«بوز آند كومباني»: الحكومات الخليجية استثمرت بكثافة في تكنولوجيا المعلومات... ولم تحقق الفائدة القصوى منها
الرأي الكويتية الاثنين 12 يوليو 2010
ذكرت شركة «بوز اند كومباني» في تقرير لها ان حكومات دول مجلس التعاون الخليجي استثمرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير لتحديث الطرق التي تقدّم بها الخدمات الحكومية لمواطنيها. وبغية تنفيذ مبادرات كهذه على نحو ناجح، اتّخذت هذه الحكومات خطوات لتحسين بناها التحتية الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كون هذه الاخيرة تعتبر عنصرا حيويا للاقتصادات المبنية على المعرفة وللنمو المستدام. بل ان بعض حكومات المنطقة ذهبت أبعد من ذلك ووضعت بنجاح ملحوظ برامج تعاونية واسعة للتحول الى نموذج الحكومة الالكترونية.
غير أن التقرير اوضح ان «حكومات دول مجلس التعاون الخليجي لا تزال تواجه تحديات أساسية في سعيها الى تبني تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتفعيلها، مع العلم أن المشكلة تكمن في نقص موارد التمكين، وفي البنية التحتية غير الملائمة، وأحيانا في التمويل العابر والاخطاء غير المتعمّدة.
ووضعت «بوز آند كومباني» اطار عمل شاملا يفصّل الأبعاد الأساسية التي ينبغي معالجتها من أجل تحقيق تغيير دائم في القطاع العام من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويتشكّل هذا الاطار من ثلاثة أبعاد: البيئة، الجهوزية، والاستخدام. ويشمل بُعد البيئة الجو المساعد الذي توفره البيئة الناظمة وبيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتقديم خدمات الحكومة الالكترونية. أما بُعد الجهوزية فيركز على قدرة الحكومات على الاستفادة من الفرص التي يتيحها برنامج حكومة الكترونية، خصوصا من حيث الموارد أو المنصات المشتركة. أما بُعد الاستخدام فيتعلق بتحديد أي الخدمات الحكومية ستقدَّم. وتشكل هذه الابعاد الثلاثة مجتمعةً ما يمكن اختصاره بالانكليزية بـ ERU.
وقال الشريك في «بوز أند كومباني» رامز شحادة «ينبغي لبرنامج عمل متين خاص بحكومة الكترونية أن يغطي بشكل ملائم الأبعاد الثلاثة، عبر تحديد الخدمات التي تريد الحكومة أن تقدّمها بغية دفع التحسينات في عاملي البيئة الداعمة والجهوزية». ولأن تلك الخدمات هي عموما محددة أو معروفة، فان معظم المشاريع الحكومية للتغيير التكنولوجي تعطي الأولوية لبعدَي البيئة والجهوزية، اللذين يعتبران أساسيين في تحسين الوصول الى الخدمات الحكومية، وكلفتها، وفعاليتها، وملاءمتها، وتصميمها.
معالجة بُعد البيئة
وقال التقرير ان دول مجلس التعاون الخليجي يقيّدها حالياً عدد من المسائل التي تعرقل الوصول الى الخدمات الحكومية، وترفع تكاليف تقديم الخدمات، وتقلص رضى المواطنين، وتعيق جهود التحديث. وللتغلب على هذه التحديات، على الحكومات أن تضع خططا شاملة ممولة جيدا وممتدة سنوات عدة، هدفها ضمان المعالجة الصحيحة للعوامل الأربعة المتصلة بالبيئة:
إرساء القيادة السياسية
وتتفهم حكومات دول مجلس التعاون الخليجي أكثر فأكثر امكانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال تقديم الخدمات بفاعلية اكبر.
وقال المدير في «بوز أند كومباني» ريمون خوري «في السنوات الخمس الماضية، أنشأت الغالبية العظمى من الحكومات أجهزة مركزية متخصصة للاشراف على الاستثمارات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عبر وكالات حكومية متعددة. وتحتاج هذه الرعاية السياسية الرفيعة المستوى، الجوهرية لنجاح أي برنامج لتحديث تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، الى مزيد من التطوير. ويجب أن تدعم الأجهزة المركزية المعنية بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات صلاحيات واضحة متوافقة مع تطلعات البلاد ورؤاها. ويجب تمكين هذه الأجهزة من حل أي اشكالات أو نزاعات قد تنشأ، ووضع برنامج عمل تتشاطره مختلف الوكالات الحكومية. ويجب التصريح لها أيضاً بتأمين الموارد البشرية والمالية اللازمة لدعم المبادرات المختلفة التي تكلّف بتنفيذها».
تمتين البيئة الناظمة
وأنشأت دول عدة في منطقة مجلس التعاون الخليجي قاعدة أساسية قانونية وتنظيمية لتسهيل اعتماد تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في القطاعين الخاص والعام. والمجال الذي يحتاج الى جهد تنظيمي هو الاستخدام الناقص للتشفير وغيره من الآليات الأمنية المتقدمة الضرورية لكسب ثقة الجمهور في مجال الخدمات المرتكزة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وفيما تسير الحكومات في اتجاه المعاملات القائمة على تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، يجب أن يكون المستخدمون واثقين من أن معاملاتهم قانونية، وأن المعلومات الحساسة الخاصة بهم لن تكون عرضة للخطر أو للاستيلاء عليها.
واوضح المدير في «بوز أند كومباني» جاد بيطار «تحتاج الوكالات الحكومية أيضا الى مبادئ توجيهية واضحة ومعايير لتمكينها من التعاون وتبادل المعلومات في بيئة شبكية آمنة. وفي غياب تنظيمات كهذه، لن تتشجع الوكالات حكومية على التعاون في داخلها ولا على تبادل المعلومات مع وكالات أخرى. وبالاضافة الى ذلك، يؤدي عدم وجود اطار تنظيمي واضح لارساء السرية وحقوق الحصول على معلومات الى انخفاض الاعتماد على أجهزة الكمبيوتر والانترنت عن المعدلات القائمة في البلدان المتقدمة».
تشجيع التعاون الحكومي
ويعتبر تعزيز ثقافة التعاون بين الوكالات الحكومية جزءا حيويا من استراتيجية حكومية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويمكن أن يكون للتنظيمات والسياسات التنفيذية الخاصة بتبادل المعلومات داخل الحكومة تأثير كبير على طريقة تعاون الوكالات الحكومية وتلبيتها بشكل جماعي الخدمات للناس. ويمكن للحكومات ايضا أن تعزز التعاون المثمر والثقة بين مسؤولي أقسام تكنولوجيا المعلومات ومسؤولي الخدمة العامة عموماً عبر منتديات للتبادل المنتظم على غرار مجلس مديري المعلوماتية والجماعات الممارِسة للمهن المختلفة، وعبر جهود التدريب والتواصل المتكررة. وعندما تتحقق الثقة، يمكن للمسؤولين العمل على ضمان توافق الأهداف والاستراتيجيات عبر الوكالات الحكومية.
ويمكن لتوحيد الأدوات والعمليات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن يدعم بدوره التعاون المثمر. وتشمل العمليات المألوفة التي يمكن توحيدها عبر الوكالات: مقاييس الأداء وأنظمته، آليات وضع الموازنة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وحتى البنية التحتية المألوفة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل الشبكات عالية السرعة ومراكز البيانات ومراكز الاتصال.
ولاحظ شحادة ان «تطوير الأطر الحكومية القابلة للتشغيل المتبادل ونشرها يجعلان توحيد منصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتبادل البيانات أسهل وذلك داخل الوكالات الحكومية وبينها، وكذلك بين الحكومة والشركات».
تحسين بيئة
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
من منظور الطلب، من الحيوي تحسين انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والانترنت واستخدامهما من جانب المواطنين والشركات والوكالات الحكومية، وذلك من اجل الاستفادة القصوى من خدمات الحكومة الالكترونية. وعلى الحكومات أن تشجع جميع السكان على الاتصال بالبرودباند من خلال خفض التكاليف عن طريق تحسين التنافس، وتقديم الدعم المالي لمؤسسات معينة كالمدارس، والقيام بحملات اعلامية وتوعوية. ومن الخيارات الاخرى، تبني منصات تقديم الخدمة عبر الخلوي بما أن انتشار الخلوي في منطقة مجلس التعاون الخليجي كبير جدا.
تحسين بُعد الجهوزية
وقال خوري «في موازاة تطوير العوامل المساعدة للبيئة، على حكومات دول مجلس التعاون الخليجي أن تضمن توافر الموارد الرئيسية للمساعدة في تنفيذ استراتيجياتها التغييرية». وتواجه الحكومات عبر منطقة مجلس التعاون الخليجي تحديات صعبة في بناء قدراتها في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودعمها، وذلك اساسا بسبب النقص في الموظفين المهرة والعمليات الضرورية للتخطيط لخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وادارتها، فضلا عن عدم وجود تنسيق عندما يتعلق الأمر باستثمارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تنمية العنصر البشري
وللمنافسة على المستوى العالمي، قال التقرير «على حكومات دول مجلس التعاون الخليجي أن تحسّن نوعية وفعالية خدماتها في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويجب على الوكالات الحكومية بادئ ذي بدء أن توثّق بوضوح حاجاتها في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحدد المهارات والخبرات الضرورية لدعم مهمات التخطيط والادارة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وينبغي على الوكالات الحكومية بعد ذلك أن تضع هيكل تعويضات مالية للنجاح في جذب الأفراد الموهوبين الذين يملكون المهارات والخبرات المطلوبة والاحتفاظ بهم. وعلى الوكالات الحكومية أخيرا أن تضع برامج تدريب منظمة وفق اطار عمل شامل خاص بالكفاءة. ويجب أن يحدد هذا الاطار مجال المعرفة والقدرات والخبرات التقنية المطلوبة لشَغل أدوار معينة».
توحيد العمليات
ورأى التقرير ان «تطوير وتوثيق عمليات تخطيط، وادارة، وتشغيل، وتقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أمران أساسيان لضمان فاعلية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالاضافة الى القدرة على توقع النتائج. ومع أن الحكومات أجادت تطوير مؤشرات أداء اساسية وسياسات لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات محددة ومنشورة على نطاق واسع، فان آليات الابلاغ الرسمي حول قياس الاداء في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات غير موجودة. علاوة على ذلك، لا تطبَق قواعد مراجعة السياسات بطريقة استباقية لضمان الامتثال».
واعتبر بيطار انه «لتحسين فاعلية استثمارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبرامجها، على أقسام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الوكالات الحكومية أن تضمن أفضل العمليات الخاصة بهذا المجال وتطوّر قدراتها خصوصا في ما يخص التخطيط لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وادارتها، وهو ما تفتقده المنطقة بشكل كبير». وينبغي القيام بتحديد واضح وتوثيق للعمليات، ومواءمتها حيث أمكن مع المعايير المعروفة لضمان توقع النتائج وتعزيز توحيد العمليات عبر الوكالات الحكومية. ويجب ايضا استخدام آليات رصد لقياس أي خلل بغية القيام بخطوات لإصلاحه.
تمكين التكنولوجي
وقال التقرير «تستطيع حكومات دول مجلس التعاون الخليجي تعزيز فاعلية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وموثوقيتها باعتماد نظرة تجارية واستثمارية الى أنظمتها التكنولوجية وتوحيد البنية التحتية والتطبيقات قدر الامكان، ليكون ذلك نقطة انطلاق نحو اعتماد نموذج الخدمات المشتركة. لتمكين هذا المسعى، يتعين على الحكومات الانخراط في مشروع تصميم هيكلية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ينجم عنه مخطط حكومي عام».
واوضح «لتعزيز اجراءاتها الأمنية، تحتاج حكومات المنطقة الى وضع استراتيجيات أمنية شاملة على مستوى الحكومة تحدد خطوات لمنع الخروقات الأمنية، وحماية البيانات الحساسة، والرد بسرعة عند تعرّض بيانات أو أنظمة للخطر. وبما أن خطط استمرارية الأعمال هي جزء أساسي من هذا الجهد، يجب تنسيقها وتحقيق التناغم بينها في كل الوكالات الحكومية».
تعزيز الحوكمة
واوضح التقرير ان «أقسام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حاجة الى أن تصبح أكثر مشاركة في عملية وضع استراتيجية الوكالة الحكومية المعنية». وقال شحادة «من دون التعاون بين قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأقسام الأخرى، يتراجع الأول الى دور رد الفعل، ويضطر للرد على المشاكل التي نشأت بالفعل بدل أن يتمكن من الاضطلاع بدور استباقي لمنع مشاكل كهذه من الحصول في المقام الأول».
وتابع «داخليا، ينبغي للكيانات المعنية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن تركز على تحسين كفاءة العمليات ومكوناتها التكنولوجية الأساسية وفعاليتها. وهذا يتطلب انشاء مؤشرات أداء رئيسية واضفاء طابع رسمي عليها الى جانب آليات رصد لتخفيف مشاكل الأداء الصعبة. وينبغي أن تكون هيكليات الحوكمة الفعالة موجهة لتسهيل التواصل بين الوكالات الحكومية وأقسامها المعنية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. في كثير من الأحيان، تستطيع لجنة توجيهية تضم كبار المديرين من الوكالة المعنية وقسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيها تنسيق المشاريع والتوفيق بين حاجات الوكالة وقدرات قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفاعلية. وتستطيع هذه اللجان مساعدة مديري تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الحصول على دور أكبر في وضع استراتيجية أوسع نطاقا للوكالة».
واعتبر التقرير ان «على مديري المعلوماتية وقادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الآخرين اعادة توجيه جهودهم للتصدي للتحديات المذكورة أعلاه، ووضع استراتيجيات تركز على دعم عاملي البيئة والجهوزية، ووضع خطط عمل شاملة لتعزيز بيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحسين قدراتهم الداخلية. وهذا سيجعلهم شركاء استراتيجيين حيويين في عملية التغيير الشامل، وتكون مشاركاتهم حاسمة في أي جهود تحديث في المستقبل. وباجراء هذه التحسينات، سوف تغيّر دول مجلس التعاون الخليجي طريقة تقديمها الخدمات لمواطنيها».
«بوز آند كومباني»: الحكومات الخليجية استثمرت بكثافة في تكنولوجيا المعلومات... ولم تحقق الفائدة القصوى منها ,معلومات مباشر
الرأي الكويتية الاثنين 12 يوليو 2010
ذكرت شركة «بوز اند كومباني» في تقرير لها ان حكومات دول مجلس التعاون الخليجي استثمرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير لتحديث الطرق التي تقدّم بها الخدمات الحكومية لمواطنيها. وبغية تنفيذ مبادرات كهذه على نحو ناجح، اتّخذت هذه الحكومات خطوات لتحسين بناها التحتية الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كون هذه الاخيرة تعتبر عنصرا حيويا للاقتصادات المبنية على المعرفة وللنمو المستدام. بل ان بعض حكومات المنطقة ذهبت أبعد من ذلك ووضعت بنجاح ملحوظ برامج تعاونية واسعة للتحول الى نموذج الحكومة الالكترونية.
غير أن التقرير اوضح ان «حكومات دول مجلس التعاون الخليجي لا تزال تواجه تحديات أساسية في سعيها الى تبني تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتفعيلها، مع العلم أن المشكلة تكمن في نقص موارد التمكين، وفي البنية التحتية غير الملائمة، وأحيانا في التمويل العابر والاخطاء غير المتعمّدة.
ووضعت «بوز آند كومباني» اطار عمل شاملا يفصّل الأبعاد الأساسية التي ينبغي معالجتها من أجل تحقيق تغيير دائم في القطاع العام من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويتشكّل هذا الاطار من ثلاثة أبعاد: البيئة، الجهوزية، والاستخدام. ويشمل بُعد البيئة الجو المساعد الذي توفره البيئة الناظمة وبيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتقديم خدمات الحكومة الالكترونية. أما بُعد الجهوزية فيركز على قدرة الحكومات على الاستفادة من الفرص التي يتيحها برنامج حكومة الكترونية، خصوصا من حيث الموارد أو المنصات المشتركة. أما بُعد الاستخدام فيتعلق بتحديد أي الخدمات الحكومية ستقدَّم. وتشكل هذه الابعاد الثلاثة مجتمعةً ما يمكن اختصاره بالانكليزية بـ ERU.
وقال الشريك في «بوز أند كومباني» رامز شحادة «ينبغي لبرنامج عمل متين خاص بحكومة الكترونية أن يغطي بشكل ملائم الأبعاد الثلاثة، عبر تحديد الخدمات التي تريد الحكومة أن تقدّمها بغية دفع التحسينات في عاملي البيئة الداعمة والجهوزية». ولأن تلك الخدمات هي عموما محددة أو معروفة، فان معظم المشاريع الحكومية للتغيير التكنولوجي تعطي الأولوية لبعدَي البيئة والجهوزية، اللذين يعتبران أساسيين في تحسين الوصول الى الخدمات الحكومية، وكلفتها، وفعاليتها، وملاءمتها، وتصميمها.
معالجة بُعد البيئة
وقال التقرير ان دول مجلس التعاون الخليجي يقيّدها حالياً عدد من المسائل التي تعرقل الوصول الى الخدمات الحكومية، وترفع تكاليف تقديم الخدمات، وتقلص رضى المواطنين، وتعيق جهود التحديث. وللتغلب على هذه التحديات، على الحكومات أن تضع خططا شاملة ممولة جيدا وممتدة سنوات عدة، هدفها ضمان المعالجة الصحيحة للعوامل الأربعة المتصلة بالبيئة:
إرساء القيادة السياسية
وتتفهم حكومات دول مجلس التعاون الخليجي أكثر فأكثر امكانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال تقديم الخدمات بفاعلية اكبر.
وقال المدير في «بوز أند كومباني» ريمون خوري «في السنوات الخمس الماضية، أنشأت الغالبية العظمى من الحكومات أجهزة مركزية متخصصة للاشراف على الاستثمارات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عبر وكالات حكومية متعددة. وتحتاج هذه الرعاية السياسية الرفيعة المستوى، الجوهرية لنجاح أي برنامج لتحديث تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، الى مزيد من التطوير. ويجب أن تدعم الأجهزة المركزية المعنية بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات صلاحيات واضحة متوافقة مع تطلعات البلاد ورؤاها. ويجب تمكين هذه الأجهزة من حل أي اشكالات أو نزاعات قد تنشأ، ووضع برنامج عمل تتشاطره مختلف الوكالات الحكومية. ويجب التصريح لها أيضاً بتأمين الموارد البشرية والمالية اللازمة لدعم المبادرات المختلفة التي تكلّف بتنفيذها».
تمتين البيئة الناظمة
وأنشأت دول عدة في منطقة مجلس التعاون الخليجي قاعدة أساسية قانونية وتنظيمية لتسهيل اعتماد تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في القطاعين الخاص والعام. والمجال الذي يحتاج الى جهد تنظيمي هو الاستخدام الناقص للتشفير وغيره من الآليات الأمنية المتقدمة الضرورية لكسب ثقة الجمهور في مجال الخدمات المرتكزة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وفيما تسير الحكومات في اتجاه المعاملات القائمة على تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، يجب أن يكون المستخدمون واثقين من أن معاملاتهم قانونية، وأن المعلومات الحساسة الخاصة بهم لن تكون عرضة للخطر أو للاستيلاء عليها.
واوضح المدير في «بوز أند كومباني» جاد بيطار «تحتاج الوكالات الحكومية أيضا الى مبادئ توجيهية واضحة ومعايير لتمكينها من التعاون وتبادل المعلومات في بيئة شبكية آمنة. وفي غياب تنظيمات كهذه، لن تتشجع الوكالات حكومية على التعاون في داخلها ولا على تبادل المعلومات مع وكالات أخرى. وبالاضافة الى ذلك، يؤدي عدم وجود اطار تنظيمي واضح لارساء السرية وحقوق الحصول على معلومات الى انخفاض الاعتماد على أجهزة الكمبيوتر والانترنت عن المعدلات القائمة في البلدان المتقدمة».
تشجيع التعاون الحكومي
ويعتبر تعزيز ثقافة التعاون بين الوكالات الحكومية جزءا حيويا من استراتيجية حكومية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويمكن أن يكون للتنظيمات والسياسات التنفيذية الخاصة بتبادل المعلومات داخل الحكومة تأثير كبير على طريقة تعاون الوكالات الحكومية وتلبيتها بشكل جماعي الخدمات للناس. ويمكن للحكومات ايضا أن تعزز التعاون المثمر والثقة بين مسؤولي أقسام تكنولوجيا المعلومات ومسؤولي الخدمة العامة عموماً عبر منتديات للتبادل المنتظم على غرار مجلس مديري المعلوماتية والجماعات الممارِسة للمهن المختلفة، وعبر جهود التدريب والتواصل المتكررة. وعندما تتحقق الثقة، يمكن للمسؤولين العمل على ضمان توافق الأهداف والاستراتيجيات عبر الوكالات الحكومية.
ويمكن لتوحيد الأدوات والعمليات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن يدعم بدوره التعاون المثمر. وتشمل العمليات المألوفة التي يمكن توحيدها عبر الوكالات: مقاييس الأداء وأنظمته، آليات وضع الموازنة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وحتى البنية التحتية المألوفة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل الشبكات عالية السرعة ومراكز البيانات ومراكز الاتصال.
ولاحظ شحادة ان «تطوير الأطر الحكومية القابلة للتشغيل المتبادل ونشرها يجعلان توحيد منصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتبادل البيانات أسهل وذلك داخل الوكالات الحكومية وبينها، وكذلك بين الحكومة والشركات».
تحسين بيئة
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
من منظور الطلب، من الحيوي تحسين انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والانترنت واستخدامهما من جانب المواطنين والشركات والوكالات الحكومية، وذلك من اجل الاستفادة القصوى من خدمات الحكومة الالكترونية. وعلى الحكومات أن تشجع جميع السكان على الاتصال بالبرودباند من خلال خفض التكاليف عن طريق تحسين التنافس، وتقديم الدعم المالي لمؤسسات معينة كالمدارس، والقيام بحملات اعلامية وتوعوية. ومن الخيارات الاخرى، تبني منصات تقديم الخدمة عبر الخلوي بما أن انتشار الخلوي في منطقة مجلس التعاون الخليجي كبير جدا.
تحسين بُعد الجهوزية
وقال خوري «في موازاة تطوير العوامل المساعدة للبيئة، على حكومات دول مجلس التعاون الخليجي أن تضمن توافر الموارد الرئيسية للمساعدة في تنفيذ استراتيجياتها التغييرية». وتواجه الحكومات عبر منطقة مجلس التعاون الخليجي تحديات صعبة في بناء قدراتها في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودعمها، وذلك اساسا بسبب النقص في الموظفين المهرة والعمليات الضرورية للتخطيط لخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وادارتها، فضلا عن عدم وجود تنسيق عندما يتعلق الأمر باستثمارات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تنمية العنصر البشري
وللمنافسة على المستوى العالمي، قال التقرير «على حكومات دول مجلس التعاون الخليجي أن تحسّن نوعية وفعالية خدماتها في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويجب على الوكالات الحكومية بادئ ذي بدء أن توثّق بوضوح حاجاتها في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحدد المهارات والخبرات الضرورية لدعم مهمات التخطيط والادارة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وينبغي على الوكالات الحكومية بعد ذلك أن تضع هيكل تعويضات مالية للنجاح في جذب الأفراد الموهوبين الذين يملكون المهارات والخبرات المطلوبة والاحتفاظ بهم. وعلى الوكالات الحكومية أخيرا أن تضع برامج تدريب منظمة وفق اطار عمل شامل خاص بالكفاءة. ويجب أن يحدد هذا الاطار مجال المعرفة والقدرات والخبرات التقنية المطلوبة لشَغل أدوار معينة».
توحيد العمليات
ورأى التقرير ان «تطوير وتوثيق عمليات تخطيط، وادارة، وتشغيل، وتقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أمران أساسيان لضمان فاعلية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالاضافة الى القدرة على توقع النتائج. ومع أن الحكومات أجادت تطوير مؤشرات أداء اساسية وسياسات لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات محددة ومنشورة على نطاق واسع، فان آليات الابلاغ الرسمي حول قياس الاداء في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات غير موجودة. علاوة على ذلك، لا تطبَق قواعد مراجعة السياسات بطريقة استباقية لضمان الامتثال».
واعتبر بيطار انه «لتحسين فاعلية استثمارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبرامجها، على أقسام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الوكالات الحكومية أن تضمن أفضل العمليات الخاصة بهذا المجال وتطوّر قدراتها خصوصا في ما يخص التخطيط لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وادارتها، وهو ما تفتقده المنطقة بشكل كبير». وينبغي القيام بتحديد واضح وتوثيق للعمليات، ومواءمتها حيث أمكن مع المعايير المعروفة لضمان توقع النتائج وتعزيز توحيد العمليات عبر الوكالات الحكومية. ويجب ايضا استخدام آليات رصد لقياس أي خلل بغية القيام بخطوات لإصلاحه.
تمكين التكنولوجي
وقال التقرير «تستطيع حكومات دول مجلس التعاون الخليجي تعزيز فاعلية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وموثوقيتها باعتماد نظرة تجارية واستثمارية الى أنظمتها التكنولوجية وتوحيد البنية التحتية والتطبيقات قدر الامكان، ليكون ذلك نقطة انطلاق نحو اعتماد نموذج الخدمات المشتركة. لتمكين هذا المسعى، يتعين على الحكومات الانخراط في مشروع تصميم هيكلية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ينجم عنه مخطط حكومي عام».
واوضح «لتعزيز اجراءاتها الأمنية، تحتاج حكومات المنطقة الى وضع استراتيجيات أمنية شاملة على مستوى الحكومة تحدد خطوات لمنع الخروقات الأمنية، وحماية البيانات الحساسة، والرد بسرعة عند تعرّض بيانات أو أنظمة للخطر. وبما أن خطط استمرارية الأعمال هي جزء أساسي من هذا الجهد، يجب تنسيقها وتحقيق التناغم بينها في كل الوكالات الحكومية».
تعزيز الحوكمة
واوضح التقرير ان «أقسام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في حاجة الى أن تصبح أكثر مشاركة في عملية وضع استراتيجية الوكالة الحكومية المعنية». وقال شحادة «من دون التعاون بين قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأقسام الأخرى، يتراجع الأول الى دور رد الفعل، ويضطر للرد على المشاكل التي نشأت بالفعل بدل أن يتمكن من الاضطلاع بدور استباقي لمنع مشاكل كهذه من الحصول في المقام الأول».
وتابع «داخليا، ينبغي للكيانات المعنية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن تركز على تحسين كفاءة العمليات ومكوناتها التكنولوجية الأساسية وفعاليتها. وهذا يتطلب انشاء مؤشرات أداء رئيسية واضفاء طابع رسمي عليها الى جانب آليات رصد لتخفيف مشاكل الأداء الصعبة. وينبغي أن تكون هيكليات الحوكمة الفعالة موجهة لتسهيل التواصل بين الوكالات الحكومية وأقسامها المعنية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. في كثير من الأحيان، تستطيع لجنة توجيهية تضم كبار المديرين من الوكالة المعنية وقسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيها تنسيق المشاريع والتوفيق بين حاجات الوكالة وقدرات قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفاعلية. وتستطيع هذه اللجان مساعدة مديري تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الحصول على دور أكبر في وضع استراتيجية أوسع نطاقا للوكالة».
واعتبر التقرير ان «على مديري المعلوماتية وقادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الآخرين اعادة توجيه جهودهم للتصدي للتحديات المذكورة أعلاه، ووضع استراتيجيات تركز على دعم عاملي البيئة والجهوزية، ووضع خطط عمل شاملة لتعزيز بيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحسين قدراتهم الداخلية. وهذا سيجعلهم شركاء استراتيجيين حيويين في عملية التغيير الشامل، وتكون مشاركاتهم حاسمة في أي جهود تحديث في المستقبل. وباجراء هذه التحسينات، سوف تغيّر دول مجلس التعاون الخليجي طريقة تقديمها الخدمات لمواطنيها».
«بوز آند كومباني»: الحكومات الخليجية استثمرت بكثافة في تكنولوجيا المعلومات... ولم تحقق الفائدة القصوى منها ,معلومات مباشر
if('/vb/showthread.php' == '/private.php')
{
.write('
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007