رحيل النفس............

رحيل النفس

مالي أراكي قد عزمتي الرحيل للمجهول وشددتي الرحال للترحال
أما علمتي يا نفسي أن الرحيل سقيما ظليما كظلمة الليالي الطوال
هنا أرضكي ومسقط رأسي هنا المولد والممات وهذه أرض السؤال
إن كنتي قد ظلمتي فاصبري وان كنتي قد يأستي فاحتسبي لله العال
لا تستسلمي لليأس والأحزان فليس عليكي أمام اليأس امتثال

فلتنتظري الربيع حتى يأتي بالوردات والعطور والزهور النرجسية
يبقى لنا به أملا في نسماته حياة لجروحي وجروحكي الداخلية
كل الأنام فلتنسي حقدهم وظلم الملام أنا لم أعهدكي تظلمية
من أخبركي أن الرحيل يزيل وجعا أبعد آهات الرحيل آهات توجعية
ما قولكي ربما لنا في الربيع مكان فالربيع في الصحراء والمدنية

تمهلي فليس كل القلوب موصدة ولم تغلق في العشق كل الأبواب
عودي لماضيكي واسترجعي أحدى ذكريات الأحبة دون اغتراب
صلي لله صلي للقاء إنها تناديكي في كل آذان ساحة المحراب
ظلام الليل البهيم سيزوغ في ساعات الفجر سيزول الضباب
فلتبدئي إن شتي حينها ما أنتي له رحلة الوداع من الحقيقة للسراب

حدثها يا فؤادي تنوي الردة عن الهوى وللأحزان اعتناق
فر الحديث عن لساني فماذا تقولين يا نفسي في هذا السياق
سأرحل من ذا المكان فما عاد به متسع لي في الساحات ولا في الزقاق
سأخرج من دوائر الأيام وأتناسى روائع الأحلام فرافقني إن شئت بانسياق
سأترك ظلم الملام وأهجع عن وجع الآلام وحقد الأنام وأسير كالبراق

فالسماء نافرة والأرض ما عاد بها متسع للصبر فر الصبر من الآفاق
فرحيلي ربما يزيل وجعا من أضلعي وأتناسى به وما الأحبة والرفاق
سأقتل أشواقي وأنتزع من فؤادي الحب الذي لم يعد من سيم العشاق
سأرحل فالدمع لم يعد ضيفي في الأحزان كثر الحزن وجفت الأحداق
والشوق ما عاد رفيق اللقاء وما للقاء جمالا وقيمة دون اشتياق
والانتظار عذبني مللته وانتابني من انتظاري للمجهول إرهاق

في ليلة الربيع سأرحل ولن أسهر فالحزن للساهر سباق
سأبحر نحو الضياع أرحم لفؤادي من السير خلف الكذب البراق
سأسير يا فؤادي سأسير ولن أشارك الزمان ذلك السباق
لن أركض نحو الأحلام فالزمان على خط النهاية دوما والحكم فراق
لن أسابق الزمن فقد حكم أن يكون بيني وبين الوصول لأشيائي فراق

سأرحل يا فؤادي ولن أشيد للحب من الحب ذلك الصرح العملاق
ربما أسير به وأصل به للنجوم ولكنه حتما سيغرق في الأعماق
أنا راحلة مهاجرة الأماكن والحدائق وان كان بهجرانها احتراق
لن أترك بصماتي على كثبان الرمل والمقاعد وكتبي والأوراق
فما من قيس لي ولا أنا ليلى أحدهم وما في حياتي ملاقاة بالعناق

كللت من السير والهرولة نحو اللقاء وأرى بكل لقاء نظرات إشفاق
كفاي عذابا من سكنى هذه الأرض وحب أهلها كالحبر بلا أوراق
سأجد الحب في قلوبهم إن وجدته في المتاحف والأسواق
كل السهام واجهتها لم يصب إحداها بالفشل أو بالإخفاق
في قلبي هي دوما أما أنتم فليس لكم في القلب شيئا ولا في الأحداق

وداعا يا نفسي وها أنا أصبحت وحيدا كما زهر الربيع وليدا
أأحد على فراقها أم أحمل الحب بين يدي في أول أيامه وليدا
كل الساعات بعدكي تعيسة ولست في ساعاتي سعيدا
كل شمس تليكي حرقة وكل ليل مطرقة على لوح حديدا
والربيع والورود والنجوم والكلمات والحروف لن تشرق من جديدا
شكرا لكي يا نفسي حتى أنتي تركتيني للوحدة وحيدا

بقلمي

أبومالك