من طرف من جمال عبد الناصر إلي صدام حسين
دراما الزعماء العرب: صراع رمضاني قادم بدأت بوادره باكراً
22/12/2007
دمشق ـ القدس العربي ـ من محمد منصور:
اثنان من الزعماء العرب سيكون المشاهد العربي في موعد مع سيرتهما الدرامية في موسم رمضان التلفزيوني المقبل، الذي بدأت تتضح ملامح إنتاجاته الكبري منذ الآن...
فقد أعلن المخرج السوري حاتم علي، أن قناة (إم. بي. سي) تعتزم إنتاج مسلسل يقوم هو بإخراجه، ويروي سيرة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين... وسيكون جاهزاً للعرض في موسم رمضان المقبل.
صدام حسين: رؤية لم تتضح!
ولم تتضح بعد تفاصيل هذا المشروع، إلا أن القدس العربي علمت من مصدر آخر، اطلع علي المعالجة وقرأ الحلقتين الأولي والثانية من هذا العمل، أن المسلسل كتبه عدد من الكتاب العراقيين... وأن النص في صورته الحالية، لا يركز علي سيرة صدام حسين فقط، بل يشمل جزءا هاما من تاريخ العراق في عهود عدة... وهو يقدم صورة عن الصراعات السياسية الدموية التي حكمت تاريخ العراق الحديث... وصولا إلي المرحلة التي كان صدام حسين، طرفا فيها، ثم صانعا لأحداثها وتحولاتها!
ويري مراقبون، أن مشروع مسلسل (صدام حسين) يبدو الآن مشروعاً إشكالياً ومثيراً للجدل، وخصوصاً أن الاحتلال الأمريكي الذي أسقط نظام صدام، ما زال يجثم علي صدر العراق، ناهيك عن أن هذا الاحتلال، لم يحقق أساسا، ما كان يصبو إليه الشعب العراقي من حرية وديمقراطية وعيش حر كريم ولا ما وعد به حين رفع شعار ما يسمي (معركة تحرير العراق).. وبالتالي فإن (غبار المعارك) لم ينجلِ عن (شمس الحقيقة) بعد... ولم يأخذ الزمن فرصته كي يتيح للباحثين والكتاب أن يقيموا هذه الحقبة بشكل موضوعي، بعيداً عن التأثر بما جري ويجري علي أرض لم تزل وقائع أحداثها ساخنة!
جمال عبد الناصر: رد انفعالي
أم رؤية موضوعية؟!
هذه النقطة تبدو محسومة في المسلسل الآخر الذي يروي سيرة الزعيم جمال عبد الناصر والذي كلفت شركة أوسكار فيلم المصري، المخرج السوري (من أصول فلسطينية) باسل الخطيب، بعد عرض المشروع علي المخرج بسام الملا، والاعتذار عن عدم تنفيذه لارتباطه بمشاريع أخري!
ففترة جمال عبد الناصر، بكل إنجازاتها وأحلامها، وبكل إخفاقاتها وخيباتها وشعاراتها... مضي علي انتهائها اليوم أكثر من ثلاثة عقود ونصف... وقد رسخ الزمان ملامحها ومعالم تحولاتها سواء في المحيط المحلي أو المحيط العربي... وسواء في أذهان المؤمنين بالتيار الناصري، أو المناوئين والرافضين له... وهؤلاء جميعاً، ساهموا بسجالاتهم الساخنة علي مدار عقود، في بلورة حكم نقدي علي التجربة، يتحرر من ردود الفعل الآنية والانفعالية.
مسلسل (جمال عبد الناصر) كتبه الكاتب المعروف يسري الجندي... وقد صرح المخرج باسل الخطيب، أن التصوير سيجري في مصر، لكن قسما من العمل سيتم تصويره في سورية، وستتم الاستعانة بنجوم سوريين في العمل أيضا، وخصوصا في الفترة التي تروي عن تجربة الوحدة بين مصر وسورية بين عامي (1958 ـ 1960).
ومن المعروف أن عهد جمال عبد الناصر، حظي باهتمام درامي سينمائي وتلفزيوني أكثر من مرة... فقد سبق للكاتب المبدع محفوظ عبد الرحمن والمخرج محمد فاضل، أن قدما عنه فيلما سينمائيا لعب بطولته ببراعة النجم أحمد زكي بعنوان (ناصر 56) وأنتج قبل أكثر من عشر سنوات، ولقي احتفاء نقديا في حينه... كما قام المخرج السوري أنور قوادري، بإخراج فيلم سينمائي آخر بعنوان جمال عبد الناصر جسد فيه دور الزعيم الراحل الممثل خالد الصاوي.
أما في الدراما فقد تطرق المخرج هيثم حقي والكاتب نهاد سيريس في رائعتهما التلفزيونية (خان الحرير) إلي تجربة الوحدة بين مصر وسورية ضمن رؤية بانورامية للمرحلة... وقد ركزا علي مثالب وعيوب الوحدة بشجاعة... وأشارا إلي العلاقة الاستخباراتية الديكتاتورية التي حكمت الإقليم الشمالي (الاسم الذي أطلق علي سورية في عهد الوحدة) والتي أفرزت الكثير من الظواهر الانتهازية المؤلمة التي ساهمت بشكل أو بآخر في إفشال تجربة الوحدة، مع عوامل خارجية أخري... وقد لقي الجزء الثاني من (خان الحرير) في حينها استهجانا من الرقابة السورية، التي قامت بقص وحذف الكثير من المشاهد، التي اعتبرت أنها تسيء لمفهوم الوحدة وخصوصا أنها إحدي الأهداف والشعارات (النظرية) لحزب البعث الحاكم في سورية.
وقد كان آخر حضور درامي لفترة جمال عبد الناصر من خلال المسلسل الذي أنتج وعرض قبل عامين عن العندليب الراحل عبد الحليم حافظ.. والذي ركز علي الصورة المشرقة لعبد الناصر، و حمّل كل أخطاء المرحلة، حتي علي صعيد النكسة للمشير عبد الحكيم عامر!
ويواجه مشروع مسلسل (جمال عبد الناصر) تساؤلات جوهرية تمس الشكل الفني والمضمون منذ الآن... فعلي صعيد المضمون، يتساءل بعضهم، هل سيقدم المسلسل رؤية موضوعية لفترة الزعيم الراحل، وهل سيتحدث عن غياب الحريات، وعن مساوئ عهد الوحدة... إلي جانب إبراز إيجابيات البناء الداخلي والالتزام بالقضايا القومية؟... أم أن العمل سيتخذ مساراً احتفالياً ودعائياً، وسيكون بالفعل ـ كما أشيع ـ ردا علي محاولة القناة السعودية (إم. بي. سي) تلميع فترة الحكم الملكي في مصر من خلال المسلسل الناجح (الملك فاروق) من أجل تصفية ثأر قديم بين عبد الناصر والنظام السعودي؟!
أما علي الصعيد الفني... فثمة من يذكّر بالتجربة الفاشلة للمخرج باسل الخطيب في دراما السيرة الذاتية، من خلال مسلسله الأسبق عن الشاعر السوري (نزار قباني) الذي بدا أشبه بشهادة زور ضد المرحلة والشاعر، والذي وصفه المخرج حاتم علي ذات مرة بأنه: (وصمة عار في تاريخ الدراما السورية) ناهيك عن الإيقاع البطيء والممل لعمل المخرج وأسلوبه الشاعري الملهم؟!
وفي كل الأحوال، تبقي هذه مجرد تساؤلات علي مشاريع لم تظهر إلي النور، تساؤلات تستند إلي معطيات سابقة لكنها لا تصدر أحكاما نهائية... ويبقي إنجاز هذه الأعمال وظهورها إلي النور هو ما يجيب علي كل هذه التساؤلات أو ينفيها أيضا!
دراما الزعماء العرب: صراع رمضاني قادم بدأت بوادره باكراً
22/12/2007
دمشق ـ القدس العربي ـ من محمد منصور:
اثنان من الزعماء العرب سيكون المشاهد العربي في موعد مع سيرتهما الدرامية في موسم رمضان التلفزيوني المقبل، الذي بدأت تتضح ملامح إنتاجاته الكبري منذ الآن...
فقد أعلن المخرج السوري حاتم علي، أن قناة (إم. بي. سي) تعتزم إنتاج مسلسل يقوم هو بإخراجه، ويروي سيرة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين... وسيكون جاهزاً للعرض في موسم رمضان المقبل.
صدام حسين: رؤية لم تتضح!
ولم تتضح بعد تفاصيل هذا المشروع، إلا أن القدس العربي علمت من مصدر آخر، اطلع علي المعالجة وقرأ الحلقتين الأولي والثانية من هذا العمل، أن المسلسل كتبه عدد من الكتاب العراقيين... وأن النص في صورته الحالية، لا يركز علي سيرة صدام حسين فقط، بل يشمل جزءا هاما من تاريخ العراق في عهود عدة... وهو يقدم صورة عن الصراعات السياسية الدموية التي حكمت تاريخ العراق الحديث... وصولا إلي المرحلة التي كان صدام حسين، طرفا فيها، ثم صانعا لأحداثها وتحولاتها!
ويري مراقبون، أن مشروع مسلسل (صدام حسين) يبدو الآن مشروعاً إشكالياً ومثيراً للجدل، وخصوصاً أن الاحتلال الأمريكي الذي أسقط نظام صدام، ما زال يجثم علي صدر العراق، ناهيك عن أن هذا الاحتلال، لم يحقق أساسا، ما كان يصبو إليه الشعب العراقي من حرية وديمقراطية وعيش حر كريم ولا ما وعد به حين رفع شعار ما يسمي (معركة تحرير العراق).. وبالتالي فإن (غبار المعارك) لم ينجلِ عن (شمس الحقيقة) بعد... ولم يأخذ الزمن فرصته كي يتيح للباحثين والكتاب أن يقيموا هذه الحقبة بشكل موضوعي، بعيداً عن التأثر بما جري ويجري علي أرض لم تزل وقائع أحداثها ساخنة!
جمال عبد الناصر: رد انفعالي
أم رؤية موضوعية؟!
هذه النقطة تبدو محسومة في المسلسل الآخر الذي يروي سيرة الزعيم جمال عبد الناصر والذي كلفت شركة أوسكار فيلم المصري، المخرج السوري (من أصول فلسطينية) باسل الخطيب، بعد عرض المشروع علي المخرج بسام الملا، والاعتذار عن عدم تنفيذه لارتباطه بمشاريع أخري!
ففترة جمال عبد الناصر، بكل إنجازاتها وأحلامها، وبكل إخفاقاتها وخيباتها وشعاراتها... مضي علي انتهائها اليوم أكثر من ثلاثة عقود ونصف... وقد رسخ الزمان ملامحها ومعالم تحولاتها سواء في المحيط المحلي أو المحيط العربي... وسواء في أذهان المؤمنين بالتيار الناصري، أو المناوئين والرافضين له... وهؤلاء جميعاً، ساهموا بسجالاتهم الساخنة علي مدار عقود، في بلورة حكم نقدي علي التجربة، يتحرر من ردود الفعل الآنية والانفعالية.
مسلسل (جمال عبد الناصر) كتبه الكاتب المعروف يسري الجندي... وقد صرح المخرج باسل الخطيب، أن التصوير سيجري في مصر، لكن قسما من العمل سيتم تصويره في سورية، وستتم الاستعانة بنجوم سوريين في العمل أيضا، وخصوصا في الفترة التي تروي عن تجربة الوحدة بين مصر وسورية بين عامي (1958 ـ 1960).
ومن المعروف أن عهد جمال عبد الناصر، حظي باهتمام درامي سينمائي وتلفزيوني أكثر من مرة... فقد سبق للكاتب المبدع محفوظ عبد الرحمن والمخرج محمد فاضل، أن قدما عنه فيلما سينمائيا لعب بطولته ببراعة النجم أحمد زكي بعنوان (ناصر 56) وأنتج قبل أكثر من عشر سنوات، ولقي احتفاء نقديا في حينه... كما قام المخرج السوري أنور قوادري، بإخراج فيلم سينمائي آخر بعنوان جمال عبد الناصر جسد فيه دور الزعيم الراحل الممثل خالد الصاوي.
أما في الدراما فقد تطرق المخرج هيثم حقي والكاتب نهاد سيريس في رائعتهما التلفزيونية (خان الحرير) إلي تجربة الوحدة بين مصر وسورية ضمن رؤية بانورامية للمرحلة... وقد ركزا علي مثالب وعيوب الوحدة بشجاعة... وأشارا إلي العلاقة الاستخباراتية الديكتاتورية التي حكمت الإقليم الشمالي (الاسم الذي أطلق علي سورية في عهد الوحدة) والتي أفرزت الكثير من الظواهر الانتهازية المؤلمة التي ساهمت بشكل أو بآخر في إفشال تجربة الوحدة، مع عوامل خارجية أخري... وقد لقي الجزء الثاني من (خان الحرير) في حينها استهجانا من الرقابة السورية، التي قامت بقص وحذف الكثير من المشاهد، التي اعتبرت أنها تسيء لمفهوم الوحدة وخصوصا أنها إحدي الأهداف والشعارات (النظرية) لحزب البعث الحاكم في سورية.
وقد كان آخر حضور درامي لفترة جمال عبد الناصر من خلال المسلسل الذي أنتج وعرض قبل عامين عن العندليب الراحل عبد الحليم حافظ.. والذي ركز علي الصورة المشرقة لعبد الناصر، و حمّل كل أخطاء المرحلة، حتي علي صعيد النكسة للمشير عبد الحكيم عامر!
ويواجه مشروع مسلسل (جمال عبد الناصر) تساؤلات جوهرية تمس الشكل الفني والمضمون منذ الآن... فعلي صعيد المضمون، يتساءل بعضهم، هل سيقدم المسلسل رؤية موضوعية لفترة الزعيم الراحل، وهل سيتحدث عن غياب الحريات، وعن مساوئ عهد الوحدة... إلي جانب إبراز إيجابيات البناء الداخلي والالتزام بالقضايا القومية؟... أم أن العمل سيتخذ مساراً احتفالياً ودعائياً، وسيكون بالفعل ـ كما أشيع ـ ردا علي محاولة القناة السعودية (إم. بي. سي) تلميع فترة الحكم الملكي في مصر من خلال المسلسل الناجح (الملك فاروق) من أجل تصفية ثأر قديم بين عبد الناصر والنظام السعودي؟!
أما علي الصعيد الفني... فثمة من يذكّر بالتجربة الفاشلة للمخرج باسل الخطيب في دراما السيرة الذاتية، من خلال مسلسله الأسبق عن الشاعر السوري (نزار قباني) الذي بدا أشبه بشهادة زور ضد المرحلة والشاعر، والذي وصفه المخرج حاتم علي ذات مرة بأنه: (وصمة عار في تاريخ الدراما السورية) ناهيك عن الإيقاع البطيء والممل لعمل المخرج وأسلوبه الشاعري الملهم؟!
وفي كل الأحوال، تبقي هذه مجرد تساؤلات علي مشاريع لم تظهر إلي النور، تساؤلات تستند إلي معطيات سابقة لكنها لا تصدر أحكاما نهائية... ويبقي إنجاز هذه الأعمال وظهورها إلي النور هو ما يجيب علي كل هذه التساؤلات أو ينفيها أيضا!
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
» أقوال جورج حبش
» اليسار التونسي الآن وهنا
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
» مرحبا
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
» جميع البومات فرقة صابرين
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
» اشحن رصيدك مجانا
» ماتفوت لهون