اليسار الفلسطيني المحتار بين المقاومة والدولار
احمد الفلو - كاتب فلسطيني
كانت قيادة المقاومة تدير معركة الفرقان بكل شجاعة و اقتدار , فإننا كنا نشاهد كماً هائلاً من البيانات العسكرية الصادرة عن أدعياء المقاومة الصادرة عن جبهات اليسار الكاذب بأنهم قصفوا و تصدوا للإسرائيليين دون أن نرى لهم أثراً على أرض المعركة بل كنا نشاهد ممثليهم و قادتهم يراقبون المعركة من دهاليز القصر الأسود في رام الله وهم يحيطون برئيسهم و هو يشتم المقاومة ويدينها وأقصد هنا تحديداً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية وجبهة التحرير العربية و جبهة النضال الشعبي و حزب الشعب الفلسطيني و التي بمجموعها لا تمثل أكثر من 3% من مجمل التكوين السياسي الفلسطيني , و ربما كان وصف الأخ احمد جبريل معبراً جداً بقوله " أن فصائل المنظمة كانت تنتظر فرصة الحرب على غزّة وهزيمة المقاومة فيها بغرض الانقضاض عليها و أنها تعطي الغطاء للسلطة وحركة فتح للاستيلاء على منظمة التحرير، " .
ومنذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية مشفوعة بإخفاق شبه كامل لجبهات اليسار فإن حالة من الذعر والتخبُّط دبَّت في أوساط تلك الأخيرة بعد شعورها بالرفض الشعبي لها من جهة و لخوفها من فقدان سلطة راعيها ومعيلها وممولها الأساسي وهو حركة فتح هذا من جهة و لعل الانحياز الشعبي الكاسح لجانب عدوهم التاريخي المتمثل بالعقيدة الإسلامية , كل ذلك قد فاقم من حالة الهلع التي أصابتهم من جهة أخرى , وعليه فإن أهداف التحركات السياسية لهذه الفصائل تنحصر بمجموعة من التكتيكات و الأهداف هي:
1─ ركوب الموجة الشعبية الداعمة للمقاومة في العلن , و في الوقت ذاته يرتمي قادتهم عند بلاط مليكهم محمود عباس الذي يغدق عليهم من أموال دايتون ليعيشوا حياة البذخ و الرفاهية على حساب دايتون تارة و من موازنة المساعدات التي تتلقاها سلطة رام الله من الدول العربية الداعمة لها تارة ,إنهم يعيشون حياة مخملية وادعة لكنهم يطلقون شعارات المقاومة وأنهم ضد الفساد بينما ينغمسون في الفساد حتى أرنبة آذانهم , و تتبدى حماقة هؤلاء اليساريين في استجهالهم و استغفالهم للشعب الفلسطيني و بقية العرب حين يتظاهرون بتبني الخط المقاوم بينما هم يتمسحون ببلاط عباس , و أعتقد أن وجود عبد الرحيم ملوح من الجبهة الشعبية و كذلك تيسير خالد عن الجبهة الديمقراطية ورياض المالكي وجودهم في صالون قصر عباس خير شاهد على ذلك الارتماء اليساري على أعتاب عباس.
2─ منذ اليوم الأول لتحرير قطاع غزة من اللصوص والمجرمين و ما رافق ذلك من عودة الأمن والاستقرار الداخلي أصدرت فصائل اليسار بيانات واضحة تطالب بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 14حزيران 2007 و عودة سلطة أوسلو , وهذا مؤشر واضح على مدى عمق العلاقة التي تربط بين الأوسلويين و بين اليسار , في حين لم نسمع كلمة اعتراض واحدة من اليساريين بشأن كثير من الخطايا التي تمارسها قيادة السلطة مثل التنسيق الأمني مع العدو , و التنازل عن الأرض الفلسطينية أو التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني , بل اتجهت نشاطات اليساريين نحو إسقاط حكومة المجاهد اسماعيل هنية والدعوة للإضرابات و التظاهر في وجه حكومة المقاومة في ذات الوقت الذي دعتهم حركة حماس للاشتراك في حكومة تتبنى المقاومة .
3- ومن ضمن الأساليب التي اتبعها هؤلاء اليساريون أن يجتمع اثنان أو ثلاثة أفراد منهم ويقوموا بإنشاء جماعات حقوق الإنسان للحصول على أموال الدول الأوروبية الرأسمالية فأصبحنا نشاهد ذلك الانتشار البكتيري الهائل لجماعات حقوق الإنسان التي تبحث ليل نهار عن حادثة هنا أو معتقل هناك في قطاع غزة لكي ترسل تقاريرها إلى عواصم الرأسمالية الغربية اليمينية بهدف النيل من سمعة الحكم العادل و الرشيد في قطاع غزة ودون أن تلحظ منظمات حقوق الإنسان اليسارية تلك و لو لبرهة جرائم الاغتيال و التعذيب و الاعتقالات التي تمارسها حكومة فياض , ويبدو أن اليساريين قد أجادوا مهنة جمع المال بمهارة كبيرة على مبدأ تنويع موارد التكسب على حساب فلسطين , فأموال من أوروبا الرأسمالية تضاف إلى أموال الإمبريالي الأمريكي دايتون إضافة إلى ما تجود به أيدي محمود عباس السخية عليهم , وهذا ما يفسر معارضتهم الدائمة لكل ما تطرحه حركة حماس وتبنيهم لتوجهات قصر المقاطعة.
يود اليساريون تحقيق المعادلة المستحيلة التي تجمع ما بين التظاهر بالمقاومة و ما بين التحالف مع النهج الأمريكي أي أنهم تقدميون على طريق الرجعية , و يمكن اعتبار تلك الشراذم اليسارية صناعة احترافية قد برع بها القائمون على الحراك السياسي الفلسطيني في سعيهم لطمس الهوية الإسلامية للجهاد الفلسطيني طيلة النصف قرن المنصرم , بحيث تمكن هؤلاء من إيجاد مسارب محددة تستوعب طاقات الشباب العربي لتنحصر فيها تلك الطاقات المخلصة بعيداً كل البعد عن طريق الإسلام , و هذا ما جعل الحركة التي أسسها الإمام المجاهد احمد ياسين مفاجأة سياسية و اجتماعية ضخمة ومن الطراز العالمي حيث تمكنت حركة حماس من صنع التاريخ و صياغة احداثه و أصبح الفعل الإسلامي المجاهد هو الذي يؤثر في حركة التاريخ , ولم يعد الفلسطينيون بفضل هذه الحركة المباركة مفعولاً به منصوباً عليه بل أصبح فاعلاً رافعاً للتوحيد يسجل أحداث التاريخ.
احمد الفلو - كاتب فلسطيني
كانت قيادة المقاومة تدير معركة الفرقان بكل شجاعة و اقتدار , فإننا كنا نشاهد كماً هائلاً من البيانات العسكرية الصادرة عن أدعياء المقاومة الصادرة عن جبهات اليسار الكاذب بأنهم قصفوا و تصدوا للإسرائيليين دون أن نرى لهم أثراً على أرض المعركة بل كنا نشاهد ممثليهم و قادتهم يراقبون المعركة من دهاليز القصر الأسود في رام الله وهم يحيطون برئيسهم و هو يشتم المقاومة ويدينها وأقصد هنا تحديداً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية وجبهة التحرير العربية و جبهة النضال الشعبي و حزب الشعب الفلسطيني و التي بمجموعها لا تمثل أكثر من 3% من مجمل التكوين السياسي الفلسطيني , و ربما كان وصف الأخ احمد جبريل معبراً جداً بقوله " أن فصائل المنظمة كانت تنتظر فرصة الحرب على غزّة وهزيمة المقاومة فيها بغرض الانقضاض عليها و أنها تعطي الغطاء للسلطة وحركة فتح للاستيلاء على منظمة التحرير، " .
ومنذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية مشفوعة بإخفاق شبه كامل لجبهات اليسار فإن حالة من الذعر والتخبُّط دبَّت في أوساط تلك الأخيرة بعد شعورها بالرفض الشعبي لها من جهة و لخوفها من فقدان سلطة راعيها ومعيلها وممولها الأساسي وهو حركة فتح هذا من جهة و لعل الانحياز الشعبي الكاسح لجانب عدوهم التاريخي المتمثل بالعقيدة الإسلامية , كل ذلك قد فاقم من حالة الهلع التي أصابتهم من جهة أخرى , وعليه فإن أهداف التحركات السياسية لهذه الفصائل تنحصر بمجموعة من التكتيكات و الأهداف هي:
1─ ركوب الموجة الشعبية الداعمة للمقاومة في العلن , و في الوقت ذاته يرتمي قادتهم عند بلاط مليكهم محمود عباس الذي يغدق عليهم من أموال دايتون ليعيشوا حياة البذخ و الرفاهية على حساب دايتون تارة و من موازنة المساعدات التي تتلقاها سلطة رام الله من الدول العربية الداعمة لها تارة ,إنهم يعيشون حياة مخملية وادعة لكنهم يطلقون شعارات المقاومة وأنهم ضد الفساد بينما ينغمسون في الفساد حتى أرنبة آذانهم , و تتبدى حماقة هؤلاء اليساريين في استجهالهم و استغفالهم للشعب الفلسطيني و بقية العرب حين يتظاهرون بتبني الخط المقاوم بينما هم يتمسحون ببلاط عباس , و أعتقد أن وجود عبد الرحيم ملوح من الجبهة الشعبية و كذلك تيسير خالد عن الجبهة الديمقراطية ورياض المالكي وجودهم في صالون قصر عباس خير شاهد على ذلك الارتماء اليساري على أعتاب عباس.
2─ منذ اليوم الأول لتحرير قطاع غزة من اللصوص والمجرمين و ما رافق ذلك من عودة الأمن والاستقرار الداخلي أصدرت فصائل اليسار بيانات واضحة تطالب بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 14حزيران 2007 و عودة سلطة أوسلو , وهذا مؤشر واضح على مدى عمق العلاقة التي تربط بين الأوسلويين و بين اليسار , في حين لم نسمع كلمة اعتراض واحدة من اليساريين بشأن كثير من الخطايا التي تمارسها قيادة السلطة مثل التنسيق الأمني مع العدو , و التنازل عن الأرض الفلسطينية أو التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني , بل اتجهت نشاطات اليساريين نحو إسقاط حكومة المجاهد اسماعيل هنية والدعوة للإضرابات و التظاهر في وجه حكومة المقاومة في ذات الوقت الذي دعتهم حركة حماس للاشتراك في حكومة تتبنى المقاومة .
3- ومن ضمن الأساليب التي اتبعها هؤلاء اليساريون أن يجتمع اثنان أو ثلاثة أفراد منهم ويقوموا بإنشاء جماعات حقوق الإنسان للحصول على أموال الدول الأوروبية الرأسمالية فأصبحنا نشاهد ذلك الانتشار البكتيري الهائل لجماعات حقوق الإنسان التي تبحث ليل نهار عن حادثة هنا أو معتقل هناك في قطاع غزة لكي ترسل تقاريرها إلى عواصم الرأسمالية الغربية اليمينية بهدف النيل من سمعة الحكم العادل و الرشيد في قطاع غزة ودون أن تلحظ منظمات حقوق الإنسان اليسارية تلك و لو لبرهة جرائم الاغتيال و التعذيب و الاعتقالات التي تمارسها حكومة فياض , ويبدو أن اليساريين قد أجادوا مهنة جمع المال بمهارة كبيرة على مبدأ تنويع موارد التكسب على حساب فلسطين , فأموال من أوروبا الرأسمالية تضاف إلى أموال الإمبريالي الأمريكي دايتون إضافة إلى ما تجود به أيدي محمود عباس السخية عليهم , وهذا ما يفسر معارضتهم الدائمة لكل ما تطرحه حركة حماس وتبنيهم لتوجهات قصر المقاطعة.
يود اليساريون تحقيق المعادلة المستحيلة التي تجمع ما بين التظاهر بالمقاومة و ما بين التحالف مع النهج الأمريكي أي أنهم تقدميون على طريق الرجعية , و يمكن اعتبار تلك الشراذم اليسارية صناعة احترافية قد برع بها القائمون على الحراك السياسي الفلسطيني في سعيهم لطمس الهوية الإسلامية للجهاد الفلسطيني طيلة النصف قرن المنصرم , بحيث تمكن هؤلاء من إيجاد مسارب محددة تستوعب طاقات الشباب العربي لتنحصر فيها تلك الطاقات المخلصة بعيداً كل البعد عن طريق الإسلام , و هذا ما جعل الحركة التي أسسها الإمام المجاهد احمد ياسين مفاجأة سياسية و اجتماعية ضخمة ومن الطراز العالمي حيث تمكنت حركة حماس من صنع التاريخ و صياغة احداثه و أصبح الفعل الإسلامي المجاهد هو الذي يؤثر في حركة التاريخ , ولم يعد الفلسطينيون بفضل هذه الحركة المباركة مفعولاً به منصوباً عليه بل أصبح فاعلاً رافعاً للتوحيد يسجل أحداث التاريخ.
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007