نظرة على نتائج الثانوية العامة في فلسطين لعام 2010

نظرة على نتائج الثانوية العامة في فلسطين لعام 2010


بقلم الكاتب/ عزام الحملاوى


يقول الله سبحانه وتعالى في منزل كتابه الحكيم: " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ", وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ)0


تعم الأفراح في هذه الأيام الشعب الفلسطيني بسبب نجاح أبنائهم في الثانوية العامة (التوجيهي), فقد أعلنت نتائج امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2010 ,حيث كان عاما صعبا وقاسيا على الطلبة وأولياء الأمور وخاصة في غزة, نتيجة الحصار والانقسام والبطالة, والوضع الاقتصادي المتردي, وشكوى الطلاب من المنهاج, وعدم وجود الكثير من المعلمين القدامى ذوي الخبرة نتيجة إضرابهم, وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وضجة المولدات, وغيرها من الأسباب الكثيرة التي أثرت على التحصيل العلمي لهم, ورغم كل هذا إلا أن شعبنا تجاوزها واستطاع أبنائنا تحدى الصعاب والنجاح والتفوق0 وكان قد تقدم للامتحان85158مشنركا لكافة الفروع بدءوا يوم السبت الموافق12/6/2010,وانتهوا يوم الخميس الموافق 1/7/20100 موزعين كالتالي:,


بلغ عدد الطلبة النظاميون المتقدمين في فرع العلوم الإنسانية 48083 ,وفى الفرع العلمي 14976, وفى الفروع المهنية4337 ,أما عدد الطلبة الغير نظاميين فقد بلغ17762 0وبلغ عدد لجان الامتحانات الكلي بلغ 619، من بينهم 211 لجنة في غزة و408 في الضفة الغربية ,وبلغ عدد العاملين في التصحيح 8000 مصححا، 2600 في غزة و5400 في الضفة الغربية، بينما بلغ عدد المراقبين والإداريين الكلي 13830 ، من بينهم 6390 في غزة و7470 في الضفة الغربية.ومن اجل تعميق الانتماء الوطني, عقدت الوزارة امتحان الثانوية خارج الوطن لأول مرة في بلغاريا وقطر للطلبة الفلسطينيين الدارسين في المدارس الفلسطينية التي تعتمد المنهاج الفلسطيني. وفى يوم الخميس 22/7/2010اعلنت وزارة التربية والتعليم نتائج الثانوية العامة لجناحي الوطن للعام 2009 / 2010 في مؤتمر صحفي مشترك بين قطاع غزة والضفة الغربية في آن واحد, حيث تحدث من رام الله جهاد زكا رنة ومن غزة مروان شرف, وأعلنوا أن عدد المسجلين في كافة الفروع بلغ 86864 مشتركا, تغيب منهم 1706مشتركا, وحضر منهم85158 مشتركا, وكان عدد الناجحين51136 مشتركا, وبلغت بنسبة النجاح 60% موزعين كالتالي:


الطلبة النظاميون: بلغ عدد المتقدمين في فرع العلوم الإنسانية 48083 مشتركا، نجح منهم 29161 مشتركا بنسبة بلغت 60.6 %.وفي الفرع العلمي بلغ عدد المتقدمين 14976 مشتركا، نجح منهم 12845 مشتركا بنسبة بلغت 85.8%.كما بلغ عدد المتقدمين في الفروع المهنية 4337 مشتركا، نجح منهم 2734 مشتركا بنسبة بلغت 63.0%.أما غير النظاميين، فبلغ عدد المتقدمين 17762 مشتركا، نجح منهم 6396 مشتركا بنسبة 36.0% 0ولقد شهدت النتائج هذا العام تحسنا ملموسا عن السنوات السابقة ,وللمقارنة انظر إلى هذا الجدول :

العام الدراسي	عدد الطلاب المتقدمون	النسبة المئوية
2007- 2008	77047	55%
2008-2009	84971	55.9%
2009-2010	85158	60%

إن هذا التقدم الملموس للنتائج هذا العام يجعلنا ألا نخوض في التحليل واستخراج النسب لكل فرع أو فئة على حدة, لان الارتفاع في النسبة العامة يعنى الارتفاع في كل الفروع والفئات, وتعتبر النتيجة خطوة في الاتجاه الصحيح لتصويب المسار التعليمي والارتقاء به0 والملفت للنظر في نتيجة هذا العام, هو ازدياد عدد طلبة القسم العلمي وارتفاع نسبة النجاح بهذا الفرع على عكس السنوات السابقة, وهذه أيضا خطوة في الاتجاه الصحيح تأسس لبناء مجتمع علمي ومعرفي يساهم في بناء الوطن0ورغم كل الايجابيات السابقة, فيجب ألا تنسينا السلبيات الموجودة وعلى رأسها نسبة الرسوب التي مازالت مرتفعة(40 %) قياسا بالدول المتقدمة في التعليم, ولا أبالغ إذا قلت بأنها تعتبر كارثية في بعض الدول, وهذا يعنى أن جهاز التعليم في فلسطين مازال لديه قصور في أدائه ولم يقم بواجبه بالشكل المطلوب, وهذه مسؤولية الوزارة والحكومة معا, وهذا يشير إلى أنه مازال هناك مشكلة واضحة في العملية التعليمية تستوجب التصحيح, وخصوصا في امتحان الثانوية العامة الذي يعتبر المحطة النهائية التي ترسم مستقبل الطالب, لذلك يجب على الوزارة أن تحدد الصعوبات والمشاكل التي تواجهها وتعمل على حلها لكي تستطيع القيام بعملها بطريقة أفضل للارتقاء بالعملية التعليمية, وهذا يتطلب زيادة الميزانية حتى تستطيع الوزارة القيام بالأبحاث اللازمة, وعمل الدورات وورش العمل المتخصصة التي تساهم بدون شك في بناء وتطوير العملية التعليمية 0 وأصبح ضروريا إعادة النظر في المنهاج الفلسطيني الذي يشكل في أجزاء كثيرة منه عبئا على الطالب, وكذلك في طريقة التعليم التلقينية التي مازالت تتبع حتى يومنا هذا, ويجب توفير الوسائل التعليمية التي تلعب دورا مهما في مساعدة وإسناد الطالب لاستيعاب المنهاج والتعامل معه ببساطة ويسر, وعلى الوزارة معالجة ضعف التحصيل لدى الطلبة وهذا واضح من درجات الطلاب المتدنية هذا العام وخاصة في العلوم الإنسانية, وعملية تسرب الطلاب وازدحام الغرف الصفية ,وان تعالج مشكلة قلة الإرشاد المدرسي, ومشاكل المعلمين ووضعهم الاقتصادي, وتأهيل الكوادر تربويا, وعليها أن تعمل على تأسيس الإعلام التعليمي 0ويجب أن لاننسى أن احد الأسباب الرئيسية لبقاء نسبة الرسوب مرتفعة هي حالة الانقسام السياسي, والظروف القاسية التي يعيشها شعبنا وخاصة سكان غزة, والتي أثرت بشكل مباشر على العملية التعليمية ابتداء من إضراب الكادر التعليمي, وانتهاء بالطالب وأسرته ومااصابها من إحباط ويأس, وإهمال البعض للتعليم نتيجة الظروف الاقتصادية البائسة التي يمروا بها من حصار وجوع وبطالة0وفى النهاية, لايسعنا إلا أن نتقدم بالشكر والعرفان إلى وزارة التربية والتعليم على الجهد الذي بذلته لكي ترتقي بالعملية التعليمية والنهوض بها، والى كل من ساهم على نجاح سير الامتحانات لهذا العام بشكل موحد بين الضفة الغربية وغزة ، رغم كل المشاكل وتعدد الألوان والحركات تحت قيادة لجنة الامتحانات الموحدة في الضفة والقطاع0وكل التحية والتبريكات الطيبة لأبنائنا وبناتنا الناجحين في الثانوية العامة, الذين تحدوا وتفوقوا في هذه المرحلة المصيرية من حياة الشعب الفلسطيني0 ونتقدم أيضا لأولياء الأمور بالشكر والعرفان على توفير الأجواء المناسبة لأبنائهم وبناتهم رغم كل المعاناة والعذاب الذي يعيشوه, فلهم كل الحب والاحترام0 ولاننسى دور الجندي المجهول وراء هذا النجاح الباهر, وهو المعلم الفلسطيني الذي يعمل بدون كلل أو ملل رغم التحديات والمعوقات الصعبة التي تواجهه, سواء من العدو الصهيوني أو من معاناته اليومية للظروف الصعبة التي يعيشها, فله كل الحب والتقدير والاحترام0 وكل التحية لأبناء شعبنا العظيم في هذا العرس والانجاز الوطني الكبير متوجهين إلى الله سبحانه وتعالى أن يجمع شمل جناحي الوطن، آملين أن يكون إعلان نتائج الثانوية العامة للعام القادم من مدينة القدس الشريف0


























[/size]