من طرف أبو فريد السبت ديسمبر 13, 2008 2:39 pmأبو جابر قائد سياسي . . سيرة ذاتية
رجل قصير القامة ، جاحظ العينين ، يتدلّى كرشه منفلتاً إلى الأمام ، عابس القسمات ، غليظ الحاجبين ، شعره الأبيض يغزو لحيته الطويلة ، يلبس جلابية بيضاء قصيرة ورثّة ، وعلى رأسه عمامة يتدلى منها إلى الخلف ذيل طويل .
يلقبه الناس منذ زمن بـ " أبو جابر " نظراً لمغامراته الشهيرة في تناول الطعام وخصوصاً في مناسبات الأعراس والمآتم ، يسافر مسافات طويلة مشياً على الأقدام من أجل حضور وجبة غذاء في هذا العرس أو ذاك ، ويمتلك الحاسة العاشرة في البحث عن مآدب الطعام فيواظب على حضورها جميعاً ، وفي جيبه ورقة يسجّل فيها مواعيدها أولاً بأول .
لا يعتمد في شبعه على معدته بقدر ما يعتمد على أشبار يديه ، يرخي حزام وسطه قبل الأكل وعندما يحس بالشبع يبدأ في قياس كرشه بالأشبار ليطمئن على امتلاء معدته ، تعوّد تلقائياً على أن يعيش متطفلاً على الآخرين ، ولا يذكر أن جهّز لنفسه طعاماً ولو لمرة واحدة .
أبو جابر ، نارٌ على علم ، يعرفه الجميع ويتعاطف مع كرشه الجميع ، لذلك لا يخلو اجتماع غذاء دون حضور فاكهة اللقاء أبو جابر ، يعرفه الجميع بتطفّله وطفوليته .
وذات مرة وهو في الطريق إلى البيت وبعد أن قطع مسافات طويلة راجعاً من تناول طعام الغذاء ، دخل المسجد على غير عادته ليقضي حاجته ، وفي المسجد وجد مجموعة من الشباب الملتحي تجلس في زاوية من المسجد تتحدث بصمت ، فدفعه الفضول ليجلس معهم لربما تنتهي جلستهم هذه بوجبة طعام جديدة ، بعد أن هضمت المسافات الطويلة التي قطعها مشياً على الأقدام ما أكله في وجبته الأخيرة ، جلس بينهم وهم ينظرون إليه ، صمتوا قليلاً ، ثم لم يعبأوا بحضوره وواصلوا حديثهم كما لو لم يكن موجوداً .
واظب أبو جابر على حضور جلسات أولئك الشباب لأنها في الغالب كانت تنتهي بوليمة لذيذة على نفقة أهل الخير كما كان يقول أحدهم كل مرة ، ومع مرور الوقت أصبح يشاركهم أطراف الحديث وعرف كيف يتقرّب منهم تقرباً لمعدته التي تطلب دائماً منه المزيد .
ومع مرور الوقت وازدياد أعداد الشباب الذين أصبحوا يلتزمون بحضور تلك الجلسات ، تدرّب أبو جابر على الحوار والنقاش فقد حفظ كلامهم عن ظهر قلب وأخذ يردده باستمرار إلى أن أصبح ذو شخصية مميزة ناهيك عن تميّزه وتفانيه في ملء كرشه بأطيب وألذ أنواع الطعام إلى أن أصبح من أبرز الشخصيات التي تحاور وتناقش وتطرح المواقف الجريئة والغريبة أحياناً ، وهذا ما جعله يتقدم الصفوف بسرعة صاروخية .
صدفة قادت أبو جابر إلى المسجد ، فأصبح مع الوقت شخصية اعتبارية من الطراز الأول ، وذات مرة وبعد أن اعتقل جنود الاحتلال مجموعة من الشباب الذين كانوا ينظمون تلك الجلسات ، طُلب من أبو جابر أن يقود تلك الجلسات من أجل المحافظة على استقطاب أعداد أخرى من الشباب ، وهذا ما التزم به أبو جابر لأنه تعوّد على وليمة أهل الخير التي كانت تقدّم في نهاية تلك الجلسات .
أبو جابر المحترف في تصنيف جودة اللحوم الموضوعة على ولائم الغذاء ، بعد أن كانت حاسة الشم القوية هي بوصلته التي يستخدمها في تعقّب رائحة الرز المطهي عن بعد ، أصبح لديه ملكة الحوار والنقاش وإطلاق الفتاوى ونهم قيادة الجماهير ، ومع ذلك كله ورغم التحولات الجذرية التي طرأت على شخصيته إلا أنه ما زال أسيراً لكرشه المنفلت أمامه دون حساب .
أبو فريد
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
» أقوال جورج حبش
» اليسار التونسي الآن وهنا
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
» مرحبا
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
» جميع البومات فرقة صابرين
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
» اشحن رصيدك مجانا
» ماتفوت لهون