[size=18]تطور نظرية الامن الإسرائيلي .. دراسة في إدراك النخبة الصهيونية
التاريخ: 1423-7-25 هـ الموافق: 2002-10-02م الساعة: 00:00:00
يتضخم المفهوم الامني في التقاليد الاسرائيلية لكيون مجموعة من العناصر التي تعبرعن ذاتها عن مبالغه لم تعرفهاالتقاليدالسياسية والتي تدورفي حقيقتها حول تمكين الاداة العسكرية من منع خلق الدولة العربية الواحدة .
ولايمكن النظر الى الامن الاسرائيلي باعتباره أداه للحماية الذاتية كماعبرت عن ذللك التقاليدالسياسية الثابتة انماباعتباره منطلقافكريايرادبه تبريرالسياسة التوسعية بقصدخلق دولة جديدة يرفضهاالواسع النظامي في المنطقة العربية ولاتوجدنظريه ثابته الامن الاسرائيلي لتغيرها بتغيرالظروف المحلية والاقليمية والدولية خاصة عندالتوسع. ولذاللك تعتمداسرائيل في وجودهاعلي القوة العسكرية وتقيس كل الاموروتنظرالي سائرالقضايا بروية أمنية ومن وجهة نظرعسكرية ويتخطي مفهوم الامن حدودتوفيرالحماية ويركزعلي بقاءاسرائيل والشعب اليهودي ككل .ومن هنانجدان تعبيرالامن يشكل محوراومبررالكثيرمن التصرفات ولأنشطة الاسرائيلية .وتسهتدف هذه الدراسة تتبع مراحل نمونظرية الامن الاسرائيلي ودورالنخبة الصهيونية في تطورها للوصول الي قناعة تؤكدها الدلائل الاجتماعية وهي عسكرة الجتمع الاسرائيلي وأهميه تللك التخبة في تشكيلة مقدمه: يرتبط تطورمفهوم الامن الاسرايئلي بالنظرة الاسرائيلية الي الذات ونظرتهم الي غيراليهود. ويتراوحمضمون الامن بين الشكل أو المستوي المثالي الذي يعني توظيف التفوق العسكري لتحقيق التوازن والاستقرارفي المنطقة كماتراه المؤسسه العسكرية الاسرائيلية ؛وبين الحد الأدني المقبول الذي يعني القدرة علي التكيف وتقديم التنازلات بغض تشتيت الضغوط السياسية أوالعسكرية الواقعة علي دولة اسرائيل .
وهكذا يرتبط مفهوم الاستقرار بالردع والقدرة علي التهديد به ومن ثم اجبار الطرف الآخر علي الاستجابه لما تراه اسرائيل . ويتشكل مفهوم التكيف بناء علي القدرة الاسرائيلية علي تقديم تنازلات لا تمس جوهر الامن الاسرائيلي، بمعنيتقديم تنازلات اقليمية في الاقاليم ذات الاهمية الاستراتيجية المحدودة أو التي يمكن تعويضها بطريق التقدم النوي في السلاح .
و يعود تنامي مفهوم الامن من وجهة النظر الاسرائيلية علي عاملين اساسيين: ينبع الاول من العقلية الاسرائيلية التي تشكلت داخل اطار الدائرة الدينية والتي تؤكد أن اسرائيل هي وعد الرب لنبيه ابراهيم ،وهي حلم صهيون وان هذا الحلم الذي تواري في سنوات الشتات والاضطهاد بفعل ظلم وطغيان قوي القهر والبغي لم يكن غائب من وجدان بني اسرائيل (1) .
و بفضل الصهاينة الاوائل أو الصهيونيه الحديثه أحيي الحلم ليري الاسرائيليون ان من يصادر أحلامهم أو يقف أمام طموحاتهم انما يصادر حقا أصيلالهم شرعه الرب ،كما أنه يصادر القوة الروحية الجبارة التي تدفع اليهود دفعا للعمل والمثابرة والتضحية ، بالاضافة الي ان حلم صهيون وأرض الميعاد هما عامل الربط بين يهود الشتات وأرض ويهود اسرائيل ، وكل من يجتريء علي حلم صهيون فانه يجرد الصهيونية من مقوم الوحدة بين يهود العالم و بين أرض صهيون وهو ما يقوض اركان الامن الاسرائيلي.وقد ذكر بن جوريون ((ان ما يربط اليهود ليس الدين اليهودي ! بدليل ان الحركة الخهيونية فيها يهود متينون ويهدلا دينيون . ولا لعنصر الواحد بعد هذا التشتت الوسع بين اليهود في شتي البلاد و القوميات ولا اللغة الواحدة بدليل ان اللغة الربية كادت تختفي تماما قرونا طويلة . ان ما ربط بين اليهود وجعل تلك الصفات الأخري كالدين هي صفة أخري اساسية، هي رؤيا العودة.. الايمان بان الخلاص هو العودة الي جبل صهيون )) (2).
وقد نتج العامل الثاني عن الوضيغية التي انشئت فيها اسرائيل عنصر غريب في الجسد العربي و تعمد القادة الصهاينة افال اي ذكر لشكلها الجغرافي وحدودها و قال ليفي اشكول رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق (( ان حماية الدولة والحفظ عليها مادياو روحيا ثم تدعيم مستقبلها و تأمين استمرار وجودها مسألة تحتل مركز الصدار في عقول االسرائيليين ))(3). وفي لقاء بين صحيفة معريف وجولدا مائير عام 1972 اجابت عن سؤال : - ما هي حدود الاراضي التي تعتبرونها ضرورية لامن اسرائيل ؛ قائلة :- ((اذاكنت تريد القول انه يتعين علينا رسم خط لحدودنا فهذا أمر لم نفعله )) (4) . وفي سبيل ذللك صارت الاستراتيجية االسرائيلية منذ تأسيسها وبروزها كقوة اقليمية في المنطقة تهتم بالوقوف بوجه أي دعم للقوة العربية . ففي طل الاوضاع الاقليميه تجد اسرائيل ان امنها مهددبفعل الخلل في التوازن الناتج من عدم التماثل في القوي خاصة مع اعتماد الدول العربية علي الجيوش النظامية ؛ بينما تعتمد اسرائيل علي الاحتياط ؛ الامر الذي يزيد من الشعور الاسرائيلي بعدم التوازن . وتستند استراتيجية الامن الاسرائيلي الي مجموعة من الاعتبارات الجغرافية – السياسية وليدة الظروف والملابسات التي رافقت نشوء الكيان الصهيوني ذاته . فقد قام هذا الكيان وسط ((بحر من الاعداء)) ومساحته صغيرة يفتقد الي العمق الاستراتيجي وظلت هذه الاعتبارات تحكم صياغة نظرية الامن الاسرائيلي وما زالت أرضا تفرض ذاتها علي تطور استراتيجية اسرائيل العسكريه وتؤرق تفكير قادة الكيان الصهيوني ومخططي سياسيه مما دفعهم دائما الي محاولات التجديد و الابتكار باستحداث أفكار تلائم الاوضاع المتغيرة . ولذللك فان البحث في الامن الاسرائيلي يجب أن يتم من خلال اعتبارهذا الامن ؛ وأ ي أمن آخر ؛ مفهوما متغيرا وليس نصا يوضع مرة واحدة . وهو رهن دائما بالتطورات الداخية والاقليمية والعالمية التي تجري ضمن الظروف النايخية المعينة . ومن هنا فان نطاق بحثنا لتطور نظرية الامن الاسرائيلي يتم وفق مفاصل الحرب التي خاضته الدولة العبرية ضد العرب . المرحلة الاولي (1948-1967) ( العمق الاستراتيجي والضربة المضادة الاستباقية) انطلق الكيان الصهيوني بعد الحرب العربية – الاسرائيلية الاولي عام 1948 من منطلقين اساسيين في تحديد عقيدته السكرية ؛الاول (( غياب الحدود التي يمكن الفاع عنها )) نظرا لفقدا نها العمق الجغرافي ؛ والثاني ((التفوق الكمي للعرب )) عليها . وكان من نتائج رفض المؤسسة العسكرية االسرائيلية تبني استراتيجية تقوم علي الدفاع البحت وبالتالي المبدأ القتالي القائم علي استيعاب الضربة الاولي و القيام بالهجوم امضاد وتبنت باالماقبل استراتيجية هجومية تقوم علي ضرورة تقل الحرب الي اراضي العدو )) (5) . و قد وجدت في هذه الاستراتيجية الحل المناسب لمأزق وضعه الجيو – سياسي . كم تلازم اتباع هذا الموقف مع الارتكاز علي جيش احتياطي كبير لمواجهة المأزق الناتج عن التفوق الكمي العبي . الا أن تبني هذه النظرية لم يحل تماما معضلة الوقت التي تستغرقها عمليه تعبئه قوات الاحتياط و أمكن وضع حلول جزئية بالاعتماد علي وسائل تقنية مثل : الاعتماد علي نظام استخبارات متقدم يستطيع اعطاء انذاريتيح الاستعداد المسبق وبظوير النظام الدفاعي الاقليمي ليكون قادرا علي امتصاص الضربة الاولي في حال تأخر وصول الانذار. لذللك فقد عملت اسرائيل في تلك المرحلة علي اعداد المستعمرات الحدودية عمة اعدادا تاما ودائما للقتال سواء من حيث توفير الطاقة التبشرية و وسائل القتال والتحصينات أومن حيث استغلال الحد الاقصي من الطاقه البشريه والتكنولوجية واللوجستيه المتوفره في منطقه معينه وباعمق الاقصي ؛لمتطالبات القتال ؛ يضاف الي ذاللك تزويد هذه المستعمرات بكافه الترتيبات الامنية و وسائل المراقبة لتعزيز المعق الاستراتيجي للدفاع الاقليمي ( 6 ) . ولدي تولي ديان رئاسة هيئة الاركان في منتصف الخمسينات جري التوسع في هذه الاستراتيجية الهجومية بتبني صيغة جديدة عبر عنها ايجال آلون باضربة الماضادةالاستباقية . يوضع ياريف جدليه العلاقة بين انعدام العمق الاستراتيجي وتبني استراتيجية الضربة المضادة الاستباقية بقوله ((ان العمق الاستراتيجي هو عامل لا نستطيع معه تحاشي التهديدات الامنية بالدفاع فقط ؛ اذ من الحيوي لنا عدم السماح مطلقا بسرعة ؛ وبقدرالامكان ؛ الي أراضي العدو . وليس القصد هنا هوشن الحرب الوقائية بل استباق العدو بشن هجرم عليه عندما تؤكد الدلائل انه ينوي شن الهجوم علينا ؛ وفقط عن طريق العمل الهجومي زمينا ؛ نكسب ما لا نستطيع كسبه عن طرق استغلال رقعة ما من مجالنا وهذا يعني توسيع العمق )) ( 7 ). و يتبني دايان ورابين وآلون ( 8 ) في تلك المرحلة ااستراتيجية ( الردع ) التي تعد تطويرا للمعارلة الهجومية الاسرائيلية . ففي رأي دايان ان تلك الاستراتيجية تستند الي قوة اسرائيل التقليدية ونجاحها مرهون بشرطين : الاول ، القدرةالاسرائيلية الفعلية ، والثاني تصور العرب لهذه القدرة . ولكن هذه الاسس التي استندت اليها مصداقية الردع تبدو واهية منذ البداية ، مما اصطر اسرائيل الي توفير بريل في حال فشل الردع . وصاغ اسحاق رابين هذا البديل بما يلي : (( في حال عدم صمود قوة الردع سيتم النظر في قوة الحسم التي يتمتع بها الجيش الاسرائيلي )) . ولم تحل هذه الصيغة المشكلة العملياتية المتعلقة بتشخيص فشل الردع . وقد وفرت الحل الجزئي لهذه المشكلة مجموعة من ذرائع الحرب ، ومنها ان الماساس بمصالح اسرائيل الحيوية في غير أوقات الحرت يدخل ضمن ذرائع حرت محتملة . و عبر سلسلة من التصريحات العلنية المتباينة الدلالة ثم الاعلان عن مجموعة من ذائع الحرب منها : المساس بحرية العبور مضائق تيران والمساس بالوضع الراهن في الاردن أو حشد قوات مصريةكبيرة علي حدود اسرائيل وحرمانها من مصادر المياه . وكانت ذرائع الحرب المختلفة هي الحلقة التي ربطت بين الاعتماد علي الردع وبين الاستعداد لتوجيه ضربة ذولي عندما يفشل الرع بصورة واضحة و ينشأ تهديدجاد للامن الاسرائيلي . و شكل اقفال قناة السويس بعد ان أممها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خطرا كبيراعلي اسرائيل واعتبرته عملية خنق استراتيجي لها . ومن هنا رأت ان عملية قاش ( العدوان الثلاثي 1956 ) هي الحل في اعادة المتنفس الحيوي لها وفتح القناة للملاحة واسقاط النظام الثوري في وفقا للاسس الاتية : ( 9 )
1 – ان عدم التكافؤ العددي والجغرافي بينها وبين العرب لن يسمح بانتصار دائم و مستمر و بالعكس فان أي انتصار مضاد سيؤدي الي تصفيتها من هنا فان الهدف الاسرائيلي من الخرب يكو في منع الول العبية من تهديد وجودها .
2 – ولتحقيق هذا الهدف يجب علي اسرائيل تبني استراتيجية تمتع العرب من المبادأة في شن ذي هجروم عليها وذللك بالمبادرة الي تدمير القدرة الهجومية العربية التي تمثلف الخطر المحتمل.
3 – ان السبيل الوحيد للوصول الي هذين الهدفين يضطر اسرائيل الي الاعتماد علي مبدأ الحرب الوقائية الاستباقيةونقل الحرب الي أرض العدو و الردع ثم المناورة الخارجية واعتماد السند الخارجي . ويكشف تحليل هذا المبدأ عما يتضمنه من المرونة ولاديناميكية تجعلة يناسب امثر المواقف الاستراتيجية التي قد تواجه اسرائيل . و يكشف تحليل المبدأ انه يتذلف مما يلي :(10)
أولا : ان النظرية بشكلها الخام تقوم علي الضربة الاولي أي اتخاذ الخطوة العملياتية الاولي والمبادرهبالهجوم والمفاجأة من أجل تحطيم قوات العدو العسكرية واحتلال أراضيه وحجب المبادرة عنه و انتقاء المكان و الزمان والاسلوب المناسب لاسرائيل (الطرف الباديء ). ثانيا : وتضاف الي الضربة الاولي نظرية الحرب الاستباقية أي استباق التحركات العربية و القيام بضرب الحشود العربية قبل أن تتحرك أو تتخذ المواقع التي يمكن لها ان تنطلق منها نحو اسرائيل . و أكد العميد اسرائيل تال ذللك علي النحو التالي (( علي اسرائيل القيام بهجوم استباقي في حال تمركز حشود عربية عدائية علي الحدود الاسرائيلية . وتقوم هذهالنظريةعلي افتراض ضرورة الهجوم الاسرائيلي في حال انتشار القوات العربية بشكل عدائي )).
التاريخ: 1423-7-25 هـ الموافق: 2002-10-02م الساعة: 00:00:00
يتضخم المفهوم الامني في التقاليد الاسرائيلية لكيون مجموعة من العناصر التي تعبرعن ذاتها عن مبالغه لم تعرفهاالتقاليدالسياسية والتي تدورفي حقيقتها حول تمكين الاداة العسكرية من منع خلق الدولة العربية الواحدة .
ولايمكن النظر الى الامن الاسرائيلي باعتباره أداه للحماية الذاتية كماعبرت عن ذللك التقاليدالسياسية الثابتة انماباعتباره منطلقافكريايرادبه تبريرالسياسة التوسعية بقصدخلق دولة جديدة يرفضهاالواسع النظامي في المنطقة العربية ولاتوجدنظريه ثابته الامن الاسرائيلي لتغيرها بتغيرالظروف المحلية والاقليمية والدولية خاصة عندالتوسع. ولذاللك تعتمداسرائيل في وجودهاعلي القوة العسكرية وتقيس كل الاموروتنظرالي سائرالقضايا بروية أمنية ومن وجهة نظرعسكرية ويتخطي مفهوم الامن حدودتوفيرالحماية ويركزعلي بقاءاسرائيل والشعب اليهودي ككل .ومن هنانجدان تعبيرالامن يشكل محوراومبررالكثيرمن التصرفات ولأنشطة الاسرائيلية .وتسهتدف هذه الدراسة تتبع مراحل نمونظرية الامن الاسرائيلي ودورالنخبة الصهيونية في تطورها للوصول الي قناعة تؤكدها الدلائل الاجتماعية وهي عسكرة الجتمع الاسرائيلي وأهميه تللك التخبة في تشكيلة مقدمه: يرتبط تطورمفهوم الامن الاسرايئلي بالنظرة الاسرائيلية الي الذات ونظرتهم الي غيراليهود. ويتراوحمضمون الامن بين الشكل أو المستوي المثالي الذي يعني توظيف التفوق العسكري لتحقيق التوازن والاستقرارفي المنطقة كماتراه المؤسسه العسكرية الاسرائيلية ؛وبين الحد الأدني المقبول الذي يعني القدرة علي التكيف وتقديم التنازلات بغض تشتيت الضغوط السياسية أوالعسكرية الواقعة علي دولة اسرائيل .
وهكذا يرتبط مفهوم الاستقرار بالردع والقدرة علي التهديد به ومن ثم اجبار الطرف الآخر علي الاستجابه لما تراه اسرائيل . ويتشكل مفهوم التكيف بناء علي القدرة الاسرائيلية علي تقديم تنازلات لا تمس جوهر الامن الاسرائيلي، بمعنيتقديم تنازلات اقليمية في الاقاليم ذات الاهمية الاستراتيجية المحدودة أو التي يمكن تعويضها بطريق التقدم النوي في السلاح .
و يعود تنامي مفهوم الامن من وجهة النظر الاسرائيلية علي عاملين اساسيين: ينبع الاول من العقلية الاسرائيلية التي تشكلت داخل اطار الدائرة الدينية والتي تؤكد أن اسرائيل هي وعد الرب لنبيه ابراهيم ،وهي حلم صهيون وان هذا الحلم الذي تواري في سنوات الشتات والاضطهاد بفعل ظلم وطغيان قوي القهر والبغي لم يكن غائب من وجدان بني اسرائيل (1) .
و بفضل الصهاينة الاوائل أو الصهيونيه الحديثه أحيي الحلم ليري الاسرائيليون ان من يصادر أحلامهم أو يقف أمام طموحاتهم انما يصادر حقا أصيلالهم شرعه الرب ،كما أنه يصادر القوة الروحية الجبارة التي تدفع اليهود دفعا للعمل والمثابرة والتضحية ، بالاضافة الي ان حلم صهيون وأرض الميعاد هما عامل الربط بين يهود الشتات وأرض ويهود اسرائيل ، وكل من يجتريء علي حلم صهيون فانه يجرد الصهيونية من مقوم الوحدة بين يهود العالم و بين أرض صهيون وهو ما يقوض اركان الامن الاسرائيلي.وقد ذكر بن جوريون ((ان ما يربط اليهود ليس الدين اليهودي ! بدليل ان الحركة الخهيونية فيها يهود متينون ويهدلا دينيون . ولا لعنصر الواحد بعد هذا التشتت الوسع بين اليهود في شتي البلاد و القوميات ولا اللغة الواحدة بدليل ان اللغة الربية كادت تختفي تماما قرونا طويلة . ان ما ربط بين اليهود وجعل تلك الصفات الأخري كالدين هي صفة أخري اساسية، هي رؤيا العودة.. الايمان بان الخلاص هو العودة الي جبل صهيون )) (2).
وقد نتج العامل الثاني عن الوضيغية التي انشئت فيها اسرائيل عنصر غريب في الجسد العربي و تعمد القادة الصهاينة افال اي ذكر لشكلها الجغرافي وحدودها و قال ليفي اشكول رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق (( ان حماية الدولة والحفظ عليها مادياو روحيا ثم تدعيم مستقبلها و تأمين استمرار وجودها مسألة تحتل مركز الصدار في عقول االسرائيليين ))(3). وفي لقاء بين صحيفة معريف وجولدا مائير عام 1972 اجابت عن سؤال : - ما هي حدود الاراضي التي تعتبرونها ضرورية لامن اسرائيل ؛ قائلة :- ((اذاكنت تريد القول انه يتعين علينا رسم خط لحدودنا فهذا أمر لم نفعله )) (4) . وفي سبيل ذللك صارت الاستراتيجية االسرائيلية منذ تأسيسها وبروزها كقوة اقليمية في المنطقة تهتم بالوقوف بوجه أي دعم للقوة العربية . ففي طل الاوضاع الاقليميه تجد اسرائيل ان امنها مهددبفعل الخلل في التوازن الناتج من عدم التماثل في القوي خاصة مع اعتماد الدول العربية علي الجيوش النظامية ؛ بينما تعتمد اسرائيل علي الاحتياط ؛ الامر الذي يزيد من الشعور الاسرائيلي بعدم التوازن . وتستند استراتيجية الامن الاسرائيلي الي مجموعة من الاعتبارات الجغرافية – السياسية وليدة الظروف والملابسات التي رافقت نشوء الكيان الصهيوني ذاته . فقد قام هذا الكيان وسط ((بحر من الاعداء)) ومساحته صغيرة يفتقد الي العمق الاستراتيجي وظلت هذه الاعتبارات تحكم صياغة نظرية الامن الاسرائيلي وما زالت أرضا تفرض ذاتها علي تطور استراتيجية اسرائيل العسكريه وتؤرق تفكير قادة الكيان الصهيوني ومخططي سياسيه مما دفعهم دائما الي محاولات التجديد و الابتكار باستحداث أفكار تلائم الاوضاع المتغيرة . ولذللك فان البحث في الامن الاسرائيلي يجب أن يتم من خلال اعتبارهذا الامن ؛ وأ ي أمن آخر ؛ مفهوما متغيرا وليس نصا يوضع مرة واحدة . وهو رهن دائما بالتطورات الداخية والاقليمية والعالمية التي تجري ضمن الظروف النايخية المعينة . ومن هنا فان نطاق بحثنا لتطور نظرية الامن الاسرائيلي يتم وفق مفاصل الحرب التي خاضته الدولة العبرية ضد العرب . المرحلة الاولي (1948-1967) ( العمق الاستراتيجي والضربة المضادة الاستباقية) انطلق الكيان الصهيوني بعد الحرب العربية – الاسرائيلية الاولي عام 1948 من منطلقين اساسيين في تحديد عقيدته السكرية ؛الاول (( غياب الحدود التي يمكن الفاع عنها )) نظرا لفقدا نها العمق الجغرافي ؛ والثاني ((التفوق الكمي للعرب )) عليها . وكان من نتائج رفض المؤسسة العسكرية االسرائيلية تبني استراتيجية تقوم علي الدفاع البحت وبالتالي المبدأ القتالي القائم علي استيعاب الضربة الاولي و القيام بالهجوم امضاد وتبنت باالماقبل استراتيجية هجومية تقوم علي ضرورة تقل الحرب الي اراضي العدو )) (5) . و قد وجدت في هذه الاستراتيجية الحل المناسب لمأزق وضعه الجيو – سياسي . كم تلازم اتباع هذا الموقف مع الارتكاز علي جيش احتياطي كبير لمواجهة المأزق الناتج عن التفوق الكمي العبي . الا أن تبني هذه النظرية لم يحل تماما معضلة الوقت التي تستغرقها عمليه تعبئه قوات الاحتياط و أمكن وضع حلول جزئية بالاعتماد علي وسائل تقنية مثل : الاعتماد علي نظام استخبارات متقدم يستطيع اعطاء انذاريتيح الاستعداد المسبق وبظوير النظام الدفاعي الاقليمي ليكون قادرا علي امتصاص الضربة الاولي في حال تأخر وصول الانذار. لذللك فقد عملت اسرائيل في تلك المرحلة علي اعداد المستعمرات الحدودية عمة اعدادا تاما ودائما للقتال سواء من حيث توفير الطاقة التبشرية و وسائل القتال والتحصينات أومن حيث استغلال الحد الاقصي من الطاقه البشريه والتكنولوجية واللوجستيه المتوفره في منطقه معينه وباعمق الاقصي ؛لمتطالبات القتال ؛ يضاف الي ذاللك تزويد هذه المستعمرات بكافه الترتيبات الامنية و وسائل المراقبة لتعزيز المعق الاستراتيجي للدفاع الاقليمي ( 6 ) . ولدي تولي ديان رئاسة هيئة الاركان في منتصف الخمسينات جري التوسع في هذه الاستراتيجية الهجومية بتبني صيغة جديدة عبر عنها ايجال آلون باضربة الماضادةالاستباقية . يوضع ياريف جدليه العلاقة بين انعدام العمق الاستراتيجي وتبني استراتيجية الضربة المضادة الاستباقية بقوله ((ان العمق الاستراتيجي هو عامل لا نستطيع معه تحاشي التهديدات الامنية بالدفاع فقط ؛ اذ من الحيوي لنا عدم السماح مطلقا بسرعة ؛ وبقدرالامكان ؛ الي أراضي العدو . وليس القصد هنا هوشن الحرب الوقائية بل استباق العدو بشن هجرم عليه عندما تؤكد الدلائل انه ينوي شن الهجوم علينا ؛ وفقط عن طريق العمل الهجومي زمينا ؛ نكسب ما لا نستطيع كسبه عن طرق استغلال رقعة ما من مجالنا وهذا يعني توسيع العمق )) ( 7 ). و يتبني دايان ورابين وآلون ( 8 ) في تلك المرحلة ااستراتيجية ( الردع ) التي تعد تطويرا للمعارلة الهجومية الاسرائيلية . ففي رأي دايان ان تلك الاستراتيجية تستند الي قوة اسرائيل التقليدية ونجاحها مرهون بشرطين : الاول ، القدرةالاسرائيلية الفعلية ، والثاني تصور العرب لهذه القدرة . ولكن هذه الاسس التي استندت اليها مصداقية الردع تبدو واهية منذ البداية ، مما اصطر اسرائيل الي توفير بريل في حال فشل الردع . وصاغ اسحاق رابين هذا البديل بما يلي : (( في حال عدم صمود قوة الردع سيتم النظر في قوة الحسم التي يتمتع بها الجيش الاسرائيلي )) . ولم تحل هذه الصيغة المشكلة العملياتية المتعلقة بتشخيص فشل الردع . وقد وفرت الحل الجزئي لهذه المشكلة مجموعة من ذرائع الحرب ، ومنها ان الماساس بمصالح اسرائيل الحيوية في غير أوقات الحرت يدخل ضمن ذرائع حرت محتملة . و عبر سلسلة من التصريحات العلنية المتباينة الدلالة ثم الاعلان عن مجموعة من ذائع الحرب منها : المساس بحرية العبور مضائق تيران والمساس بالوضع الراهن في الاردن أو حشد قوات مصريةكبيرة علي حدود اسرائيل وحرمانها من مصادر المياه . وكانت ذرائع الحرب المختلفة هي الحلقة التي ربطت بين الاعتماد علي الردع وبين الاستعداد لتوجيه ضربة ذولي عندما يفشل الرع بصورة واضحة و ينشأ تهديدجاد للامن الاسرائيلي . و شكل اقفال قناة السويس بعد ان أممها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خطرا كبيراعلي اسرائيل واعتبرته عملية خنق استراتيجي لها . ومن هنا رأت ان عملية قاش ( العدوان الثلاثي 1956 ) هي الحل في اعادة المتنفس الحيوي لها وفتح القناة للملاحة واسقاط النظام الثوري في وفقا للاسس الاتية : ( 9 )
1 – ان عدم التكافؤ العددي والجغرافي بينها وبين العرب لن يسمح بانتصار دائم و مستمر و بالعكس فان أي انتصار مضاد سيؤدي الي تصفيتها من هنا فان الهدف الاسرائيلي من الخرب يكو في منع الول العبية من تهديد وجودها .
2 – ولتحقيق هذا الهدف يجب علي اسرائيل تبني استراتيجية تمتع العرب من المبادأة في شن ذي هجروم عليها وذللك بالمبادرة الي تدمير القدرة الهجومية العربية التي تمثلف الخطر المحتمل.
3 – ان السبيل الوحيد للوصول الي هذين الهدفين يضطر اسرائيل الي الاعتماد علي مبدأ الحرب الوقائية الاستباقيةونقل الحرب الي أرض العدو و الردع ثم المناورة الخارجية واعتماد السند الخارجي . ويكشف تحليل هذا المبدأ عما يتضمنه من المرونة ولاديناميكية تجعلة يناسب امثر المواقف الاستراتيجية التي قد تواجه اسرائيل . و يكشف تحليل المبدأ انه يتذلف مما يلي :(10)
أولا : ان النظرية بشكلها الخام تقوم علي الضربة الاولي أي اتخاذ الخطوة العملياتية الاولي والمبادرهبالهجوم والمفاجأة من أجل تحطيم قوات العدو العسكرية واحتلال أراضيه وحجب المبادرة عنه و انتقاء المكان و الزمان والاسلوب المناسب لاسرائيل (الطرف الباديء ). ثانيا : وتضاف الي الضربة الاولي نظرية الحرب الاستباقية أي استباق التحركات العربية و القيام بضرب الحشود العربية قبل أن تتحرك أو تتخذ المواقع التي يمكن لها ان تنطلق منها نحو اسرائيل . و أكد العميد اسرائيل تال ذللك علي النحو التالي (( علي اسرائيل القيام بهجوم استباقي في حال تمركز حشود عربية عدائية علي الحدود الاسرائيلية . وتقوم هذهالنظريةعلي افتراض ضرورة الهجوم الاسرائيلي في حال انتشار القوات العربية بشكل عدائي )).
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007