عادل زعرب
"راتشيل كوري" ناشطة سلام أمريكية عمرها 23 عامًا، تحركت فيها المشاعر الإنسانية لفداحة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير طال البشر والشجر والحجر، فجاءت إلى فلسطين مدافعة عنه تنشد السلام له؛ فهي تكره الحرب كما عبرت لأصدقائها الفلسطينيين وتحب السلام. راتشيل المنحدرة من مدينة واشنطن سيتي، وتدرس في السنة الرابعة في جامعة فرجينيا.. كانت دائمًا في قلب الحدث الفلسطيني، دفعها حبها للسلام إلى أن تهب حياتها من أجل قضية عادلة؛ فقد عاشت انتفاضة الأقصى لحظة بلحظة، وواجهت الصعاب، وكانت نهايتها أن لاقت حتفها تحت عجلات الجرافات الإسرائيلية، وبنفس الطرق التي يباد بها الشعب الفلسطيني.
لم يكن مشهد الجرافة الإسرائيلية وهي تسحق راتشيل الشابة الرقيقة بالهين على نفوس أطفال مخيم رفح الذين صاحبوها، وصاحبتهم، وتبادلوا عشقًا من نوع خاص، ألا وهو القضية الفلسطينية؛ فعندما أسقطتها الجرافة صرخوا عليها "راتشيل عودي.. عودي سيقتلك هذا المجرم"، صرخوا من أعماق قلوبهم، ولكن دون جدوى.. فراتشيل أبت إلا أن تمزج دمها بتراب فلسطين كما مزجه الآلاف من الشهداء.
يقول الطفل نضال الخطيب -13 عامًا-: "لقد كانت راتشيل إنسانة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. لقد شاركتنا همومنا ومعاناتنا، وكانت تتصدى للإرهاب الصهيوني وتقف في وجه الجرافات الإسرائيلية التي تلتهم كل شيء أمامها وتنجح في وقفها".
"عبد الرءوف بربخ" المشرف العام على برلمان الأطفال الصغير برفح قال: "كانت راتشيل واحدة منا، لقد كانت شاهدة على جرائم بوش بحق أطفال فلسطين والعراق، وحضرت ذات يوم محاكمة للرئيس الأمريكي بوش عقدها أطفال فلسطين بتاريخ 5-3-2003، وقدمت للمحكمة تقرير اتهام ضد بوش، وتحدثت ضد السياسة الأمريكية، وأخبرت الأطفال في البرلمان بأن الأمريكيين سوف يدفعون ثمن السياسة الأمريكية المنحازة دومًا إلى إسرائيل، وهي لا تعرف أنها سوف تقتل بالسلاح الأمريكي وباليد الإسرائيلية".
وقف الحاج "عبد الله أبو طيور" شاحبًا، وبدت على وجهه علامات الحزن، وهو جار بئر رفح للمياه يقول: "كانت راتشيل أفضل عضوة في مجموعة الوفد الدولي.. جاءت لتنام كدرع بشري في بئر رفح للمياه بعد أن دمرت قوات الاحتلال بئرين للمياه في منطقة كندا، واستطاعت هي ومجموعة الحماية الدولية صدَّ الاحتلال الإسرائيلي، وإنقاذ البئر الوحيدة التي تغطي منطقة كبيرة ويستفيد منها آلاف الفلسطينيين".
وتقول أم رائد زعرب -من عائلة محمد زعرب التي لم تفارقها راتشيل-: تلقينا نبأ مقتلها على يد الاحتلال بألم وحزن، لقد كانت تأتي لزيارتنا والاطمئنان علينا باستمرار، وعندما علمتْ أن جرافات الاحتلال تتوغل في منطقتنا هرعتْ إلى المكان وتصدتْ للجرافات هي ومجموعة الوفد الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وبفضلها لم يهدم منزلنا الذي يؤوينا، ومنذ ذلك الحين تربطنا بها صداقة قوية.
ويكمل حمدان الدباس صاحب مجموعة من المنازل المدمرة: نعم إننا نحترم كل الاحترام راتشيل التي تركت زخرف الحياة وزينتها في الولايات المتحدة الأمريكية، وجاءت إلى فلسطين لتعيش في خيمة على أنقاض المنازل المدمرة على خط التماس مع العدو.. لقد عرضت حياتها للخطر من أجلنا.. من أجل أن نحيا آمنين في بيوتنا، وكم كانت سعادتها غامرة وهي توقف جرافات الاحتلال وتتصدى لها وتمنعها مع أعضاء الوفد الدولي عن التهام المزيد من منازل الأبرياء.
لم يكن مصرع راتشيل الأمريكية أمام أنظار الفلسطينيين بالأمر السهل؛ فهم عشقوها، وكانت دائمًا بينهم ومعهم، فهذا "سامي دهليز" أحد أصدقاء راتشيل يبكي دموعًا على فراقها، قائلا في حديث لـ"إسلام أون لاين.نت": كانت دائمًا تسبقنا للحدث؛ فهي لا تعرف الخوف أو التردد، كانت تحب السلام، شاركت في جميع المظاهرات والفعاليات الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كانت تتمتع بروح عالية وبشعبية واسعة وسط الجماهير. لقد أحرقت العلم الأمريكي أمام عيون الكاميرا عدة مرات، وكانت تنشد السلام، وتبحث عن الحقيقة، فوجدتها في فلسطين، كانت دائما تردد: أنا جئت إلى هنا لكي أثبت للعالم أن هذا الشعب يستحق الحرية والحياة، والآن راتشيل أصبحت ذكرى ستبقى في قلوبنا.
حزن الفلسطينيون على راتشيل كما يحزنون على أي شهيد فلسطيني، وأقاموا لها جنازة رمزية ساروا فيها في شوارع مدينة رفح التي عشقت راتشيل وعشقتها، ورددوا الشعارات والعبارات المنددة بالجرائم الإسرائيلية، وفي يوم الأحد 16 مارس قام مئات من المعزين من المواطنين الأمريكيين في مسقط رأسها بمسيرة حملوا فيها الشموع وصورا لها كُتب عليها "صانعة السلام"، بالإضافة إلى لافتات تحمل عبارات تحثّ الإدارة الأمريكية على وقف الدعم الذي تقدمه لإسرائيل، وتجنب الحرب على العراق.
يقول والد راتشيل -كريج كوري- متحدثًا إلى وكالة أنباء الأسوشيتد برس من منزله في نورث كارولينا بأمريكا: "لقد حاولنا تربية أبنائنا ليكون لديهم الإحساس والانتماء للمجتمع.. هذا المجتمع الذي ينتمي له كل إنسان في العالم.. آمنت راتشيل بذلك، وحياتها كانت الدليل على هذا الإيمان".
وتكمل والدتها "نحن فخورون بها؛ لأنها استطاعت أن تعيش حياتها متمسكة بمبادئها.. كان قلب راتشيل يملؤه الحب والإحساس بالمسئولية تجاه الإنسانية في أي مكان على الأرض، وقد ضحت بحياتها دفاعًا عمن لم يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم".
"كانت نجمة ساطعة، طالبة رائعة، وإنسانة شجاعة صاحبة مبادئ راسخة"، كان هذا رأي أرت كوستنتينو نائب رئيس شئون الطلاب في جامعة "إيفير جرين ستايت" Evergreen State College التي تخرجت فيها راتشيل، كما أكد لاري موسكويدا أحد أساتذتها في الجامعة "أنها كانت مهمومة بحقوق وكرامة الإنسان؛ ولهذا السبب كانت هناك (في فلسطين)".
اشكرك يامن عرفتني على هذه الشخصيه الرائعه
تحياتي
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007