كتب عبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة الكرامة مقال في العدد الصادر اليوم في الجريدة... غاية في الروعة
يشرح حالتنا تماما
يعد أعلى مقال كتب نقداً ـ أو سبّاً ـ في ذات مبارك المصونة لعنة الله عليها وعليه
اترككم مع المقال ثم نتناقش أو .... .
أشعر بالعار لأن "مبارك" رئيس لمصر، وهو لا يعرف قيمتها، ولا أقدارها، ولا جغرافيتها، ولا تاريخها، ولا ما ملكت، ولا ما أعطت، وحوّل بلداً هائل الوزن بحجم مصر إلى "عزبة" بالحجم العائلي.
أشعر بالعار لأن "مبارك" رئيس لمصر، وهو الذي لا يملك من الرئاسة مؤهلاتها، فلا فوائض عقل، ولا ذاد من بصيرة، ولا حس بالسياسة، ولا شرعية حتى بالخطأ أو بالباطل، فلا هو ديكتاتور ذو رؤية، ولا منتخب ديمقراطياً، بل هي الصلافة المحض، وتناحة الروح، وجلافة اللغة، والتصريحات المفرطة في الغياب الذاهل على طريقة "البتاع ده"!
أشعر بالعار لأن "مبارك" رئيس لمصر، وهو لا يخلص لدم، ولا يستذكر نسباً لأمة، ويتصرف كموظف أرشيف، أو كأمين مخازن زاغت مفاتيحه، جاءت به الصدفة إلى رأس بلد كان تاج الرأس، وانتهى به إلى بلد بالصدفة، انتهى بنا إلى مقالب نفايات، وبواقي فساتين، وبقايا صور وأكواب مهشمة، وتراب يثقل القلب، وجعلنا نشعر بالخجل من اسم مصر، فقد حوّل علوّنا خفضا، ونزل بنا من حالق إلى الفالق، فلا مكانة ولا دور، ولا كرامة من أصله، ولا فرصة للمقارنة إلا مع دول من نوع "جيبوتي" و"الصومال" و"بوركينافاسو"، ففقرنا من فقرهم، وبؤسهم من بؤسنا، ومهانتنا من مهانتهم، نكاد لا يرانا أحد كما لا يراهم احد، وقد يكون لهم عذرهم، ولنا العذر بالرئيس الذي هو أنكى من العذر بالجهل.
أشعر بالعار لأن "مبارك" رئيس لمصر، وهو الشخص الذي كانت غاية أحلامه منصب سفير في بلد "الأكسلانسات"، أو رئيس لشركة طيران، وانتهى بالبلد إلى مزاد البيع في سوق "الأكسلانسات"، وانتهى بأهلها إلى محطات انتظار لطائرة مخطوفة، انتهى بالبلد إلى مخزن أمتعة، وانتهى بأهلها إلى جثث لا بشر، فلا تقابل مصرياً من السواد الأعظم إلا وتجده بئراً لِهمّ، أو موضوعاً لاستهانة، أو جنازة تمشي على قدمين، أو عيناً تائهة في خراب سماوي، أو كتلة من البلادة والتيبس الشمعي، تماماً كوجه الرئيس المبيّض كأنما المحارة!
أشعر بالعار لأن "مبارك" رئيس لمصر، وهو الذي جعل غالب أهلها أذلة، وطرداء يسكنهم الخوف، وسجناء في هياكل عظمية، إن صرخ أحدهم ففي السر، وكأنه يخشى أن يقول الآه، كأنه يخشى إن تنفس أن تنخلع روحه، فقد محا آدميتهم بأستيكة، أورثهم الفقر الذي يورث الكفر، وجعل أغلى مناهم مجرد البقاء على قيد الحياة، أو الفرار بالجلد من سلخانات السحل العمومي، أو الالتحاق بالفرقة الناجية من وباء السرطانات والفشل الكلوي والكبدي، والمصري المحظوظ هو الذي لا ينتهي إلى معتقل أو تلجئه الظروف إلى قسم شرطة، أو إلى خانة الاختفاء القسري، أو الصلب في زنزانة، أو الدوس بالحذاء، أو الصعق بالكهرباء، أو اغتصاب زوجته أو ابنته "ولا من شاف ولا من دري"، ولا من حاكم ولا من عدل، فالظلم في مصر بالجملة لا بالقطعة، الظلم في مصر فرض عين لا فرض كفاية، والقاتل الظالم معروف بالاسم، ويكفي أن تنظر فوقك وتقرأ المعوذتين.
أشعر بالعار لأن " مبارك" هو رئيس لمصر، وانتهى بما كان مجتمعنا إلى غابة وخرابة، فلا قانون سالك إلى قانون النهب، ولا صوت يسمع إلا صوت الشفط، والتجريف، والمليارات مقامات وأضرحة، والقطط السمان في لمح البصر تحولت إلى حيتان، وكأنها عملية ابتلاع بلد، وعملية إخلاء إداري لمجتمع كان، إخلاء إداري بالهجرة من المكان، طلباً لرزق أقرب إلى التسول، وإخلاء إداري بالهجرة في الزمان لملاجئ العودة الدينية، فلا قيمة لعقل، ولا حق لعمل، ولا دور لتصنيع، ولا أثر لتحديث، ولا محل لطبقات، بل هو الانفجار المحض للغرائز البدائية الأولى، والأيادي الممدودة بالعوز طلباً لرحمة، أو ترضية من الذي لا يرحم، ولا يشبع.
أشعر بالعار لأن " مبارك" رئيساً لمصر، فهو يستحق أن يحاكم لا أن يحكم، أن يفزع لا أن يفزعنا، أن يعزل لا أن يسأل، أن تذهب ريحه لا أن يذهب باسم مصر، لها المجد في العالمين، نعم يا "مبارك" أشعر بالعار لأنك الرئيس، أشعر كأني أريد أن أتقيأك.!
عبد الحليم قنديل
يشرح حالتنا تماما
يعد أعلى مقال كتب نقداً ـ أو سبّاً ـ في ذات مبارك المصونة لعنة الله عليها وعليه
اترككم مع المقال ثم نتناقش أو .... .
أشعر بالعار لأن "مبارك" رئيس لمصر، وهو لا يعرف قيمتها، ولا أقدارها، ولا جغرافيتها، ولا تاريخها، ولا ما ملكت، ولا ما أعطت، وحوّل بلداً هائل الوزن بحجم مصر إلى "عزبة" بالحجم العائلي.
أشعر بالعار لأن "مبارك" رئيس لمصر، وهو الذي لا يملك من الرئاسة مؤهلاتها، فلا فوائض عقل، ولا ذاد من بصيرة، ولا حس بالسياسة، ولا شرعية حتى بالخطأ أو بالباطل، فلا هو ديكتاتور ذو رؤية، ولا منتخب ديمقراطياً، بل هي الصلافة المحض، وتناحة الروح، وجلافة اللغة، والتصريحات المفرطة في الغياب الذاهل على طريقة "البتاع ده"!
أشعر بالعار لأن "مبارك" رئيس لمصر، وهو لا يخلص لدم، ولا يستذكر نسباً لأمة، ويتصرف كموظف أرشيف، أو كأمين مخازن زاغت مفاتيحه، جاءت به الصدفة إلى رأس بلد كان تاج الرأس، وانتهى به إلى بلد بالصدفة، انتهى بنا إلى مقالب نفايات، وبواقي فساتين، وبقايا صور وأكواب مهشمة، وتراب يثقل القلب، وجعلنا نشعر بالخجل من اسم مصر، فقد حوّل علوّنا خفضا، ونزل بنا من حالق إلى الفالق، فلا مكانة ولا دور، ولا كرامة من أصله، ولا فرصة للمقارنة إلا مع دول من نوع "جيبوتي" و"الصومال" و"بوركينافاسو"، ففقرنا من فقرهم، وبؤسهم من بؤسنا، ومهانتنا من مهانتهم، نكاد لا يرانا أحد كما لا يراهم احد، وقد يكون لهم عذرهم، ولنا العذر بالرئيس الذي هو أنكى من العذر بالجهل.
أشعر بالعار لأن "مبارك" رئيس لمصر، وهو الشخص الذي كانت غاية أحلامه منصب سفير في بلد "الأكسلانسات"، أو رئيس لشركة طيران، وانتهى بالبلد إلى مزاد البيع في سوق "الأكسلانسات"، وانتهى بأهلها إلى محطات انتظار لطائرة مخطوفة، انتهى بالبلد إلى مخزن أمتعة، وانتهى بأهلها إلى جثث لا بشر، فلا تقابل مصرياً من السواد الأعظم إلا وتجده بئراً لِهمّ، أو موضوعاً لاستهانة، أو جنازة تمشي على قدمين، أو عيناً تائهة في خراب سماوي، أو كتلة من البلادة والتيبس الشمعي، تماماً كوجه الرئيس المبيّض كأنما المحارة!
أشعر بالعار لأن "مبارك" رئيس لمصر، وهو الذي جعل غالب أهلها أذلة، وطرداء يسكنهم الخوف، وسجناء في هياكل عظمية، إن صرخ أحدهم ففي السر، وكأنه يخشى أن يقول الآه، كأنه يخشى إن تنفس أن تنخلع روحه، فقد محا آدميتهم بأستيكة، أورثهم الفقر الذي يورث الكفر، وجعل أغلى مناهم مجرد البقاء على قيد الحياة، أو الفرار بالجلد من سلخانات السحل العمومي، أو الالتحاق بالفرقة الناجية من وباء السرطانات والفشل الكلوي والكبدي، والمصري المحظوظ هو الذي لا ينتهي إلى معتقل أو تلجئه الظروف إلى قسم شرطة، أو إلى خانة الاختفاء القسري، أو الصلب في زنزانة، أو الدوس بالحذاء، أو الصعق بالكهرباء، أو اغتصاب زوجته أو ابنته "ولا من شاف ولا من دري"، ولا من حاكم ولا من عدل، فالظلم في مصر بالجملة لا بالقطعة، الظلم في مصر فرض عين لا فرض كفاية، والقاتل الظالم معروف بالاسم، ويكفي أن تنظر فوقك وتقرأ المعوذتين.
أشعر بالعار لأن " مبارك" هو رئيس لمصر، وانتهى بما كان مجتمعنا إلى غابة وخرابة، فلا قانون سالك إلى قانون النهب، ولا صوت يسمع إلا صوت الشفط، والتجريف، والمليارات مقامات وأضرحة، والقطط السمان في لمح البصر تحولت إلى حيتان، وكأنها عملية ابتلاع بلد، وعملية إخلاء إداري لمجتمع كان، إخلاء إداري بالهجرة من المكان، طلباً لرزق أقرب إلى التسول، وإخلاء إداري بالهجرة في الزمان لملاجئ العودة الدينية، فلا قيمة لعقل، ولا حق لعمل، ولا دور لتصنيع، ولا أثر لتحديث، ولا محل لطبقات، بل هو الانفجار المحض للغرائز البدائية الأولى، والأيادي الممدودة بالعوز طلباً لرحمة، أو ترضية من الذي لا يرحم، ولا يشبع.
أشعر بالعار لأن " مبارك" رئيساً لمصر، فهو يستحق أن يحاكم لا أن يحكم، أن يفزع لا أن يفزعنا، أن يعزل لا أن يسأل، أن تذهب ريحه لا أن يذهب باسم مصر، لها المجد في العالمين، نعم يا "مبارك" أشعر بالعار لأنك الرئيس، أشعر كأني أريد أن أتقيأك.!
عبد الحليم قنديل
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007