ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


2 مشترك

    رواية عكا أخيراَ // الحلقة الثانية // بقلم أبو فريد

    أبو فريد
    أبو فريد

    عريف  عريف



    ذكر
    عدد الرسائل : 381
    العمر : 53
    رقم العضوية : 884
    نقاط : 5744
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/10/2008

    رواية عكا أخيراَ  // الحلقة الثانية // بقلم أبو فريد Empty رواية عكا أخيراَ // الحلقة الثانية // بقلم أبو فريد

    مُساهمة من طرف أبو فريد الأربعاء أكتوبر 15, 2008 7:17 am

    المصنع مليء بالعمال كأنه خلية نحل ، رودي وعاملتاه في زاوية من المصنع الكبير بعيدون عن الأنظار ، يقضون وقتاً طويلاً منهمكين في وضع اللمسات الأخيرة على الملابس قبل إرسالها لقسم التسويق ، ، يتبادلون نظرات الصمت والإعجاب طيلة ساعات العمـل .

    تعوّد رودي أن يجلس وحده في وقت راحته ، ولكن هذه المرة جلستا معه ، ابتسامات ومجاملات ونظرات غير بريئة تخيم على جلستهم ، أحبت كلتاهما رودي الجذاب دائماً وتسابقتا للوصول إلى شراع قلبه ، ترى لمن سيخفق أخيراً قلب هذا الشرقي المكتنز بالصمت ؟!! .

    تعلّق رودي بعاملتيه ، هو الحب الذي لا يعرف الاستئذان ، ولا يعترف بالألوان ، له حساباته التي لا تخضع لقاعدة ولا ميزان ، راح يحدّث نفسه : " مسلم يحب يهودية يا للعجب . . " ثم تابع بنوع من السخرية " الحب لا يعترف بالأديان " ، دخان الإطارات المشتعلة في شوارع غزة اجتاح تفكيره فجأة وملأه بالسواد ، وعاد يقول : " إنه الجنون بعينه ، وسط هذا الجو المشحون بالموت والدمار أستسلم لهذا الحب ، لا ، لن أفعل وسأظل أقاومه حتى النهاية " .

    اتفقت ميرا وصديقتها أن تذهبا مساءً لشقة رودي ، سباق ماراثوني اقترب أن يصل خط النهاية ، وبعد غروب الشمس بقليل توجهتا إلى شقته ، العنوان كان سهلاً ، لكن الطريق إلى قلبه كانت محفوفة بالمجازفات والمفاجآت أيضاً ، وهذا ما دفعهما لإنهاء السباق مبكراً .
    لم يكن رودي جاهزاً لهذه المفاجأة الرائعة ، لكنه استسلم بسرعة لمجيئهما ، اقترب من ميرا وهمس في أذنها معترضاً : " لماذا أحضرت معك صديقتك ؟ أنا أريدك أنت ، أريدك لوحدك " .

    طارت ميرا من فرط فرحتها ، وبذكاء حواء أخبرت صديقتها بذلك ، انتهت الحرب الباردة !! ، انتهت المنافسة على قلب رودي ، انفجرت قنبلة واحدة وبقيت الأخرى ، وبسرعة تركت دينا الشقة مهزومة ، بابتسامة صفراء يفوح من بين ثناياها الغيظ رمقت صديقتها لتهنئها بانتصارها ، ثم انسحبت في هدوء .
    قضى رودي وميرا تلك الليلة بين كاسات البيرة والموسيقى والسرير . . .
    وقبل مجيء الصباح خرجت من شقته ، ودموعها تنهمر بحرقة وندم على كل ما جرى تلك الليلة ، نظر إليها رودي فأمسكها من يدها وبدأ يمسح دموعها .
    " لماذا تبك الآن ؟ هل أسأت لك في شيء ؟! " .
    ردّت في ضعف وانهيار وهو يمسح دموعها :
    " لم أكن أتصور أنني سأسلم نفسي لعربي قط ! " .
    قالت هذه الكلمات و" طار برجٌ من دماغه " ، أدخلها إلى شقته بطريقة هستيرية وهي منهارة بين يديه من شدة البكاء .
    موقف غريب تفجرت فيه أحقاد موروثة صنعتها عقول خبيثة تصنع لها أمجاداً من ورق وكياناً من فراغ ودولة على أنقاض أرض تنبض عشقاً لأهلها وناسها .
    " ماذا تقولي ؟ عربي !! ، أيتها الحقيرة . . نعم أنا عربي ، وأنتم ماذا ؟! قولي أيتها العاهرة ، ألستم يهوداً صهاينة !!! ".
    انفجر رودي وتاهت من لسانه الكلمات ، استمر في هيجانه وهو ممسك بها يكاد يعتصرها من الغضب ، نظرتْ في عينيه فوجدتهما سماءً ترعد كالشرر ، أفلتت منه بأعجوبة وهربت .
    ارتمى على السرير وظل يهذي طيلة النهار، كلماتها لا زالت تدب في أذنيه . . .

    " النسيان . . نعم هو النسيان ، الشيء الوحيد الذي يمكن أن يسدل الستار على ما حدث ليلة البارحة ، ولكن كيف بعد أن بعثرت في داخلي صورتها الجميلة ، لم أكن أتصور أنها ستأخذني إلى هذه النهاية . . عشر سنوات عشتها هنا ، صرت أعرف كل طباعهم ، كيف يفكرون ، كيف يأكلون . . كيف ينامون ، كيف يحشون عقول أبنائهم بهذه الثقافة الملعونة التي صنعت منا نحن العرب وحوشاً وحيوانات ، وجرّدتنا من آدميتنا ، لم أكن أتصور بأن ميرا تحمل فيروس هذه الثقافة . . اعتقدت بأن الحب سينتصر ، وأننا سنتجـاوز كل الثقافات والعداءات . . "
    هل كانت تلك الهواجس التي عاشها نهاية أم بداية !! ذلك الذي ستضعنا أمامه الأيام القادمة .

    انتهت الحلقة الثانية
    لا زال هناك الكثير من الإثارة والمتعة
    تابعوا معنا باقي الحلقات

    مع تحيات
    أبو فريد
    عاشق-جيفارا
    عاشق-جيفارا

    مشرف المنتديات الثقافية
     مشرف المنتديات الثقافية



    ذكر
    عدد الرسائل : 3333
    العمر : 32
    العمل/الترفيه : طالب جامعي
    المزاج : عصبي نوعا ما
    رقم العضوية : 749
    الدولة : رواية عكا أخيراَ  // الحلقة الثانية // بقلم أبو فريد Palest10
    نقاط : 7978
    تقييم الأعضاء : 9
    تاريخ التسجيل : 26/07/2008

    رواية عكا أخيراَ  // الحلقة الثانية // بقلم أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراَ // الحلقة الثانية // بقلم أبو فريد

    مُساهمة من طرف عاشق-جيفارا الأربعاء أكتوبر 15, 2008 5:26 pm

    مشكور على هذا الموضوع الرائع
    تحياتييييييييييييييييييي

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 1:35 am