ليس هكذا تورد الأبل يا إبراهيم حّمامي ......
لن نأبه بـ"الأخريات" التي سيقت في مقال الدكتور إبراهيم حمامي الأخير بعنوان "الشعبية وسعدات... و أخريات "ونحن اذ كنا نقدر للأخ إبراهيم اهتمامه بصحة وأوضاع ومصير القائد المناضل سعدات وهو اعتراف مقدر لمكانة الرجل والمؤسسة التي انتخبته وانتخبت ما يمثله هذا القائد ، حيث ستبقى شجرة الجبهة الشعبية المثمرة تنجب أمثال الحكيم وأبو علي مصطفى و سعدات وغيرهم. وليطمئن مناضلنا العزيز إبراهيم حمامي ان الجبهة الشعبية ومدرستها التنظيمية والنضالية لن تخرج إلا ذات القادة مهما اختلف أو اتفق البعض معها .
ويبدو ان هذه الشجرة المثمرة (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ) ستبقى ترمى بالحجارة نيلاً من ثمارها أو تسلقاً على قامتها أو تظللا ًبوافر خضرتها وفيّها. وهو كما يقول واتفق معه ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تمثل حالة وطنية على الجميع من أختلف معها أو اتفق أن يقدرون تاريخها ومواقفها.
أما ان رفاق سعدات لا يتفاعلون مع الإضراب المعلن والمعاناة التي يعيشها وهي بالأساس معاناة آلاف الأسرى والمعتقلين فهذا مجافيا ً للحقيقة، فحملات التضامن وإن كانت ليس بمستوى ما يمثله هذا القائد وغيره من القادة في الحركة الأسيرة ، فلقد تم إقامة العديد من النشاطات والفاعليات التضامنية، وهي مسالة موثقة في ساحات نضال عديدة وبأشكال مختلفة ومتنوعة، وان كان كل ذلك لا يفي القائد سعدات ورفاقه الآخرين حقهم علينا كأسرى حرية ، ناضلوا وما زالوا يناضلون من داخل سجونهم ضد الاحتلال .
لقد لفت نظري حشد الكثير من المغالطات والتشويه والتجنّي والتصنيفات التي ساقها إبراهيم حمامي في مقاله الذي حمل عنوان "الشعبية وسعدات وأخريات" . وبدل أن يقدم تحليله السياسي الرفيع الموضوعي كخبير في الساحة الفلسطينية وهو المحسوب على جهة سياسية فاعلة مناضلة ، خيّل إليّ كأنه متخصص بملف الجبهة الشعبية ،حيث حكم تحليله الذهنية الأمنية الاستخبارتية واسقط قسريًا ولوى عنق الحقائق في تفسير الكثير من المواقف، مع قناعتنا بأهمية وضرورة النقد البناء الهادف الناضج لمناضلي وتيار عريض تمثله تجربة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وكنت أتمنى لمن ساق له كل هذه المعلومات والمعطيات أن يوفر للمناضل العزيز إبراهيم حمامي مناخات اللقاء الذي جرى مع حماس بداية حزيران وعلى مستوى قيادي أول ليتأكد من المحسوبين عليه ويحسّب عليهم . ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رغم مواطن الضعف والتراجع هنا وهناك ستبقى عصية على الانحراف والتبعية فمازالت تمثل بوصلة الخيارات الوطنية بعيداً عن الحسابات والفئوية الضيقة .
وهي خلال مسيرة الأربعين عامًا ونيف كانت الطرف المعارض الرئيسي لكل التجاوزات والتنازلات التي حصلت. وقبل أن يعرف الكثير معارضي ونخب الفضائيات الحاليين، شكلت الجبهة الشعبية صمام أمان للوحدة الوطنية ورسّخت ثقافة جذرية ضد استخدام السلاح في حل التعارضات الداخلية الوطنية، ولم توظف يوماً مالاً أو مأجورين أو حلفاء في خدمة أجندة خارج المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
ومازلت داخل البيت الفلسطيني تقارع في اللجنة التنفيذية رئيسها وأعضاءها، وفي إطار فصائل العمل الوطني وفي صفوف الشعب تقول كلمتها التي تدفع ثمنها ودفعت ثمنها غالياً أمام سلطان جائر فلسطينيا كان أم عربيا أم دولياً وما أكثر الجائرين .
ان الفوضى الهدامة في قراءات وتصنيفات وتعميمات السيد إبراهيم حمامي كمن يخلط الحابل بالنابل عبر ممارسة دور تشويهي تقيمي لاتجاهات ورموز داخل الحزب تجتهد تخطئ وتصيب ، لكنني اطمئن إبراهيم حمامي ان كل الرموز التي ذكرها وحاول دس السم بالعسل في تقيمهم وتاريخهم النضالي ترسخ اليوم قيم الانضباط والوحدة في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتعزز صلابة الانتماء للمؤسسة (الحزب ). فالحزب ووحدته من الخطوط الحمراء التي لم تفلح إسرائيل يوما بكسر وحدتها ولن تفلح الحملات الديمغوجية المغرضة المشبوهة بضربها .
رداً على بعض ما جاء في مقال "الشعبية وسعدات وأخريات":
- الجبهة الشعبية وحل الدولتين : لسنا في شهر نيسان ليصدق أحد ما قاله ابراهيم حمامي رغم إن ان هدف الجبهة الشعبية الاستراتيجي هو إقامة دولة فلسطين الديمقراطية الواحدة ، فقبول الجبهة بالحل المرحلي ليس بديلاً عن الهدف الاستراتيجي . فالعودة هي الجسر الرابط بين الهدف المرحلي والاستراتيجي حيث لن يكون هناك تفريط بذرة تراب من أرض فلسطين التاريخية، وهذا الطرح لا يعني أبدًا القبول بحل الدولتين كنهاية وحل لعقدة الصراع، ولا يعني التكيف مع الأطراف الدولية وشروطها كما تفعل أطراف محسوب عليها السيد إبراهيم حمامي للاعتراف بها كسلطة وحكومة في الخارطة الدولية والعربية.
- أما ان الجبهة الشعبية ضد أسلمة المجتمع : فان العلاقة الروحية هي علاقة بين الخالق والمخلوق وهي قضية بين المؤمن وربه ، سواء أكان مسلماً أم مسيحياً أم يهوديا ً.والخطورة هي فيمن يسعى لان ينصب نفسه وسيطا أو قاضيا يميز بين المؤمن وغير المؤمن ومن سيدخل الجنة أو النار (على أساس رؤية فصيله) ويعطي شهادة حسن سلوك ديني ، المشكلة ليست كما توهم نفسك بهوية أسلامية لفلسطين ، فالشعب الفلسطيني شعب متنوع و متعدد الديانات والأفكار ولا يجوز السماح بثقافة التكفير أو التخوين . فالمجتمع الفلسطيني مجتمع متسامح يرفض تسييس الدين أو تدين السياسة ،والحل ليس بدولة دينية كما ينادي البعض ، إنما الحل دولة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع دون تمييز بين احد على أساس الدين أو اللون أو الجنس، وهو ابلغ رد على فكرة يهودية الدولة ..
- الجبهة الشعبية والعلاقة مع محمود عباس و م ت ف: ان العلاقة مع محمود عباس رئيس التنفيذية والكل الوطني واضحة ومعروفة لقادة السيد ابراهيم حمامي ، فالمسالة ان الجبهة الشعبية لا تمارس العلاقات السياسية بمنطق العشيرة والقبيلة والغنيمة والصفقات أو المحاباة والتمسح مع الرئيس عباس أو غيره ، فالخلافات السياسية تدار بأصول سياسية على قاعدة الاتفاق على البرامج والرؤى ، وليس على أساس الغنائم والحصص .وستأتي الأيام لتؤكد (ان غداً لناظره قريب) بأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وآخرين من اليسار الفلسطيني المقاوم سيبقون عصيّين على التطويع والبردخة السياسية الجارية والصفقات الثنائية وأهواء ومغريات السلطة والأيام نداورها بيننا .
- أما وان هناك معايير سياسية مزدوجة عما يجري في الضفة وغزة : فالوقائع والواقع يقول بان الجبهة الشعبية تمتلك نفس الجرأة في التعبير عن رأيها وأدانتها لما يجري من ممارسات وسياسيات خاطئة سواء كانت في غزة أو الضفة . فها هي في ذكرى الانقسام تقود اكبر مسيرة جماهيرية ضد الانقسام في غزة وتعبر عن قناعتها عبر منابرها الإعلامية والجماهيرية بما تعتقده مصلحة للقضية والشعب . وفي الضفة ورام الله ومن داخل التنفيذية تعلي صوتها ضد الانقسام والمفاوضات وكل الاملاءات وأشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال عبر حكومة فياض التي لم تشارك بها ، ورفضت حملات الاعتقال والمضايقات (التي تمس المقاومة والمقاومين) والتضييق على هامش الحريات الشخصية وحرية التعبير ....
وفي الختام ان الجبهة الشعبية وما رسّخت من قيم الديمقراطية وتقاليدها من النقد الداخلي والعلني والمحاسبة والمساءلة الشفافة المرئية والمقروءة والمسموعة لمواقفها وسياساتها والممارسة داخل أطرها وهيئاتها حيث تمتلك الجبهة الشعبية الجرأة في مسائلة القائد (سلوكاً وموقفاً ) والجبهة التي تنتخب هيئاتها بإرادة أبنائها وكادرها (بعيدا ً عن منطق الاستخارة والفتوى والتدخل الخارجي) ستبقى تمارس دورها الريادي في التصدي لطرفي الانقسام حتى تحقيق الوحدة الوطنية ، وستواجه كل المحاولات المشبوهة التي تنتقص من حق العودة والحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
وكان الأجدى بمن يذرف دموع التماسيح على الجبهة الشعبية وأمينها العام ان يرسخ ثقافة النقد البناء والموضوعي الوحدوي بعيدا عن ثقافة الفوضى الهدامة التي تشيعها في بعض مقالاتك يا د إبراهيم حمامي وليس آخرها مقالك الأخير . ولن تنجح كل هذه المحاولات في اجتثاث الفكر اليساري المقاوم فالحاجة إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى، وآمل ان ينصرف جهدك ووقتك إلى الاولويات الوطنية في مواجهة التناقض الرئيسي مع الاحتلال وإنهاء ثالوث الحصار والانقسام والدمار فما نواجهه من حكومة عنصرية احتلالية تتطلب من الكل الوطني خلق المناخات الوطنية وبناء العلاقات بين فصائل العمل الوطني على قاعدة الاحترام وحق الاختلاف والاحتكام للشعب ورفض ثقافة الاحتراب الإعلامي والدموي السائدة .
دمشق
21/6/2009م
هاني نايف .
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007