرض وتأكيد الإصابة.
* هل يقي لقاح الإنفلونزا من الإصابة بأنفلونزا الخنازير؟
ـ لا يوجد حتى الآن لقاح يقي من الإصابة بأنفلونزا الخنازير، ولكن من الممكن أن يوفر اللقاح الموسمي للأنفلونزا (flu vaccine) بعض الحماية ضد فيروس أنفلونزا الخنازير من نوع «إتش3 إن2». لكن السلالة التي ظهرت في كاليفورنيا (وهي «اتش1 إن1» مختلفة جدا عن سلالة فيروس الإنفلونزا (اتش1 إن1) الذي يصيب الإنسان، والموجودة في لقاح الإنفلونزا الموسمي. كما أنه ليس من المعلوم حتى الآن إن كانت الإصابة بفيروس الإنفلونزا نوع «أيه ـ إتش1 إن1» البشري (human type A H1N1 flu ) توفر حماية (مناعة) جزئية ضد فيروس أنفلونزا الخنازير نوع «إيه ـ إتش1 إن1» (type A H1N1 swine flu) في ضوء الوباء العالمي الحالي. مع ذلك فقد قامت مراكز مراقبة الأمراض الأميركية باستخلاص الفيروس من شخص مصاب بالمرض كبذرة أو كمنشأ لإنتاج لقاح جديد ضد هذا الفيروس. وسوف يستغرق إنتاج اللقاح بين أربعة إلي ستة أشهر، لكن يبقى التساؤل الكبير حول إمكانية إنتاج هذا اللقاح بكميات وفيرة قبل حلول موسم الإنفلونزا القادم.
* هل يوجد علاج لأنفلونزا الخنازير؟
ـ تستخدم العقاقير المضادة للفيروسات، أوسيلتامفير oseltamivir المشهور باسم «تاميفلو» (tamiflu) أو عقار زانامفير (zanamivir) للحالات التي تم تأكيد تشخيصها بأنفلونزا الخنازير، لمدة خمسة أيام.
* ما هي سبل الوقاية؟
ـ تغطية الأنف والفم عند العطس والسعال.
ـ غسل اليدين بالماء والصابون عدة مرات خاصة بعد العطس والسعال.
ـ التخلص من المناشف الورقية المستخدمة عند العطس على الفور.
ـ في حال الشعور بالمرض من المهم جدا عدم مغادرة المنزل والالتزام بالراحة.
ـ عدم لمس العينين والأنف قبل غسل اليدين.
ـ في المناطق الموبوءة يجب ارتداء القناع الواقي لدى الخروج من المنزل.
ـ اجتناب السفر للمناطق الموبوءة.
ـ الابتعاد عن التجمعات والأماكن المزدحمة.
* الفيروس الحالي.. سليل «الإنفلونزا الإسبانية» عام 1918
* على الرغم من تسمية الوباء بـ«الإنفلونزا الإسبانية» التي ظهرت عام 1918، إلا أنه لم يصدر من إسبانيا. ويرجع سبب التسمية إلى انشغال وسائل الإعلام الإسبانية بموضوع الوباء نتيجة لتحررها النسبي مقارنة بالدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى. الإنفلونزا الإسبانية وباء قاتل انتشر في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم وخلف ملايين القتلى، تسبب بهذا الوباء نوع خبيث ومدمر من فيروس الإنفلونزا (إيه) من نوع «إتش1 إن1» (H1N1). وتميز الفيروس بسرعة العدوى حيث تقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالي 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى وظهرت لديهم علامات المرض بشكل واضح. وقد توفي ما بين 20 و 100 مليون شخص جراء الإصابة بالمرض، كانت الغالبية العظمى منهم من البالغين والأصحاء اليافعين. وقام بعض العلماء من جامعة كنساس على رأسهم البروفسور ريتش المتخصص في علم الأمراض وتشخيص الأمراض بدراسة وباء الإنفلونزا الإسبانية، وأيدت أبحاثهم فرضية أن وباء فيروس الإنفلونزا عام 1918 والفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير الآن هو نفس الفيروس، ولكنه تمكن من تغيير خواصه وتقويتها. ويؤكد د. ريتش أن الفيروس تمكن من إصابة الخنازير والتكاثر فيها من دون قتلها عكس الثدييات الأخرى، مسببا اضطرابات خفيفة في الجهاز التنفسي. وفي وباء عام 1918 انتشر الفيروس عن طريق الخنازير، وقال إنه بسبب تكيف الفيروس طوال هذه الفترة مع الخنازير، أسفر ذلك عن ظهور فيروس أنفلونزا الخنازير المتحور الحالي.
[b]
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007