في نابلس جبل النار سنديانة الثوار
كثيرة هي الملاحم التي خاضها شعبنا الفلسطيني على مدار تاريخه النضالي الطويل ضد الطغاة والمحتلين...وعظيمة تلك الظروف التي جعلت مدينة نابلس وبلدتها القديمة تأخذ نصيب الأسد من تلك الملاحم لتصبح نوراُ يتوهج في وجوه الثائرين القادمين، الذين حتماً سيكملون طريق من ضحى بروحه من أجل أن يبقى الوطن.. وما أعظمه من طريق تكون بوصلته الوطن.
فمدينة نابلس كانت دائماً على موعد جديد من القدر...ذلك القدر الذي يحمل في طياته رياح العزة والكرامة والشجاعة والإقدام.. والتي كانت دائماً تهب في أجواء المدينة.. لتصبح رويداً رويداً عاصفة على الاحتلال وبركان يتفجر ليعلن لهم أنهم لن ينعموا بالأمان ولن يكونوا بنزهة وهم في نابلس ومخيماتها العتيقة.. فهي قلعة الثوار المحصنة.. ومصنع الأبطال.
ولذلك ليس غريباً أن تزخر تاريخ البطولات لرجالات نابلس بالكثير من الرجال الرجال.. هم من حملوا لواء الوطن... ومن هؤلاء كوكبة من الأفذاذ والميامين من قادة نابلس الأبية من النسور والصقور والفهود وغيرهم من القادة الكبار الآخرين من مختلف الفصائل.
لنغوص في شعاب تلك المدينة فخلف كل زقاق من أزقة مخيماتها وبلدتها القديمة الصامدة قصة بطل، وملحمة بطولية كان أبطالها ثوار الجبل.. جبال عيبال وجرزيم الشامخة ينسجونها ويحيكونها بخيوط ذهبية سيخلدها التاريخ ولن تنساها أجيالنا القادمة.
مشاعل حمراء أضاءت سماء المدينة:
لنتذكر القناديل الحمراء الجبهاوية التي تتوهج في أزقة هذه المدينة العتيقة، ولنستحضر رفاقنا الشهداء، التي رسمت روحهم وجه المدينة وعبق الذاكرة فيها... لنعود إلى الوراء قليلاً لنتذكر تلك المعركة الليلية التي خاضها بطلان جبهاويان مقاتلان مسلحان بالإرادة الجبهاوية ، والعزيمة الكبيرة، فلقد عجز البعض عن وصف تلك المعركة غير المتكافئة بين جيش مدجج بأعتى الأسلحة، وبين مقاومين مسلحين بالصمود والكبرياء، قاتل النسران بشراسة الكنعانيين القدماء، و خاضا معركة أسطورية أسفرت عن استشهادهما بعد أن قتلا ضابط إسرائيلي وأصابا ثلاثة آخرين.
ألم تعرفاهم بعد؟؟ إنهما الرفيقان يامن فرج القائد العام لكتائب الشهيد أبو على مصطفى، ونائبه أمجد مليطات " أبو وطن" فهكذا دائماً النسور بارعة في اصطياد فريستها مهما كانت قوتها، وقادرة على صد أي عدوان عليها..مهما كان الثمن.
وهناك رفاق آخرون كتبوا بالدم أبجدية مجد آخر حلق في سماء نابلس عالياً نتذكر الشهيد الرفيق أيمن الرزة صاحب التعويذة وسر الخلطة الجبهاوية الجديدة التي تصدى بها للتعنت الصهيوني، متبنياً بشكل منظم وجديد الكفاح المسلح وكيفية ممارسته على الأرض، فمن منا لا يتذكر معركة جامعة النجاح والاشتباك فيها والتي هزت الكيان الصهيوني برمته، من منا ينسى يوم بكت نابلس على استشهاد قائد النسر الرزة، رغم أنها تعودت أن تزف الشهيد تلو الشهيد؟ولذلك تعجز الأقلام على أن تعطي ما لديها من كلمات تجاه هذا الشهيد ودوره العسكري والنضالي
نستحضر أيضاً روح رفيقانا فادي حنني وجبريل عواد المليئان بالثورة الجبهاوية الأصيلة التي لم تنضب وصبت حمم براكينها على قوات الاحتلال، كما أنهما تشبعا دائماً بروح الوحدة الوطنية حيث شاركا مقاومينا بالفصائل الأخرى بحربهم الضروس ضد الاحتلال وأزقة نابلس شاهدة عليهما، نتذكر يوم معركة استشهادهم حيث توحد الدم وشارك بعض القادة في كتائب الأقصى الشهيد القائد نايف أبو شرخ.
وهذا قائدنا وملهمنا ومعلمنا الرفيق الشهيد ربحي حداد من غرس روحه في البلدة القديمة قرباناً لها، وتيمناً بأنها ستعطيه بقدر تضحياته... لقد كانت معركة جبل النار في ابريل مع عام 2004 شديدة، والمعارك حامية الوطيس.. ولم يبخل رفيقنا ربحي بحياته من أجل هذه المدينة الصامدة الباسلة فقد كان فارس الزمن الجميل.. زمن صمود البلدة القديمة أمام الآلة الحربية الصهيونية التي فشلت في تحقيق مآربها بالسيطرة على البلدة القديمة واكتفت بالقتل والانتقام.
ولقد أوفى ذلك الوسيم الأحمر بعهد قطعه على نفسه ولم ينتظر طويلاً فقد انتقم الرفيق القائد بشار حنني لرفيق دربه حكمت حنني الذي استشهد في إحدى المواجهات البطولية مع الاحتلال الفاشي في نابلس، حيث وبجرأة متناهية قام بإرسال زخات الموت الجبهاوية على حاجز بيت فوريك، وكانت هذه العملية الشرارة التي بموجبها أصبح رفيقنا بشار مطلوباً لقوات الاحتلال وعلى رأس قائمتها، فلقد أثبتت العملية البطولية على حاجز بيت فوريك الأشم قوة هذا الوسيم وسرعة بديهته ودقة تنفيذها مما أهله إلى أن يكون من أهم وأخطر كوادر أبو على مصطفى بالمدينة.
وابتسمت الأودية والجبال وأزقة البلدة القديمة لذلك الرجل فقد جاءتها بشائر انتقام بشار للقادة يامن فرج وأمجد مليطات، بعملية نوعية في سوق الكرمل، ذلك السوق الذي كان يشتاق حتماً للدماء الزكية فقد كانت دماء رفيقنا الاستشهادي عامر عبد الله تسرح وتمرح في سوق الكرمل وحقق رفيقنا عامر حلمه بالعودة حيث تنفست روحه هواء حيفا وتل الربيع، تلك العملية أوقعت العديد من القتلى والجرح وأصابت دولة الاحتلال بالهلع والعجز.
إذن فالرسالة التي أرسلها بشار لجنرالات العدو قد وصلت، فكان لزاماً على قادة الفاشستية أن يلتزموا الصوت وأن يتقنوه فتصريحاتهم وتبريراتهم لم تكن مفيدة، لأن النسر الذي يجعل مقبرته الشمس، لهو قادر أن يسد الأفق بعملياته هذه.
وتقلد رفيقنا بشار قيادة أبو على مصطفى.. واستمر بعطائه وبطشه بقوات الاحتلال، وأصبح ذلك الأحمر كابوس أقلق مضاجعهم، مما جعلهم يسخروا كل إمكانياتهم الهائلة والمستغربة ضد رجل واحد ولكن امتلأ داخله بالبركان.
ولكن في صباح يوم الخميس في الثاني والعشرين من ديسمبر من العام 2005 تفتحت أزهار الحنون في حي الجنيد غربي مدينة نابلس، كانت تلك الزهور هي رفيقنا بشار ورفاق الدرب الشهيد أحمد الجيوسي وأنس الشيخ أحد عناصر شهداء الأقصى.
لا نعرف تحديداً هل بكاء السماء في تلك الفترة كان حزناً على فراق هؤلاء الأبطال، أم فرحاً؟ ولكن يقيننا يحدثنا أن الفرحة امتزجت بالبكاء ويحق لتلك السماء أن تبكي بشار ورجالاته الأبطال فهو يستحق منا أن نكرمه كما أكرمنا بالسابق ببطولاته.
ورغم جسده المثخن بالجراح إلا أنه كان حريصاً على أن يذكرنا بعباراته الدائمة " أفعل أي شئ أيها الرفيق.. أيها الصديق... إلى أن تسقط" ، كان عرسه مؤثراً.. فقد كنا نلمح في عيون أصحاب الكوفية الحمراء التي كانت تشيع الرفيق بشار ورفاقه بريق التحدي والصمود، واليقين بأن يسيروا على عهد ذلك النسر الأشم بشار.
وتستمر القلعة الحمراء في عطائها اللامحدود.. لتنجب لنا أبطال عملية الثأر قتلة المجرم زئيفي وعلى رأسهم الرفيق عاهد أبو غلمي، وباسل الأسمر، ومجدي الريماوي، وحمدي قرعان..
كانت جرأتهم بلا حدود فهم تخطوا الحدود أصلاً ووصلوا إلى ذلك العنصري زئيفي وكانت الطلقة التي أنهى بها رفيقنا حمدي مشروع صهيوني أسود وقتلت الحقير زئيفي، بدت وكأن كاتم الصوت كان مليئاً بمئات الآلاف من الطلقات والتي أصابت رأس هذا الفاشي، كانتقام عن أبناء شعبنا الذين قتلوا بواسطة هؤلاء الهالكين العنصريين.
عندما تتجول في تلك القرية التي يغلب عليها اللون الأحمر، قرية بيت فوريك البطلة، والتي قدمت العطاء الكبير وما زالت تقدم من أبنائها الرفاق من شهيد وأسير وجريح، لتدرك أن تلك القرية التي ينطق حجرها بحب فلسطين، تشعر وكأن طائر الفينيق يرفرف في سماء تلك القرية، فليس غريباً أن نرى شهيداً من بيت فوريك يقدم روحه ونفسه رخيصة لفلسطين، وفي نفس الوقت وفي مكان آخر في بقعة من بقاع وطننا الغالي ينفض طائر فينيقي آخر نفسه من الرماد ليزلزل ويؤدي رسالته وواجبه تجاه هذا الوطن.. فكل التحية لأهل بيت فوريك.. التي لم ترتعب من تلك المجزرة المفزعة التي صب فيها الاحتلال الصهيوني حمم غضبه على تلك البلدة عقب اغتيال المجرم زئيفي ليوصل رسالة للجبهة آنذاك.. ولكن مفهوم الرسالة كان واضحاً من كتائبنا بأن تلك الدماء الزكية ستكون وقوداً للعطاء والثورة ولن تستطيع أن تحيد مسارنا، وتنزع روح المقاومة من صدورنا.
والتحية لأبناء حنني في بيت فوريك الكرام الصامدين الواعدين الصابرين على جرحهم.. فمن ينجب بشار حنني، وحكم حنني والعشرات من أبناء هذه العائلة المقاتلة لا يموت، فلنتذكر تلك النبوءة التي تحققت على أيدي رفيقنا ابن بيت فوريك سائد حنني... كان الجميع يعلم علم اليقين أن كتائبنا العملاقة لن تسكت، ولا تنسى دماء أبطالها فكان رد رفيقنا سائد بتفجير جسده الطاهر في ما يسمى بيتاح تيكفا، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة صهاينة وعشرات من المصابين... فقد ترجل البطل وانتقم للشهداء.. وللقادة فادي حنني، وجبريل عواد.. وأثبتت فيه الكتائب من خلال هذه العملية أنها وفية لرفاقها ....فمن أنجبت جبريل وفادي وسائد لهي قادرة على العطاء، وتلقين العدو الدروس تلو الدروس.
وإلى شهيد حنني آخر اسمه أزهر الذي أبى إلى أن يستشهد بكرامة كشيم الجبهاويين فاخترق الحصون.. وقام باقتحام مغتصبة (ألون موريه) مع رفيقه في السلاح محمود حنني وقتل وأصاب الكثير.
وتعود بنا الذكريات إلى رفيقنا الشهيد عنان حنني، الذي نفذ عملية جبل الطور الاستشهادية، والتي قتل فيها 8 صهاينة وأصاب العديد من قوات الاحتلال.. كنت دائماً شامخاً كجبال نابلس فلقد حطمت الأسطورة، وقاتلت ببراعة.. واستشهدت بكرامة.
وليس ببعيد عن بيت فوريك نذهب إلى بيت دجن الصامدة التي أنجبت القائد كمال أبو حنيش أسد المعتقلات ولهيب الجبهة الجارف فقد كان ملهم الكتائب الأول وأحد مؤسسيها الأ وائل ، والذي يبدو أنه حفظ عبارة رفيقنا أبو غسان عندما قال " أينما أكون ستكون ساحات نضال" بالتأكيد لم يستطع الاحتلال الصهيوني باعتقاله الرفيق حنيش أن يختزل روح المقاومة من داخله بل ازداد يقينه بعدالة القضية حتى خلف القضبان.
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007