ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    الحد الفاصل بين المقاومة والسلطة

    ماريا
    ماريا

    جندي نشيط  جندي نشيط



    انثى
    عدد الرسائل : 134
    العمر : 44
    الدولة : الحد الفاصل بين المقاومة والسلطة Lebane10
    نقاط : 5614
    تقييم الأعضاء : 2
    تاريخ التسجيل : 28/07/2009
    الأوسمة : الحد الفاصل بين المقاومة والسلطة Empty

    الحد الفاصل بين المقاومة والسلطة Empty الحد الفاصل بين المقاومة والسلطة

    مُساهمة من طرف ماريا الإثنين أغسطس 03, 2009 9:40 am

    وبعد ثلاث سنوات على صمود شعبي اللبناني، هل سنستمر في دوامة التجميد؟ هل حكم على وطننا وأمتنا أن تفرح بمجرد الصمود؟ ومتى
    يمكن لشعبنا أن يحول هذا الصمود الى انتصار؟
    والقضية ليست لعبة على الكلمات، بل هي في جوهرها تفتيش عن المشروع، فالصمود هو بقاء في وجه مشروع يستهدف الأرض والشعب في لبنان والعالم العربي، وفي هذا المجال نعم استطاع لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه، بشهدائه وجرحاه، بمناصريه في العالم العربي وشعوب العالم، استطاعوا البقاء في وجه مشروع متعدد الرؤوس، أكبرها الولايات المتحدة ونفوذها في العالم واحتضانها للكيان الأمني الصهيوني، وثانيها القوة العسكرية الهائلة التي يتمتع بها هذا الكيان، مضافاً إليها أصوليته العنصرية الشاحنة لهذه القوة، وثالثها تآمر أنظمة «شرم الشيخ» ورهانها على تحقيق ضربة للبنان تجعله ملتحقاً بالكامل بمشروع «بوش» بل بوابة مؤلمة لانتصار هذا المشروع، ورابعها صمت ورهان داخلي من قوى لبنانية، هي جزء من تحالف سياسي ـ طائفي، طبقي، تعوّد أقطابه وأحزابه وممثلوه على استعمال الخارج ومشاريعه للاستقواء في صراعات الداخل اللبناني...
    أما الانتصار فشيء آخر، هو القدرة على صياغة مشروع في وجه المشروع الآخر (العدواني)، يأتي تأمين الحصانة والصمود كجزء أساسي منه، ولكنه لا يقف عنده، بل يسعى لتكوين حالة تمنع المشروع الآخر من القدرة على المبادرة وتضع أسساً لتحقيق أهداف ترتقي بقدرات شعبنا وإمكانياته وتطلق ما هو كامن منها، تؤمن له مجتمعات عربية تعطيه حق الحياة وممارسة القناعات، تكفل له شروط العيش الكريم، وبشكل خاص تضع للشعب الفلسطيني آفاقاً جديدة للتحرير والاستقرار، بعيداً عن أوهام هذه السلطات المتناحرة وعن مشاريع التوطين التي تلغي حلم دولتهم وحقوقهم، وتضع للشعب اللبناني مساراً باتجاه بناء الوطن اللبناني الذي تحكمه دولة وطنية ديموقراطية قادرة على تأمين العيش له فيها وليس في المهاجر قريبها وبعيدها، وتقيه شرور الحروب (والتوترات) الدورية التي ضاقت حتى أصبحت شبه شهرية.
    وحتى لا نتهم بالمغامرة ولو على المستوى السياسي والفكري، فإننا نسارع للقول بأن الصمود في وجه العدوان هو جزء الضرورة من الانتصار، الذي لو يتأمن له مشروع متكامل يجمع الوطني بالاجتماعي لكان يمكن تحويله الى انتصار... وبهذا المعنى فإن عدم اكتماله لا يقلل من أهميته وشأنه وتاريخيته، لأن دونه الموت موت حلم الوطن في لبنان، وموت حلم العدالة لشعبه، وموت حلم فلسطين بعودة أبنائها وتحقيق حلم دولتهم...
    ولكن في القلب غصة كبرى رغم فرحة الصمود...
    فصمود تموز لم يتحول الى فعل يقدم ويؤسس كفاية للانتصار، لا على المستوى الوطني ولا على مستوى المنطقة...
    فالمشروع المعادي، أعاد تكوين نقاط قوته التي فقد جزءاً أساسياً منها منذ تموز 2006... فأعاد تموضعه في العراق باستراتيجية معدلة قائمة على التمركز حول النفط والتقليل من الخسائر وإعادة اشعال التناقضات ذات الطابع المذهبي والعرقي...
    ودول «شرم الشيخ» لم تهز أنظمتها «فضيحة» تآمرها على لبنان وتغطيتها عدوان تموز، واستطاعت أنظمتها سجن شعوبها ومثقفيها وحتى أحزابها في شرنقة التناقضات المذهبية البديلة للتناقض مع العدو الأساسي، بل أكثر من ذلك لم يمنعها ذلك من إعلان شبه رسمي، عبر السماح لغواصات جيش العدو بعبور قناة السويس واستخدامها عسكرياً، مع ما يعني ذلك من تلويث لتاريخ شهداء مصر ولعبد الناصر ولحقيقة الشعب المصري، إعلان لتحالف عسكري بين النظام «النيوساداتي» والتحالف الثلاثي المجرم العدو...
    وفلسطين بقواها السياسية، لم تستطع العبور الى شاطئ أمان يضع التناقض مع العدو، في أولوية اهتماماتها بل اشتد الصراع رغم مئات الشهداء من أطفال وشباب ونساء وشيوخ غزة، الصراع على فتات سلطة...
    أما في لبنان وهو الذي كان ساحة صمود تموز، وشهداؤه وجيشه وشعبه من صنع هذه البطولات، ففيه خلال السنوات الثلاث الماضية، الدليل الأكبر على أن المشروع الآخر، استطاع إعادة تكوين مقوماته، بفعل عوامل قوته من جهة وبفعل القصور عند القوى التي سجل باسمها الصمود وهي الى حد كبير تستحق ذلك ولكن ليس بمفردها...
    إن أحداث أيار واتفاق الدوحة والانتخابات النيابية «ومسرحية الدمى» في تشكيل الحكومة «اللبنانية» تؤكد بما لا يقبل الشك بأن لبنان ما قبل تموز 2006 هو ذاته ما بعد تموز 2006 وإن كان في الأمر بعض المبالغة....
    اصطفاف القوى حافظ على توازنه، مساومة تحاصص القضايا الوطنية الكبرى بين أقطاب الطوائف وبرعاية البرجوازية اللبنانية الممتدة فيها جميعاً... فعادت وعلى لسان الكثيرين بمن فيهم وللأسف قيادات «مقاومة» نغمة الاقتصاد مقابل «المقاومة» وغيرها من المعادلات التي تحاصر مشروع التغيير وتجهضه...
    والأخطر من ذلك كله هو ان الشعار الذي تمّ على أساسه الفرز في هذه الاصطفافات والتحالفات، ليس تطوير مضمون صمود تموز، بل البعد الشكلي لاصطفافات أيار الممتدة فيها انقسامات آذار بشقيها...
    وعاد البحث عن المساومات، بتغطية مساومات أحرف الهجاء العربية جميعها...
    إنها نقاط قوة تغطي استهدافات المشروع الآخر رغم شكلية تراجعه في بعض النواحي...
    إنها غصة لا نحمل سفرجلها لأحد... بل نحن أيضاً مسؤولون عن بعض غصات هذا السفرجل وغصاته... وللحديث عن مسؤولياتنا الخاصة شجون أخرى بدأناها في مقالات سابقة وعلينا استكمالها في المستقبل القريب...
    وسنقلب المثل في النهاية، فإن هذه الغصة لم تستطع ولن نسمح لها بأن تلغي شعورنا بالفخر والاعتزاز بالصمود الكبير والتاريخي، وبشكل خاص ببطولات شهدائه من الشعب والمقاومة والجيش، ولحزبنا حصة مهما كان تواضعها من تأمين شروط محققة في لبنان والخارج ودفق من الدماء التي نعتزّ بمساهمتها في صنع هذا الصمود...

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 4:19 pm