ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    قطار الرحيل

    لميس فلسطين
    لميس فلسطين

    ملازم  ملازم



    انثى
    عدد الرسائل : 1930
    العمر : 30
    العمل/الترفيه : بيقولوا طالبة تويهي بس للعلم توجيهي هو اللي طالبني
    المزاج : الله يكون بعوني
    الدولة : قطار الرحيل Palest10
    نقاط : 7203
    تقييم الأعضاء : 3
    تاريخ التسجيل : 09/12/2009
    الأوسمة : قطار الرحيل Empty
    وسام مسابقة الضيف المجهول : قطار الرحيل Empty

    قطار الرحيل Empty قطار الرحيل

    مُساهمة من طرف لميس فلسطين الخميس أكتوبر 07, 2010 12:10 pm

    آوت الى فراشها مبكرة ، فقد احست بارهاق ، ظنت انه لاسباب «مشاوير « اليوم ، فهي كانت زارت اسراً عديده محتاجة وزعت عليها « بضعة مئات الدنانير « التيوفرتها على امتداد العام من بين دخلها ومصروفاتها لتوزعها فهي تعلم تماماً مدى حاجة هذه الاسر ، في شهر رمضان المبارك هي تفعل ذلك كل عام ، تختصر ما تقدر علية من مصروفها على طول العام ، ليكون بين يديها ما تتصدق به على مستحقيه وفي رمضان بالذات حيث تلح الحاجة على المحتاجين .

    شعرت بارتياح عميق يسرى في اركان نفسها وهي تتذكر كيف كانت ردود فعل اولئك الذين زارتهم اليوم ممن اعتادوا على زيارتها ، في مثل هذا الوقت من كل رمضان ارتسمت على ملامحهم شذرات سعادة كان واضحاً انها بقيت غائبة عن تلك الوجوه منذ زمن، لكنها وهي تتذكر الان كانت اكثر سعادة منهم ، قد يكون مرجع ذلك احساحها بانها قدرت على ان ترسم سعاده على وجوه الآخرين .

    انه السر الذي يخفيه العطاء الصادق الذي لا يعرف كنهه الا اولئك الذين يؤمنون بان العطاء لا ياتي الا من نفوس غادرتها الانانية ولم يجد حب الذات له مكاناً عندها، واتسع فضاؤها حتى تمنى لو قدر فصنع سعادة تغمر الناس جميعا ، ان انبل احساس يمكن ان يغزو النفس هو ذلك الذي يغمرها وهي تستشعر انسانيتها عندما تقيل عثرة انسان .

    تنبهت انها اطالت حديث النفس حول ما فعلته اليوم، فلامت ذاتها واستدعت النوم الذي لم تطل استجابته لها ، فالنفوس الرضية لا يسكنها قلق يذهب عنها النوم وختمت ليلتها تلك بدعاء جديد « اللهم تقبل مني ... واجعل غدي افضل من يومي « .

    لازمها احساس بالارهاق حين صحت عند « السحور» تحركت ببطء شديد اعدت ما عزمت على ان يكون سحوراً سريعاً ، تساءلت عن اسباب احساسها بالارهاق رغم نومها، وحين لم تقع على سبب في ما تعلم ، تناولت سحورها سريعاً على غير عادتها وشعرت برغبة ملحة بالنوم ، لكنها تماسكت حتى اذن الفجر فصلت على عجل وآوت الى فراشها وسرعان ما غطت في نوم ما لبث ان صار عميقا حتى ان النهار شارف على الانتصاف وهي ما تزال حيث نامت ولم يوقظها من نومها الى صوت الطرق على الباب، نهضت مرعوبة ، واسرعت لترى من الطارق لتجده ابن شقيقها الذي بادرها :

    - غريب نومك يا عمتي يوشك ان يؤذن الظهر ، ظننت انك في الخارج قلقت عليك .

    - ما عليك كنت اغط في نوم عميق ، شعرت بارهاق طارئ امس ما هذا الذي تحمله ؟

    - انه « بلح « بعث به ابي اليك !

    - كل هذا ماذا افعل به ؟ على اي حال صرت واصلاً .

    جلست على اقرب مقعد اليها لا تزال تشعر بالارهاق وحدثت نفسها، انني لست على ما اكون عليه كل يوم، لعله النوم الزائد ، نظرت الى كومة البلح امامها تساءلت ماذا افعل بها وانا اصلا لست ميالة لهذا النوع من الفاكهة ، افضل شيء ان اهديه الى الجيران، وزعته اجزاء وعقدت العزم على زيارات للجيران بعد الافطار تهديهم مما جاءها من بلح هدية .

    بقيت امامها زيارة واحدة فقط حين احست باعياء اجتاح كيانها حتى اوشكت ان تفقد وعيها لكنها تماسكت وقالت لنفسها لعله الصيام و»مشاوير « الامس ثم النوم الطويل اليوم وعلى الا انسى « العمر « فنهاية الخمسينيات ليست كبداية الثلاثينيات ، لا كمل ما بدأت واعود الى البيت سريعا لعل الراحة تذهب عني ما اشعر به على اي حال لا مبرر للقلق « الاجل محتوم « .

    مساءً اضطرت لاستدعاء اخيها الذي حين شاهد حالها نقلها الى المستشفى واستدعى نقلها سيارة اسعاف بعد ان فقدت قدرتها على الحركة حين وصلت المستشفى ، ما هي الا دقائق حتى جاء التشخيص « جلطة دماغية حادة تسببت في نزيف دماغي « وذهبت في غيبوبة بقيت بعدها على صلة بالحياة عبر الاجهزة الطبية . وان هي الا ايام معدودة حتى فارقت الحياة!

    تُرى ... كم يملك الانسان من عمره الان ، هل يعلم كم بقي بعد ان عرف كم الذي مضى ، هل في رصيده غد ، هل في يقينه حياة بعد ساعة ؟ اذا كانت الاجابات على كل هذه التساؤلات ... لا احد يعلم .... الله وحده يعلم ، فلماذا هذا التهافت على الدنيا ، لماذا اخترع الانسان الحقد والانانية والكره والقتل والاعتداء والاستغلال، لماذا زرعنا الكراهية وانتجنا منها اشجار عالية نجلب باغضانها كل من لا يروق لنا دونما ذنب جناه .

    غباء ان لا نغتنم « زمن العافية « و ان لا نحيا زمان الامن والامان وان لا نستثمر العمر في « زراعة المحبة « تنير لنا طريق ما بين ايدينا من حياة .

    السنا جميعاً نقف عند محطة المغادرة ننتظر دورنا لركوب «قطار الرحيل» !

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 2:54 pm