سؤال اليوم -ماذا تبقى من اوسلو؟ ,,, بقلم / عمر حلمي الغول
حلت بالامس الذكرى السادسة عشرة لاتفاقية اوسلو، التي ابرمتها منظمة التحرير الفلسطينية ودولة إسرائيل، ولم تكن تلك الاتفاقية سوى إعلان مبادئ أو بتعبير آخر ليست سوى خطوة أولى على طريق إبرام مساومة تاريخية بين دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية والشعب العربي الفلسطيني وحل الصراع العربي - الصهيوني. ورغم الالتباس والغموض الذي اكتنف بنود ونصوص الاتفاقية المذكورة، إلا أنها تضمنت الكثير من نقاط التفاهم، التي كان مطلوبا من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي تطبيقها، لتمهد الارضية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والسيكولوجية بين الطرفين لبلوغ لحظة التوقيع على معاهدة سلام كاملة بينهما.
لكن من راقب الممارسات الاسرائيلية منذ توقيع الاتفاقية، لاحظ أن صانع القرار الاسرائيلي فضلا عن المزاج السياسي العام لم يكن جاهزا للانخراط في دروب التسوية السياسية بدءاً من رفض الالتزام بالتواريخ والاستحقاقات المترتبة فيها، معبراً عن ذلك " بعدم وجود تواريخ مقدسة." تلا ذلك سلسلة من الاعتداءات والاجتياحات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، والاعتقالات للمناضلين، مستفيدة من اختلال موازين القوى ومن القوى الاصولية الاسلامية، وخاصة حركة حماس، التي تناغمت من حيث تدري أو لا تدري مع توجهات ومخططات العدو الاسرائيلي من خلال تنفيذها لعدد من العمليات الانتحارية كلما كان يحين موعد إعادة الانتشار.
وبنتاج السياسة الاميركية الرعناء التي أعقبت هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، التي استهدفت برجي التجارة العالمية في مانهاتن، وباستغلال العدوانية الاسرائيلية لردود الفعل لادارة المحافظين الجمهورية في البيت الابيض، قامت بالاجتياح للاراضي الفلسطينية والاطباق عليها كليا، معلنة الاحتلال المطلق للاراضي الفلسطينية مع نهاية آذار 2002، مباشرة بعد انفضاض القمة العربية في بيروت، التي تبنت مبادرة السلام العربية، مستعينة بالسياسة العدمية الممنهجة لحركة حماس، استطاعت إسرائيل مما سمح لها أن تشطب وتصفي الانجازات المتواضعة، التي حصل عليها الشعب العربي الفلسطيني في أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو، الان والمرء يقف مستحضراً ما كان عليه الوضع في أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو، وما بلغه الان، يلحظ البؤس وبشاعة ما آل إليه الحال الفلسطيني نتيجة العوامل المذكورة آنفاً وعدم قدرة القيادة الفلسطينية على إدارة العملية السياسية مع الدولة العبرية. سقطت القيادة السياسية في شرك أوهامها آنذاك، ولم تلتقط الحلقة المركزية في أعقاب هجمات الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر 2001، التي كانت تتمثل بالوقف المباشر والفوري للانتفاضة الثانية، انتفاضة الاقصى وليس التبرع بالدم فقط. لان موازين القوى ازدادت اختلالا فاضحا لصالح العدو الاسرائيلي، مع توحش ادارة بوش الابن وانفلاتها من عقالها ضد العرب والمسلمين وفي مقدمتهم القيادة الفلسطينية، لاسيما انها تسلمت وصية من الرئيس كلينتون تدعوها لادارة الظهر للمصالح الفلسطينية في أعقاب رفض الرئيس الشهيد ابوعمار الاستجابة للتنازلات، التي حاول أن يمليها عليه في كامب ديفيد " 2 " / تموز 2000.
العبرة مما حصل من تجربة الاعوام الماضية تفرض إعادة نظر جدية في آليات العمل الوطنية، وانتهاج تكتيك مختلف تماما عما كان عليه سابقا، من حيث طريقة التعامل مع السياسات الاجرامية الاسرائيلية، وفي ظل التحولات السياسية الدرماتيكية الدولية نتاج الازمة الاقتصادية الكارثية، التي هزت الاقتصاد الاميركي، واملت على إدارة اوباما الديمقراطية صياغة رؤية سياسية جديدة نسبيا في تعاملها مع ملف الصراع العربي - الصهيوني، التي تسير ببطء لصالح الموقف الفلسطيني والعربي، شرط تماسك الموقف والثبات في التكتيك المعلن، والشروع فورا باستعادة الوحدة الوطنية من خلال تصفية الانقلاب الاسود في غزة، وتصليب الجبهة الداخلية الفلسطينية على اساس برنامج وحدوي يحمي القضية ووحدة الشعب والمشروع الوطني من التبديد، ورفع الصوت عاليا أمام أهل النظام العربي، وإلزامهم بتحمل مسؤلياتهم تجاه مبادرة السلام العربية، إما أن يحموها أو أن يتخلوا عنها نتيجة السياسات الخاطئة التي تتبعها بعض الدول العربية، فضلا عن مطالبة الاقطاب الدولية وخاصة الادارة الاميركية ايضا بتحمل مسؤلياتها تجاه عملية التسوية السياسية فاما أن تكون راعية أساسية للتسوية او أن تعلن فشلها ونفاد قدرتها على رعاية العملية السياسية، لان إستمرار الحال على ما هو عليه يعني السباحة في المياة الاسرائيلية الاسنة، وهو ما لا يجوز للقيادة الفلسطينية أن تقبله حتى لو قبله الآخرون، وعليها أن تستعيد عافيتها السياسية خاصة وإن كل المؤشرات السياسية تفتح لها الافق لبلوغ ذلك، لانها بذلك تنقذ نفسها وتنقذ عملية التسوية السياسية وحتى تنقذ المنطقة برمتها بما فيها الشعب الاسرائيلي من جنون وغطرسة القيادات اليمينية الصهيونية المتطرفة، وتدفع الاقطاب الدولية لاعادة نظر في سياساتها تجاه الدولة الاسرائيلية المعادية للقانون والمواثيق الدولية، وتعيد النظر في مهادنتها للجرائم الاسرائيلية إذا كانت معنية بنجاح التسوية السياسية. فهل يستفيد الجميع من عبر ودروس الاعوام الستة عشر الماضية ؟ وهل ُتلزم إسرائيل باستحقاقات التسوية السياسية ؟ وهل تتوقف سياسة إهدار الوقت وتضييع الفرص من قبل دولة البغي والعدوان الاسرائيلية ؟
حلت بالامس الذكرى السادسة عشرة لاتفاقية اوسلو، التي ابرمتها منظمة التحرير الفلسطينية ودولة إسرائيل، ولم تكن تلك الاتفاقية سوى إعلان مبادئ أو بتعبير آخر ليست سوى خطوة أولى على طريق إبرام مساومة تاريخية بين دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية والشعب العربي الفلسطيني وحل الصراع العربي - الصهيوني. ورغم الالتباس والغموض الذي اكتنف بنود ونصوص الاتفاقية المذكورة، إلا أنها تضمنت الكثير من نقاط التفاهم، التي كان مطلوبا من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي تطبيقها، لتمهد الارضية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والسيكولوجية بين الطرفين لبلوغ لحظة التوقيع على معاهدة سلام كاملة بينهما.
لكن من راقب الممارسات الاسرائيلية منذ توقيع الاتفاقية، لاحظ أن صانع القرار الاسرائيلي فضلا عن المزاج السياسي العام لم يكن جاهزا للانخراط في دروب التسوية السياسية بدءاً من رفض الالتزام بالتواريخ والاستحقاقات المترتبة فيها، معبراً عن ذلك " بعدم وجود تواريخ مقدسة." تلا ذلك سلسلة من الاعتداءات والاجتياحات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، والاعتقالات للمناضلين، مستفيدة من اختلال موازين القوى ومن القوى الاصولية الاسلامية، وخاصة حركة حماس، التي تناغمت من حيث تدري أو لا تدري مع توجهات ومخططات العدو الاسرائيلي من خلال تنفيذها لعدد من العمليات الانتحارية كلما كان يحين موعد إعادة الانتشار.
وبنتاج السياسة الاميركية الرعناء التي أعقبت هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، التي استهدفت برجي التجارة العالمية في مانهاتن، وباستغلال العدوانية الاسرائيلية لردود الفعل لادارة المحافظين الجمهورية في البيت الابيض، قامت بالاجتياح للاراضي الفلسطينية والاطباق عليها كليا، معلنة الاحتلال المطلق للاراضي الفلسطينية مع نهاية آذار 2002، مباشرة بعد انفضاض القمة العربية في بيروت، التي تبنت مبادرة السلام العربية، مستعينة بالسياسة العدمية الممنهجة لحركة حماس، استطاعت إسرائيل مما سمح لها أن تشطب وتصفي الانجازات المتواضعة، التي حصل عليها الشعب العربي الفلسطيني في أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو، الان والمرء يقف مستحضراً ما كان عليه الوضع في أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو، وما بلغه الان، يلحظ البؤس وبشاعة ما آل إليه الحال الفلسطيني نتيجة العوامل المذكورة آنفاً وعدم قدرة القيادة الفلسطينية على إدارة العملية السياسية مع الدولة العبرية. سقطت القيادة السياسية في شرك أوهامها آنذاك، ولم تلتقط الحلقة المركزية في أعقاب هجمات الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر 2001، التي كانت تتمثل بالوقف المباشر والفوري للانتفاضة الثانية، انتفاضة الاقصى وليس التبرع بالدم فقط. لان موازين القوى ازدادت اختلالا فاضحا لصالح العدو الاسرائيلي، مع توحش ادارة بوش الابن وانفلاتها من عقالها ضد العرب والمسلمين وفي مقدمتهم القيادة الفلسطينية، لاسيما انها تسلمت وصية من الرئيس كلينتون تدعوها لادارة الظهر للمصالح الفلسطينية في أعقاب رفض الرئيس الشهيد ابوعمار الاستجابة للتنازلات، التي حاول أن يمليها عليه في كامب ديفيد " 2 " / تموز 2000.
العبرة مما حصل من تجربة الاعوام الماضية تفرض إعادة نظر جدية في آليات العمل الوطنية، وانتهاج تكتيك مختلف تماما عما كان عليه سابقا، من حيث طريقة التعامل مع السياسات الاجرامية الاسرائيلية، وفي ظل التحولات السياسية الدرماتيكية الدولية نتاج الازمة الاقتصادية الكارثية، التي هزت الاقتصاد الاميركي، واملت على إدارة اوباما الديمقراطية صياغة رؤية سياسية جديدة نسبيا في تعاملها مع ملف الصراع العربي - الصهيوني، التي تسير ببطء لصالح الموقف الفلسطيني والعربي، شرط تماسك الموقف والثبات في التكتيك المعلن، والشروع فورا باستعادة الوحدة الوطنية من خلال تصفية الانقلاب الاسود في غزة، وتصليب الجبهة الداخلية الفلسطينية على اساس برنامج وحدوي يحمي القضية ووحدة الشعب والمشروع الوطني من التبديد، ورفع الصوت عاليا أمام أهل النظام العربي، وإلزامهم بتحمل مسؤلياتهم تجاه مبادرة السلام العربية، إما أن يحموها أو أن يتخلوا عنها نتيجة السياسات الخاطئة التي تتبعها بعض الدول العربية، فضلا عن مطالبة الاقطاب الدولية وخاصة الادارة الاميركية ايضا بتحمل مسؤلياتها تجاه عملية التسوية السياسية فاما أن تكون راعية أساسية للتسوية او أن تعلن فشلها ونفاد قدرتها على رعاية العملية السياسية، لان إستمرار الحال على ما هو عليه يعني السباحة في المياة الاسرائيلية الاسنة، وهو ما لا يجوز للقيادة الفلسطينية أن تقبله حتى لو قبله الآخرون، وعليها أن تستعيد عافيتها السياسية خاصة وإن كل المؤشرات السياسية تفتح لها الافق لبلوغ ذلك، لانها بذلك تنقذ نفسها وتنقذ عملية التسوية السياسية وحتى تنقذ المنطقة برمتها بما فيها الشعب الاسرائيلي من جنون وغطرسة القيادات اليمينية الصهيونية المتطرفة، وتدفع الاقطاب الدولية لاعادة نظر في سياساتها تجاه الدولة الاسرائيلية المعادية للقانون والمواثيق الدولية، وتعيد النظر في مهادنتها للجرائم الاسرائيلية إذا كانت معنية بنجاح التسوية السياسية. فهل يستفيد الجميع من عبر ودروس الاعوام الستة عشر الماضية ؟ وهل ُتلزم إسرائيل باستحقاقات التسوية السياسية ؟ وهل تتوقف سياسة إهدار الوقت وتضييع الفرص من قبل دولة البغي والعدوان الاسرائيلية ؟
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007