قليلون هم الذين سمعوا بالمخيم التطوعي الأول الذي
استمر لمدة سبعة عشرة يوماً. مجموعة كبيرة من المتطوعين والمتطوعات جاؤوا
وجئن من مناطق مختلفة من أوروبا( النمسا، ايطاليا، المانيا، بريطانيا)،
وأقاموا في مخيم عين الحلوة لمدة ثمانية عشرة يوماً بالتمام والكمال،
بأيامها ولياليها. بالكاد شعر بهم أحد، بالكاد أخبر عنهم أحد ، حتى وسائل
الإعلام التي اعتاد المخيم على استقطابها لم تبد اهتمام بالحدث، كأن
المقدور على مخيم عين الحلوة، هو في البقاء تحت دائرة الضوء طالما كان
هناك اشتباك او حدث أمني. و في مخيم عين
الحلوة، لم يسمع كثيراً بوجود هؤلاء الناس، إلا حين اعلن المتطوعون عن
انفسهم، كان ذلك عندما نظم الأوربيين مسيرة صامتة اخترقوا خلاله شارع
المخيم الفوقاني، يتقدمهم اكليل من الورد، والهدف مقبرة الشهداء الواقعة
في جنوب المخيم، الغرض من المسيرة، زيارة أضرحة الشهداء و وضع إكليل من
الورد على قبر الجندي المجهول الذي يتوسط المقبرة. وتشاء الصدفة، ان تتحول
الزيارة الى مقاربة مع المشهد الهولوكوستي و المحرقة الهتلرية و الطقوس
المرافقة في أثناء زيارة الرؤساء الأوربيين لدولة الكيان الصهيوني . لم
يعتد مخيم عين الحلوة على مثل هذه الزيارات الطويلة، فاعتبار أنه واحة
(الارهاب) كما يتم تصويره في وسائل الإعلام ،التي نجحت إلى حد كبير في
تحويله إلى بعبع رعب ليس له نهارً وليله طويل جداً، وواقع هذه الحال يمكن
رصده في العودة للقريب والبعيد من الأيام الماضية، حين كان المخيم يتحول
إلى مركز اهتمام وسائل الإعلام للبسيط من الأحداث و للمعقد منها.
لكن
المكان هو عاصمة الشتات والمنفى عند الكثير من الفلسطينيين، هو مركز
استقطاب كبير، فيه مختبر تتفاعل فيه المخططات العالمية منها والاقليمية
والمحلية، وفيه تختبر النوايا والقدرات الفلسطينية على المواجهة
والاستمرار، لذلك لم يكن اختيار المخيم المكان و المناخ اختياراً
اعتباطيا، بل كان يقصد به المكان وواقعه. مجموعتان
من الشباب تنتميان إلى مكانين مختلفين، "جمعبة صمود" الأوروبية، و جمعية
"ناشط" الفلسطينية اللبنانية، هما المنظمتان للمخيم التطوعي، وقد أريد من
هذه التجربة تقديم نموذج لتعاون ميداني مشترك، قادر على تحقيق مجموعة من
الأهداف يمكن المراكمة عليها في صياغة مشروع لعلاقة راسخة بين كل المؤمنين
بالعدالة والحرية بين كل الرافضين للظلم والقهر والاستعباد. انطلقت
جمعية صمود في العام 2006، بعد حرب تموز مباشرة، كجمعة شبابيةتضم في
صفوفها شبان وشابات مناصرين ومناصرات للشعب الفلسطيني في نضاله من اجل
تحرير أرضه، وقد انطلقت التسمية من هذا الجوهر، أما عن فكرتهم فهي تقديم
كل ما يمكنهم من دعم يساعد على تأمين قدرة أعلى على الصمود في مواجهة
أشكال الشطب والإلغاء التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. جمعية
نشاط هي جمعية لبنانية، تضم في صفوفها مجموعة من الشباب اللبناني
والفلسطيني ، التقوا معاً في الجامعة اللبنانية، فكان أن رسخوا في لقائهم
مفاهيم التفاهم والتعاون المشترك، ضمن قناعة تفيد بأهمية العمل المشترك و
تعزيز الالتزام بالهم العام الفلسطيني واللبناني. ولآن الواقعين اللبناني
والفلسطيني يعانيان من نزف كبير، ولان الواقع الفلسطيني في لبنان أسوأ
الحالين فقد اختاروا التركيز أكثر على الهم العام الفلسطيني في لبنان. عن
الهدف من المخيم التطوعي يقول انريكو الشاب الايطالي "دعم المقاومة"، "نحن
نؤمن بشرعية المقاومة وأهميتها في مواجهة العدو، نعرف ان البروباغاندا
تفعل فعلها في أوروبا، لذلك كان هدفنا م ان نقدم الدعم للمقاومة من خلال
المشاركة الحياتية و من خلال المساهمة في بناء مركز شباب قادر على اسناد
الطلاب للطلاب".
اما عن الحياة في المخيم فتجيب اريكا منسقة "صمود"،
لم نشهد أي شيء في المخيم يدل على ما تدعيه وسائل الاعلام، لم يعترض
سبيلنا احد، لم يزعجنا احد، وعلى الرغم من أننا في رمضان فقد كانت الحياة
فيه عادية جداً، بالعكس ما رأيناه من حميمية نفتقده في أوروبا، استغرب كيف
يمكن للسكان ان يعيشوا في ظل هذه الظروف، وان يخلقوا مكان للحياة فيه، رغم
كل الصعوبات التي يعانون منها، إنهم يستحقون الحياة بحرية و كرامة". دراغو
الشاب النمساوي والناشط في "صمود" تناول العلاقات بين المتطوعين
اللبنانيين والفلسطينيين والأوروبيين خلال فترة المخيم "كانت مخاوفنا ان
يكون هناك صعوبة في التواصل معهم، بسبب اللغة و انماط العيش، لكننا فوجئنا
بسهولة التواصل، لقد نشأت بيننا وبينهم علاقات صداقة حقيقة و من الصعب ان
ننسى هذا المكان و أناس مخيم عين الحلوة و نعد أن نأتي من جديد".
استمر لمدة سبعة عشرة يوماً. مجموعة كبيرة من المتطوعين والمتطوعات جاؤوا
وجئن من مناطق مختلفة من أوروبا( النمسا، ايطاليا، المانيا، بريطانيا)،
وأقاموا في مخيم عين الحلوة لمدة ثمانية عشرة يوماً بالتمام والكمال،
بأيامها ولياليها. بالكاد شعر بهم أحد، بالكاد أخبر عنهم أحد ، حتى وسائل
الإعلام التي اعتاد المخيم على استقطابها لم تبد اهتمام بالحدث، كأن
المقدور على مخيم عين الحلوة، هو في البقاء تحت دائرة الضوء طالما كان
هناك اشتباك او حدث أمني. و في مخيم عين
الحلوة، لم يسمع كثيراً بوجود هؤلاء الناس، إلا حين اعلن المتطوعون عن
انفسهم، كان ذلك عندما نظم الأوربيين مسيرة صامتة اخترقوا خلاله شارع
المخيم الفوقاني، يتقدمهم اكليل من الورد، والهدف مقبرة الشهداء الواقعة
في جنوب المخيم، الغرض من المسيرة، زيارة أضرحة الشهداء و وضع إكليل من
الورد على قبر الجندي المجهول الذي يتوسط المقبرة. وتشاء الصدفة، ان تتحول
الزيارة الى مقاربة مع المشهد الهولوكوستي و المحرقة الهتلرية و الطقوس
المرافقة في أثناء زيارة الرؤساء الأوربيين لدولة الكيان الصهيوني . لم
يعتد مخيم عين الحلوة على مثل هذه الزيارات الطويلة، فاعتبار أنه واحة
(الارهاب) كما يتم تصويره في وسائل الإعلام ،التي نجحت إلى حد كبير في
تحويله إلى بعبع رعب ليس له نهارً وليله طويل جداً، وواقع هذه الحال يمكن
رصده في العودة للقريب والبعيد من الأيام الماضية، حين كان المخيم يتحول
إلى مركز اهتمام وسائل الإعلام للبسيط من الأحداث و للمعقد منها.
لكن
المكان هو عاصمة الشتات والمنفى عند الكثير من الفلسطينيين، هو مركز
استقطاب كبير، فيه مختبر تتفاعل فيه المخططات العالمية منها والاقليمية
والمحلية، وفيه تختبر النوايا والقدرات الفلسطينية على المواجهة
والاستمرار، لذلك لم يكن اختيار المخيم المكان و المناخ اختياراً
اعتباطيا، بل كان يقصد به المكان وواقعه. مجموعتان
من الشباب تنتميان إلى مكانين مختلفين، "جمعبة صمود" الأوروبية، و جمعية
"ناشط" الفلسطينية اللبنانية، هما المنظمتان للمخيم التطوعي، وقد أريد من
هذه التجربة تقديم نموذج لتعاون ميداني مشترك، قادر على تحقيق مجموعة من
الأهداف يمكن المراكمة عليها في صياغة مشروع لعلاقة راسخة بين كل المؤمنين
بالعدالة والحرية بين كل الرافضين للظلم والقهر والاستعباد. انطلقت
جمعية صمود في العام 2006، بعد حرب تموز مباشرة، كجمعة شبابيةتضم في
صفوفها شبان وشابات مناصرين ومناصرات للشعب الفلسطيني في نضاله من اجل
تحرير أرضه، وقد انطلقت التسمية من هذا الجوهر، أما عن فكرتهم فهي تقديم
كل ما يمكنهم من دعم يساعد على تأمين قدرة أعلى على الصمود في مواجهة
أشكال الشطب والإلغاء التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. جمعية
نشاط هي جمعية لبنانية، تضم في صفوفها مجموعة من الشباب اللبناني
والفلسطيني ، التقوا معاً في الجامعة اللبنانية، فكان أن رسخوا في لقائهم
مفاهيم التفاهم والتعاون المشترك، ضمن قناعة تفيد بأهمية العمل المشترك و
تعزيز الالتزام بالهم العام الفلسطيني واللبناني. ولآن الواقعين اللبناني
والفلسطيني يعانيان من نزف كبير، ولان الواقع الفلسطيني في لبنان أسوأ
الحالين فقد اختاروا التركيز أكثر على الهم العام الفلسطيني في لبنان. عن
الهدف من المخيم التطوعي يقول انريكو الشاب الايطالي "دعم المقاومة"، "نحن
نؤمن بشرعية المقاومة وأهميتها في مواجهة العدو، نعرف ان البروباغاندا
تفعل فعلها في أوروبا، لذلك كان هدفنا م ان نقدم الدعم للمقاومة من خلال
المشاركة الحياتية و من خلال المساهمة في بناء مركز شباب قادر على اسناد
الطلاب للطلاب".
اما عن الحياة في المخيم فتجيب اريكا منسقة "صمود"،
لم نشهد أي شيء في المخيم يدل على ما تدعيه وسائل الاعلام، لم يعترض
سبيلنا احد، لم يزعجنا احد، وعلى الرغم من أننا في رمضان فقد كانت الحياة
فيه عادية جداً، بالعكس ما رأيناه من حميمية نفتقده في أوروبا، استغرب كيف
يمكن للسكان ان يعيشوا في ظل هذه الظروف، وان يخلقوا مكان للحياة فيه، رغم
كل الصعوبات التي يعانون منها، إنهم يستحقون الحياة بحرية و كرامة". دراغو
الشاب النمساوي والناشط في "صمود" تناول العلاقات بين المتطوعين
اللبنانيين والفلسطينيين والأوروبيين خلال فترة المخيم "كانت مخاوفنا ان
يكون هناك صعوبة في التواصل معهم، بسبب اللغة و انماط العيش، لكننا فوجئنا
بسهولة التواصل، لقد نشأت بيننا وبينهم علاقات صداقة حقيقة و من الصعب ان
ننسى هذا المكان و أناس مخيم عين الحلوة و نعد أن نأتي من جديد".
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007