ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    قبل ذكرى استشهادك

    آرنستو جيفارا
    آرنستو جيفارا

    جندي جديد  جندي جديد



    ذكر
    عدد الرسائل : 64
    العمر : 32
    رقم العضوية : 150
    نقاط : 6220
    تقييم الأعضاء : 0
    تاريخ التسجيل : 11/01/2008

    قبل ذكرى استشهادك Empty قبل ذكرى استشهادك

    مُساهمة من طرف آرنستو جيفارا الأربعاء أغسطس 26, 2009 6:51 pm

    قبل ذكرى استشهادك




    بقلم: خليل المقدسي
    جميل أن تفعل ذلك يا رفيق ، أن ترتاح ، فهذا حقك علينا يا رفيق ، رغم غصة في الروح ، تشق هذا الصدر إلى نصفين وتدمي القلب.

    من نحن ؟

    نحن أولادك ورفاقك اللاجئين ، نحن المنفيين والفقراء ، نحن الذين كنا نهرب إليك كي نرى في عينيك ما تبقى في الثورة من الحزم والوضوح . واليوم نتذكرك يا رفيق في زحمة نهاراتنا الثقيلة الدامية ، ومساءاتنا المتعبة ، نتذكرك ، كي لا ينساك البعض وتتحول هامتك العالية، الى مجرد " صورة عمو" هذا المشنوق على جدار البيت...

    !

    نتذكر كلماتك : اضغطوا على الزناد بأصابعكم العشرة .

    كنا ننساك ، كي ينساك الموت ، ابو علي

    والآن : في كل بيت مجزرة

    الآن : مخيمك الذي تعرفه جيداً ، يغتصبه الجميع

    يا قائدي، ماذا أقول لك ؟ هنا ، كثير من الموت والأسى والفوضى والوهم

    والخيانة أيضاً.

    هنا

    .....

    وماذا بعد؟

    -2-

    نحبك..أكثر..

    نتذكر ابتسامتك وهي تمر سريعاً بين الرفاق، هناك، حيث انتظروك طويلا على جسر العودة وفرحوا بك، كنت بينهم مثل غزال خفيف الظل، قليل الكلام والشكوى، وحين وصلتهم كنت منهكا حد التلاشي وتجر جرحك المالح ، بعد سنوات من التعب والتيه في صحراء معادية ولا ترحم.

    أكثر من أحبك من قال لك : بلاش ، بلاش ، يا أبو علي.. !

    لكن قلبك العربي كان يفيض عسلاً وحليباً ومقاتلين . وأنت في كل حصار تولد مرة أخرى ، ومع كل معركة يشتد عودك أكثر. وفي قرارة نفسك، كنت تعلم ، يا أبا علي، انك ذاهب في قطارك الأخير : والى المحطة الأخيرة ..

    كنت تحب القطارات

    يذكر (ع) جيداً حين كنت تسأله ببرود وحياد : آه ، ماذا تقرأ هذه الأيام؟

    لم يكن يعجبه سؤالك ، أراد أن يقول لك: أنت تعرف الجواب سلفاً، وتعرف أنني أصبحت أمياً، فلماذا أنت هكذا ، يا أبا علي، تسألني وتسألني ولا تتعب؟

    - ماذا تقرأ؟

    قال لك أحدنا:

    أقرأ أكثر هذه الأيام،وأفهم أقل!

    وقال آخر: ما رأيك في هذا اللغز ؟

    وأشار شهيد ، كان يجلس قربك ، نحو شهيد آخر

    وكنا نضحك

    !

    تهز رأسك بحسرة أب لم يعد يعرف كيف يرضي أولاده، قلت لنفسك

    "كبروا هؤلاء الملاعين"

    وتعاتب نفسك : أنت الذي علمتهم أن يقولوا الأشياء، كما يفعل الفقراء، وأكثرهم جاءوا إلى حزبك لأنهم فقراء فلماذا تلومهم الآن؟

    لم تقل كلمتك السحرية: "فاهم ، َخلَص!" عبارة سريعة وقاطعة ، كنت تعرف كيف تقولها ، برمش العين، لكنك اكتفيت هذه المرة بأن تنفخ أمامك ما علق من رخاوة وكسل ، وأشرت لهم إلى جيب معطفك وقلت : تذكرة للوطن روحة بس....

    والرجعة؟

    قال صمتك : لا رجعة

    -3-

    لم تقل انك دخلت إلى اجتماع المجلس المركزي في رام الله وفي يدك كتاب التاريخ للصف الثالث الابتدائي، وانك صرخت في وجه احدهم: هل هذه هي المناهج المدرسية التي نعلمها لأطفالنا؟ كيف يمكنها أن تربي مقاتل ثوري؟ لماذا تريدون أن تنسفوا الذاكرة الجماعية لشعبنا، هذا تزوير لتاريخ الثورة...!!

    كم بدوت غريباً في ذلك المجلس البعيد عن الوطن ، في الوطن، بين ذاك الجمع . وحين تفوهت ب كلمتي "مقاتل " و " ثوري" سخر احد صنم وطني في عبه ، وتفرس في كلامك الغريب . اعتبروك " شيئا من الماضي " ومن العصور الغابرة ، ومن عصر عمان وبيروت والسلاح الذي لم يعد لنا...

    قالوا لك بما يشبه الأسى والشفقة: ما زلت على حالك!

    وقالوا: لم يجتمع المجلس لنقاش كتاب الصف الثالث الابتدائي يا أبا علي

    وقالوا : ليس وقته يا رفيق ابو علي"،

    ومالنا ومال هذه التفاصيل يا ابو علي؟!

    وكلام أكثر لا يقال

    وأنت ، لماذا تتعب نفسك مع هؤلاء ؟ لماذا تنبش في مناهج الدراسة للصف الثالث الابتدائي؟ مالك أنت وهذه الأمور؟

    كنت تقول بلهجة فلسطينية حاسمة: اللي بيعجز عن تحرير منهاج الصف الثالث الابتدائي في مدارسنا الفلسطينية أنا بدي اسأل: كيف بدهم يحرّروا شبر واحد من الأرض أو أي إشي..".

    وتحاور نفسك:

    على مهلك . تقول ، وتنفخ في الهواء، وترد على نفسك : من قال لك أنهم يريدون تحرير أي شيء؟ العبد لا يتحرر إلا بعد أن يقول كلمته السحرية واليتيمة، تلك الكلمة التي تملك سر خلاصه الأبدي او غيابه النهائي

    : لأ

    هؤلاء، يا ابو علي، قالوا نعم، ، قالوا لعم، ونع نع..وعنعن.ومعمع، مثل كهنة الموت واللغة، في النهاية قالوا: اوسلو ، موسلو ، امنا بربنا الجديد، أمريكا ، العصر المجيد ، ما تحمله من عطايا وما تكرم به في سوق العبيد، على العبيد

    ألم تتعب؟

    لا ، لا .

    -4

    السؤال هو: كيف وصلنا إلى هذا الممر المسموم؟

    أنت الذي سألت!

    خمنت انك تعرف كل شيء، كما يفعل أكثر "القادة" و"المثقفين" و " المسئولين " إنهم يعرفون كل الأجوبة وكل الأسماء وكل اللغات وكل الأديان ويمكن للتاريخ أن يجلس بهدوء في جيب صغير داخل معطف احدهم.. !

    أنت الذي كنت تسأل .

    تقول: وبعدين معكم ؟

    وتجيب : يا عالم، يا بشر، لست عرّافا ولا منجماً، أنا فلاح فلسطيني كواه عشق الوطن، مثلكم ، هيا نستعيده معا ، لأنه لنا ، نستعيده ، بالمناجل والسكاكين والكتب والرصاص والدبكة واخلاق المخيم!

    رثاك رفيق وقال :

    كنت تعود أحياناً ، أما الآن، فانك تأتي كل يوم

    قبل القطار وبعده، وبلا أي ّ مواعيد سرية

    أو شفرة حزبية. تعاتب القمر الناعس في الطرقات

    وتشرب قهوتك المرة مع مقاتلين وفقراء الحي..

    -5-

    كان الوطن بانتظارك ، مرتين،

    حين عدت وحين عدت!

    وكان قمراٌ يبكى على أبواب رام الله ويرى كيف تزفك جموع الناس إلى محطتك الأخيرة ومثواك الأخير،

    ورأينا صفصافة كبيرة مالت أمام نعشك حين مر موكبك الثوري وصارت تمسح الغبار عن سلاح الرفاق.

    وفي كل يوم ، يا رفيقنا الخالد نذكرك، ومن اجل ذكراك ، ستزغرد بندقية دامعة في هذا المساء ..ولا تحزن كثيراً ، لك دائما أن تتخيل رفيقك، القائد أحمد، وترى ملامحه واسمه، انه رغم القيد، يحفظ أسرارك ويحرس كل وصاياك ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 13, 2024 9:27 pm