ننعى الرفيق المناضل مشعل جريس خيطان الهلسة شربل الذى اننتقل الى رحمة الله في السابع من تموز بعد صراع مع المرض
،لقد عاش رجلاً صعب المراس واستشهد رجلاً لا يلين ،رحمة الله عليه ، و أسكنه الجنة مع الشهداء ، انا لله و انا إليه راجعو
نبذه عن المناضل
الصدفة لم تصنع منه بطلا، ولا الظروف، التي أحاطت بتجربته النضالية، جعلت من جريس خيطان هلسة، المعروف بشربل هلسة، شجاعا.
فالأمر حتما أبعد من ذلك، فثمة جينات تتحرك في مجرة روح هذا الرجل، الذي يرقد على سرير الشفاء في مستشفى الحسين للسرطان، والمولود في قرية حمود في مدينة الكرك، لتقدم للعالم مناضلا، صنفه أصدقاؤه مبكرا، بطلا ضد الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان.
ولد شربل، في العام 1949، وقاده وعيه المبكر الى شق طريقه للنضال، حين رأى بأم عينيه، هزيمة حزيران (يونيو) 1967، التي هزت وجدانه، فكانت بالنسبة له، حدثا مفصليا دفعه آنذاك الى الالتحاق في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين العام 1967، وهي تنطلق في مراحلها الأولى.
وهنا، تفتحت بوادر الوعي الأولى، لشاب، طالع من مشاتل القومية في الجنوب، منشغل بهواجسه وتطلعاته الى أفق الحرية، الذي لا تقوده قدماه اليه من دون أن يكون مسلحا بالعلم، حجر الزاوية في انتصار الإسرائيليين على العرب، خلال حروبهم.
لذا، فإن شربل، حين أنهى دراسته الثانوية في مدرسة الكرك العام 1970، قرر أن يمكن ذاته بالعلم، فذهب الى ألمانيا الغربية، وهناك التحق بإحدى جامعاتها، لدراسة الهندسة الميكانيكية.
بقي القادم الجديد الى ألمانيا، عضوا نشطا في الجبهة، مسؤولا عن التنسيق بين القوى الثورية الأجنبية هناك، بين عامي 1973 و1978، غير أن تحركاته، أثارت شكوك الأمن الالماني، ما اضطره الى مغادرتها سرا عبر المانيا الشرقية، ومن ثم الى بيروت، وفيها خط الرجل الفار من استخبارات ألمانيا، طريقا جديدا لحركة نضاله.
وشربل، هو ثاني أبناء الشيخ جريس هلسة، أحد شيوخ عشيرة هلسة العريقة، و"فارس وابن فارس" على حد قول ابن عمه أكثم الخيطان، الذي قال إن شربل تشرب "معاني الرجولة من أبيه الشيخ جريس أبو فيصل".
اربعة اشقاء وثلاث شقيقات، أخوة شربل، غير أن المفارقة التي تبدو مثيرة للفضول، أنهم جميعا، اعضاء في الجبهة، ومن ثم في حزب الوحدة الشعبية في الأردن.
ما يزال شربل الذي لم ينجب سوى ابنة واحدة، أسماها كاترينا، عضوا في لجنة الرقابة المركزية للجبهة، وهي المرجعية الرقابية العليا على تطبيق اللوائح التنظيمية والمالية والإدارية لها.
يقول ضرغام هلسة شقيق شربل الأصغر، خلال حديثه عن أخيه، إن قدراته المتنوعة في العمل والمثابرة، كانت واضحة منذ صغره، بالإضافة الى امتلاكه حسا قياديا فريدا، ومنظما، كان يتجلى وسط "ابناء العمومة المتقاربين في العمر"، كما كان حضوره فاعلا وسط عائلته، ويعزو ذلك الى توليه، مسؤولياتها مبكرا، منذ وفاة والده العام 1963.
كان هاجس الإخوة، أن يحافظوا على ذكرى أبيهم العطرة، وأن يتمثلوا صفاته الحميدة، في كل مناحي حياتهم، كما يقول ضرغام " وكان علينا ان لا نكون رمادا، فأبونا كان نارا، وهو من ربانا على الاخلاق الكريمة، والهمة العالية"، وهذا ما أضفى على شخصية شربل الى اليوم، نكران الذات، في كل ما قدمه لأسرته الصغيرة والكبيرة، وفي كل ما قدمه في نضاله مع المقاومة الفلسطينية.
ومن قصص شربل التي دلت على همته وقدراته الفريدة، مبكرا، يروي ضرغام أنه في إحدى المرات أثناء وجوده في القرية، وبعد الانتهاء من "غسيل الغنم"، - وهو عادة ما يغسل الغنم قبل قص صوفها -، قام بعض ابناء عمومته بالسباحة في احدى البرك، لكن وبعد نزولهم اليها، اكتشفوا عوامة مياه فيها، بدأت بسحبهم واحدا تلو الآخر الى دوامتها.
يقول ضرغام، لم يتوان شربل عن القيام بعملية إنقاذ سريعة للمجموعة، فأخرج من تمكن من إخراجه، وعاد الى القرية التي تبعد عن البركة 40 كم، ليرجع مع مجموعة منقذين من ابناء القرية، لإكمال المهمة وإنقاذ من تبقى في البركة، يصارع الغرق، وكانوا تسعة اشخاص.
أما بيروت، فلها في ذاكرته الكثير من الصفحات، التي لا تنسى، يرويها رفيق دربه النضالي يونس زهران، الشاب الذي تعرف عليه أواخر العام 1975 في إحدى المهرجانات، وأيامها كان الاثنان، يتلمسان طريقهما الى المشاركة في المقاومة.
يقول زهران، إنه ومع اشتداد الحرب الأهلية "التحقنا انا وشربل في أحد معسكرات الجبهة الشعبية في سرت بليبيا، وذهبنا الى لبنان عن طريق قبرص تهريبا"، وفي هذه الاثناء، ظهرت صورة شربل واضحة امامي، كان "مقاتلا شرسا يخوض معاركه ببسالة".
بعد ستة شهور من إقامته في بيروت، يقول زهران، عاد شربل الى المانيا لإكمال دراسته، إذ إن انشغاله في العمل التنظيمي، منعه حينها من إكمال دراسته، وقد "استطاع النهوض بالعمل التنظيمي على صعيد الجبهة والمقاومة".
في العام 1981 غادر شربل المانيا، بعد ملاحقة حثيثة من الاستخبارات الالمانية والاسرائيلية، بحسب زهران، ليعود من جديد الى بيروت ويلتحق بكلية عسكرية، ويصبح ضابطا في الجبهة، ثم يتدرج في الرتب، ويشارك في المقاومة الفلسطينية الى جانب الحركة الوطنية اللبنانية، في صد الإسرائيليين إبان اجتياحهم للبنان.
ويذكر زهران أن شربل في معركة الجبل في لبنان، التي واجه فيها المقاومون القصف والإنزال الاسرائيليين، كان قائد كتيبة طلابية، وبقي صامدا في المعركة، وتمكن من تهريب آلاف السكان ورجال المقاومة من تلك المنطقة، وصمدت معه قلة قليلة، لمدة زادت على عشرة أيام، الى أن تمكنت من الهرب، غير ان الإسرائيليين ألقوا القبض عليهم عند محاولتهم عبور آخر حاجز، كان سيؤمن لهم ملاذا يخرجون فيه من طوق الإسرائيليين.
حوكم شربل، وزج أسيرا في "سجن مجدو في أراضي فلسطين المحتلة العام 48، ليعود الى معسكر انصار في لبنان الذي بناه الإسرائيليون، وليظل أسيرا فيه حتى نهاية العام 1983، ثم يمضي الى عدن عن طريق الصليب الاحمر، ويبقى هناك سنة و8 أشهر، ثم الى الجزائر، ليبقى فيها سنة كاملة، ومن بعدها الى سورية منذ العام 1986 وحتى العام 1990، وأخيرا الى الأردن"، كما يقول رفيق نضاله زهران.
شربل الحاصل على وسام البطولة والصمود من الجبهة، صمد أمام المحقق الإسرائيلي بعد وقوعه في الأسر، ورغم القاء القبض عليه بزيه العسكري وهو يحمل السلاح، أصر على عدم الاعتراف بأي شيء عن مجموعته، وبقي يخبرهم أنه كان "قادما لأخذ أخته من لبنان"، ولم يعترف بشيء آخر، ويؤكد على ذلك الطبيب والروائي الدكتور أمجد نواس.
ويصف زهران أن ثلاثة أشهر مرت على رفاق شربل بعيد أسره، كانت قاسية جدا، فقد اعتقدوا انه استشهد، غير أن خبر أسره، جاءهم، ليعلنوا فرحهم ببقائه حيا.
وخلال الأشهر الثلاثة، يتذكر زهران، أن شربل لم يغب عن أحاديث رفاقه، الذين كانوا يستذكرون وصيته لمن يقاتل الى جانبه، بأن "لا يقع أحد في الأسر حتى لو أطلقتم النار على أنفسكم".
ويحاول الدكتور أمجد نواس الذي يعكف على كتابة رواية عن شربل إعادة تشخيص ما قام به اثناء أسره في معسكر أنصار، الذي زج فيه نحو 27 ألف معتقل فلسطيني ولبناني.
يقول إن "شربل استطاع وهو أسير في المعتقل، القيام بعملية اتصال مع رفاقه عن طريق الرسائل المكتوبة بخط اليد، وربطها بالحجارة، والقائها عبر الفواصل بين البركسات والخيم التي كان يقيم فيها المعتقلون، ليستطيع بذلك بناء منظمة حزبية داخل المعسكر، وجمع الكوادر داخله، لتشكيل خلايا مقاومة".
كما أن شربل، وفي ذكرى استقلال لبنان، احتفل ورفاقه في المعتقل، بإحراق الخيم في المعتقل، ما اعتبره الإسرائيليون الذين يعتقلونهم تمردا وتحديا خطرا جدا.
ويزيد نواس، أنه ولدى زيارة الصليب الاحمر الى أنصار، طلب شربل منهم جهاز راديو، وكان من خلاله، ينقل اخبار العالم للمعتقلين، بعد كتابتها بخط اليد على الورق، ونسخها وتوزيعها على المعتقلين، تحت اسم مجلة الهدف الاخباري.
ونتيجة للجهد الشاق الذي كانت تتطلبه كتابة المجلة بخط اليد، ونسخ الآلاف منها، اضطر شربل ومن معه الى إصدار المجلة شهريا، محتوية على ملخص أخبار، ومقالات يكتبها معتقلون، كما كان يكتب افتتاحيتها شربل نفسه.
حين مر شربل أثناء ترحيله من سجن مجدو في فلسطين المحتلة 48 إلى انصار في لبنان، يروي الدكتور أمجد نواس، أنه كان يعبر من أمام إشارات إرشادية، تشير الى مدن فلسطين عكا وحيفا ويافا، فينهمر في بكاء شديد، لتأثره بالمرور من تلك المدن أو قربها، وهو مقيد اليدين من العدو الذي اغتصبها.
__________________
،لقد عاش رجلاً صعب المراس واستشهد رجلاً لا يلين ،رحمة الله عليه ، و أسكنه الجنة مع الشهداء ، انا لله و انا إليه راجعو
نبذه عن المناضل
الصدفة لم تصنع منه بطلا، ولا الظروف، التي أحاطت بتجربته النضالية، جعلت من جريس خيطان هلسة، المعروف بشربل هلسة، شجاعا.
فالأمر حتما أبعد من ذلك، فثمة جينات تتحرك في مجرة روح هذا الرجل، الذي يرقد على سرير الشفاء في مستشفى الحسين للسرطان، والمولود في قرية حمود في مدينة الكرك، لتقدم للعالم مناضلا، صنفه أصدقاؤه مبكرا، بطلا ضد الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان.
ولد شربل، في العام 1949، وقاده وعيه المبكر الى شق طريقه للنضال، حين رأى بأم عينيه، هزيمة حزيران (يونيو) 1967، التي هزت وجدانه، فكانت بالنسبة له، حدثا مفصليا دفعه آنذاك الى الالتحاق في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين العام 1967، وهي تنطلق في مراحلها الأولى.
وهنا، تفتحت بوادر الوعي الأولى، لشاب، طالع من مشاتل القومية في الجنوب، منشغل بهواجسه وتطلعاته الى أفق الحرية، الذي لا تقوده قدماه اليه من دون أن يكون مسلحا بالعلم، حجر الزاوية في انتصار الإسرائيليين على العرب، خلال حروبهم.
لذا، فإن شربل، حين أنهى دراسته الثانوية في مدرسة الكرك العام 1970، قرر أن يمكن ذاته بالعلم، فذهب الى ألمانيا الغربية، وهناك التحق بإحدى جامعاتها، لدراسة الهندسة الميكانيكية.
بقي القادم الجديد الى ألمانيا، عضوا نشطا في الجبهة، مسؤولا عن التنسيق بين القوى الثورية الأجنبية هناك، بين عامي 1973 و1978، غير أن تحركاته، أثارت شكوك الأمن الالماني، ما اضطره الى مغادرتها سرا عبر المانيا الشرقية، ومن ثم الى بيروت، وفيها خط الرجل الفار من استخبارات ألمانيا، طريقا جديدا لحركة نضاله.
وشربل، هو ثاني أبناء الشيخ جريس هلسة، أحد شيوخ عشيرة هلسة العريقة، و"فارس وابن فارس" على حد قول ابن عمه أكثم الخيطان، الذي قال إن شربل تشرب "معاني الرجولة من أبيه الشيخ جريس أبو فيصل".
اربعة اشقاء وثلاث شقيقات، أخوة شربل، غير أن المفارقة التي تبدو مثيرة للفضول، أنهم جميعا، اعضاء في الجبهة، ومن ثم في حزب الوحدة الشعبية في الأردن.
ما يزال شربل الذي لم ينجب سوى ابنة واحدة، أسماها كاترينا، عضوا في لجنة الرقابة المركزية للجبهة، وهي المرجعية الرقابية العليا على تطبيق اللوائح التنظيمية والمالية والإدارية لها.
يقول ضرغام هلسة شقيق شربل الأصغر، خلال حديثه عن أخيه، إن قدراته المتنوعة في العمل والمثابرة، كانت واضحة منذ صغره، بالإضافة الى امتلاكه حسا قياديا فريدا، ومنظما، كان يتجلى وسط "ابناء العمومة المتقاربين في العمر"، كما كان حضوره فاعلا وسط عائلته، ويعزو ذلك الى توليه، مسؤولياتها مبكرا، منذ وفاة والده العام 1963.
كان هاجس الإخوة، أن يحافظوا على ذكرى أبيهم العطرة، وأن يتمثلوا صفاته الحميدة، في كل مناحي حياتهم، كما يقول ضرغام " وكان علينا ان لا نكون رمادا، فأبونا كان نارا، وهو من ربانا على الاخلاق الكريمة، والهمة العالية"، وهذا ما أضفى على شخصية شربل الى اليوم، نكران الذات، في كل ما قدمه لأسرته الصغيرة والكبيرة، وفي كل ما قدمه في نضاله مع المقاومة الفلسطينية.
ومن قصص شربل التي دلت على همته وقدراته الفريدة، مبكرا، يروي ضرغام أنه في إحدى المرات أثناء وجوده في القرية، وبعد الانتهاء من "غسيل الغنم"، - وهو عادة ما يغسل الغنم قبل قص صوفها -، قام بعض ابناء عمومته بالسباحة في احدى البرك، لكن وبعد نزولهم اليها، اكتشفوا عوامة مياه فيها، بدأت بسحبهم واحدا تلو الآخر الى دوامتها.
يقول ضرغام، لم يتوان شربل عن القيام بعملية إنقاذ سريعة للمجموعة، فأخرج من تمكن من إخراجه، وعاد الى القرية التي تبعد عن البركة 40 كم، ليرجع مع مجموعة منقذين من ابناء القرية، لإكمال المهمة وإنقاذ من تبقى في البركة، يصارع الغرق، وكانوا تسعة اشخاص.
أما بيروت، فلها في ذاكرته الكثير من الصفحات، التي لا تنسى، يرويها رفيق دربه النضالي يونس زهران، الشاب الذي تعرف عليه أواخر العام 1975 في إحدى المهرجانات، وأيامها كان الاثنان، يتلمسان طريقهما الى المشاركة في المقاومة.
يقول زهران، إنه ومع اشتداد الحرب الأهلية "التحقنا انا وشربل في أحد معسكرات الجبهة الشعبية في سرت بليبيا، وذهبنا الى لبنان عن طريق قبرص تهريبا"، وفي هذه الاثناء، ظهرت صورة شربل واضحة امامي، كان "مقاتلا شرسا يخوض معاركه ببسالة".
بعد ستة شهور من إقامته في بيروت، يقول زهران، عاد شربل الى المانيا لإكمال دراسته، إذ إن انشغاله في العمل التنظيمي، منعه حينها من إكمال دراسته، وقد "استطاع النهوض بالعمل التنظيمي على صعيد الجبهة والمقاومة".
في العام 1981 غادر شربل المانيا، بعد ملاحقة حثيثة من الاستخبارات الالمانية والاسرائيلية، بحسب زهران، ليعود من جديد الى بيروت ويلتحق بكلية عسكرية، ويصبح ضابطا في الجبهة، ثم يتدرج في الرتب، ويشارك في المقاومة الفلسطينية الى جانب الحركة الوطنية اللبنانية، في صد الإسرائيليين إبان اجتياحهم للبنان.
ويذكر زهران أن شربل في معركة الجبل في لبنان، التي واجه فيها المقاومون القصف والإنزال الاسرائيليين، كان قائد كتيبة طلابية، وبقي صامدا في المعركة، وتمكن من تهريب آلاف السكان ورجال المقاومة من تلك المنطقة، وصمدت معه قلة قليلة، لمدة زادت على عشرة أيام، الى أن تمكنت من الهرب، غير ان الإسرائيليين ألقوا القبض عليهم عند محاولتهم عبور آخر حاجز، كان سيؤمن لهم ملاذا يخرجون فيه من طوق الإسرائيليين.
حوكم شربل، وزج أسيرا في "سجن مجدو في أراضي فلسطين المحتلة العام 48، ليعود الى معسكر انصار في لبنان الذي بناه الإسرائيليون، وليظل أسيرا فيه حتى نهاية العام 1983، ثم يمضي الى عدن عن طريق الصليب الاحمر، ويبقى هناك سنة و8 أشهر، ثم الى الجزائر، ليبقى فيها سنة كاملة، ومن بعدها الى سورية منذ العام 1986 وحتى العام 1990، وأخيرا الى الأردن"، كما يقول رفيق نضاله زهران.
شربل الحاصل على وسام البطولة والصمود من الجبهة، صمد أمام المحقق الإسرائيلي بعد وقوعه في الأسر، ورغم القاء القبض عليه بزيه العسكري وهو يحمل السلاح، أصر على عدم الاعتراف بأي شيء عن مجموعته، وبقي يخبرهم أنه كان "قادما لأخذ أخته من لبنان"، ولم يعترف بشيء آخر، ويؤكد على ذلك الطبيب والروائي الدكتور أمجد نواس.
ويصف زهران أن ثلاثة أشهر مرت على رفاق شربل بعيد أسره، كانت قاسية جدا، فقد اعتقدوا انه استشهد، غير أن خبر أسره، جاءهم، ليعلنوا فرحهم ببقائه حيا.
وخلال الأشهر الثلاثة، يتذكر زهران، أن شربل لم يغب عن أحاديث رفاقه، الذين كانوا يستذكرون وصيته لمن يقاتل الى جانبه، بأن "لا يقع أحد في الأسر حتى لو أطلقتم النار على أنفسكم".
ويحاول الدكتور أمجد نواس الذي يعكف على كتابة رواية عن شربل إعادة تشخيص ما قام به اثناء أسره في معسكر أنصار، الذي زج فيه نحو 27 ألف معتقل فلسطيني ولبناني.
يقول إن "شربل استطاع وهو أسير في المعتقل، القيام بعملية اتصال مع رفاقه عن طريق الرسائل المكتوبة بخط اليد، وربطها بالحجارة، والقائها عبر الفواصل بين البركسات والخيم التي كان يقيم فيها المعتقلون، ليستطيع بذلك بناء منظمة حزبية داخل المعسكر، وجمع الكوادر داخله، لتشكيل خلايا مقاومة".
كما أن شربل، وفي ذكرى استقلال لبنان، احتفل ورفاقه في المعتقل، بإحراق الخيم في المعتقل، ما اعتبره الإسرائيليون الذين يعتقلونهم تمردا وتحديا خطرا جدا.
ويزيد نواس، أنه ولدى زيارة الصليب الاحمر الى أنصار، طلب شربل منهم جهاز راديو، وكان من خلاله، ينقل اخبار العالم للمعتقلين، بعد كتابتها بخط اليد على الورق، ونسخها وتوزيعها على المعتقلين، تحت اسم مجلة الهدف الاخباري.
ونتيجة للجهد الشاق الذي كانت تتطلبه كتابة المجلة بخط اليد، ونسخ الآلاف منها، اضطر شربل ومن معه الى إصدار المجلة شهريا، محتوية على ملخص أخبار، ومقالات يكتبها معتقلون، كما كان يكتب افتتاحيتها شربل نفسه.
حين مر شربل أثناء ترحيله من سجن مجدو في فلسطين المحتلة 48 إلى انصار في لبنان، يروي الدكتور أمجد نواس، أنه كان يعبر من أمام إشارات إرشادية، تشير الى مدن فلسطين عكا وحيفا ويافا، فينهمر في بكاء شديد، لتأثره بالمرور من تلك المدن أو قربها، وهو مقيد اليدين من العدو الذي اغتصبها.
__________________
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007