رسالة منفذ عملية "عيون الحرامية" لوالدة احد الجنود الذين قتلوا في الهجوم |
وكانت العملية وقعت ضد حاجز عسكري اسرائيلي شمال مدينة رام الله ونفذها ثائر وحده في عام 2002 واعتبرها المراقبون من اشهر عمليات المقاومة الفلسطينية خلال انتفاضة الاقصى حيث تمكن ثائر ببندقية قديمة من قتل 11 جنديا ومستوطنا وجرح 9 آخرين بـ 26 رصاصة اطلقت على ذلك الحاجز. "وكانت المفاجأة في تلك العملية ان منفذها لم يستشهد ولم يلق القبض عليه ما فتح الباب على مصراعيه لرسم القصص والحكايا سواء من قبل الفلسطينيين او الاحتلال الاسرائيلي، ففيما قدرت المصادر الفلسطينية والاسرائيلية ان منفذ تلك العملية طاعن في السن وربما شارك في الحرب العالمية الثانية كونه يمتلك تلك البندقية القديمة والدقة في التصويب اشارت مصادر امنية اسرائيلية الى ان منفذ تلك العملية ربما قناص من الشيشان استطاع الوصول الى الاراضي الفلسطينية لمحاربة الاحتلال الاسرائيلي وغير ذلك من التقديرات والتكهنات". وفي عام 2004 اعلنت اسرائيل عن اعتقال منفذ عملية واد الحرامية الشاب ثائر حماد (26 عاما) من منزله في بلدة سلواد شمال شرق رام الله، وزج به في سجون الاحتلال وحكم عليه بالسجن المؤبد 11 مرة. ويقول ثائر في رسالته: اخيرا وصلتني فحوى رسالة "روبي دملين" والدة الجندي ديفيد وهو احد جنود جيش الاحتلال وديفيد هو من احد الجنود العشرة الذين قتلوا في العملية التي حكمت على تنفيذها بأحد عشر مؤبدا بعد منع مصلحة السجون ايصال الرسالة التي ارسلتها روبي الى عائلتي مطالبة بالرد عليها.. فحسب قولها رأيي يهمها لانه يؤثر في شعبي الذي لا يزال يتغنى بالعملية، لا استطيع مخاطبة والدة الجندي مباشرة ليس لعدم امكانية تمرير الرسالة من داخل المعتقل بل لان يدي ترفض الكتابة لنهج لا يعبر في جوهره الا عن سياسة الاحتلال الذي يرفض التسليم بحقوق شعبنا. والحاجز الذي تخطته (والدة الجندي الاسرائيلي القتيل) في الكتابة لي حسب تعبيرها لن استطيع بدوري اجتيازه لان الانسان قضية وموقف يعبر من خلاله عن هذه القضية وبالتالي لا يمكن لي مخاطبة من يصر على مساواة المجرم بالضحية ومساواة الاحتلال بالشعب الواقع تحت سياطه. وحصرا الخص كلماتي للرد على اهم ما ورد في الرسالة.. تقول والدة القتيل ديفيد:انه لم يرغب في الخدمة في الجيش الاسرائيلي لانه يؤمن بالتعايش والسلام. لم تبرر روبي ما الذي دفع الجندي ديفيد للخدمة العسكرية لاحقا. ويبدو ان حالة روبي تعكس حالة التفكك في المجتمع الاسرائيلي فهي لم تعرف حقيقة ابنها الذي لم يساهم في اذاقة شعبنا الويلات وحسب بل نصب نفسه في مقدمة القتلة. وتقول روبي: ان الجنود الذين يخدمون في الجيش الاسرائيلي لا يدركون حجم المعاناة التي يسببونها للشعب الفلسطيني. ورغم ان ابنها تجاوز الـ28 عاما ويدرس الفلسفة في احدى الجامعات الاسرائيلية تدعي روبي ان ابنها وامثاله لا يدركون حجم المعاناة التي يسببونها لشعب متناسية ان معاناة هذا الشعب واشلاء شهداء هذا الشعب لم تترك بقعة على الارض لم تصلها.. وتدعي انني في السجن ومن الممكن ان ارى في يوم ما العودة الى عائلتي واما ابنها فمات ولا يمكنه العودة. وتعتقد انني امثل قضية فردية لا قضية شعب تقدم على مذبح حريته فيبدو انها تتحاشى معرفة عدد الشهداء الذين قضوا من ابناء شعبي وهي لا تعلم ان الاف الاسر من شعبي عاشوا ويلات فقد الابن والاب والام والاخ والاخت.. وتشير الرسالة الى ان حل الصراع لا يمكن دون الحوار والمصالحة وان القتل لا يمكن ان ينتج سوى القتل والمعاناة. وكأن روبي تعيش على كوكب آخر متناسية ان الشهيد ابو عمار دعا للسلام قبل 35 عاما وقتل اخيرا بأيدي قادتهم المنتخبين من قبلهم. وان القيادة الفلسطينية رضخت لموازين القوى المجافية وشروط المجتمع الدولي المنحازة على حساب حقوقنا التاريخية ورغم ذلك لن تجد اذانا صاغية للحكومات الاسرائيلية من اقصى اليمين الى اخر ما يسمى باليسار بل تشير المعطيات ان مراحل مد الثورة شهدت تراجعا في استيطانكم اكثر من حالات الجزر ووصولا للتفاوض. وان اتفاقات السلام الموقعة منذ عشرين عاما ولم تجد اي التزام منكم رغم التزام القيادة الفلسطينية به وبما تبعه من اتفاقيات. واذكّر ام الجندي ان مدرسة التاريخ اثبتت ان الشعب الذي لا يقاوم الاحتلال بكل الوسائل وخاصة المسلحة منها لا يمكن ان ينتزع حقوقا ولكم عبرة في حلفائكم الاميركيين الذين لم يجروا ذيول هزيمتهم من فيتنام وان جيشكم لم ينسحب من لبنان الا بالمقاومة والبطولات فتعلموا من تجارب التاريخ وارفعوا ايديكم عن ارضنا وشعبنا وهوائنا والا فان قتل القتلة واجب علينا التمسك به. تقول والدة الجندي علينا التخلي عن احلامنا لاجل السلام. هذا تعبير وقح يساوي بين الاحتلال المجرم الذي طرد شعبنا من اراضيه عام 48 وبين شعبنا المشرد في اصقاع الارض، مقارنة تساوي بين القاتل والحصار وعلى سرقة ارتكبها وشعب متهم انه فلسطيني ولد على هذه الارض، مقارنة بين صاحب الارض والممتلكات الذي طرد الى لبنان سوريا والاردن وبقية المنافي، وبين الاثيوبي والصومالي والروسي والاميركي والاوروبي الذي تخلى عن وطنه بحثا عن المكاسب المادية ويقيم على انقاض شعب آخر. وتقول روبي انها انضمت لحلقة الاباء الفلسطينيين والاسرائيليين لاجل السلام بعد وفاة ابنها وهو تجمع للاهالي الذين فقدوا أبناءهم على مسرح الصراع مصرة على تشبيه شهدائنا مع قتلاهم مقارنة بين اصحاب الحق المدافعين عن حقوقهم وبين المحتلين، وتطالبنا والدة الجندي بالتخلي عن احلامنا وهي حقوقنا التاريخية المجبولة بالدماء ودماء الاجيال المتعاقبة وتضعها في ذات السلة مع احلامهم القائمة على الاحتلال والاستغلال والعنصرية والدم. تقول روبي: نأمل في ظل السلام.... كما رفضت مخاطبة ام الجندي مباشرة لا يمكنني ان آمل اللقاء بها في منزل شرد منه واهله تحت النيران والقذائف الى المنافي في النبطية وصبرا وعين الحلوة وباقي المخيمات لا يمكنني اللقاء بمغتصب ارضنا على ذات الارض المغتصبة. ان السلام يعني اعادة الحقوق لاصحابها دون ان يتعاطى والاعتذار والتعويض من الالام والمعاناة التي سببها الاحتلال، ولا يمكن للسلام ان يتحقق بالقفز عن هذه الحقوق وشطب تاريخ معمد بالدم والتضحيات. تقول روبي: انا اعرف ان ثائر نفذ العملية كجزء من النضال والحرية والعدالة واقامة الدولة المستقلة. نعم لهذا نفذت العملية وليس حبا للقتل، علما ان للقتل والعنف ضرورة فرضها الاحتلال بممارساته ولن احيد عن هذه الطريق ما دام الاحتلال واقعاً، وبما انك تثقين ان كلماتي ستلقى الصدى لدى شعبي، اقول لهم وللعالم اجمع ان لا تراجع عن حقوقنا ولا انحراف عن طريقنا وان طاولة المفاوضات تتويج للعنف الثوري والمقاومة المسلحة وليس بديلا عنها، فالاحتلال لا يمكنه التسليم بحقوقنا دون ان يدفع ثمن احتلاله باهظا ما يجبره على التسليم بهذه الحقوق، وان كل اشكال الاحتلال والاضطهاد الى زوال وسيعم فجر الحرية والعدالة الاجتماعية والقيم الانسانية. |
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007