وقد سبق أن رفعت (حركة الارض) راية الانتماء الوطني الفلسطيني والالتحاق بحركة التحرر القوميه العربيه في العقدين الذين لحقا النكبه, فقمعتها السلطات الصهيونيه بالملاحقات العنيفه. ومع أنه لا يمكن أن يقلعوا الفكر والانتماء وحب الحريه من قلوب الناس, استطاعت السلطه أن تمنع الوجود المنظم لحركة الأرض.
مع احتلالها للضفه الغربيه وقطاع غزه في 1967 وحدت الصهيونيه أرض فلسطين تحت الاحتلال... وقد أثبتت هزيمة الجيوش العربيه في حرب حزيران عجز الأنظمه العربيه. وكرد فعل للهزيمه والاحتلال أخذت الجماهير الفلسطينيه مصيرها بأيديها وظهرت الثوره الفلسطينيه كالقلب النابض لحركة التحرير العربيه.
ومنذ 1969 أخذت تتشكل حركة أبناء البلد من حركات ونواد محليه ومن الحركه الوطنيه التقدميه في الجماعات ومن الحركه الاسيره في السجون وفي بعض القرى والبلدات العربيه...رفعت الحركه راية الأنتماء للشعب الفلسطيني ووحدة هذا الشعب تاريخا ونضالا ومصيرا وحاضرا ومستقبلا, وكان الهدف تأكيد الهويه الفلسطينيه لهذا القطاع من الشعب الفلسطيني. وتأسس اول فرع للحركه في بلدة ام الفحم في سنة 1969 وبعدها تأسست فروع في كل من حيفا ونحف, كابول, سخنين, شفاعمرو والناصره.
كان للحركه دور مميز في صنع يوم الارض الخالد 30 اذار 1976 , هذا اليوم الذي جسد وحدة الأرض والشعب للمره الاولى منذ النكبه.
لحقت يوم الأرض أيام ومناسبات وطنيه كثيره يوم الارض, وكان رفع العلم الفلسطيني المحظور في مظاهرات الذكرى السنويه ليوم الارض يميز حركة ابنأء البلد وموقفها الوطني واستعدادها للتحدي والتضحيه, ولن ننسى الشباب والشابات الذين عذبتهم وسجنتهم السلطات الصهيونيه بتهمة رفع العلم.... والتمسك بعلم فلسطين هو تمسك برمز الأنتماء ووحدة الشعب الفلسطيني والالتزام الوطني. ولا يسرنا شيء أكثر من مرأى العلم وهو يرتفع ويرفرف فوق كل جماهيرنا في كل أنحاء الوطن لأننا بهذا نعرف أن معركة الهويه قد حسمت, وفشلت كل المؤامرات لتجزيء الشعب.
ولم يقتصر الموقف الوطني على الهويه والانتماء, ورأينا من الضروري التأكيد على مجموعة من المواقف الجوهريه مثل رفض الاندماج في المؤسسه العنصريه وفضح كذب (الديمقراطيه) فيها تجسيدا للتطهير العرقي, والتمسك بحق العوده لكل اللاجئين الفلسطينين والى كل المناطق التي طردوا منها.
وقد شكلت مقاطعة الكنيست الصهيونيه رمزا لرفضنا الانخراط في السياسه الرسميه وقوانين اللعبه المزيفه الذي تفرضها المؤسسة العنصريه, والتي يظهر العرب بفضلها دائما خاسرين بقدرة (القضاء والقدر) وحقوقهم مسلوبه (ديمقراطيا). ولم نر في مقاطعة الكنيست خسارة كبيرة مقابل الحفاظ على المبادئ, فقد تعلمنا من تاريخ الشعوب وألاف التجارب النضاليه الفلسطينيه والعربيه والأمميه أن الحق يؤخذ ولا يعطى وأن أي تغير محتمل لن يكون الا نتيجة النضال الجماهيري.
وها هي جماهيرنا ترفض الاذلال والظلام والظلم, وتناضل بروح وطنيه عالية.
ولماذا أبناء البلد؟ ليس (ابن بلد) وطنيا أكثر من غيره, ونحن كلنا أبناء البلد ونحبها, وليس من الضروري أن يكون الملتزم تنظيميا مناضلا أكثر من غير,فشعبنا غني بالشرفاء والمناضلين, ولكن التزامنا ببرنامج أبناء البلد, برنامج التخلص من الظلام وبناء المجتمع الفلسطيني الحر, يشكل بالنسبه الينا الرابط بين اللحظه النضاليه الراهنه وخصوصيتها وبين الرؤيه المستقبليه....
منذ فجر التاريخ اشتهر نظام السيطره القمعيه: (فرق تسد)! ولم يتأخر نظام الاستعمار الصهيوني عن سابقه البريطاني وهو يفرق بين أبناء الشعب الواحد حسب الدين أو الطائفه أو المنطقه, وكلنا مضطهدون وحقوقنا مسلوبه ولكن الاستعمار يسعى أن يثبت لك دائما ان من مصلحتك تبعد عن أخيك المظلوم أكثر منك, لكي لا تشاركه مأساته. من هنا نرى ضرورة الرؤيه التحررية الشامله التي تعتمد على وحدة الجماهير لاحداث التغيير, لتوجهنا للحفاظ على المصلحه العامه وعدم الانجرار وراء المصالح الخاصه الوهميه.
الظلم والاضطهاد لم يقتصرا على الطابع العنصري للنظام الصهيوني, فهذا النظام هو من افرازات النظام الامبريالي العالمي, ويعتمد على النظام الاقتصادي الرأسمالي الذي يحيل غالبية الشعب, كل الشعوب, لقمة سائرة للاستغلال الفقر والجهل. ومن كراهيتنا للضلم وتمسكنا بدرب الحريه, ننحاز للمقهورين وللكادحين, ونؤمن أن الشعوب اذا تحركت ستنتصر, وأن الانسانيه قادره عن تبني نظام اخر, عادل, اشتراكي, لا يعتمد على الاستغلال بل على توظيف كل الطاقات البشريه لمصلحة الجميع.
الصراع لأجل عالم اخر أفضل لن يقتصر على الصراعات السياسيه او الاقتصاديه, حيث ضرورة التأسيس لنضال طبقي تقوده الفئات الشعبيه المسحوقه ذات المصلحه الكبرى في التغيير. ولكن هنالك أهميه لنضال اجتماعي لأن النظام القمعي تتمظهر سلبياته في مجتمعنا وفي علاقاتنا الاجتماعيه وحتى على شخصية كل واحد منا... ولأننا نسعى لأن نكون أحرارا, ولكي نخدم مجتمعنا ونعمل لانقاذه من حالة البؤس, لا بد لنا من مواجهة اسقاطات النظام القمعيه في قلب مجتمعنا وبناء علاقات اجتماعيه بديله, قوامها الحريه والاحترام. وتشكل قضية المرأه أهم القضايا الاجتماعيه, اذ نحن نرفض قمع النساء سواء بأيدي القوى الاجتماعيه التقليديه أو بأيدي القوى الرأسماليه التي تعتمد تشييء المرأه وتحويلها سلعه للمتاجره بها, ونسعى لبناء مجتمع حر تأخذ فيه المرأه دورها بالكامل.
يشكل برنامج أبناء البلد لاقامة الدوله العلمانيه الديموقراطيه في كل فلسطين اطارا سياسيا واضحا لتحقيق حق العوده وللتخلص من الاحتلال والنظام العنصري ويحافظ على كامل الحقوق والاحترام لأبناء كل الديانات والطوائف, وبالتالي نرى بهذا البرنامج حافظا وقاعدة متينه لبناء النضاليه في الظروف القاسيه الذي نمر بها.
كان وما زال أحد مصادر القوة الأساسيه للصهيونيه قدرتها عن أن تحافظ على التفاف الجماهير اليهوديه حول مشروعها العنصري, وبالتالي استعمالهم كقوة بشريه للاستيطان وللقتال. وقد فشل اليسار حتى اليوم في طرح البديل لفصل ولو جزء من الجماهير اليهوديه عن هذا المشروع, وذلك بسبب قبوله بالمقولة الصهيونيه المفصليه ومفادها أن الدولة اليهوديه هي ضمان لأمن اليهود. وقد انقسم اليسار على نفسه مرة وأخرى بين عرب ويهود...أما طرح أبناء البلد فيواجه هذه المسأله أيضا من خلال رؤيتنا الرؤيه الشامله والتحرريه ويطرح نوعا جديدا من المشاركه النضاليه, مشاركه لا تساوم على الحق الفلسطيني وبالتالي تصنع العلاقات الصادقه وتبني اليوم, من خلال النضال المشترك, النواه للمستقبل الأفضل للجميع.
لم تهدف أبناء البلد الى السيطره على مراكز قوى في اطار المنظومه السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه الظالمه, بل تعتبر نفسها وسيله لتطوير وتنظيم حركة النضال الجماهيري الى أن تتمكن من احداث التغيرات البنيويه التي تتيح تشكيل نظام ديمقراطي ومجتمع يحترم الجميع وأقتصاد عادل يضمن الرفاهيه لكل الطبقات المسحوقه.... ومن موقعها الملتزم بالأهداف الاستراتيجيه للنضال تتمكن أبناء البلد في أغلب الحالات من المحافظه على علاقات التعاون والثقه مع كل الأحزاب والتيارات المشاركه في النضال, ولنا الكثير من المشترك مع كل منها, وبالتالي نساهم قدر استطاعتنا في صنع والحفاظ على الوحده النضاليه لجماهيرنا.
نحن نؤمن بأن شعبنا يمكن أن يتحرر, ونلتزم بعمل أقصى ما نستطيع في مواجهة الظلم لفتح أبواب المستقبل لكل الناس
لذلك نكون ابناء البلد!
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
عاشت فلسطين حره عربيه
معا على الدرب....
الرفيئه ريتا
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007