ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


3 مشترك

    ملف القدس الشريف

    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:11 am

    ملف القدس الشريف

    تعرضت القدس وفلسطين في مطلع القرن الرابع عشر الهجري للغزو الصهيوني. وبفعل هذا الغزو بدأ الوجود الصهيوني الاستعماري فيها وفي الوطن العربي. وقد مر هذا الغزو بمراحل متتالية على مدى قرون بطولة.


    بدأ الغزو الصهيوني في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، وعاصر آخر موجة كبرى من موجات الاستعماري الأوروبي الحديث، وهي الموجة المدارية. وقد شهدت سنة 1772 م قدوم أول موجة من موجات الهجرة اليهودية المنظمة من أوروبا الشرقية. ولذا فقد اعتبرها المؤرخون الصهاينة سنة البداية.

    كانت فلسطين آنذاك تحت حكم الدولة العثمانية التي أطلقت عليها دول أوروبا الاستعمارية اسم الرجل المريض. وكانت فلسطين تقع ضمن ولايات الشام ويقطنها شعب فلسطين العربي الذي كان عدده آنذاك دون المليون نسمة. وكانت غالبية هذا الشعب تدين بالإسلام، وفيه من يدين بالمسيحية، وفيه أيضا حوالي اثنا عشر الفا يدينون باليهودية. وقد تألف هؤلاء من يهود عرب فلسطينيين قطنوا منذ القديم ويهود اوروبيين قدموا إلى فلسطين منذ أوائل القرن التاسع عشر. وعاش هؤلاء جميعا في كنف التسامح الذي اتسم به العيش في الأراضي المقدسة إبان الحكم الإسلامي لها.

    استمرت المرحلة الأولى من الغزو الصهيوني حمسا وثلاثين سنة حتى أواخر سنة 1917 م السنة التي احتلت فيها بريطانيا فلسطين ودخل اللورد اللنبي القدس . وخلال هذه المرحلة اصدر هرتزل الصهيوني كتاب "الدولة اليهودية" عام 1895. ودعا إلى عقد المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في بال بسويسرا عام 1897 م وبلور مخططات الحركة الصهيونية.

    وقد اخذ التهجير الصهيوني إلى فلسطين اثناء هذه المرحلة صورة التسلل لأن الدولة العثمانية لم تسمح به رسميا. واستغل الفساد الإداري في أجهزة الدولة للنفاذ وبلوغ أهدافه. ونشير هنا إلى محاولات هرتزل التي اجراها مع السلطان عبد الحميد الثاني من أجل أن يحصل على اذن منه بالتهجير واقامة وطن قومي للصهيونية في فلسطين، وفشلت هذه المحاولات أمام موقف السلطان الداعي لابعاد الخطر الصهيوني، كما نشير هنا إلى تحركات هرتزل مع دول أوروبا الاستعمارية لبناء تحالف صهيوني استعماري معها.

    وقد انعقدت مؤتمرات صهيونية تالية في هذه المرحلة وشهدت نقاشا حول المكان الذي يمكن أن يقوم فيه الوطن القومي. واستقر الرأي على فلسطين العربية.
    استطاعت الحركة الصهيونية أن تهجر في هذه المرحلة حوالي خمسين ألف يهودي جلهم من أوروبا الشرقية. ويطلق المؤرخون الصهاينة على مهاجري هذه الرحلة اسم "الرواد" تشبيها لهم بالمستعمرين البيض الأوائل لامريكا. ومن هؤلاء المهاجرين دافيد بن غوريون الذي قدم مع موجة عام 1904 م.

    واستطاعت الحركة الصهيونية أن تستولي على حوالي 1% من أراضي فلسطين بشرائها بأساليب ملتوية من عائلات غير فلسطينية كانت تقيم خارج فلسطين. وبلورت الحركة الصهيونية في نهاية هذه المرحلة صلتها بالاستعمار العالمي فنقلت مركزها من اوروبا الشرقية إلى بريطانيا وتحالفت مع الاستعمار البريطاني الطامع بالسيطرة على فلسطين الوطن العربي، ورسمت معه ومع الاستعمار الفرنسي خطوط الحدود التي قامت فيما بعد بين فلسطين وأجزاء بلاد الشام الأخرى لبنان وسوريا وشرق الاردن، وذلك في معاهدة ساياحلا موقعاحلا موقع-بيكو عام 1916م.

    كانت الظروف الدولية مواتية لهذا الغزو الصهيوني. فقد بدأ بعد فترة قصيرة من انعقاد مؤتمر برلين سنة 1878. الذي جاء في اعقاب الحرب بين روسيا والدولة العثمانية وشهد حوار الدول الاوروبية حول اقتسام مناطق النفوذ في الوطن العربي والعالم الإسلامي والعالم غير الأوروبي عموما. وكانت أوروبا تعيش آنذاك ذروة نشاطها الاستعماري الذي اقترن بحدوث الثورة الصناعية فيها. وقد هيمنت على مقدرات أوطان وأمم في مختلف القارات.

    واشتد التنافس الاستعماري بين دول اوروبا في تلك الفترة. وواكبت بداية الغزو الصهيوني لفلسطين احتلال فرنسا لتونس عام 1881م واحتلال بريطانيا لمصر عام 1882 ثم للسودان عام 1896 وشهدت المرحلة الاولى من هذا الغزو الصهيوني الوفاق الودي بين بريطانيا وفرنسا عام 1904م الذي مهد لتحالف الدولتين في الحرب العالمية الأولى ولابرام معاهدة ساياحلا موقعاحلا موقع-بيكو كما شهدت ايضا غزو ايطاليا لليبيا عام 1911م. وغزو فرنسا للمغرب عام 1912م.

    وكان الوطن العربي قد تعرض منذ عام 1830م. للموجة الأولى من موجات الاستعمار العربي حين احتلت فرنسا الجزائر في ذلك العام، واحتلت بريطانيا عدن عام 1839م. ثم زحفت منها إلى سواحل الخليج. كما كانت عدة أقطار اسلامية قد وقعت في قبضة الاستعمار الغربي.

    قاوم شعب فلسطين الغزو الصهيوني منذ أن بدا وعمل على عرقلة تقدمه جهد استطاعته. وقام بواجبه في تنبيه الامة العربية والعام الاسلامي لاخطار الصهيونية وقد روى بن غوريون في ذكرياته قصصا عن هذه المقاومة وكذلك فعلت الكتب الصهيونية التي أرخت لتلك الفترة. وحفظت سجلات مجلس المبعوثان خطب ممثلي شعب فلسطين التي انذرت بأخطار التآمر الصهيوني الاستعماري كما حفظت الوثائق العثمانية عموما تاريخ مقاومة شعب فلسطين.

    وكانت فلسطين تشهد آنذاك مع بقية الاقطار العربية انتعاش حركة اليقظة فيها. وقد عملت هذه الحركة جاهدة منذ مطلع القرن الثالث عشر الهجري "القرن التاسع عشر الميلادي" لتحقيق التقدم دفع أخطار الاستعمار الاوروبي.

    دخل الغزو الصهيوني لفلسطين مرحلة جديدة في أعقاب الحرب العالمية الأولى. فقد صدر تصريح بلفور وزير خارجية بريطانيا إلى الحركة الصهيونية بالعمل على اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وجسد التصريح الذي صدر يوم 6 تشرين الثاني "نوفمبر" من عام 1917 التحالف بين الرحكة الصهيونية الاستعمارية وبين الاستعمار البريطاني. ومكن احتلال بريطانيا لفلسطين في كانون أول 1917م- أي بعد صدور التصريح وبعد تخليها عن التزاماتها تجاه العرب- الغزو الصهيوني من التغلغل في فلسطين.

    وجاءت اتفاقيات الصلح في فرساي أثر انتهاء الحرب لتقسم بلاد الشام والهلال الخصيب وتفرض الانتداب البريطاني على فلسطين. ألزمت بريطانيا نفسها في صك الانتداب بتهيئة الأوضاع في البلاد لاقامة الوطن القومي اليهودي فيها.

    استطاع التحالف الصهيوني الاستعماري خلال السنوات التي عانت فلسطين فيها من الانتداب البريطاني أن يهجر مئات الألوف من يهود أوروبا إلى فلسطين العربية خصوصا في الثلاثينيات التي شهدت ظهور النازية في ألمانيا. كما استطاع هذا التحالف أن يغتصب حوالي %5.5 من أراضي فلسطين الخصبة بأساليب التسلط المعلن والترهيب الاستعماري. وهكذا ارتفع عدد اليهود في فلسطين من حوالي خمس وستين ألفا كانوا في بداية الاحتلال البريطاني إلى حوالي ستماية وخمسين ألف في نهايته عام 1947 بينما بلغ عدد شعب فلسطين آنذاك مليونا ونصف.

    كان الاستعمار الاوروبي قد أكمل سيطرته على غالبية أجزاء الوطن العربي في أعقاب الحرب العالمية الأولى وغالبية أجزاء العام الاسلامي. واشتدت مقاومة العرب ومقاومة الشعوب الاسلامية لهذا الاستعمار في جميع هذه الاجزاء، ومنها فلسطين التي شهدت انتفاضات وثورات على مدى العشرينات والثلاثينات بلغت ذروتها عام 1946 وحتى عام 1939. وفرضت هذه المعاومة على بريطانيا نوعا من التراجع اكثر من مرة ثم نشبت الحرب العالمية الثانية فطرحت معطيات جديدة على الصعيد الدولي. وتكيفت الحركة الصهيونية مع هذه المعطيات فنقلت مركز ثقلها إلى الولايات المتحدة التي برزت خلال الحرب العالمية وبعدها زعيمة للغرب.

    وقد طرحت خلال هذه المرحلة ومنذ عام 1937 فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية. وصدر عن الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني "نوفمبر" 1947م، قرار التقسيم وسط ضغوط التحالف الاستعماري الصهيوني، فأعطى هذا القرار للدولة اليهودية اضعاف المساحة التي اغتصبتها الحركة الصهيونية من أرض فلسطين واكثر من نصف مساحة البلاد الكلية. ويلفت النظر بأن جل المهاجرين اليهود حتى نهاية هذه المرحلة كانوا من يهود اوروبا، الامر الذي ينسجم مع حقيقة أن الغزو الصهيوني في نشأته هو غزو استعماري استيطاني اوروبي. ويلفت النطر أيضا قيام المستوطنين الصهاينة بعد اصدار بريطانيا للكتاب الابيض عام 1939 بعمليات ضد سلطة الانتداب نظمتها بعض منظماتهم الارهابية.

    وقد اطلقوا على هذه العمليات اسم حرب الاستقلال ووصفوها بانها حركة تحرير ليركبوا موجة التحرير التي عمت منذ الحرب العاليمة الثانية قارتي آسيا وافريقيا، وليصطنعوا تاريها يغطي حقيقة التحالف الصهيوني مع الاستعمار البريطاني وكان هذا الكتاب الابيض قد نص على تحديد الهجرة اليهودية لفلسطين في أعقاب شعب فلسطين.

    دخلت الغزوة الصهيونية مرحلة التغلغل هذه مع انتهاء الحرب العالمية الاولى في وقت اشتد تكالب اوروبا فيه على الاتعمار. ولكن الحرب غيرت في صورة القارة الاوروبية ومهدت لظهور المذاهب الجمعية فيها، وفرضت اعلان مبادئ حق تقرير المصير والسلام. وقد انعقد مؤتمر فرساي عام 1919 في أعقاب الحرب فجاءت قراراته ضربة موجعة لتلك المبادئ.

    وشهد المؤتمر حوار دول الغرب حول اقتسام مناطق النفوذ والمستعمرات تحت اسم الانتداب أو الوصاية. وهكذا مكن الانتداب البريطاني الغزوة الصهيونية من التغلغل في فلسطين، وتقاسمت بريطانيا مع فرنسا حكم غالبية اجزاء الوطن العربي بعد تجزئته. وكانت اوروبا في هذه المرحلة ما تزال تهيمن على مقدرات العارات الاخرى، وان برزت الولايات المتحدة الامريكية كقوة كبيرة إلى جانبها. وقد تعاظمت مقاومة الشعوب المستعمرة للاستعمار في تلك الفترة. وكان من امثلتها البارزة نضال شعب فلسطين العربي ونضال الشعوب العربية في بقية الوطن العربي. وظهرت أزمة القيم التي تعانيها الدول المستعمرة.

    وانعاحلا موقعاحلا موقعت على تجربة عصبة الأمم. وهكذا تفجرت الحرب العالمية الثانية بعد عقدين من مؤتمر فرساي. ونلاحظ أن الغزوة الصهيونية استغلت هذا المناخ الدولي واثاره على السياسة الاوروبية لتتغلغل في فلسطين، والتقت مع النازية في اصطناع حملات الاضطهاد ضد اليهود في اوطانهم لبلوغ أهدافها في تهجيرهم. ونلاحظ أيضا أن النضال العربي دخل مرحلة جديدة في هذه الفترة، فبرز النضال الوطني الذي فرضه واقع تجزئة الاستعمار للوطن العربي، ويمكننا أن نرى بالنظرة الشاملة لحركات هذا النضال الوطني في مختلف الاقطار العربية أن كان متأثرا بحقيقة ترابط الامة العربية. وهكذا كانت الحركات تتجاوب عن بعد رغم التجزئة، ولقد نجح النضال العربي في أن يطرد الاستعمار من بعض هذه الاجزاء. وظهرت بوضوح موجة التحرير في الوطن العربي اثر انتهاء الحرب العالمية الثانية.

    بدأ الغزو الصهيوني مرحلة جديدة عام 1948 بعد انسحاب بريطانيا من فليسطين وتسليمها اراض واسعة للحركة الصهيونية التي أعلنت قيام دولة اسرائيل. ونشبت في بداية هذه المرحلة حرب فلسطين التي يصطلح على اعتبارها الحرب الأولى في الصراع. وقامت الحركة الصهيونية بطرد حوالي مليون من أبناء فلسطين إلى الأراضي العربية المجاورة تنفيذا لمخططات الاستعمار الاستيطاني التي استهدفت احلال مستعمرين صهاينة حدد محلهم. وشهدت هذه المرحلة أثر ذلك تدفق موجات هجرة من يهود اوروبا أولا ثم من يهود الوطن العربي إلى فلسطين، وبلغ عدد الذين وفدوا حتى عام 1967 حوالي مليونين، فارتفع عدد سكان التجمع الاسرائيلي خلال مرحلة الغزو من ستماية وخمسين ألفا إلى حوالي مليونين ونصف متضاعفا أربع مرات. ومثل هؤلاء حوالي 13 % من اليهود في العالم. وتضاعفت أيضا مساحة الأراضي التي سيطر عليها الغزاة من خلال تسليم بريطانيا مساحات واسعة منها قبيل انساحبها وفقا لخارطة تقسيم 1947، ومن خلال تجاوز خطوط هذه الخريطة عام 1948 وتنفيذ اتفاقيات رودس عام 1949 واغتصاب مزيد من الأراضي العربية.

    وهكذا سيطرت الحركة الصهيونية على أكثر من 70% من مساحة فلسطين الكلية ونجحت في احتلال بعض الأحياء الجديدة من القدس. واستطاع أبناء القدس من خلال مقاومة ضاربة حماية المدينة القديمة والأماكن المقدسة فيها.

    وهكذا شملت المساحة التي استولى عليها الكيان الصهيوني كل فلسطين عدا قطاع غزة والضفة الغربية ومساحة صغيرة جنوبي طبرية. وقامت اسرائيل بشن حرب على مصر عام 1956 متواطئة مع بريطانيا وفرنسا في محاولة منها للتوسع فاحتلت قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء. ولكنها اضطرت إلى الانسحاب منها بعد فشل العدوان الثلاثي وحرب السويس. وكانت هذه الحرب هي الحرب الثانية في الصراع ودأبت اسرائيل قبل ذلك على القيام باعتداءات مستمرة على الضفة الغربية والقطاع وعلى الحدود السورية والمصرية.

    نجحت الحركة الصهيونية خلال هذه المرحلة في إيجاد ما اسمته "اسرائيل الصغرى" "وشرعت تخطط لإيجاد إسرائيل الكبرى". وتغير تكوين المجتمع الإسرائيلي فلم يعد قاصرا على اليهود الأوروبيين، بعد أن هجرت الحركة الصهيونية إعدادا من يهود الوطن العربي إلى فلسطين. وان بقيت الهيمنة فيه للمستوطنين الأوروبيين. وبدأت أثار هذا التغير بالظهور تدريجيا. وقد وضح في هذه المرحلة طابع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني سواء في مفاهيمه العنصرية أو في أساليبه التوسعية. وتحلى أكثر مما تجلى في السياسة الإسرائيلية تجاه عرب فلسطين المحتلة الذين بقوا في أراضيهم والذين طردوا منها، واشتهرت من معالم هذه السياسة مذابح دير ياسين وقبية ونحالين وكفر قاسم، واغتصاب الأراضي، وسياسة التعليم، وتهجير العرب الفلسطينيين.


    يتـــــــــــــــــــــبع


    عدل سابقا من قبل النسر الأحمر في الخميس أبريل 10, 2008 1:19 pm عدل 1 مرات
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:11 am

    ستجاب العرب لتحديات نكبة 1948 فدخل نضالهم ضد الغزو الصهيوني مرحلة جديدة. وحققت اليقظة في الوطن العربي انجازات كبيرة.

    وتدفقت موجة التحرير في العالم الاسلامي فاستقلت شعوب اسلامية كثيرة. وكان لفشل العدوان الثلاثي أثره الكبير على دفع حركات التحرير في آسيا وافريقيا. وخاضت الأمة العربية وشعوب آسيا وافريقيا تجارب هامة في مجال التحول الاقتصادي والتعاون السياسي. الامر الذي أقلق التحالف الاستعماري الصهيوني وحفزه على ضرب هذا التقدم.

    وظهر على الصعيد الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية علم جديد شهد حدوث الانقلاب النووي. وتعاظم في هذا العالم دور كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بعد أن خرجت أوروبا الاستعمارية من الحرب منهمكة.

    وظهرت موجة التحرير الآسيوية الافريقية فساهمت في رسم خريطة العالم الجديد واذا كانت الدول الكبرى قد حاولت في مؤتمري يالتا وبوتسدام اللذين انعقدا عام 1945 رسم خريطة العالم فإن نضال الشعوب فرض تغييرات كثيرة على ما تم رسمه، وجعل من التحرير روح العصر.

    وظهرت تجربة الأمم المتحدة التي جعلتها موجة التحرير تحتلف عن سابقتها. كان انعقاد مؤتمر باندونغ عام 1955 نقطة تحول في الصورة الدولية حيث انطلقت صيحة الدول المستقلة حديثا. وبرزت فكرة العالم الثالث واسهمت في تخفيف حدة التوتر بين المعسكرين.

    وركزت الحركة الصهيونية على توثيق تحالفها مع الولايات المتحدة منذ أن تعاظم الدور الأمريكي في العالم.

    واجه شعب فلسطين العربي في هذه ظروفا شديدة الصعوبة. فقد حلت به نكبة عام 1948، واحتلت اسرائيل أجزاء واسعة من وطنه، وفرض عليه هذا الاحتلال نزوح غالبيته الى الضفة والقطاع والبلاد العربية المجاورة. اهتزت مؤسساته وتصدع كيانه. وما أسرع ما أفاق من هول النكبة واستحاب لتحدياتها.

    حقق على مدى هذه المرحلة صمودا يلفت النظر في مواجهة محاولات تصفية قضيته. أقل أبناؤه على نشر العلم وتلقيه وحقوا ثورة تعليمية حافظت على هويتهم كشعب. باشر محاولات جادة للكفاح المسلح وساهم في التصدي للاعتداءات الاسرائيلية وقاوم عرب فلسطين الذين بقوا في أراضيهم تحت الحكم الاسرائيلي أبشع صور العسف والاضطهاد وحافظوا على هويتهم الوطنية. كما قاوم أهالي غزة الاحتلال الاسرائيلي عام 1956. وتضافرت جهود أبناء فلسطين في عدد من أماكن التجمع لابراز الكيان الفلسطيني، فقامت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964. وتفجرت الثورة الفلسطينية عام 1965، وبدات عملياتها ضد الاحتلال الاسرائيلي.

    جاء قيام اسرائيل بشن حرب عام 1967 ايذانا ببداية مرحلة جديدة في الوجود الصهيوني الاستعماري في فلسطين والوطن العربي. فقد احتلت نهذه الحرب، التي هي الحرب الثالثة في الصراع، الضفة الغربية وقطاع غزة من أراضي فلسطين، والجولان من اراضي سوريا، وسيناء، من اراضي مصر. وضاعفت المساحة التي تسيطر عليها أربع مرات.

    أصبحت اسرائيل تحتل مركزا استراتيجيا بالغ الخطورة. فقد جثمت قراتها على الضفة الشرقية لقناة السويس وساحل سيناء الجنوبي بين البحر المتوسط والبحر الاحمر في مواجهة دلتا النيل وواديه في مصر والسودان. وجثمت قراتها على طول الساحل الغربي لخليج العقبة وفي الجزر التي تتوسط مدخله في مواجهة شبه الجزيرة العربية، وعلى طول غور الاردن من رأس خليج العقبة حتى منابع نهر الاردن في مواجهة الضفة الشرقية للاردن ومن ورائه العراق والخليج، وعلى طول خط بين جبل الشيخ ورأس الناقورة في مواجهة سوريا ولبنان، وعلى طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط من رأس الناقورة حتى رأس العش شمال بورسعيد.

    احتلت اسرائيل بهذه الحرب القدس الشرقية، وعملت على تهجير مزيد من يهود العالم إليها وإلى الاراضي العربية المحتلة. وشرعت في اقامة مستوطنات لهم في تلك الاراضي. وبدأت تتحدث عن "اسرائيل الكبرى" وتحكى عن "حدود التوراة" والحدود التاريخية في معرض الحديث عن "الحدود الدفاعية". وسيطرت على التجمع الاسرائيلي في هذه المرحلة مشاعر جنون العظمة والتفوق العنصري. وكان يمكن لهذه المشاعر أن يتفاقم تأثيرها لولا تصاعد مقاومة شعب فلسطين للاحتلال. ولولا تحرك النضال العربي في صورة حرب الاستنزاف التي ما أسرع أن نشبت ومارست اسرائيل تجربة استعمارية بشعة على أهالي فلسطين والجولان وسيناء فكشفت عن طبيعة الاستعمار الاستيطاني العنصري في الحركة الصهيونية. وكان من جوانب هذه التجربة طرد وتشريد مزيد من العرب وفرص تهجير مدن بكاملها.

    بقدر ما كان وقع خسارة حرب 67 شديدا على الأمة العربية بقدر ما قويت استجابة النضال العربي لتحدي هذه الحرب. فقد جابه بعزم العدوان الصهيوني فكانت حرب الاستنزاف. وتصاعدت مقاومة شعب فلسطين العربي التي استمرت بلا انقطاع منذ بداية الغزوة. واكتسبت أهمية بالغة وبخاصة بعد الانتصار الذي تحقق في معركة الكرامة عام 1968 وفرض حقيقة وجود شعب فلسطين على الصعيد الدولي.
    كان العالم يشهد في تلك الآونة تحولا في العلاقات التي تحكم دولة. فقد أحدثت سياسة التعايش السلمي في كل من المعسكرين تغيرات هامة. وعمدت العوى الاستعمارية إلى محاولة ضرب حركات التحرر. وجاء عدوان 1967 ليمثل ذروة هذه المحاولات. واشتد الصراع بين الدول النامية والدول الغنية وعمدت اسرائيل إلى خدمة مصالح الدول الاستعمارية وسياساتها في الوطن العربي والعالم الثالث. كما عمدت إلى تقوية تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية. وبدت اسرائيل من خلال ممارستها تجسيدا لحقيقتها الاستعمارية الفريدة. "فهي ظاهرة استعمارية صرفة قائمة على الاغتصاب. وهي استعمار طائفي بحت أساسها التعصب الديني وهي استعمار عنصري مطلق بكل ما في العنصرية من استعلاء وتعصب واضطهاد ينطلق من اللون وزعم الشعب المختار. وهي قطعة من الاستعمار الاوروبي عبر البحار. وهي استعمار سكني توطني. وهي تجسيم للاستعمار المتعدد الأغراض السكني والاستراتيجي والاقتصادي. وهي استعمار توسعي يحلم بمجاله الحيوي. وهي استعمار من الدرجة الأولى والثانية معا بالاصالة والوكالة لحساب الصهيونية العالمية والاستعمار العالمي".

    رسم مسار الغزوة الصهيونية خلال هذه المراحل الأربعة خطا متصاعدا. ثم نشبت حرب رمضان عام 1973 فرضعت حدا لهذا التصاعد. وتابعت الثورة الفلسطينية نضالها على كل الصعد وخاضت على الصعيد العسكري معارك مشرفة، فحققت انجازات هامة على طريق ابراز الكيان الفلسطيني والاعتراف الدولي بالحقوق الوطنية لشعب فلسطين. واحتدم الصراع العربي الاسرائيلي. وتزايد نزوع الحركة الصهيونية نحو التطرف في مواجهة النضال الفلسطيني، فركزت اسرائيل همها على اغتصاب القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

    يمكننا أن نسجل عند هذا الحد ملاحظة عامة حول اتجاه الصراع الدائر فوق أرض فلسطين والذي يشمل بابعاده كامل الساحات العربية والاسلامية. وهي اننا نشاهد لاول مرة في تاريخ هذا الصراع بداية العد العاحلا موقعاحلا موقعي للغزو الصهيوني لفلسطين. واذا كان لهذا علائم كثيرة الا أن من هذه العلائم التغيير الهام الحاصل في المجال الدوبي بالنسبة إلى الدولة الاسرائيلية التي تعاني عزلة راحت تتزايد يوما بعد يوم، بينما أخذت القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، والمكانة العربية والاسلامية عموما، تزداد تاثيرا في النطاق الدولي وقد انعاحلا موقعاحلا موقع ذلك بما أخذت تناله الحقوق الثابتة للسعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة من اعتراف دولي شبه كامل، وبما راحت تحظى به منظمة التحرير من اعتراف دولي يتزايد يوما بعد يوم، وبما أصبح للأمة العربية والاسلامية، خصوصا عندما تتحد كلمتها من صوت مسموع ومهاب على مستوى دولي.

    أن طبيعة الصراع الذي تخوضه امتنا مع العدو الصهيوني تعطي لهذا التغيير أهمية أساسية في تاثيره على مجرة الصراع ومستقبله. لان هذا الصراع لم يكن يوما صراعا محليا له أبعاد دولية، وانما هو صراع دولي تكثف ويتكثف على أرض فلسطين، فالغزو الصهيوني جاء من الخارج، وبدعم من الخارج، وقامت دولته واستمدت قوتها، وما زالت، من خلال دعم عالمي لا مجال لنكرانه والجدال فيه. ولهذا عندما يتأزم وضعها دوليا وتبدأ الرياح تجري في هذا الميدان على عاحلا موقعاحلا موقع ما تريده أشرعة سفينتها تكون قد فقدت ركنا أساسيا من أركان قوتها وحياتها. واذا ما صحب ذلك تصعيد في النضال الفلسطيني وتكريس للوحدة الوطنية الفلسطينية ومزيد من الدعم العربي والاسلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية، واذا ما صحبه تعزيز للتضامن العربي الاسلامي وتأكيد لارادة الأمة في تحرير القدس واحقاق الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وجهد دائم في مجال الاستعداد واعداد العدة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا، فسوف تميل كفة الميزان إلى مصلحة فلسطين والبلاد العربية الاسلامية وتبدأ الامور تأخذ موقعها الطبيعي ومسارها الحتمي
    الممارسات الإسرائيلية في القدس
    وموقف المجتمع الدولي

    عبر النزوع إلى التطرف الكيان الصهيوني عن نفسه بصورة متميزة في الموقف الذي اتخذه من القدس، وجسدت الممارسات الإسرائيلية في المدينة المقدسة الأخطار الكبيرة التي يحملها هذا التطرف، وطرحت على العالم قضية القدس يهمنا أن نقف أمام بعض الحقائق المتعلقة بتلك القضية وبمسار هذه الممارسات ذلك أن القدس على الرغم من ارتباطها الذي لا ينفصم عن مجمل قضية فلسطين تحظى بأهمية خاصة لا جدال حولها. ومن ثم فان تسليط الضوء على قضية القدس لا يضعف ذلك الارتباط، بل يزيده وثوقا، لأن قضية القدس مركز قضية فلسطين. أو هي الحلقة الرئيسية التي تمسك ببقية حلقات المشكلة. ولا مبالغة في القول أن الإطلالة على الصراع الدائر في فلسطين لا تأخذ عمقها وشمولها وأبعادها المختلفة الا من خلال الاطلالة على الصراع الدائر حول القدس. وربما كان من أبرز الدلائل على هذه الحقيقة ذلك الاصرار الاسرائيلي في جعل القدس عاصمة الدولة وعنوان الوجود الصهيوني في فلسطين. ولم تجعل التصريحات الرسمية الاسرائيلية بما في ذلك تصريحات المعارضة مجالا للشك في الموقف من القدس. الموقف الذي يحمل العناوين التالية : تهجير عرب القدس الشرقية بمسلميهم ومسيحييهم، وتهويد القدس باحلال المستوطنين الصهاينة فيها، ومحو السمات العربية -الاسلامية للقدس من خلال تغيير ملامح المدينة، بمختلف جوانبها، أبنية وشوارع وجغرافية، وضمها إلى دولة اسرائيل بجزئيها الغربي والشرقي وجعلها العاصمة الأبدية للدولة. ومن ثم افقادها طابعها الديني الذي يخص الديانات السماوية الثلاثة، وهو الطابع الذي حافظت عليه السيادة الاسلامية والوجود العربي في القدس طوال أربعة عشر عرنا. فالتهويد لا يفقدها طابعها الديني الاسلامي - المسيحي فحسب وانما طابعها الديني اليهودي أيضا لأنه سيجلها مدينة سياحية غربية الطابع تحتوي على اثار قديمة لا مدينة الحج والتاريخ والمقدسات والايمان. كما أن تهجير عرب مدينة القدس وتهويدها وضمها لدولة اسرائيل يجسد كامل قصة فلسطين مع الغزوة الصهيونية ويكشف كل ما يحمله المشروع الصهيوني من أبعاد. لانه يعني انكار الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وتصفية قضيته كشقب له الحق في فلسطين وعاصمتها القدس حق الوجود والعيش وحق المواطنية وحق تقرير المصير وحق السيادة عليها.

    ولهذا لا يكون التركيز على قضية القدس الا المدخل الاول الى القضية الفلسطينية برمتها، وما تأكيد حق الشعب الفلسطيني فيها الا تكريس لحقوقه الثابتة على مستوى القضية الفلسطينية بكل أبعادها.

    أ- القدس ما بين عام 1947 وعام 1967 :
    وضعت خطة الاستيلاء الصهيوني على المدينة المقدسة ضمن المخطط العام لاحتلال فلسطين أي منذ صدور تصريح بلفور ورعاية السلطات البريطانية اقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين، في صورة مناقضة لالتزامات الحلفاء ووعودهم بالاستقلال او على الاقل حق تقرير المصير.

    وقد سعت الحكومة البريطانية خلال فترة الانتداب في مشاريعها المتعددة للمسألة الفلسطينية، الى فصل منطقة القدس ووضعها تحت الادارة البريطانية بدعوى القيام بدور الحكم في الصراع العربي الصهيوني. وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الاتجاه في قرارها القاضي بتقسيم فلسطين 29/11/1947. فوضعت للمدينة (القدس بكاملها وما فيها من الاحياء القديمة والحديثة عربية ويهودية، والقرى والمدن المحيطة بالمدينة بما فيها بيت لحم) نظاما دوليا خاصا وضح بخريطة الحقت بالقرار. وقضى القرار ربط القدس بالمنطقتين العربية واليهودية المجاورتين في اتحاد اقتصادي.

    ربما رأى البعض الآن بقرار تدويل القدس حالة أفضل من حالة تهويد المدينة وضمها للدولة الاسرائيلية. ولكن بالرغم من هذه الفاصلة يجب أن يسجل على ذلك القرار أنه مجحفا بحقوق الشعب الفلسطيني، ومهد جنبا الى جنب مع قرار التقسيم لقيام الدولة الاسرائيلية وتشريد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك اغتصاب القدس

    يتبــــــــــــــــــــــــــــع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:13 am


    في الواقع لم يكن هنالك من مسوغ لتدويل القدس بحجة حماية الأماكن المقدسة وتأمين الوصول اليها للجميع لأن حق سيادة شعب فلسطين عليها أمر لا يجوز الانقاص منه. كما ثبت تاريخيا أن وجود المدينة في الأيدي الاسلامية العربية قد حافط على مقدساتها وأمن للجميع حرية الوصول اليها وممارسة شعائرها بكل حرية، حتى غدا تقليدا عربيا شاع قبل قيام أيه أنظمة دولية أو قواعد مكتوبة لرعاية حقوق الطوائف والأقليات وحماية أماكن العبادة وضمان مرور الحجاج. وحظيت هذه الحالة برضى الناس عموما، ولم تثر مشكلة الاماكن المقدسة خلال السيادى العربية الا في القرن التاسع عشر نتيجة التدخلات والاطماع الاجنبية.

    ملف القدس الشريف 0003

    بدأت قضية القدس، وهي احدى القضايا الاساسية المتفرعة من القضية الفلسطينية الرئيسية، تبرز على المسرح الدولي، وتشد اليها أوساط الامم المتحدة بأجهزتها المختلفة وتشغل تفكير عدد من الكتاب في العام المهتمين بالقضية لاغراض انسانية وحضارية.

    ملف القدس الشريف 0003

    ظل نظام التدويل الذي تبنته الأمم المتحدة، قائما نظريا، ورفض العرب قرار التقسيم بما فيه تدويل القدس، وانقسم موقف الصهيونيين تجاه التدويل ولكنهم قبلوا به للحصول على الاصوات المطلوبة لاقرار المشروع وضمان "الشرعية" لاقامة دولتهم. ونشبت الحرب قبل خروج القوات البريطانية من فلسطين، وكانت القدس الهدف الاول في المخطط الصهيوني لاحتلال فلسطين.

    ملف القدس الشريف 0003

    سهلت سلطات الانتداب للمنظمات الصهيونية احتلال معظم قطاعات المدينة الحديثة التي تم الاستيلاء عليها قبل انتهاء الانتداب البريطاني وسميا. وكانت مذبحة دير ياسين يوم 9 نيسان 1948 التي قامت بها منظمة ارغون الصهيونية احدا الخطوات لقرض الهجرة العربية. واستطاع أهل القدس بالتعاون مع فئات من الجهاد المقدس وقوات جيش الانقاذ الاردني الصمود في قلب المدينة القديمة. وفي خضم هذه الاحداث انهى مجلس الوصاية (الذي أقر انشاءه نظام التدويل) بحث مشروع النظام الخاص بمنطقة القدس الدولية وتقدم به الى الجمعية العامة لاقراره 21/4/1948 وتعيين حاكم للمدينة. غير أن الجمعية العامة- خلال انعقادها في دورة استثنائية لبحث قضية فلسطين- شغلت بمحاولة اقرار هدنة في المدينة المقدسة عن طريق قناصل الدول أعضاء مجلس الأمن فيها، أو حماية جمعية الصليب الأحمر الدولية فيها.

    ملف القدس الشريف 0003

    ولما فشلت هذه الجهود أوصت الجمعية العامة في 6/5/1948 حكومة الانتداب تعيين حاكم محايد لادارة الأمور في القدس لحماية الأماكن المقدسة فيها ولكنه طلب اعفاءه من منصبه لفشله في التوفيق.


    ملف القدس الشريف 0003

    وكاد الجانب العربي بعد 15 أيار/مايو 1948 أن يسجل نصرا في القدس لولا اعلان الهدنة الاولي التي مكنت الجانب الصهيوني من تعديل موقفه وتوجيه هجوم جديد وجاءت الهدنة الثانية فاوقفت القتال.

    ملف القدس الشريف 0003

    وقد عهدت الجمعية العامة الى الكونت فولك برنادوت وسيط الأمم المتحدة العمل على ايجاد تسوية سلمية للموقف في فلسطين مستقبلا مع ضمان حماية الأماكن المقدسة.

    ملف القدس الشريف 0003

    قدم برنادوت مقترحاته بشان القدس، وكانت جزءا من مقترحات عامة لتسوية قضية فلسطين (شرحها في مجلس الأمن 8/7/1948) وتلخصت مقترحاته في ضم القجس للاقليم العربي، مع حكم ذاتي بلدي للطوائف اليهودية، وترتيبات خاصة لحماية الأماكن المقدسة، وكانت وجهة نظره أن القدس تقع في وسط الاقليم العربي وأن أية محاولة لعزلها سياسيا أو غير ذلك عن الاقليم العربي المحيط بها تنطوي على صعاب جمة.

    ملف القدس الشريف 0003

    ومع أن الوسيط الدولي قد عاد فيما بعد-وخاصة مع انقلاب موازين القوى لصالح الصهيونيين- الى مشروع التدويل، فان موقفه الاول أدى الى مقتله على يد الصهيونيين في 17/9/1948 في القدس.

    ملف القدس الشريف 0003

    كرست اتفاقية وفق اطلاق النار 30/11/1948 واتفاقية الهدنة 3/4/1949 تقسيما واقعيا للمدينة، على أساس مواقع الطرفين في المدينة المقدسة.

    ملف القدس الشريف 0003

    وقد وافقت وفود الدول العربية لدى اجتماعاتها بلجنة التوفيق ( التي تكونت بقرار من الجمعية العامة في 11/12/1948 من أجل ايجاد حل للقضية بشكل عام ووضع نظام دائم لتدويل منطقة القدس بوجه خاص) وافقت على فكرة التدويل التام لمنطقة القدس على أساس وحدتها ودون تقسيم الأماكن المقدسة فيها. وقدم الجانب الاسرائيلي اقتراحاته على أساس الأخذ بالوضع الراهن في المدينة مع قصر التدويل على الأماكن المقدسة في البلدة القديمة (داخل السور) وتوصلت لجنة التوفيق الى مشروع يعترف بالوضع الراهن بحيث يعهد الى السلطات العربية والاسرائيلية بادارة المناطق التابعة لكل منهما. ومع ذلك لم يتضمن المشروع المذكور الغاء لقرار التدويل. ونوه صراحة بانه لا يحق لأي من الطرفين أن يتخذ القدس عاصمة له.

    ملف القدس الشريف 0003

    رفضت الدول العربية هذا المشروع كما رفضه الجانب الاسرائيلي ورفضته الجمعية العامة 9/12/1949 لخروجه عن فكرة التدويل الأصلي. ونتيجة للاعتبارات التي أملتها رغبة الرأي العام ولا سيما الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذاحلا موقعاحلا موقعية، اتخذت الجمعية العامة في نفس التاريخ 9/12/1949 قرار اكدت فيه عزمها على وضع منطقة القدس تحت نظام دولي يضمن حماية الأماكن المقدسة داخل مدينة القدس وخارجها وعهدت الى مجلس الوصاية من جديد لوضع دستور القدس.

    ملف القدس الشريف 0003

    انتهى مجلس الوصاية من صياغة النظام واقراره (43 مادة)، واثناء مناقشة وضع الاسس والمبادئ الخاصة بالتدويل، أصدر البرلمان الاسرائيلي (الكنيست ) في 11/12/1949 قرارا باعلان القدس عاصمة لاسرائيل تمشيا مع سياسة الأمر الواقع وتحديا للمجتمع الدولي، مع ا، الفقه والعمل الدوليين قد استقرا على أن الطبيعة المؤقتة للاحتلال لا تاحلا موقعاحلا موقعاحلا موقع المحتل مباشرة سلطة سيادة قانونية أو دائمة على الاقليم المحتل، أو الحق في اجراء تغييرات في التشريعات والقوانين أو الا,ضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والثقافية.


    ملف القدس الشريف 0003

    واحتج مجلس الوصاية على الاجراءات الاسرائيلية واحال مشروع النظام المعدل في 14/6/1950 إلى الجمعية العامة في دورتها الخاصة. ولم تبت الجمعية في تقرير مجلس الوصاية، تحت حجة الانشغال بمسائل دولية اخرى، وامتنعت الوفود العربية في الجمعية العامة عن تقديم أية مشروعات قد تنتقص في قرارات التدويل السابقة، ومن دستور القدس الذي أقره مجلس الوصاية خشية أن يؤدي أي اتفاق الى تقسيم القدس نهائيا.

    ملف القدس الشريف 0003

    تجمد موضوع قضية القدس، شأنه شأن قضية فلسطين، أثر ذلك في الأمم المتحدة فلم يبحث نهائيا في الدورات التالية، وهذا يعني أنه قائم انما يفتقر الى التنفيذ، كواحد من قرارات كثيرة اتخذت بشأن القضية الفلسطينية. وقد مضت اسرائيل في فرض الأمر وتحدي قرار الامم المتحدة بالتدويل. فأتمت نقل مقر الحكومة من تل أبيب الى القدس، كما نقلت اليها الكنيست بصفة مؤقتة 1952 (تم انشاء بناء خاص له 30/8/1966)، كجزء من مخطط لنقل جميع الوزارات والمصالح الحكومية لها فيما بعد.


    ملف القدس الشريف 0003
    رفضت أكثرية الدول اقامة سفاراتها في القدس، ولكن اسرائيل سعت الى أن يقدم السفراء الأجانب أوراق اعتمادهم بالقدس الاسرائيلية. وبدأت اقامة عرض عسكري في مايو/أيار كل عام دون أن تحفل باستنكار مجلس الأمن لهذه الخطوة.

    ملف القدس الشريف 0003

    ولدعم مركز اسرائيل في القدس الجديدة قامت سلطات الاحتلال في الفترة بين 1948-1967 بعدد من الاجراءات رمت الى تهويدها بعد أن هجرت سكانها العرب. وكانت هذه الاجراءات جزءا من اجراءاتها ضد المناطق المحتلة. وقد استندت فيها الى قانون أموال الغائبين ( 31/3/1950) الذي صادرت بموجبه كل أملاك اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطروا الى ترك ديارهم، بالاضافة الى أملاك السكان العرب الذين بقوا تحت الحكم الاسرائيلي ولكن اضطروا الى تغيير أماكن اقامتهم. ويتضمن هذا القانون تعليمات غريبة صيغت بشكل كان الهدف منه تسهيل مصادرة أكبر مساحة ممكنة من الاراضي العربية. وقد قدرت الاراضي الخاصة بالعرب في القدس الجديدة 80 % كما أن ثلثي المساحة المبنية في القدس الجديدة ملك العرب.

    ملف القدس الشريف 0003

    حرمت السلطات الاسرائيلية اللاجئين من حق العودة طبقا لقرار الجمعية العامة رقم 194 بتاريخ 11/12/1948، وقد بلغ عدد اللاجئين من أهل القدس 000ر70 (كان عدد سكان القدس قد بلغ في نهاية 1946 590ر150 من العرب و520ر102 من اليهود) في حين فتحت السلطات باب الهجرة اليهودية فبلغ عدد السكان اليهود في القدس قبل حرب 1967 000ر190.


    ملف القدس الشريف 0003

    يرسم الحال الذي آلت اليه القدس الجديدة من 1948-1967 تحت السيطرة الاسرائيلية، صورة مرعبة لما يعنيه المشروع الصهيوني بالنسبة الى المدينة المقدسة. فقد خلت تلك الاحياء العربية التي شكلت القسم الأعظم من المدينة الجديدة من سكانها العرب مسلمين ومسيحيين ولم تعد جوامعها وكنائسها تعج بالمؤمنين وانما أصبحت مهجورة.

    ملف القدس الشريف 0003

    يتبــــــــــــــــــــــــــــــع
    ملف القدس الشريف Br7
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:14 am


    وصبغت المدينة بصبغة يهودية ذات طابع غربي بأغلبها. مما أفقدها كل صلى بالتاريخ وبالاسلام والمسيحية. فلم تعد هي القدس وانما مدينة اخرى!

    ملف القدس الشريف 0003


    ب- القدس واجراءات "ضم" والتهويد الاسرائيلية عام 1967 :

    في حيزران/يونيو 1967 تفجرت قضية القدس من جديد، بعد أن بدا وكان ستارا قد اسدل على موضوع القدس، وقد باشرت السلطات الاسرائيلية بتثبيت أقدامها في الاراضي المحتلة للاحتفاظ بكامل المكاسب الاقليمية والسياسية التي أحرزتها في الحرب والتملص من الالتزام بقرارات الأمم المتحدة والأعراف الدولية وبعد أن تم احتلال الجزء الثاني من القدس دخلت المدينة في دائرة التغييرات الاسرائيلية "التي تناولت جميع الأراضي المحتلة الا أنه نظرا للأهمية التي تشغلها القدس في التفكير الصهيوني سار العمل فيها بخطوات أسرع، فعمدت السلطات الاسرائيلية بعد الاحتلال الى تنفيذ المخطط الذي رسم من قبل لتهجير عرب المدينة المقدسة وتغيير ملامحها وتهويدها وجعلها عاصمة لاسرائيل.

    ملف القدس الشريف 0003

    أوكلت الحكومة الى لجنة خاصة شؤون القدس، وعمدت، بحجة توحيد المدينة الى هدم السور الجديد الذي كان يفصل بين شطري المدينة (وكان قد اقيم بعد عام 1948 لوقف عمليات القنص). وعهدت الى تيدي كوليك برئاسة بلدية القدس الموحدة، واستمرت في استكمال نقل الوزارات العاملة في تل ابيب مع موظفيها اليها.

    ملف القدس الشريف 0003

    وفي وقت ما زالت قضية العدوان مطروحة فيه أمام الجمعية العامة (دورتها الاستثنائية الخامسة فس 27 حزيران) أصدرت اسرائيل سلسلة من القرارات هدفها ضم القدس العربية والمنطقة المحيطة بها الى الحكم الاسرائيلي المباشر، وعزلها عن المحيط العربي المجاور، والغاء الوجود العربي فيها بتطبيق الانظمة الادارية والقضائية الاسرائيلية واتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بتهويد المدينة، علما بأن هذه القرارات تتعارض مع المواثيق الدولية التي تحظر على السلطة تغيير القوانين أو فرض قوانين جديدة.


    ملف القدس الشريف 0003

    كانت قرارات ضم القدس (1) الى اسرائيل تسير جنبا الى جنب، مع الاجراءات العملية في هذا الصدد، وهي تسبقها تارة وتتأخر عنها طورا، في ضوء العقبات أو المستجدات التي كان الكيان الصهيوني يواجهها على هذا الصعيد اصدروا هذه القرارات بعد نحو اسبوعين من انتهاء القتال لاضفاء الشرعية على ما كانت السلطات العسكرية الاسرائيلية تتخذه في اجراءات ضم عملية. ففي 27/6/1967 صادق الكنيست على مشروع قانون كانت الحكومة قد تقدمت به، يقضي بتعديل قانون أنظمة السلطة والقضاء لسنة 1948 وبهذا منحت سلطات الاحتلال لنفسها حق ضم الاجزاء من "أرض اسرائيل" "كما تراه مناسبا بمجرد اصدارها مرسوما في ذا الصدد. وفي اليوم التالي 28/6/1967، أصدرت الحكومة مرسوما بشأن سريان "قانون


    ملف القدس الشريف 0003

    (1) حول القوانين الاسرائيلية "صبري جريس" شؤون فلسطين عدد 106 ايلول 1980 بالاضافة الى كتابات أمين القدس روحي الخطيب.

    الدولة وقضائها وادارتها" على مساحة تبلغ 70 ألف دونم، تضم القدس القديمة بأكملها ومناطق واسعة محيطة بها، تمتد من صورباهر وبيت صفافا في الجنوب، الى مطار وقرية قلندية في الشمال، وبيت حنينا غربا، وقرى الطور والعيزرية وعناتا والرام شرقا، ويقطنها حوالي 000ر100 عربي.

    وفي الجلسة نفسها التي أقر فيها الكنيست تعديل قانون أنظمة السلطة والقضاء صادق على تعديل لقانون البلديات، للتمهيد لالحاق القدس القديمة بمنطقة صلاحية مجلس بلدية القدس اليهودية يسمح لوزير الداخلية "حسب تقديره ودون اجراء أي تحقيق... أن يصدر اعلانا يوسع فيه منطقة اختصاص بلدية ما بواسطة ضم مساحة تحددت في مرسوم صادر بموجب قانون أنظمة السلطة والقضاء المذكور". وفي اليوم التالي أي 28/6/1967 نشر وزير الداخلية اعلانا في الجريدة الرسمية بشأن توسيع حدود بلدية القدس. ضمت بموجبه كامل المنطقة التي حددتها الحكومة سابقا بمرسوم الى منطقة بلدية القدس، تحت اشراف مجلس البلدية الاسرائيلي. وبذلك تكون القدس العربية قد أصبحت من وجهة نظر القوانين الاسرائيلية جزءا من اسرائيل تابعا للقدس الكبرى"الموحدة الى الأبد".


    ملف القدس الشريف 0003

    وتبع ذلك حل امانة القدس وضمها الى بلدية القدس الجديدة. وحاولت سلطات الاحتلال اشراك بعض العرب في مجلس البلدية برئاسة تيدي كوليك إلا أن ذلك احبط بسبب المعارضة الجماعية لسكان القدس العرب. ولهذا لم يستطع الاغتصاب طلاء وجهه بالمساحيق.

    وصدر قانون جديد في صفوف 1968 هو قانون التنظيمات القانونية والادارية كان الهدف منه حمل السكان العرب على التكيف مع عمليات الضم. وقد ظنت سلطات الاحتلال أن اعطاء بعض المكاسب الجزئية لأهالي القدس سيدفعهم الى السكون على ما يجري من تهويد لمدينتهم المقدسة. وقد عبر عن ذلك عدة مواد في القانون الجديد تناولت مشاكل متعلقة بأملاك الغائبين، وتنظيم الشركات ثم استكمل ذلك في تعديل صدر في صيف 1973. كما صدر تعديل في العام نفسه لقرار الكنيست المتعلق باشراك العرب بالانتخابات البلدية، بغية انتزاع الاعتراف، عمليا بضم القدس. واتبع ذلك بتهديد يقضي بمعاقبة كل من لا يشترك بالانتخابات. ويدخل ضمن هذا السياق تعديل قانون أموال الغائبين لسنة 1948 بصدور قانون لسنة 1973 يقضي بدفع تعويضات. وحددت مادته الرابعة عشرة مدة ثلاث سنوات لتقديم التعويض. ثم اضطرت السلطات الاسرائيلية عام 1976 الى تعديل القانون مرة اخرى بتمديد مهلة تقديم طلبات تعويض نظرا لعدم استجابة عرب القدس لتعليمات القانون ورفضهم تقديم طلبات التعويض. وما كانت هطه الباسلة الجماعية أو شبه الجماعية التي أبداها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الا جزءا من المقاومة الشاملة التي يخوضها في كل المجالات. مما أحبط أهداف تلك القوانين التي أرادت لهم التكيف مع الضم أو السكوت عليه.

    ملف القدس الشريف 0003

    على أن العدو الصهيوني استمر باجراءاته فتوجه بقانون "القدس" الذي أقره الكنيست في 31 تموز 1980 وقد نص على ما يلي :

    1- أن القدس الكاملة والموحدة عاصمة اسرائيل

    2- القدس هي مقر الرئيس والكنيست والحكومة والمحكمة العليا

    3-تحمى الأماكن المقدسة من أي تدنيس أو أي مساس بأي شكل. أو أي شيء من شأنه أن يمس بحرية وصول أبناء كافى الطوائف الى الأماكن المقدسة أو بنظرتهم لها.

    4- ستحرص الحكومة على تنمية القدس وازدهارها وتوفير الرخاء لسكانها بواسطة تخصيص موارد خاصة، ولاسيما منحة سنوية خاصة لبلدية القدسن بمصادقة لجنة الكنيست المالية.

    ويفترض في هذا القانون، باعتباره أساسيا أن يصبح وفقا للنظم الدستورية الاسرائيلية جزءا من دستور اسرائيل عند وضعه. ومع اقرار هذا القانون تكون عملية تهويد القدس قد سارت خطوة جديدة، ذلك أن اجراءات الضم الاسرائيلي للقدس عملية كانت أم قانونية، مستمرة منذ احتلال المدينة دون انقطاع، ولا يمكن اعتبار القانون الأخير أكثر من تشريع يكرس اجراءات الشم الاسرائيلية، القديمة منها والمستمرة. وتحت ظلال قرار الكنيست، أظهر استفتاء أجراه معهد سميث تجاه مصير الاراضي المحتلة وبوجه خاص القدس فالاكثرية الساحقة ليست على استعداد لتقديم تنازلات في القدس العربية مقابل تحقيق "سلام" مع الاردن، بينما أيد 5 % أحداث تنازلات جزئية في المدينة، ولم يقف الى جانب التخلي عنها مقابل السلام سوى 2 % ولو قورن باستفتاء جرى عام 1977 لتبين أن موقف الرأي العام أصبح أكثر تطرفا.



    ملف القدس الشريف 0003


    جـ - الاستيطان الصهيوني في القدس وتهويدها :

    لم تبدأ خطة الاستيطان الصهيوني وتهجير الفلسطينيين مع عدوان 1967 أو مع الحكومات التي تعاقبت في الحكم في اسرائيل منذ عام 1948، إذ هما أساس الفكرة الصهيونية من أجل الاستيلاء على فلسطين بمثابة مستوطنات صهيونية ما لبثت أن تحولت الى دولة بالقوة عام 1948. وأصبح الاستيطان أهم مهامها وأخذ زعماؤها استكمالا للتوسع البشري يخططون لتحقيق التوسع الجغرافي وبعد عدوان 1967 تمسكت اسرائيل بمبدأ عدم العودة الى حدود 4 حزيران وامتزجت الحجج الأمنية بادعاءات اقتصادية ودينية. ولتثبت التوسع الاقليمي شرعت في خلق حقائق استيطانية بشكل مكثف في بعض المناطق العربية المحتلة. وتولت زرع ما يزيد على تسعين مستوطنة جديدة مختلفة من حيث من الحجم والنوعية (مستوطنات زراعية وقرى صناعية وقرى صناعية ومراكز مدنية وبلدية ومعسكرات ناحال) وذلك لازالة حدود ما قبل 1967 ووصفت سياسة الزرع هذه بسياسة الضم الزاحف للأراضي العربية. وكان العمل الاستيطاني يتم عىل مستوى رسمي بتوجيه من الحكومة أو برعاية النشاط الاستيطاني غير الرسمي الذي تقوده جماعات متطرفة (مثل جماعة غوش ايمونيم).

    اذا كان الهدف الأول والنهائي للاستيطان يتلخص بتهيئة الشروط المؤدية الى التهويد الكامل بما في ذلك الحلول محل الفلسطينيين وطردهم الى خارج الحدود، فهذا لا يمنع من ملاحظة أهداف ملحقة بالهدف المذكور تراعي المتطلبات الامنية والاستراتيجية والديمغرافية والاقتصادية من أجل ترسيخ الاحتلال وتحصينه ضد أية عمليات الفدائيين أو الحروب الكبيرة كما ضد تحركات الجماهير وانتفاضاتها فضلا عن هدفه الذي يضيف على السكان المدنيين ويستفزهم لدفعهم الى الهجرة.

    ملف القدس الشريف 0003

    يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع
    ملف القدس الشريف Br7
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:15 am

    ومن هنا أولت الحكومة الاسرائيلية ومختلف الأجهزة المسؤولة عن الاستيطان الصهيوني اهتماما كبيرا لعمليات الاستيطان داخل أراضي الضفى الغربية وقطاع غزة ضمن مخطط يحمل الهدف الاول والنهائي وهو تهجير الفلسطينيين وضم المناطق وتهويدها، كما يحمل الأهداف المتعلقة بالاعتبارات العسكرية والاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، بما في ذلك خلق وقائع تجمع القيادة الاسرائيلية جميعا على عدم المساس بها في حالة التوصل لأية تسوية.

    ملف القدس الشريف 0003

    واعتبرت حكومة الليكود الأراضي الفلسطينية المحتلة أراضي محررة وجزءا لا يتجزأ من اسرائيل ولابد من استكمال استيطانها وبالتالي تهويدها وفي اطار عمل كامب ديفيد، لم تقدم اسرائيل أية التزامات على الاطلاق فيما يتعلق بتصفية شبكة المستوطنات التي زرعتها في الضفة الغربية وغزة وهي المناطق التي يقترح أن تقام فيها سلطة الحكم الذاتي.

    ملف القدس الشريف 0003

    واحتدم الجدل حول ما تم فعلا الاتفاق عليه فيما يتعلق بالمستوطنات وهل ما اذا كان تجميد انشاء مستوطنات جديدة ينطبق فقط على فترة الأشهر الثلاثة التي يجب أن تجرى فيها المفاوضات حول سلام مصري -اسرائيلي منفصل، أم ينطبق على الفترة التي تجرى خلالها المفاوضات الثلاثية، المقترحة حول شروط اقامة سلطة الحكم الذاتي، كذلك لم يتفق على شيء حول المسألة المتصلة بتعزيز المستوطنات القائمة (من حيث تكبير الاراضي أو التوسيع الديمغرافي) خلال الفترة اللاحقة مباشرة أو خلال الفترة الانتقالية. ولكن الذي حدث عمليا هو الاستمرار في التوسع الاستيطاني عمقا وعرضا.

    ملف القدس الشريف 0003

    أخذت قضية الاستيطان في القدس والمنطقة المحيطة بها منذ عام 1967 أهمية رئيسية. واتفقت جميع وجهات النظر في اسرائيل على التمسك بالقدي وعلى ان عملية الاستيطان فيها انما تهدف الى جعل القدس يهودية لتصبح العاصمة الحقيقة لدولة اسرائيل. وذلك بالاتيان بربع مليون مهاجر يهودي جديد أو أكثر الى المدينة المقدسة، وامتداد الاستيطان الى ما وراء حدود القدس الحالية لتشمل دائرة تمر بحدود رام الله وبيت لحم والخان الاحمر، أي لتتحول القدس العربية الى جزيرة صغيرة وسط بحر يهودي، وهذا بالتالي سيرسخ عملية التحول الصهيوني للمدينة ويكرس اسرائيل عليها، ويفصلها نهائيا عن المنطقة العربية.


    ملف القدس الشريف 0003

    ومنذ حزيران 1967 وضع التخطيط الجديد للقدس لتغطية المدينة كلها وربط شطريها، وقامت باعداد لجنة هندسية اسرائيلية عليا. وحاولت اسرائيل اضفاء الشرعية على ما تنوي تنفيذه، فقام تيدي كوليك رئيس البلدية بتشكيل لجنة استشارية باسم اللجنة الخاصة بالقدس من 42 مهندسا وخبيرا من 19 دولة مختلفة بحجة ان للقدس معنى خاص يتجاوز حدود اسرائيل. ولتغطية الأهداف الحقيقية التي تبغيها اسرائيل بحثت اللجنة في مواضيع أخرى كالعلاقات العربية اليهودية والتعايش السلمي بين الشعبين والنشاطات الدينية في المدينة. وقد عقدت احدى اللجان المتفرعة عن اللجنة الرئيسية ندوة دولية موضوعها القدس عام 2000 ضمت أكثر من عشرين اخصائيا في تخطيط المدن للبحث في التخطيط المعماري الحديد والبرامج والتصميمات التي اعدت لتطوير المدينة. وقدم لهم فريق من المصممين الاسرائيليين رسومات اولية لمشروع تخطيط مدينة القدس، وتتركز الرسومات على المدينة القديمة والمنطقة المحيطة بها، وهي حوالي 10 % من المساحة الكلية للمدينة وبخاصة في مركز المدينة حيث تتواجدالاماكن المقدسة. وادعى واضعوها انها تستهدف السماح بتطوير المنطقة كجز من مدينة القدس الموحدة، مع الاحتفاظ بطابعها وشخصيتها، علما أن الهدف من المخطط نسف طابع القدس وشخصيتها، لأن ذلك لا يستقيم مع التهويد ما دام الطابع اسلاميا عربياوكذلك الشخصية. وأهم النقاط التي تضمنتها الخطة الاسرائيلية لاعادة تخطيط مركزها :


    ملف القدس الشريف 0003


    -احاطة أسوار المدينة القديمة بحديقة كبيرة وتغطية الأسوار بالورود والأشجار.

    -اظهار حائط المبكى في بعض اجزاء منه بطوله الكامل.

    - ازالة كافة المباني القديمة والمتهدمة والاحياء الفقيرة.

    - انشاء مركز تجاري رئيسي في وسط المدينة على مسافة تبلغ 2700 دونم وفي حدود تقع ما بين مقبرة مأمن الله الاسلامية غربا وما بين منطقة المستشفى البلدي في طريق يافا شمالا، وبين محطة السكة الحديدية جنوبا وسور القدس وحي وادي الجوز شرقا(1) .

    وشرعت اسرائيل بتنفيذ المخطط المعماري الجديد في القدس بدعوى انه من اعداد عبقريات معمارية دولية. واثار المشروع موجة من الانتقادات العالمية لأن جملة ما يهدف له، هدم قسم كبير من المساكن والعقارات العربية داخل السور بحجة انها مكتظة بالسكان وغير صحية وبحاجة لاعادة تخطيط. وهو يستهدف قبل كل شيء تغيير طابع المدينة الديني والتاريخي. وتأجل النظر في المشروع الى أواخر 1974 حين أعلنت سلطات الحتلال عن طرحه مجددا. وتمهيدا للعمل به دعت لعقد المؤتمر الثاني للجنة القدس ( أواخر 1974) ثم المؤتمر الثالث (أواخر 1975) من خبراء عالميين في حقول تخطيط المدن والاهداف والتربية وتاريخ الفن.

    والهدف المعلن عن هذين المؤتمرين دراسة طبيعة الجغرافية للمدينة المقدسة وتقديم التوصيات المتعلقة بنخطيطها في المستقبل مع الحافظة على طابع المدينة الديني والتاريخي واحتياجات المدينة الثقافية والتربوية.

    ملف القدس الشريف 0003

    ويلاحظ في هوية المشتركين في المؤتمر أنهم من المتعاطفين مع اسرائيل ولا يمثلون هيئة دولية او مؤسسة هندسية او فنية مستقلة ورغم المحاولات الاعلامية لاضفاء الصفة العالمية على هذا المؤتمر جاءت قراراته غير موضوعية وتتعارض مع ابسط مبادئ احترام القيم التاريخية والدينية والفنية لأي تراث حضاري.

    ورغم الاحتجاجات والشكاوى العربية نفذت اسرائيل برامجها لتطوير القدس داخل السور وخارجه

    في داخل السور أو البلدة القديمة :



    بدأ العمل بانشاء حي جديد (هارافع هايهودى) داخل أسوار المدينة القديمة وحي الشرف وذلك بهدف اسكان 600 عائلة يهودية (3500 -5000 نسمة) كبديل للسكان العرب (6000) الذين يقطنون الحيين. وتولت العمل لجنة خاصة "لجنة اعمار وتطوير الحي اليهودي" قامت باخراج العائلات العربية وبناء المساكن الجديدة لليهود المهاجرين بالاضافة الى تخصيص قسم للمباني العامة والحدائق وللاغراض التجارية.
    وسارت عملية البناء في الحي اليهودي بصورة واسعة. ووضعت له وزارة الاسكان ميزانية ضخمة. ولكنها جاءت اعادة بناء تشويهية للمدينة عموما وللحي اليهودي نفسه خصوصا، لأن الحي اليهودي القديم كان جزءا من المدينة القديمة يحمل طابعها وشخصيتها.
    المناطق التي يشملها المشروع تضم الاحياء العربية التالية : حي باب العمود ، حي الشيخ جراح، واجزاء من احياء المسرارة وسعد وسعيد، باب الخليل وطريق يافا، ساحة الساعة والمنشية ومأمن الله، حي جمعية الشبان، المستشفى الايطالي، المسكوبية. وهي مناطق سكنية تاريخية تشكل امداد للمدينة ويؤدي تغييرملامحها الى تشويه كامل للمدينة القديمة نفسها مع فرض ابقائها على حالها.
    كانت هذه مجرد بدايات لمخطط تغيير ملامح القدس القديمة منها جس النبض العالمي وردود فعله لكي تتقرر سرعة المضي بهذا المخطط، ولما قوبل ذلك باستنكار عالمي كبير من العالمين الاسلامي والمسيحي وراح العرب الفلسطينيين يقاومون بكل الوسائل هذه المخططات، اضطرت القيادة الصهيونية الى السير بخطى أبطأ في داخل البلدة القديمة. وركز على اخلاء المساكن القديمة تحت حجة تعرضها لخطر الانهيار بينما استمرت عمليات التضييق بوسائل مختفقة لتهجير سكان المجينة، مما ـثار قلق الفاتيكان من الخطر الماثل بسبب هجرة اعداج من المسيحيين القاطيني في حي النصارى وباب الجديد وباب الخليل وحي الأرمن.

    ملف القدس الشريف 0003

    اذا كانت ازالة الاحياء القديمة كما حدث لحي المغاربة وحي الشرف والحي اليهودي قد توفقت مؤقتا فقد توبعت تلك السياسة من خلال تنفيذ ما يسمى مشروع الحزام الأخضر. أي ازالة الأحياء القديمة والمقابر التاريخية المحيطة بسور القدس. وقد اطلق عليه اسم منتزة وولفسون نسبة الى ايزيك وولفسون الامريكي الذي تبرع بالجزء الأكبر لانشائه.

    ملف القدس الشريف 0003


    ومنذ عام 1980 بدأ اخلاء السكان العرب من الأحياء الواقعة قرب السور بحجة تجميل القدس، وفي وقت تصاعدت فيه عمليات التهويد بحيث ان المنطقة المحيطة بسور القدس (مثل سلوان، العيزرية، باب الخليل، باب العمود وجبل الزيتون) اعتبرت مناطق خاصة لا يجوز السكن فيها.
    وقد جرى حفل افتتاح المشروع في مطلع عام 1974 بتحويل 30 دونم مواجة لسور المدينة القديمة قرب بوابة يافا (باب الخليل) الى حديقة عامة بدعوى ان هذه المناطق لا يملكها أحد.

    ملف القدس الشريف 0003


    وأعلن تيدي كوليك ان المشروع سيكون أحد سلسلة مشاريع تحيط بالمدينة القديمة وستوضع على طول السور مقاعد حجرية للاستراحة والتجمعات والمحاضرات وتنظم اليها الزيارات والرحلات، وان منطقة باب الخليل خارج السور (مساحتها 30 دونم) ستحول الى حديقة عامة باسم بيت السلام.
    ومنذ نهاية عام 1985 افتتحت حملة جمع التبرعات لاقامة منتزه كبير في حي العمرية يدعى منتزه "جرس الحرية" يمتد على مساحة واسعة قرب محطة القطارات في القدس، كجزء من المشروع الكبير حول السور، واحتفل بتدشين المنتزه في يناير/كانون الثاني 1976 (مناسبة الاحتفال بمرور 200 سنة على استقلال الولايات المتحدة. ولاشك ان الهدف الاساسي من وراء هذه المشاريع ليس تجميل المدينة بل تهويدها وتجريد السكان العرب من اراضيهم ومساكنهم لاجبارهم على الهجرة.


    ملف القدس الشريف 0003

    يتبـــــــــــــــــــــــــــع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:17 am

    - الاستيطان خارج السور :



    روعي في التخطيط الاستيطاني تحقيق الهدف العسكري الى جانب الهدف العسكري الى جانب الهدف الاستيطاني. وقد بدأ التخطيط لذلك اثر جرب 1948. ومع الأخذ بالاعتبار امكانية تجدد الحرب في المدينة المقدسة جعلت الاحياء الجديدة في القدس المحتلة "الغربية" في مواجهة المنطقة العربية على طول خط الهدنة. وجعلت المباني أشبه بمراكز عسكرية تتحمل جدرانها طلقات المدافع ولها نوافذ صغيرة يمكن اطلاق النار منها وعلى سطحها استحكامات مبنية من الاسمنت، فتكون جدارا عاليا أمام الجانب العربي وتحمي المباني خلفها من القذائف المباشرة.

    ملف القدس الشريف 0003

    وقد اختبرت هذه الاستعدادات اثناء حرب 1967 لاحتلال القدس. وبعد عام 1967 جرى تخطيط الاجزاء الجديدة التي تم احتلالها وفقا لمبررات استراتيجية بحته، بحيث تم انشاء عدد كبير من الاحياء السكنية اليهودية التي تحيط بالقدس من جميع الجهات على شكل حزام لربطها بقلب اسرائيل واغلاق المنافذ العربية.

    ولاحكام هذا الربط، ركزت اللجان الحكومية التي اسندت لها مهام تخطيط وتنفيذ الاستيطان، على بناء مستوطنات على منطقة الهضاب وراء حدود القدس الحالية لتشمل دائرة تمر بحدود رام الله وبيت لحم والخان الاحمر وتكون هذه المستوطنات القريبة خلفية للاحياء السكنية بحيث تتحول القدس العربية بأحيائها ذات الكثافة السكانية الى جزيرة صغيرة محاصرة "ببحر يهودى". وهذا بالتالي سيرسخ عملية التحول الصهيوني للمدينة ويكرس سيادة اسرائيل عليها، ويفصلها نهائيا عن المنطقة العربية فضلا عن تضيقه على العرب لاجبارهم على الهجرة، كما أن هذه العملية (وما اطلق عليها اسم تضخيم القدس) سوف تقسم الضفة الغربية الى مقاطعتين شمالية وجنوبية دون أي خطوط جغرافية بينهما. الأمر الذي يعني ان الاعتبار الامني - متضمنا البعد الجغرافي- بعد محددا رئيسيا لاختيار المواقع التي يجري استيطانها في منطقة القدس.

    ملف القدس الشريف 0003

    وحتى أيار 1977 (حين تسلمت كتلة ليكود الحكم في اسرائيل) كان قد اقيم حول القدس سور ضخم مؤلف من احياء ومستوطنات ذات أبنية اسمنتية شاهقة زاد عددها عن ثلاثة عشر حيا ومستوطنة (انظر الملحق).

    جرت عملية الاستيطان في القدس بصورة متسارعة، وتتولى خطط التوسع فيها عدة دوائر ومؤسسات حكومية : اللجنة الوزارية لشؤون القدس، اللجنة الوزارية لشؤون الاسكان، دائرة الاستيطان في الوكالة اليهودية، ادارة اراضي "اسرائيل" شركة "هيمنوتا" المتفرعة من الصندوق القومي الاسرائيلي كيرين كيميت الى جانب بلدية القدس. وقد شيد خلال عشر سنوات من الاحتلال 840ر12 وحدة سكنية في الاحياء الجديدة في القدس وكانت القدس والطريق المؤدية لها على رأس اولويات التطوير من الناحية المالية ومن ناحية التصوير.

    وفي أواخر عام 1975 تألفت لجنة للبحث في موضوع تكثيف الاستيطان في القدس ببناء وحدات سكنية في الاحياء القديمة، اقترحت اضافة 54 ألف وحدة سكنية في السنوات العشر القادمة.

    ملف القدس الشريف 0003

    كما كشف عن مشروع يتضمن الاستمرار في عملية اقامة المستوطنات والاحياء حول القدس بهدف استكمال اقامة سور من المستوطنات "يخنق القدس" ويستوعب 25-50 ألف نسمة حتى يمتد الاستيطان اليهودي في القدس الى غوش عصيون وكريات أربع جنوبا، ومن القدس الى الخان الاحمر شرقا.

    وقبل تراجع العمل عن الحكم (أيار 1977) وضعت مشاريع استيطان مستقبلية تناول قسم منها القدس للسير في عملية تضخيم القدس. فقد تقرر اقامة طريق "اوتستراد" جديد (مع امكانية مد سكة حديد) بين ساحل البحر وعطاروت عبر اللطرون يوازي باتجاه الشمال الطريق الحالي المتجه للقدس، وستوضع المستوطنات على طول الطريق ويتوقع ان يكون ذلك على اراضي جبل الطويل شرق البيرة وعلى اراضي قرية جبع شمال شرق القدس وعلى اراضي قرية عناتا العربية. على ان يضاف 18 ألف وحدة سكنية في الاحياء اليهودية الجديدة، وبذلك يزداد التطويق الاسرائيلي لمدينة القدس ويتم شطر الضفة الى مقاطعتين.

    ملف القدس الشريف 0003

    ومع صعود ليكوداني الحكم باسرائيل في 17/5/1977 وتزايد النشاط الاستيطاني في الأراضس المحتلة الذي يعاحلا موقعاحلا موقع نظرة ليكود لمستقبل الاراضي المحتلة شهدت منطقة القدس خلق وقائع جديدة (مستوطنة كفارروت في منطقة اللطرون بالاضافة الى مستوطنة موديعين السابقة)، كما وضعت ثلاث مشاريع اخرى لتضخيم مدينة القدس ينص الاول على اقامة ثلاث مستوطنات على مدخل القدس (جفعوت ومعالية ادوميم وافرات).

    وكذلك استكمال دائرة الضواحي السكنية في القدس، ويتضمن الثاني اقامة مدينتين خارج حدود المدينة في بيت حورون السفلى وبيت حورون العليا جنوبي جبل الخليل بالقرب من السموع، أما الثالث فيتضمن اقامة أربع مستوطنات في جفعوت بالاضافة الى توسيع الاستيطان القائم في غوش عصيون.

    وكان الهدف من تشكيل المراكز الاخيرة تهويد المنطقة مستقبلا لتشكل دفاعا ثابتا عن منطقة القدس.

    ملف القدس الشريف 0003

    أدت المفاوضات السياسية "الاسرائيلية المصرية" الى التعجيل في مسار حركة الاستيطان بوجه عام. وقد عبر ارييل شارون وزير الزراعة الذي تولى مسؤولية اللجنة الوزارية لشؤون الستيطان عن الخطة المستقلة قائلا : يجب ان تنشط في البناء حول القدس وتدع السكان العرب يتطورون حسبما يشاؤون ولكن اذا كان الامر يتطلب منا ضمانا حقيقيا للقدس، فينبغي علينا الوصول في نهاية القرن الى وضع يعيش فيه داخل القدس وضواحيها مليون يهودي. واستند مشروع وايزمان (او مشروع وزارة الدفاع) اواخر عام 1979 الى فكرتين :

    تكثيف الاستيطان حول القدس لتكريس الطابع اليهودي، تقليص التداخلات مع السكان العرب بواسطة شق خطوط اتصال تربط القدس مع المراكز المدنية الثلاثة التي ستقام في منطقتها تل جفعوت، معالية اودوميم، افرات، وهي مستوطنات قائمة فعلا على شكل نقاط استيطانية والمشروع يهدف توسيعها وحتى عام 1980 كانت قد اقيمت المراكز الاستيطانية التالية في منطقة القدس الكبرى بالاضافة الى ما انشئ سابقا : تكواع (جنوب شرق بيت لحم) جيعون (شرقي قرية الجيب) معالية ادوميم (على اراضي قرية عناتا) معالية ادوميم (عين سميش) شرق القدس روش حيلو (منطقة رأس بيت جالا)، جيعون (اراضي منطقة الجيب شمال غرب القدس).

    ان النتائج المترتبة على الاستمرار في مشاريع الاستيطان والتخطيط الاسرائيليين في القدس خطيرة وخاصة ان الهيئات المشرفة عليها تعطى الاولوية لتكثيف الاستيطان في منطقة القدس : فهي تعني استكمال الطوق حول المدينة المقدسة بحيث تصبح جميع منافذها ومداخلها محاطة بتحصينات من المستوطنات الاسرائيلية وتقطع القدس بذلك عن ضواحيها بمئات الامتار من المساكن اليهودية الشاهقن كما تعنى ايضا توقف النمو العربي في المدينة والضواحي، وفي حين تشهد القدس نشاطا متزايدا في الانشاءات الاسرائيلية وما يتبعها من خدمات وتسهيلات للاستيطان تتراجع حركة الاسكان العربي أمام الضغوط والعراقيل التي تضعها السلطات المحتلة لاكراه السكان على الجلاء واستبدالهم بافواج المهاجرين وهذا هو جوهر المخطط الصهيوني. كما يجب ان ننوه هنا الى ضآلة المساعدات العربية والاسلامية في هذا الشأن.

    ملف القدس الشريف 0003

    تفريغ القدس من سكانها العرب :



    ويبدوا واضحا أن أهداف عملية الاستيطان في القدس تتمثل في تغيير الحقائق الديمغرافية في المنطقة عما كان سائدا عام 1967، وقد ارتفع عدد السكان اليهود في القدس من حوالي 100 ألف الى 190 عام 1967 وبلغ حوالي 250 ألفا عام 1976. ويخطط الى زيادات اخرى في المستقبل (وفقا لتقدير لجنة حكومية مختصة سيكون عدد السكان القدس عام 1992 حوالي 530 ألفا ينبغي أن يكون 75 % يهودا). في حين تشير الارقام الى أن تزايد السكان اليهود في القدس صحبة هجرة العرب منها (بلغ عدد السكان العرب في القدس القديمة عام 1948 حوالي70 ألفا ووصل عددهم عام 1976 الى ما يقارب 90 ألفا، وهي نسبة ضئيلة اذا قورنت بالزيادة لسكان يبلغ تكاثرهم معدلا من أكبر المعدلات في العالم ( 2ر4 % معدل الزيادة) وهي ضعف نسبتها لدى اليهود مما يشير الى الهجرة الاضطرارية الواسعة. علما ان القيادة الاسرائيلية تخشى من الزيادة الطبيعية لعدد السكان اليهود والعرب في القدس. لأنها قد تؤدي اذا لم تكبح وتؤخذ اجراءات مضادة الى أن تفقد الأغلبية اليهودية صبغتها. لأن العرب يتكاثرون بسرعة أكبر. وللمحافظة على التوازن الديمغرافي وضعت اقتراحات بزيادة عدد السكان اليهود بمعدل 4ر4 % سنويا منها 9ر1 % عن طريق التكاثر الطبيعي، و5ر2 % عن طريق الهجرة. لذا فقد أصبحت مهمة المسؤولين في اسرائيل الحد من تزايد السكان العرب واتخاذ المزيد من الاجراءات لاسكان مهاجرين جدد، الامر الذي سيؤدي إلى تناقص الفارق بين عدد العرب والاسرائيليين. وقد صرح الحاخام مئير كاهان مؤسس رابطة الدفاع اليهودية المتطرفة (أيار 1976) بأنه يتوجب ترحيل كافة العرب من المناطق المحتلة وبرأيه ان ابقاء حوالي 90 ألف عربي في القدس عد يحول المدينة الى ايرلندا شمالية اخرى
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:18 am


    ولهذا اتبعت السلطات المحتلة سلسلة من الاجراءات المنظمة لاخلاء القدس من سكانها.



    1) الارهاب :



    كان الارهاب أول الوسائل المباشرة التي استعملتها السلطات العسكرية منذ الأيام الاولى لاحتلال القدس عام 1967، وهي نفس الاساليب التي لجأت اليها المنظمات الارهابية في دير ياسين وكفر قاسم والمناطق المحتلة سابقا. وتشهد القدس والمناطق المحتلة نضالا مستمرا يتمثل في الاضطرابات والاعتصام وتنظيم حملات التضامن والتأييد بالاضافة الى أعمال المقاومة المسلحة ضد المستوطنين وجنود الاحتلال، تواجهها السلطات باجراءات قمعية بهدف تفريغ الارض من أصحابها.



    2) تدمير الأبنية وازالتها :



    واتبعت السلطات سلسلة من أعمال الهدم والنسف للأملاك العربية داخل السور وخارجه كاجراء آخر لاخلاء القدس من سكانها، ومنذ أيام الاحتلال الاولي ازيل من الوجود العربي 135 دارا ومسجدان في حي المغاربة وما يقارب من مائتي منزل ومخزن في المناطق الحرام، كما جرت عمليات ازالة قرى كاملة في منطقة اللطرون هي قرى (بيت نوبا وعمواس ويالو) ومنع أهلها من العودة. وتتالت أعمال الهدم والنسف لأشخاص اتهموا بالقيام بأعمال تعتبرها السلطات مخلة بالأمن أو يدعى أن البناء قد تم بدون رخصة. وجرى المزيد من هدم البيوت العربية وتشريد سكانها بحجة مد شبكة لمياه المجاري بدلا من القديمة وساهمت الحفريات في تصديع أبنية كثيرة يتم هدمها بعد تعرضها لخطر الانهيار.



    3) الضغط الاقتصادي :



    واتبعت السلطات الضغط الاقتصادي كأسلوب غير مباشر لترحيل السكان، فاتخذت عدة اجراءات تستهدف تصفية الاقتصاد العربي واذابته في الاقتصاد الاسرائيلي، واستبدلت العملة الاردنية بالعملة الاسرائيلية، وتم فصل القدس عن القرى والمدن العربية المحيطة اقتصاديا، لمنع ادخال أو اخراج أي انتاج زراعي أو صناعي، في حين أباحت ادخال المنتجات الاسرائيلية، وفرض على التجار العرب أحكام قانون التجارة الاسرائيلي وحصر الاستيراد بالمواني والمطارات الاسرائيلية وفتح سوق القدس العربية لتشغيل رؤوس الأموال الاسرائيلية واقيمت المراكز التجارية الاسرائيلية في القدس العربية. وفرض على العرب الضرائب المرتفعة (وهي تزيد عن 20 نوعا يضاف لها بند خاص بجيش الدفاع ودائرة استيعاب القدمين الجدد) يتحمل العرب فيها تبعة الاحتلال واقتصاده المتدهور، ولاتتبع في تقديراتها واجراءاتها قواعد العدالة. ولا تؤخذ بالاعتبار الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها السكان العرب وتلجأ السلطات لاستيفاء الضرائب الى أساليب متعسفة من مصادرة وختم بالشمع الأحمر الى الحجز والابعاد.

    وزاد في التضييق الاقتصادي الاجراءات التي تناولت المرافق والخدمات العامة. فقد ربطت القدس بشبكة المياه الخاصة ببلدية الاحتلال، كما مهدت الطريق لتحل بلدية القدس مكان أمانة القدس العربية في شركة كهرباء محافظة القدس في المساهمة والتمثيل في مجلس الادارة وأخيرا لجأت في مطلع 1980 الى اتخاذ قرار لشراء امتياز الشركة بعد عام متذرعة بادعاءات تقنية اقتصادية، وهو اجراء يرتبط بالاجراءات الاخرى التي تمارسها سلطات الاحتلال في ضرب المؤسسات الاقتصادية.

    وبديهي أن مختلف صنوف الضغوط الاقتصادية التي تمارس مع محدودية الاجراءات العربية المضادة قد دفعت، وتدفع، أعدادا متزايدة من الشباب الى مغادرة القدس طلبا للرزق. ولعل أخطرها الهجرة الى الامريكيتين لما تتضمنه من بعد وما قد تحمله من مخاطر قطع الصلة مع الوطن.



    4) مصادرة الأراضي والأملاك :



    وتلجأ سلطات الاحتلال الى اسلوب مصادرة الأملاك والأراضي، وهذا أمر يرتبط بعملية الاستيطان، في محاولة لاجبار السكان على اخلاء القدس.

    بدأت العملية في القدس الشرقية أثر ضم المدينة 27/6/1967 وبعد اجراء الاحصاء السكاني بتطبيق قوانين أموال الغائبين على جميع الغائبين العرب عن القسم المحتل مجددا (كما فعلت عام 1948) وسجلت جميع الأموال المنقولة التي تخص أولئك الغائبين، وبذلك وضعت السلطات أيديها على مساحات واسعة من الأراضي والعقارات وحجزت الأموال المنقولة واللأسهم التي تخص أولئك الغائبين. (وتشكل أراضي الغائبين عن القدس عام 1948 وما تلاها بعد حرب 1967 حوالي 74 % من أملاك عرب القدس). وسمحت "للاسرائيليين" الذين يملكون أرضا في القدس العربية اللجوء للمحاكم لاسترداد عقارهم في حين أن العربي الذي يملك عقارا في القدس الجديدة ممنوع من محاولة استردادها أو زيارتها.

    واستندت السلطات المحتلة في حملتها للاستيلاء على الأراضي والعقارات العربية الى قانون وضعته حكومة الانتداب سنة 1943 (قانون الأراضي - استملاك للمصلحة العامة 1943) فتم اغتصاب مساحات كبيرة من الأراضي والعقارات العربية باسم الخدمات العامة كالمستشفيات والمدارس والملاعب والحدائق العامة وخزانات المياه وغيرها دون أن تقدم هذه الأرض الخدمات المطلوبة وقد تم استغلال قانون ايجاد مناطق خضراء في القدس وأصبح كقانون الاستملاك للمنافع العامة اداة للمصادرة وفي برنامج القدس الذي تقوم به (الكرين كايمت) الصندوق القومي اليهودي ثم تشجير قطعة كبيرة من اراضي النبي صموئيل وكذلك القطعة الواقعة الى الغرب من شعفاط (راموت ورامات أشكول) وهي من الأراضي العربية وكان معظمهامن المنطقة الحرام قبل 1967. وتتذرع السلطات بكون كثير من الأراضس في القدس العربية أو القرى المحيطة المكشوفة الصالحة للبناء منطقة خضراء يحظر البناء فيها لو تقدم صاحبها لاقامة مسكن عليها.

    وقامت السلطات بعمليات متتابعة من الاستملاك والمصادرة داخل السور وخارجه بحجة أنها اجراءات تقتضيها ظروف الأمن (تصدر أوامر المصادرة عن وزارة المالية دون الخضوع لرقابة قضائية). وبهذا الأسلوب تم عام 1968 استملاك أراضي ( حوالي 4000 دونم) حول القدس تشكل خطين يطوقان القدس من الشمال والجنوب.

    وبنفس العام تمت مصادرة أراضي داخل السور (112 دونم) في أحياء المغاربة وباب السلسلة وحي اليهود تحتوي مساكن تجارية ومدارس ومساجد وزاويتين (زاوية أبو مدين الغوت والزاوية الفخرية) وسوق البسشورة الاثري والشارع التجاري (باب السلسلة بما فيه من عمارات أثرية واضيف الى هذه الممتلكات مصادرة 17 عقارا في عام 1969 داخل السور بعضها ملاصق لسور الحرم الشريف وتضم عمارة أثرية (المدرسة التنكزية). وقد اتبعت أساليب عديدة في اجلاء السكان بتوجيه انذارات بالاخلاء أو اللجوء الى القوة أو تصديع الأبنية وتشغيل الجرافات، أو القيام بحملات مضللة عن عدم لياقة الاحياء العربية السكنية والصحية. وفي عام 1970 استكملت السلطات (11680) دونما من أراض عشر قرى عربية تحيط بالقدس شمالا وشرقا وجنوبا ضمن مشروع القدس الكبرى بحجة ارتباط هذه المناطق بالقدس في الاقتصاد والعمل والسياسة والمواصلات. وفي عام 1972 تمت مصادرة 5000 دونم من أراضي قريتي عناتا والعيزيرة شرق القدس وفي عام 1974 صودر نحو 000ر 70 دونم لمشروع الخان الأحمر. وفي 1975 صودرت مساحة 500 دونما من أراضي عناتا وكذلك آلاف الدونمات التابعة لأراضي العيزيرة وأبو ديس شرقي العيزرية وكذلك أراض بيت اسكاريا في منطقة بيت لحم. وفي عام 1976 تمت عمليات مصادرة واسعة تقارب 3 آلاف دونم من أراض البيرة وكذلك أراضي بين قرية جبع والرام وكذلك الأراضي على الطريق التي تشق لربط القدس بالضواحي والاحياء الجديدة (النبي صموئيل وجيلو). وكذلك 200 دونم من أراضي أبوديس على طريق اريحا، و500 دونم في موضع بيت جالان و 3000 دونم عند جبل الطويل في البيرة على طريق القدس رام الله. وشهد عاما 1977-1978 نشاطا في استملاك الأراضي ( في منطقة البيرة وغوش عيشون ومنطقة عطروت وجبل المكبر) وفي عام 1979 تم الاستيلاء على 3000 دونم في اراضي قريتي الجيب وجبع و 15 ألف دونم من اراضي قرية أبوديس كما تم هدم منازل في منطقة الرام العربية وبضعة آلاف من الدونمات من الأراضي بين نفي يعقوب والتلة الفرنسية. كذلك جرى تسييج 300 دونم لاقامة مستوطنة أفرات قرب غوش عشيون والتمهي لاقامة مستوطنة أفرات قرب غوش عشيون والتمهيد لاقامة مستوطنة ادوميمب وفي عام 1980 صودر 2000 دونم من الاراضي الزراعية في بيت حنينا قرب القدس بحجة شق طريق جديدة بين القدس وبل أبيب ومصادرة 2500 دونم من اراضي منطقة نفي يعقوب لاستكمال الاتصال الاقليمي بين نفي يعقوب والاحياء الشمالية.

    وتتبع السلطات الاسرائيلية اسلوبا معينا عند مصادرتها للاراضي العربية فتمنع البناء أولا في المنطقة المراد مصادرتها، ثم تقوم باغلاق المنطقة بتطويقها بالاسلاك الشائكة بدعوى الحاجات الأمنية وتنذر الأهالي بعدم الاقتراب منها ثم تبدأ عمليات الاستيطان وفي كل عملية مصادرة تختار السلطات المواقع التي تخدم الاستراتيجية الاسرائيلية بحيث جاءت مواقع الأراضي المصادرة مطوقة لمن تبقى من عرب القدس وقراها غربا وشمالا وشرقا وجنوبا وجعلهم محصورون ضمن رقعة صغيرة. الأمر الذي يهدد الوجود العربي بالتقلص والتصفية. ويرافق قرار المصادرة حملة ضد البناء العربي غير المرخص وتخوف من خطره على المشروع السهيوني لأنه يهدد الميزان الديمغرافي في المدينة.



    5) التضييق في مجال التعليم :



    لاحظنا في الفصول الاولى من هذه الوثيقة أن الشعب الفلسطيني لجأ الى التعليم بعد نكبة 1948، من أجل المحافظة على هويته ومقاومة مشاريع التصفية التي كان يتعرض لها. ومن هنا يأتي التضييق الاسرائيلي على أهالي القدس في مجال التعليم خصوصا، التعليم العالي اسلوبا خطيرا لتشجيع هجرة الشباب الى الخارج.

    وضعت سلطات الاحتلال بعد اعلان ضم القدس يدها على جميع المدارس الحكومية (30 مدرسة منها ثانويتان) والغت برامج التعليم الاردنية وجميع الكتب المدرسية واستبدلتها ببرامج التعليم المطبقة على المدارس العربية في المناطق المحتلة سنة 1948 كما الغت مكتب التفتيش العربي وطلبت من جميع أفراد الجهاز التعليمي الالتحاق بأجهزة التعليم الاسرائيلية الخاضعة لوزارة التربية والتعليم ولبلدية القدس (الاسرائيليتين) وازاء رفض الجهاز التعليمي العربي التعاون تم فتح المدارس الحكومية بالقوة وأوجدت كوادر جديدة من المعلمين لا تتمتع بالكفاءة وحاولت السلطات وضع اشرافها على المدارس الأهلية بالنسبة للجهاز التعليمي وبرامج التعليم ومصادر التمويل. وعمدت السلطات الى منع طلبة القدس من الالتحاق بمدارس الضفة الغربية التي ظلت تدرس المناهج الاردينية (المعدلة). وأصبحت قضية التعليم في القدس العربية من أهم القضايا التي تشغل عرب القدس كما أنها أصبحت موضع اهتمام عربي ودولي، وقد برزت أهمية المدارس والمؤسسات الأهلية التي لم تلتزم بتطبيق المناهج الاسرائيلية رغم وضع السلطات العراقيل أمام تطبيقها المناهج العربية واخضاع كتبها للرقابة. وقد ظل طلاب المدارس الرسمية في المرحلة الابتدائية (وهي أهم مراحل تكون شخصية التلاميذ)، يخضعون للمناهج الاسرائيلية، وفي هطه المناهج تركيز على أهمية الدور اليهودي في كافة فترات التاريخ بصورة بعيدة عن الواقع، مع المبالغة في انجازات "اسرائيل" في فلسطين، واعتبار أن ما قامت به ليس اعتصابا للأرض بل اعمارا لها. في حين تعمل المناهج الاسرائيلية على الحط من شأن العرب واضعاف ثقتهم بانفسهم وتشويه منجزات الحضارة العربية، وتصوير التاريخ العربي وكأنه سجل للخلافات، وثوراته الوطنية على أنها أعمال ضد الحضارة. وتشكو مدارس القدس بوجه عام من الشروط الصحية السيئة، وارتفاع أسعار الكتب المدرسية وتأخر طبعها وورودها، وفقر مكتباتها بسبب نظام الرقابة الصارم، ونقص كفاءة الجهاز التفتيشي ونقص الميزانية واهمال الصفوف الصناعية وقلة رواتب المدرسين هذا بالاضافة الى أن السلطات تعمد الى منع طلاب القدس العربية من الالتحاق بالمعاهد والكليات العليا في الضفة الغربية لاستكمال دراستهم العليا وتقوم باجراءات تعسفية ضد الكليات العليا في القدس ( كان آخرها إغلاق كلية أبوديس 12/3/1981 نواة جامعة القدس) كجزء من سياسة السلطات الاسرائيلية فيمنع التعليم والتأهيل للسكان العرب.

    وهذه العقبات تدفع الشباب الى الهجرة خارج البلاد أو تنظيم ظروف الحياة الى العمل في الميادين الاقتصادية (الاسرائيلية).

    ملف القدس الشريف 0003

    يتبـــــــــــــــــــــــــــع
    ملف القدس الشريف Br8
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:19 am

    هـ ـ الحفريات والاعتداءات على الاماكن المقدسة:

    تعرضت الاراضي العربية المحتلة الى اجراءات التعدي الاسرائيلي على التراث الديني والثقافي والحضاري بهدف الامعان في محو شخصية فليطين وشعبها واتمام عملية التهويد. وكان الحظ الأوفر في ذلك من نصيب القدس. لما تمثله القدس بأماكنها المقدسة وىثارها وشخصيتها الحضارية من تحد للمشروع الصهيوني، وتأكيد على الحق الفلسطيني.

    1) الحفريات تحت المسجد الاقصى :

    حتى سلطات الانتداب البريطاني احترمت المكانة الدينية، والروحية والثقافية والحضارية لمدينة القدس فمنعت التعدي على أي أثر داخل مدينة القدس أو احداث أي تغيير في معالمها. ولم تسمح بالحفريات داخل أسوار القدس، خوفا على الأماكن المقدسة والاثار والمعالم التاريخية، وحصرت الحفريات في الاجزاء الجنوبية خارج الأسوار.

    أما سلطات الاحتلال الاسرائيلي فعمدت بعد احتلال القدس القديمة الى عملية سطو منظم على ما استطاعت سرقته من المأثورات الدينية والأثرية والثقافية، بما في ذلك، نقل مخطوطات لاشيش الأثرية النادرة ومخطوطات البحر الميت أهم كنوز المتحف الفلسطيني الى المتحف الاسرائيلي.

    على ان أخطر ما يجب أن يوقف عنده في هذا الصدد فيتمثل بمخطط الحفريات تحت أسوار المسجد الاقصى. مما أخذ يهدد بنيانه بالانهيار، فضلا عن أن كون ذلك انتهاكا صارخا لحرمة المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين، وأرض الاسراء والمعراج، وهو المسجد الذس بارك الله حوله وجاء في الحديث الشريف بأنه أحد المساجد الثلاث التي تشد اليها الرحال. الأمر الذي يعتبر من أخطر ما قام ويقوم به العدو الصهيوني من تحد للعالم الاسلامي الذي لا يمكن ان يقف مكتوف الايدي أمام بقاء المسجد الأقصى تحت الاحتلال الصهيوني معرضا للاعتداء والانتهاكات والاساءات.

    ملف القدس الشريف 0003

    حدد القادة الاسرائيليون بارشاد رجال الدين وعلماء الاثار أهداف الحفريات في القدس ضمن الخطوط التالية :

    * الكشف الأثري على الحائطين الجنوبي والغربي للحرم الشريف وعلى امتداد طوله 485 مترا توطئة لكشف ما يسمونه بحائط المبكى.

    * هدم وازالة جميع المباني الاسلامية الملاصقة من معاهد ومساجد وأسواق ومساكن قائمة فوق منطقة الحفريات وملاصقة أو مجاورة لهذا الحائط وعلى طول امتداده.

    * الاستيلاء بعدها على الحرم الشريف وانشاء الهيكل الكبير. وقد كانت الحفريات الأثرية منذ أكثر من قرن قد فشلت في العثور على اثباتات علمية مقنعة عن آثار الهيكل أو آثار مدينة داود أو عهد سليمان.

    وفي 15/7/1968 بدأت فرق عديدة من علماء الأثار في اسرائيل والخارج المرحلة الاولي من الحفريات في أكثر من أربعين موقعا تحت اشراف دائرة الاثار الاسرائيلية، وأبرز تلك الحفريات هي التي أجراها بنيامين مازار (الجامعة العبرية) باسم جمعية الاستكشاف في اسرائيل عند الحائط الجنوبي لما يسمى جبل الهيكل، وهي منطقة تمتد 70 مترا من أسفل الحائط الجنوبي للحرم الشريف خلف قسم من جنوبي المسجد الاقصى وابنية جامع النساء والمتحف الاسلامي والمأذنة الفخرية، ووصل عمق هذه الحفريات الى 14 مترا.


    ملف القدس الشريف 0003


    وقد أصدر مازار نتائج الفصل الاول من عمل البعثة في كتاب عنوانه الحفريات في القدس القديمة ويعتبرها المرحلة الاولي في الخطة الرئيسية التي وضعتها اسرائيل بشأن القدس من أجل تتبع النمو التاريخي للاستيطان في المدينة.

    والملاحظ في هذه الحفريات، بالرغم من استخدامها الاساليب التقنية والمنهج الاثري أنها موجهة لخدمة أغراض التعصب الصهيوني والاحتلال الاسرائيلي وليس لمعرفة الحقيقة الموضوعية، لأن ما يريده القائمون على الحفريات اثبات حق اليهود في العودة الى الأراضي المقدسة والتجاهل المتعمد للحضارات الاخرى وذلك باستخدام نتائج التنقيب الأثري لدعم الادعاءات والاقاويل الدينية والتاريخية وهذا يظهر واضحا في كتاب مازار. ويضاف الى ذلك ما يرافق هذه الحفريات من عمليات نهب بغرض الاتجار بالمكتشفات الأثرية التي هي ملك ثقافي اسلامي.. عربي (1) يحظر نقله من المنطقة المحتلة.

    ملف القدس الشريف 0003

    وقد تمت المرحلة الثانية من الحفريات سنة 1969 على امتداد 80 مترا من سور الحرم الشريف حيث انهت المرحلى الاولي شمال حتى تصل أحد أبواب الحرم (باب المغاربة) مارة تحت مجموعة من الأبنية الاسلامية الدينية التابعة للزاوية الفخرية. أما المرحلة الثالثة فقد بدء بها سنة 1980 واستؤنفت سنة 1975 ولاتزال مستمرة. وامتدت من مكان يقع أسفل عمارة المحكمة الشرعية القديمة، مارة بأسفل خمسة أبواب من أبواب الحرم الشريف، وعلى امتداد 80 مترا وفوق مجموعة من الأبنية الدينية والأثرية السكنية (مساجد قايتباي وسوق القطانين وعدد من المدارس الأثرية) وتراوحت أعمال الحفريات 10-14 مترا. أما المرحلتان الرابعة والخامسة فقد بدء بها سنة 1973 واستمرتا حتى 1974 في موقع خلف الحائط الجنوبي الممتد من أسفل الجانب الجنوبي الشرقي للمسجد الاقصى وسور الحرم الشريف على مسافة 80 مترا نحو الشرف، واخترقت الحفريات الحائط الجنوبي للحرم ودخلت منه الى الأروقة السفلية عن مراحل الحفريات : القدس عربيا واسلاميا (اعداد وزارة الخارجية الاردنية ) مقدمة لمؤتمر اسلام اباد 1980

    للمسجد الأقصى وللحرم في أربعة مواقع. (أسفل محراب المسجد الأقصى، أسفل جامع عمرن تحت الأبواب الملاصقة للأروقة اسفل المسجد تحت الأروقة الجنوبية الشرقية). وقد بدء بالمركلة السادسة أوائل 1979 في منتصف الحائط الشرقي لسور المدينة ولسور الحرم الشريف (باب السيدة مريم والباب الذهبي) أما المرحلة السابعة فتهدف الى تعميق ساحة البراق (وتسمى ساحة المبكى) وهي ملاصقة للحائط الغربي للمسجد الأقصى.

    ويقضي المشروع الذي بدأ تنفيذه سنة 1977 ضم أقسام اخرى من الأراضي العربية المجاورة للساحة وهدم ما عليها وحفريات بعمق 9 أمتار (وكان قد تم هدم 200 عقار في هذه المساحة بين 1970-1977).

    ملف القدس الشريف 0003

    ويلاحظ أن هذه الحفريات قد قامت في البلدة القديمة (تقوم حفريات كذلك خارج البلدة القديمة في جبل صهيون وأسفل جبل الزيتون ليست بنفس الأهمية) وفي منطقة الحرم الشريف بوجه خاص وهي منطقة تعتبر ذروة في التقاليد الاسلامية والمسيحية واليهودية بالنسبة للآي موقع آخر في العالم، جرت معظمها تحت ستار البحث عن ممرات سهلة الوصول الى حائط المبكي لتأكيد المزاعم بوجود "هيكل سليمان" في تلك المنطقة، وتشغل منطقة الحرم الشريف (التي تشمل المسجد الاقصى وقبة الصخرة) سدس مساحة القدس المسورة، وتعتبر بما فيها من مساجد وقباب وما يحيط بها من مآذن وأسوار، حرما اسلاميا مقدسا (جاء ذلك أيضا في قرار لجنة شؤون الانتداب عام 1940). والحفريات مازالت مستمرة متحدية جميع قرارات منظمة اليونسكو والأمم المتحدة التي أدانتها لما تشكله من خطر على آثار القدس وتغيير معالمها التاريخية ولما رافقها من اجراءات نزع الملكية وتدعى الحكومة الاسرائيلية أنها احتراما منها للحريات الجامعية ليست مؤهلة للأمر بايقاف الحفائر الأثرية الجارية مع أنه لم يكن في الامكان اجراء الحفريات الأثرية الا بعد موافقة وترخيص الحكومة. والحفريات تستهدف الاستكشاف العلمي ظاهرا، ولكنها تتخذ فعلاوسيلة لتصديع ما فوقها من أبنية سكنية وتجارية ودينية وحضارية والتسبب في انهيارها، ثم هدمها واجلاء سكانها وهو الجزء الأساسي من أطماع اسرائيلز وقد ثبت أن الحفريات تشكل تهديدا خطيرا لعدد من المباني التاريخية العظيمة الأهمية لما تحدثه من انهيارات وتشققات (مثل رباط الكرد والمدرسة الجوهرية، والمدسة العثمانية باب القطانين، مئذنة قايتباي الى أساسات المسجد الاقصى وأروقته السفلية وغير ذلك من البيوت ذات الأهمية التاريخية التي تدخل في عداد الأوقاف الاسلامية).

    2) انتهاك أماكن مقدسة واثرية أخرى :

    تعرضت المقدسات والأماكن الاثرية الاسلامية والمسيحية في القدس لاعتداءات بدأت منذ احتلال الجزء الأول من القدس عام 1947 (مقبرة مأمن الله في القدس الجديدة وبعض المقابر المسيحية وقبة الصخرة وكنيسة القيامة وكنيسة نوتردام) وبعد حرب 1967 ووقوع جميع الأماكن الاسلامية والمسيحية تحت الاحتلال الاسرائيلي، تعرضت عدد من المقدسات الى مزيد من الاعتداءات والانتهاكات رغم ما تدعيه السلطات من حرية العبادة التامة، وحرية الوصول الى الأماكن المقدسة والأمثلة عديدة.

    وبالاضافة الى ما تحدثه عمليات الحفريات من تهديد للأثار الاسلامية والمسيحية فقد تم بعد الاحتلال :

    * استملاك ومصادرة وهدم ونسف العمارات الوقفية الملاصقة للمسجد الاقصى في الغرب والجنوب.

    * احتلال باب المغاربة، أحد أبواب الحرم الشريف واقامة مركز عسكري فيه.

    * الاستيلاء على المدرسة التنكزية والزاوية الفخرية ومقبرتي باب الرحمة واليوسفية وجميعها قرب الحرم وتعتبر جزءا هاما من تاريخ القدس الاسلامي.

    * اقامة مظاهرات دينية في ساحة الحرم وأمام مدخل مسجدي الاقصى والصخرة من قبل رجال الجيش الاسرائيلي والمنظمات الاسرائيلية المتطرفة والهيئات الدينية وتوجيه الهانات وازعاج المصلين وانتهاك قدسية المكان بالسلوك والمظهر غير اللائقين.

    * اجراء الحفريات العميقة عند المسجد الاقصى.

    * تصريحات رجال الدين والزعماء السياسيين حول بناء الهيكل في الحرم القدسي.

    * حريق المسجد الاقصى 21/8/1969 هو أصرح مثال على عدوان اسرائيل على المقدسات الدينية وعلى الممتلكات الثقافية في الاراضي المحتلة وموجه ضد مشاعر أي انسان يحترم مقدساته وتراثه.

    * عرقلة تنفيذ أحكام وقرارات المحاكم الاسلامية.

    * تجاهل شكاوي دوائر الاوقاف والهيئة الاسلامية.

    ملف القدس الشريف 0003
    يتبـــــــــــــــــــــــــع
    ملف القدس الشريف Br8
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:20 am

    * عرقلة بناء المساجد.

    * تعرض كنيسة القيامة (اكبر وأقدم كنيسة مسيحية في القدس وفي العالم) الى انتهاكات متعددة وخاصة سرقة بعض مقتنياتها الأثرية الدينية.

    * تعرض دير الأقباط للاعتداء على ممتلكاته ورهبانه من قبل الشرطة الاسرائيلية عام 1970.

    * احراق بعض المؤسسات والمراكز المسيحية في القدس.

    * عبث السلطات بأماكن مسيحية متعددة (دير القديس جاورجيوس الارثوذاحلا موقعاحلا موقعي في جبل صهيون، كنيسة نوتردام أي فرانس، دير الراهبات، دير الاباء البندكيين. قصر القاصد الرسولي، المدرسة الاكليركية.

    * العبث في المقابر المسيحية الأثرية في جبل صهيون وسرقة بعض الايقونات الذهبية منها.

    * ضم بعض الأملاك الدينية المسيحية (أراضي أحياء المصلبة والقطمون، كرم الرهبان بين محطة سكة الحديد وفندق الملك داود، مدرسة شنلر الألمانية، أراضي وابنية الكنيسة الروسية البيضاء)ن الضغوط لشراء كنيسة نوتردام.

    * تعرض كثير من رجال الدين المسيحي لحملات ضعط وارهاب واعتداء (رهبان دير الاقباط، المطران فاسيليوس من البطريكية، المطران كابوشي).

    * تقييد الحرية الدينية.

    على أن من الضروري التذكير هنا، دون الخروج على موضوع القدس، بما فعلته سلطات الاحتلال من استيلاء وتدنيس للحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل، وهو من أهم مقدسات المسلمين. وتعتبر عملية استباحة واقامة الصلوات اليهودية فيه، والاستيطان من حوله اجراءات تقع في ذروة التحدي الصهيوني للمشاعر الدينية الاسلامية، وفي قمة الاعتداء على المقدسات الاسلامية، مما يسمح بالاستنتاج أن ما حل بالحرم الابراهيمي الشريف يشكل نموذجا لما يمكن أن يحل بالمسجد الأقصى وبأماكن مقدسة أخرى. لذلك يجب أن يضاف ما حل بالحرم الابراهيمي الى سجل القدس. ويوضع في مقدمة قضايا النضال ضد الاحتلال الصهيوني.

    3- تغيير معالم القدس :

    القدس هي جزء ثمين من تراث الانسانية، تحمل معالمها قرونا من التاريخ، الا أنها تتحول تحت الاحتلال الاسرائيلي وبسبب الاستمرار في مشاريع الاستيطان والتخطيط الاسرائيلي الى مدينة عصرية تشبه مدن المتربول الامريكية والاوروبية مما يسلب القدس روحانيتها وعروبتها، ويتجاهل طبيعة المنطقة التاريخية والدينية ويهمل الناحية الجمالية التي حرصت جيمع العهود على المحافظة عليها.

    وكان للاعتبارات السياسية- العسكرية مكانة مرموقة، بعد مكانة التهويد، في تخطيط عملية الاستيطان لأحكام السيادة الاسرائيلية على المدينة، يضاف الى ذلك اعتبارات مادية بحته لارضاء المستثمرين والسواح (ومعظمهم من الولايات المتحدة) باقامة مشاريع ضخمة في الفنادق والمباني الضخمة، ومنع رخص البناء لوحدات سكنية من طراز يشوه معالم المدينة التاريخية وما يبدو أكثر تخريبا هو هدم وازالة المواقع والأحياء التاريخية والقديمة في القدس بحجة تنظيم المدينة، وكذلك الحفريات وما يتبعها من هدم لمباني هي جزء من التراث زاد ذلك في نسبة تغيير معالم المدينة واضعاف الجانب العربي فيها.

    وأثار هذا التغيير من الانتقادات العالمية والدعوة للحفاظ على طابع المدينة الديني والحضاري وهدم جميع ما أقيم من عمارات متعددة الطبقات على الهضاب المحيطة بالقدس والتي تشكل اليوم "اسوار القدس الجديدة"، وأوضح مثل على ما لحق بالمدينة من تشويه ما حدث في جبل المكبر الذي يطل على القدس من جانبها الشرقي (حيث وقف الخليفة عمر وكتب فوق ترابه العهدة العمرية) اذ أن اقامة العمارات والفنادق فوق سفوحه الشمالية يحجب المدينة ويقضي على ذكرياتها التاريخية المجيدة . ويرى بعض المراقبين أنه لو استمر تنفيذ مشاريع الوحدات الضخمة فإن المدينة المقدسة التي وقفت شامخة عبر آلاف السنين محكوم عليها بالفناء.

    وكانت أعنف الانتقادات التي وجهت لانتهاك السلطات الاسرائيلية معالم المدينة المقدسة هي التي وجهها كوتشر أحد المهندسين المعماريين الذين عملو في دائرة تخطيط القدس ولكنه استقال عام 1972 بسبب الطريقة التي اخضعت بها متطلبات التخطيط في المدينة لاعتبارات سياسية وفائدة تجارية دون مراعاة صحيحة للتناسق بين البيئة المحيطة وخصائص المدينة الروحية، كما كان متبعا في الماضي. حيث كان يتم التآلف بين المباني في حجارتها وألوانها وارتفاعها ونسبها واشكالها مع الخلفية الطبيعية للموقع والمناخ والألوان والطوبوغرافيا، وكان يتحقق هذا البديع في الجمع الخلاق بين الأبعاد الروحية والمادية للمدينة.

    واتهم الكاتب السلطات الاسرائيلية لتفريطها بتراث المدينة التي تنتمي لحضارة الشرق وأصبحت في نظر الاسرائيليين اليوم موردا للاستثمار، وحولت خصائصها الروحية والمادية الحضارية سلعا للتجارة.

    واستكمالا لطمس معالم المدينة التاريخية عمدت السلطات الى تغيير اسماء الشوارع والساحات العربي واستبدالها بأخرى عبرية مع أن لكل من الاسماء المستبدلة دلالة كلها بتراث العرب في المدينة (من أمثلة هذه التغييرات طريق سليمان والمعني به سليمان القانوني اطلف عليه اسم شارع المظليين، تل الشرقة اطلق عليه اسم جبعات همفتار، باب المغاربة اطلق عليه اسم رحوب بيتى محى، حارة الشرف اطلق اسم مشقاق لداخ). يضاف الى هذه التغييرات استخدام العبرية في اشارات الطرق والبريد وفي الاعلانات الرسمية والوثائق الادارية والراديو والتلفزيون.





    و- قضية القدس والقرارات الدولية :



    لاحظنا أن قضية فلسطين عموما، وقضية القدس خصوصا، لم تعودا تدرجان منذ 1950 على جدول أعمال الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة. وقد استبدلتا ببند يتعلق بتقرير مدير عام وكالة الاغاثة الدولية الذي يتناول موضوع اغاثة اللاجئين الفلسطينيين، وكان هذا ولا شك نتيجة التأثير الذي مارسته الولايات المتحدة والدول العربية الأخرى في مجلس الأمن والجمعية العمومية، كما أن الوضع العربي والوضع في بلدان العالم الثالث عموما لم يكونا ناضجين بعد لخوض معركة ناجحة من أجل اعادة احياء قضية فلسطين ومن ضمنها قضية القدس على جدول أعمال الجمعية العمومية. وبدا كأن ستارا من النسيان قد اسدل على القضية حتى عام 1967 بعد أن امتد الاحتلال الصهيوني ليشمل القدس الشرقية كلها وبقية اراضي فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) بالاضافة الى سيناء وهضبة الجولان. ثم سرعان ما راحت قوات الاحتلال تطبق اجراءات ضم القدس، وتتحدى الارادة الدولية التي ما كانت لتتحمل احداث تغييرات في وضع القدس، سواء أكان ذلك من جهة ضمها أم افقادها لهويتها العربية الاسلامية أو تهويدها، وتغيير ملامحها، فضلا عن الانتهاكات لأماكنها المقدسة وآثارها التاريخية.

    عندما عرض موضوع قرار الحكومة الاسرائيلية بضم القدس على الدورة الاستثنائية للجمعية العمومية لعام 1967 ظهر ان الغالبية العظمى من دول العالم شجبت الاجراءات الاسرائيلية في المدينة المقدسة. فصدر قرار رقم 2253 في 3/7/1967 بأغلبية 99 صوتا وامتناع 20 صوتا. وقد أيدت فيه الجمعية العمومية قلقها الشديد ازاء الموقف السائد في القدس نتيجة الاجراءات التي اتخذتها اسرائيل لتغيير وضع المدينة، ودعوتها الى الغاء جميع الاجراءات التي اتخذت والامتناع عن اتخاذ أي عمل من شأنه تغيير وضع القدس، وطلبت من الأمين العام تقديم تقرير الى الجمعية العامة ومجلس الأمن حول الموقف. وتضمن التقرير في 12/7/1967 رسالة وزير خارجية اسرائيل لشرح بعض الاجراءات الاسرائيلية في القدس، ولكن الرسالة لم تشر الى طبيعة الاجراءات ولا الى الامتثال للقرار 2253، فصدر عن الجمعية العامة في 14/7/1967 قرار 2254 (أغلبية 100 وامتناع 18). أعربت فيه عن أسفها الشديد لفشل اسرائيل في تنفيذ قرار الجمعية رقم (2253) وكررت دعوتها الى اسرائيل بالغاء جميع اجراءاتها والامتناع عن اتخاذ أي عمل من شأنه تغيرر وضع القدس. ودعت الأمين العام لتقديم تقرير الى مجلس الأمن والجمعية العامة حول الموقف.

    ورفضت المصادر الاسرائيلية القرار بنفس الاصرار على الضم والتحدي للقرار الدولي واجه المسؤولين الاسرائيليون الممثل الشخصي للسكرتير العام للأمم المتحدة (ارنستوتالمان) في القدس (21/8-3/1967) في مهمته لوضع تقرير عن الحالة في المدينة المقدسة وتنفيذ قرارات الجمعية العامة، وادعت اسرائيل أنها تبغي توحيد القدس بقصد تحقيق المساواة وتيسير الخدمات، وضمان حرية الممارسة الشعائر الدينية، وأن ما قامت به لا يعوق او يجحف بالحقوق والمصالح الدولية في المدينة المقدسة، وبدا واضحا اصرار السلطات الاسرائيلية على أن عملية الضم لا رجوع عنها ولا يجوز التفاوض بشأنها. وأبدى الشعب الفلسطيني في المدينة معارضته لأي نوع من أنواع نقل السيادة الاسرائيلية على القدس العربية عن طريق ضمها أو توحيدها داخل نطاق اسرائيل. لأن في ذلك انتهاكا لحق تقرير المصير، كما جاء في ميثاق الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان.

    وقد أكدت التطورات التالية ما ورد في تقرير تالمان (الذي رفع الى الجمعية العامة) فاستمرت اسرائيل في تغيير معالم القدس وفي اجراءاتها القانونية والادارية لأحكام عملية الضم.

    لقد توالت بعد ذلك حتى يومنا هذا قرارات الجمعية العمومية ومجلس الأمن(1) التي تشجب الاجراءات الاسرائيلية المتعلقة بضم القدس وتدعوها الى عدم القيام باي اجراء من شأنه تغيير الوضع القانوني للقدس واعتبار ذلك باطلا. هذا فضلا عن القرارت التي تشجب مصادرة الأملاك والانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان. ولكن السلطات الاسرائيلية لم تعبأ بأي من هذه القرارات والنداءات، وامعنت في تحديها للأمم المتحدة ولامبالاتها بها.

    لم يقتصر تحرك الأمم المتحدة على القرارات التي اتخذتها الجمعية العمومية ومجلس الأمن وانما امتد الى الكثير من هيئاتها ولجانها، خصوصا، الاونيسكو(2) التي اصدرت بدورها عدد من القرارات والنداءات في الاتجاه نفسه(3). أما خارج أروقة الأمم المتحدة فقد عبرت ايضا غالبية حكومات العالم في كثير من المناسبات عن شجبها لاجراءات الاحتلال الاسرائيلي في ضم مدينة القدس، وانتهاك المقدسات وتغيير المعالم وتهجير العرب وتهويد المدينة المقدسة والاعتداء على حقوق الانسان والاستهتار بالارادة الدولية وقرارات هيئة الأمم المتحدة، هذا الى جانب دعوة تلك الدول الى الاقرار بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني بما فيها حق العودة، وتقرير المصيرن واقامة دولته المستقلة، والاعتراف بمنظمة التحرير الفليطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. هذا ما عبرت عنه مؤتمرات قمم منظمة الدول الاسلامية وحركة عدم الانحياز، ومنظمة الوحدة الافريقية. والكثير من البيانات المشتركة الى جانب المؤتمرات العالمية الكثيرة التي جمعت أعدادا كبيرة من قادة الرأي العام وممثليه من جميع قارات العالم وبلدانه. ولكن السلطات الاسرائيلية لم تعبأ بكل ذلك، مجتمعا ومنفردا، واعتبرته حبرا على ورق. واستمرت في تحديه، كما استمرت في تنفيذ مخططاتها الهادفة الى تهويد المدينة المقدسة وتهجير أبنائها العرب الفلسطينيين، والاصرار على اعتبارها العاصمة الأبدية لدولة اسرائيل.

    وتابعت الى جانب من تقدم ذكرهم جهات عالمية عديدة باهتمام شديد ما يجري في القدس على يد الاحتلال الاسرائيلي، والذي يعتبر تهديدا لمركز المدينة التي ظلت مفتوحة للجميع في كل العصور. وعبرت عن قلقها ورفضها بشكل أو بأخر، وقد بنى هذا الموقف على اسس عديدة بعضها سياسي وبعضها الآخر ديني روحي أو علمي تاريخي فني. وكان مصير هذه الجهود كمصير القرارات الدولية، من حيث عدم فاعليتها في ايقاف اسرائيل عن متابعة اجراءاتها كما أن سكوت كثير من الشخصيات الكبرة في الغرب واحجام الصحافة الغربية عن أخذ الموقف الحازم ضد اجراءات اسرائيل قد عطل الى حد ما أثر الاحتجاج العالمي على الانتهاكات

    ______________________________

    (1) في الملحق قائمة باهم تلك القرارات بارقامها وتواريخها.

    (2) في الملحق دراسة حول قرارات الاونيسكو واجراءاتها بخصوص القدس.

    (3) في الملحق حول قرارات صادرة بخصوص القدس عن هيئات ولجان متفرعة عن الجمعية العامة

    الاسرائيلية.الا أنه يمكن القول أن هناك ما يشبه الاجماع في الرأي العام العالمي بأن القدس تهم العالم كله، فهي منحة التاريخ، تختزن المعالم الدينية المقدسة وتمثل القيم الانسانية العالمية، وأن الاجراءات الاسرائيلية تعرضها لخطر التدمير والأمثلة على هذا الاحتجاج كثيرة وفي أوساط متعددة الاتجاهات.

    اعتبرت قضية القدس مسألة تهم الشعوب الاسلامية، بسبب ما يمثله الاحتلال الاسرائيلي من انتهاك للأماكن المقدسة، وعدم المحافظة على طبيعة هذه الأماكن وشعار المناداة بتخليصها من الاحتلال الاسرائيلي هو عمل انساني يقدمه المسلمون للانسانية كلها وللأديان كافة. وكل التجمعات الاسلامية تناولت قضية القدس في قراراتها وتوصياتها، سواء مؤتمرات مجمع البحوث الاسلامية بالقاهرة أو المؤتمرات الاسلامية أو مؤتمرات الرابطة الاسلامية وغيرها من الهيئات الاسلامية، أكدت عزم الدول والشعوب الاسلامية على العمل من أجل تحرير القدس كجزءمن تحرير فلسطين، والدفاع عن التراث والطابع الاسلامي والعربي والانساني لمدينة القدس والأراضي المحتلة، كما أعلنت رفضها لأي حل لقضية فلسطين لا يعيد القدس الى السيادة العربية، كما أكدت مساندتها للشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه واعترافها بمنظمة التحرير ممثله الشرعي والوحيد.

    احتج الفاتيكان مرارا على عملية التسوية التي تلحق لمدينة القدس، حسب خطة اسرائيلية موضوعة، وأبدى قلقه لما تتعرض له الأماكن فيها من انتهاك، وما يعانيه أهلها من الأم ومآس واهمال، وأثار اعتداء السلطات الاسرائيلية على رجال الدين ردود فعل شديدة في الفاتيكان وصدر بيان رسمي من الفاتيكان وصدر بيان رسمي من الفاتيكان بعد اعتقال المطران كبوشي ومحاكمته ذكر فيه البابا رؤساء مختلف الطوائف كانوا موضع احترام خلال فترات الاضطراب في الشرقن وأن هذا سيؤدي الى زيادة حدة التوتر في الوضع الشائك في المنطقة.

    وأيد موقف الفاتيكان عدد كبير من رجال الدين المسيحيين لم يقلقهم فقط، ما تتعرض له الأماكن المقدسة من اعتداء، بل ما يمارس على أهل القدس، مسلمين ومسيحيين من ضغوط لارغامهم على ترك المدينة(1) .

    وقد وصف الممثل الرسولي في القدس ما سيترتب على اجلاء العرب عنها بقوله : ان كل ما سيبقى هو متحف، زخارف ديانة تحفظ في صناديق زجاجية ستكون ذكرة ديانة بعد أن تموت الديانة نفسها(2).

    ويبدو موقف الولايات المتحدة تجاه القدس محيرا، اذ أن اصرار اسرائيل على تحدي المجتمع الدولي بشأن القدس انما يعود الى العلاقة الخاصة التي تربطها بحكومة الولايات المتحدة، ولكن في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تدعم الاحتلال الاسرائيلي تمسكت



    يتبـــــــــــــــــــــــــع
    ملف القدس الشريف Br8
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:21 am

    في افتتاحية لجريدة الفاتيكان في 22 مارس/آذار 1971 وفي الحديث عن النتائج المترتبة على تزايد القبضة الاسرائيلية على القدس وصفت الجريدة أن سكان القدس مسيحيين ومسلمين "يرغمون بسبب التوسع في الاسكان-الاسرائيلي الى التراجع" وعلى المدى البعيد سيضطرون الى البحث في مكان آخر عن مستقبل لم يعد بامانهم تحقيقة على ارض اجدادهم "ويدعو المقال الاسرائيليين لاحترام حقوق الاقليات التي تشعر انها مهددة بوجودها ونموها نتيجة لسياسة تهدف الى جنقها تدريجيا " دراسة داسي (مصدر سابق).

    (2) من مقابلة أجرها أجراها داسي مع الاسقف في 23/ايلول/1975.



    بشأن قضية القدس بموقف حازم فرفضت الاعتراف بقرار ضم القدس،(3) والقبول بالخطوات التي اتخذتها (اسرائيل لتغيير وضع القدس، واعتبرتها اجراءات موقتة لا يمكن أن تؤثر على الوضع النهائي لمدينة القدس. وقد وافقت الولايات المتحدة الامريكية على كل القرارات التي اتخذتها الامم المتحدة بادانة الاحتلال الاسرائيلي للقسم العربي في القدس(4) .

    وأوضح وزير الخارجية (وليم روجرز) ديسمبر/كانون الثاني 1969، ان الولايات المتحدة، مع تاطفها عموما مع الأهداف الاسرائيلية، الا أنها لن تؤيد بأي حال من الأحوال، ضم القدس لاسرائيل، وانه لن يسمح لأي طرف تقرير الوضع النهائي لمدينة القدس).

    ولا يزال هذا هو موقف الولايات المتحدة الرسمي في معارضتها لتغيير وضع المدينة واستمرار احتلال القدس العربية، ولكن بنفس الوقت تتولى الولايات المتحدة المساهمة في نقل اليهود السوفيات الى اسرائيل واسكانهم في الوحدات السكنية التي أدانت انشاءها وزارة الخارجية(2) .ومعنى ذلك أن الولايات المتحدة في تمويلها لهذه العمليات انما تساعد على انتهاك ميثاق جنيف.

    وقد عبرت شخصيات كثيرة في العالم عن احتجاجها على المخططات الاسرائيلية وقلقها لما يلحق القدس وسكانها من تهويد، وفي رسالة مشتركة بعث بها ارنولد وجيوفري فيرلونج الى التايمز في 15 مارس/ آذار 1971، عقب مانشرادانة مجموعة من كبارالمهندسينومخططي المدن في العالم للمشروع الاسرائيلي (لتطوير المدينة)، أبديا قلقهما للتخريب المتعمد الذي يلحق بالمدينة المقدسة، وطالب اؤلئك المدعين بالتحدث باسم الشعب اليهودي التفكير مليا بهذا الشأن، وما يبدو مثيرا للدهشة بنظر الكاتبين احجام العالم المسيحي عن انتقاد سياسة الانتهاك التي تتبع بتصميم في المدينة، في وقت تشير فيه الأدلة السياسية والانسانية والجمالية الى نتيجة محزنة، هي تخريب المدينة.

    ورسالة اخرى للتايمز 17/8/1972 أبدت الدكتورة كاثيلين كانيون مديرة مدرسة الآثار البريطانية في القدس واستاذة علم الآثار في جامعة ااحلا موقعاحلا موقعفورد قلقها بشأن الحفريات الاسرائيلية وامتدادها على طول سور الحرم حيث تنتشر الابنية الأثرية اذ "أن اتلاف مثل هذه الأبنية يعتبر جريمة كبرى، ولا يعقل أن يتم تشويه الآثار القديمة بمثل هذه الحفريات" ودعت الرأي العام العالمي الى تقديم كل عون ممكن لمقاومة هذا العمل.

    وانتقدت بعض الجهات الصحفية في الغرب عمل السلطات الاسرائيلية في القدس. ووجدت في قرار وزارة الاسكان الاسرائيلية للمضي في تنفيذ (المشروع السيد) تهديدا لمستقبل المدينة المقدسة وقضية السلام. وأن (الاسرائيليين) بعملهم السريع سيفسدون منظر المدينة الرائع، وأكدت كل المصادر الصحفية الغربية عملية ابعاد المواطنين ونسف البيوت.

    ـــــــــــــــــــ

    (3) يفسر هذا الموقف بأن القدس تشكل رمزا فريدا للدول التي تتواجد المصالح الامريكية فيها لذا فهي لاتجرؤ على الاعتراف بقرار ضم القدس.

    (4) كانت الحكومة الاسرائيلية قد احتجت بسبب تنكيس اعلام القنصليات في القدس الشرقية (قنصليات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا واسبانيا وتركيا) حدادا على وفاة الرئيس جمال عبد الناصرن ومع أن الاعلام ظلت مناحلا موقعاحلا موقعة، فالدول الست لا تعترف بضم القدس الشرقية وقنصلياتها مستقلة عن سفاراتها في تل أبيب وتبعث بتقاريرها مباشرة الى وزارة الخارجية.





    لعل وقفة متأملة أمام مجموع القرارات والتوصيات والنداءات الصادرة عن هيئة الامم المتحدة وغالبية دول العالم وعن أوسع أوساط الرأي العام العالمي في شجب التشريعات والممارسات الاسرائيلية بحق القدس. ثم موقفه أمام ضرب السلطات الاسرائيلية عرض الحائط بكل ذلك يجعلانمن المشروع أن تبادر منظمة الدول الاسلامية ودول العالم وهيئة الأمم المتحدة الى اتخاذ اجراءات أكثر عملية وفاعلية لوقف الجريمة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وبحق الأديان السماوية الثلاثة وبحق الانسانية والحصارة عندما تضم مدينة القدس لدولة اسرائيل ويهجر أهلها وتهود مما يتوجب تصعيد الرد على تلك الاجراءات وايجاد السبل العملية لوضع حد سريع لها واعادة الأمور الى نصابها بتحرير القدس واحقاق الحقوق الثابقة للشعب الفلسطيني.

    على صعيد اليونسكو (المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم) بحث موضوع الخطر الاسرائيلي على القدس بحثا مستفيضا. ومعلوم أن العالم الحديث قد أولى عناية خاصة لصيانة ولحماية الممتلكات الثقافية وخاصة اثناء النزاع المسلح، باعتبارها تراثا انسانيا للاسرة البشرية كلها. وتشمل هذه العناية فيما ابرم في اتفاقيات وما عقد من مؤتمرات واجتماعات وما صدر من توصيات وقرارات تدور كلها حول صيانة الممتلكات الثقافية وحمايتها، ويعتبر كل ذلك احلا موقعاحلا موقعبا حقيقيا للحضارة الانسانية (اتفاقية لاهاي 1954. وتوصية المؤتمر العام لعلماء الاثار نيودلهي 1956). وكانت اسرائيل من الموافقين على اتفاقية لاهاي.

    وقد هدد الاحتلال الاسرائيلي للاراضي المحتلة منذ عام 1948 ما تحويه من ممتلكات ثقافية، الا أنه لم يجر تحرك عالمي بشانها الا بعد عدوان 1967 وذلك بسبب غنى الاراضي المحتلة جيدا بمواقعها الأثرية والتارخية، وبسبب ما ارتكبته اسرائيل في حقها من انتهاكات سواء التنقيب غير المشروع ونقل الآثار، أو انتهاك المقدسات وتغيير المعالم. وقد انتدبت منظمة اليونسكو أواخر عام 1967 لهذه المهمة في الأراضي العربية المحتلة الكولونيل كارل برونر مفوضا عاما لحماية الممتلكات الثقافية وباشر اتصالاته مع الجهاب المختصة لبحث الاعتداءات الاسرائيلية على الأثار في المناطق العربية، وكان على اتصال بالمفوض الاخر لليونسكو في اسرائيل (رابينيك) للتحقق من هذه الاعتداءات لدى السلطات الاسرائيلية.

    واثير موضوع التعديات الاسرائيلية على الاراضي العربية المحتلة بما فيها القدس في المؤتمر العام والمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو وصدرت جملة قرارات معظمها عام وبعضها خاص بالقدس، وأصبح جزءا من المهام الاساسية لمنظمة اليونسكو الحفاظ على الطابع الخاص الذي يميز القدس.

    كذلك اتخذت الأمم المتحدة باجهزتها المختلفة ما يزيد عن عشرين قرارا منذ 14 يونيو/حزيران 1967 تبحث فيه انتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان في الأراضي المحتلة ولميثاق جنيف الرابع عام 1949 فيما يتعلق بحماية المدنيين في أوقات الحرب من أعمال التدمير والترحيل والغاء القوانين القائمة واجراء العقاب الجماعي وسوء معاملة المدنيين ... الخ، وبنود

    هذه القرارات التي تبحث وضع العرب في الاراضي المحتلة تنطبق على القدس كذلك (1).

    ويلاحظ أن لجنة حقوق الانسان في قرارها رقم (9) في الدورة 27 بتاريخ 15 مارس/آذار 1971، وهي تدين انتهاك اسرائيل لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة، ورفضها التقيد بالتزاماتها القانونية طبقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي تميز القدس في الفقرات التالية من القرار ان لجنة حقوق الانسان (اذ تعود فتؤكد ان حقوق الانسان والحريات الأساسية الواردة في اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين في وقت الحرب بتاريخ 12 اغسطس/أب 1949، وكذلك في الوثائق الدولية المماثلة الأخرى، تنطبق تماما على جميع الاراضي التي احتلتها اسرائيل نتيجة القتال في الشرق الاوسط بما في ذلك القدس المحتلة).

    (واذا ازعجها استمرار اسرائيل في اقامة المستوطنات في الاراضي المحتلة، بما في ذلك القدس المحتلة، بينما ترفض السماح بعودة اللاجئين والنازحين الى ديارهم وهذا حق يعتبر انكاره من جانب اسرائيل اهانة للبشرية وانتهاكا خطرا للقانون الدولي).

    (تعود فتؤكد أن جميع الاجراءات التي قامت بها اسرائيل لاستعمار المناطق المحتلة بما في ذلك القدس المحتلة، لاغية وباطلة... ).

    وقد اعتبرت لجنة حقوق الانسان (في القرار رقم 3 الدورة 28 بتاريخ 22/3/1972 ) ان اجراءات اسرائيل هي مخالفات خطرة لاتفاقية جنيف وتكون بذلك (جرائم حرب واهانة للبشرية) والملاحظ انه منذ محاكم نورمبرغ والحكم باعدام زعماء النازية بتهمة جرائم الحرب، لم يحدث أن أدين بارتكاب هذه الجرائم سوى الحكم العنصري في جنوب افريقيا وروديسيا الجنوبية واسرائيل.

    صدر عن منظمة الصحة العالمية (جمعية الصحة العالمية، والمجلس التنفيذي) منذ العدوان عدة قرارات تدعو لعودة اللاجئين في الشرق الاوسط تحسينا لأحوالهم الصحية، كما تشجب أفعال اسرائيل لطرد السكان وتهديم منازلهم والملاجئ وانتهاك حقوق الانسان الخاصة باللاجئين وسكان الاراضي المحتلة، وتحت المجتمع الدولي على تقديم المساعدة الصحية للاجئين النازحين، وتندد برفض اسرائيل استقبال لجنة التحقيق في الوضع الصحي لسكان الاراضي المحتلة، وهي قرارات تشمل القدس في كافة بنودها.

    كما أصدرت المنظمة الدولية للطيران المدني قرارا في 15 اكتوبر/تشرين أول 1974 تطلب فيه من الدول الاعضاء الامتناع عن تشغيل أيةرحلة جوية من أو الى مطار القدس (قلنديا) ما لم تعط اذنا مسبقا بذلك من السلطات الاردنية.

    1) كان أول القرارات قرار237 الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 14 حزيران يونيو 1967 بدعوة اسرائيل الى احترام حقوق الانسان في المناطق التي تأثرت بصراع الشرق الأوسط 1967، ومن القرارات الصادرة عن الجمعية العامة : قرار رقم 2252 (الدورةالاستثنائية 4 يوليو/تموز 1967 وفيه اعادة تأكيد ضرورة احترام حقوق الانسان في الاراضي المحتلة، وضرورة ضمان اسرائيل لسلامة سكان تلك المناطق ورفاههم وامنهم، وان حقوق الانسان الاساسية غير القابلة للتصرف واجبة الاحترام حتى اثناء الحرب.



    والقرار 2341 (الدورة 22) بتاريخ 19/12/1967 اعاد التاكيد على وجوب احترام حقوق الانسان في المناطق التي تعرضت للقتال. والقرار 2443 (الدورة 23) بتاريخ 19/12/1967 بانشاء لجنة خاصة للتحقيق في الممارسات الاسرائيلية التي تمس حقوق الانسان : قرار 6 (الدورة 24) 27/2/1969 - قرار 6 (الدورة 25) 4/3/1969 - قرار 7 (الدورة 25) بتاريخ 4/3/1969 - قرار 10 (الدورة 26) بتاريخ 23/3/1970 - قرار 9 (الدورة 27) بتاريخ 15/3/1971 - قرار 3 (الدورة 28) بتاريخ 22/3/1972 - قرار 4 (الدورة 29) بتاريخ 14/3/1973 - قرار (الدورة 30) 11/2/1974.

    وأوصى المؤتمر الدولي للمستوطنات البشرية (فنكوفر كندا 1976) : بأنه لا يحق للسلطات المحتلة أن تغير أو تمارس أي نوع من مصادرة الملكية في الأراضي المحتلة أو أي اجراء من شأنه أن يغير التركيب السكاني والطبيعة الجغرافية لهذه الاراضي.
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:21 am

    القدس وفلسطين في التاريخ

    إن دراسة تاريخ القدس وتاريخ فلسطين بصورة عامة تقدم لنا الأجوبة الصحيحة الوافية عن تساؤلات مطروحة بفعل المقولات الصهيونية حول القدس وفلسطين. ويمكننا أن نجمل هذه التساؤلات في ثلاثة عناوين نحاول تسليط الضوء عليها.

    أولا : ما هي أصوله ؟ وكيف تحددت ملامحه؟ وما هو عطاؤه الحضاري؟

    وما مكان اليهود الفلسطينيين منه؟ وما مكان التراث اليهودي وفي فلسطين من تراثه؟

    ثانيا : ما هي الحقائق الخاصة بالقدس وتاريخها عبر العصور؟

    ثالثا : كيف وفر شعب فلسطين في ظل الحكم الإسلامي حرية العبادة لجمع المؤمنين في القدس، وخدم الأماكن المقدسة وحماها؟

    إن تاريخ القدس وفلسطين موغل في القدم. فهو لا يقف في مداه عند بدء عصر الكتابة في فلسطين أوائل الألف الثالث قبل الميلاد، بل يتجاوزه إلى عصور ما قبل التاريخ التي شهدت ظهور الإنسان العاقل في فلسطين. وهذا التاريخ هو ثمرة تفاعل الإنسان في فلسطين مع بعد الزمان وبعد المكان.

    إذا تعرفنا على بعد المكان المتمثل في رقعة الأرض المباركة التي تحمل اسم فلسطين نجد أن هذه الرقعة تقع في الغرب من قارة آسيا بين خطي عـرض 30 29 و15 33 شمالا وبين خطي طول 15 34 و 40 35 شرقا. وهي القسم الجنوبي من بلاد الشام الذي يصلها بمصر وفي موقع القلب من الوطن العربي. وتبلغ مساحتها 009 ر28 كلم2 أو 429 ر10 ميلا مربعا. وهي تشمل منطقة ساحلية تطل على البحر الأبيض المتوسط، ومنطقة جبلية ، وغورا ومنطقة صحراوية وقد تفاعلت في هذه الرقعة عوامل عدة.

    أولها - الموقع الاستراتيجي الذي تحتله فلسطين بين القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا، والذي يجعل منها حلقة اتصال ومركزا لتفاعل الثقافات والحضارات.

    ثانيها - الوضع الجغرافي لفلسطين ولبلاد الشام عامة ، حيث يتقطع سطح الأرض فتضيق البيئة ولا تتسع اتساعا كافيا لنشوء سلطة قوية، وحيث تتناوب الأراضي المنخفضة والأراضي المرتفعة وتحاذي بعضها بعضا من الشمال إلى الجنوب، ويتجاور السهل مع الجبل ومع الصحراء، وتتتالى الفصول الأربعة كما هو الحال في حوض البحر الأبيض المتوسط عموما.

    ثالثها - احتواء فلسطين على نمطي البداوة والحضارة، مما جعلها مسرح تفاعل متواصل بين البدو الرحل والمستقرين، فيه التعاون وفيه التدافع، الأمر الذي ربط تاريخها بتاريخ موجات تحول البدو إلى سكنى القرى والمدن.

    رابعها - مجاورة فلسطين لأقدم مركزين حضاريين عرفهما الإنسان، وهما الحضارة السومرية البابلية في بلاد الرافدين شرقا، والحضارة المصرية في وادي النيل في الجنوب الغربي. وهكذا دخلت فلسطين ضمن المجال الحضاري لحضارات المنطقة، وتعرضت في الوقت نفسه لتأثيرات من جهة البحر حيث كريت واليونان وإيطاليا ، ومن جهة البر حيث فارس والهند شرقا. وقد أصبحت بفعل ذلك جزءا من طريق دولي قديم مبدأه في دلتا النيل ونهايته شط العرب، وله عدة تفرعات تنتهي على البحر المتوسط .(4)

    ولقد قامت مدينة القدس في موقع يتميز من أرض فلسطين جعل منها "صرة الوطن المقدس وملتقى أقطاره" (5). الأمر الذي حدا ببعض العلماء الأقدميين إلى اعتبارها مركز الكوكب الذي نعيش على سطحه. وقد بنيت القدس على مرتفعات أربعة تحيط بها مجموعة وديان. ويدور في فلك القدس عدد من المدن والقرى. ولموقعها هذا أهمية استراتيجية وأهمية دينية.

    وننظر في بعد الزمان فنجد أن تاريخ القدس وفلسطين هو تاريخ متصل على مدى العصور حافل بأحداث كثيرة. ويمكننا أن نقسم هذا التاريخ إلى قسمين رئيسيين تصل بينهما الانطلاقة العربية بالإسلام في القرن الهجري الأول - القرن السابع الميلادي - واختيار هذا الحدث ناتج لما كان له من تأثير على القدس وفلسطين والمنطقة العربية عموما، بحيث يمكن أن نميز بين ما قبله وما بعده. وقد مر تاريخ القدس وشعب فلسطين في كل من هذين القسمين بعدة أدوار، وكان بصفة عامة تاريخا متنوعا، محافظا على وحدته.

    أولا : الحقائق الخاصة بشعب فلسطين

    ثانيا : الحقائق الخاصة بالقدس وبتاريخها عبر العصور

    ثالثا : حرية العبادة في ظل الحكم الإسلامي

    مكانة القدس عند المسلمين

    الغزو الصهيوني للقدس وفلسطين


    فلسطين - كما سبق أن أشرنا. حضارة النطوف والغسول وجازر في عصور ما قبل التاريخ وبنى مدينة أريحا ومدنا أخرى. ثم شيد شعب فلسطين الكنعاني منذ أقدم العصور التاريخية على فلسطين أرض كنعان حضارة متقدمة ازدهرت فيها الزراعة حتى عرفت بلادهم بخيراتها وثمراتها واشتهرت بأنها تقيض لبنا وعسلا. وقامت فيها الصناعة على نطاق واسع. وانتعشت التجارة وظهرت أقدم أبجدية. وشيدت فيها المعابد وانتشرت الديانة الكنعانية. وقامت بين شعب فلسطين والشعوب المجاورة في وادي النيل وبقية سوريا وبلاد الرافدين علاقات وثيقة حفظتها لنا الآثار الباقية. وحين جاء الفلسطينيون اسهموا في هذه الحضارة ببناء مدنهم الخمسة في الساحل الذي صار يسمى فلسطينيا، وبتعليم صهر الحديد، وبتشجيع الترحال في أسفار بعيدة، ولم يلبثوا ان اندمجوا في شعب فلسطين الكنعاني وتبنوا حضارته وقد حدث الأمر نفسه حين جاء العبرانيون الذين اتبعوا في مراحل حياتهم الأولى النموذج الحضاري للمنطقة الذي كان يمثله الكنعانيون، وأخذوا من كنعان لغتها وابجديتها فتركوا لهجتهم السامية القديمة واتخذوا لهجة شعب فلسطين. وتعلموا منه الزراعة فانتقلوا من البداوة والرعي إلى الزراعة والاستقرار. واقتبسوا طقوس الكنعانيين وفنهم. وتزاوجوا معهم فأخذوا من عاداتهم. واسهموا في هذه الحضارة في مجال هام هو المجال الروحي. وتجلى هذا الاسهام في العهد القديم الذي حفظ تاريخ المعلمين العبرانيين وأنبياء بني اسرائيل. وهكذا تكرر مع العبرانيين ما حدث للشعوب والجماعات الأخرى التي استوطنت فلسطين وانصهرت في بوتقة شعبها.
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:22 am

    تابع شعب فلسطين العيش في ظل حضارته ابان الحكم الفارسي لبلاده الذي دام أكثر من قرنين (586-322 ق.م) وخاض تجربة التفاعل الحضاري مع الحضارة الفارسية ويمكن القول أنه حافظ على حضارته وبقيت اللغة الارامية لغة التجارة والمعاملات والمخاطبة إلى جنب اللغة الفارسية اللغة الرسمية. وظلت الحضارة تتألف من عناصر سامية عربية تشكل الارامية والكنعانية عنصرها السائد مع ظهور بعض التأثيرات الفارسية عليها.

    عاش شعب فلسطين في بداية الحكم اليوناني لفلسطين (332-64 ق.م) تجربة الاسكندر في تحقيق التفاعل الحضاري بين الحضارة الاغريقية والحضارات الشرقية من خلال امتزاج الأفكار والمؤسسات اليونانية والشرقية . وعمل الحكم اليوناني في لفسطين - بطلميا كان أو سلوقيا - على انتشار الهلينية. ونشط الحكام اليونانيون خلال هذا العر الهلنستي في تأسيس المدن لتكون مراكز للثقافة اليونانية. وكان سكانها من الجنود اليونانيين بالدرجة الأولى. وقد تزاوجوا مع أهل البلاد وانضم إليهم مع الزمن سكان مولدون وأصليون اقتبسوا المظاهر الخارجية للهلينية. وتفاوت انتشار الهلينية من منطقة إلى أخرى وبرز مثقفون من أهل البلاد اسهموا في إغناء هذه الثقافة مثل انطيوخس العسقلاني والشاعر "ملاجر" ومع ذلك بقيت اللغة الارامية هي لغة الشعب السائدة واستمر الشعب محافظا على كنعانيته في طرق معيشته. واحتفظ الريف على الخصوص بلغته وعاداته وطريقة حياته. ونجحت الحضارة الكنعانية خلال عملية التفاعل الحضاري مع الحضارة الإغريقية في المحافظة على مكانتها فأعطت وأخذت. وقد لخص (بريستيد) حصيلة التأثير اليوناني على البلاد بقوله أن هذا التأثير لم يسر على السواء في جميع أنحاء البلاد، بل كاد ينحصر في المدن فقط. ولم يتأثر به كثيرا سكان القرى والدساكر الذين أثروا البقاء على عاداتهم السامية القديمة، والتكلم بلغات آبائهم والاحتفاظ بتقاليدهم وأفكارهم. (9)


    بقي الوضع على حاله إبان الحكم الروماني لفلسطين (64 ق.م - 640م) الذي تبنى الثقافة الهلينية. وعاش شعب فلسطين الحدث الكبير الذي تمثل في ظهور السيد المسيح عليه السلام الذي دعا إلى محبة الله ومحبة الإنسان. ودخلت فلسطين وسوريا بصورة عامة في القرن الرابع الميلادي في مرحلة حضارية جديدة هي المرحلة البيزنطية اتحدت في المسيحية مع الهلينية الوثنية وقد تحول معظم اليهود من شعب فلسطين إلى المسيحية فاعتنق الدين الجديد من كان وثنيا. ولم يعرف عن شعب فلسطين والسوريين عامة أنهم - كما يقول فيليب حتي- "فقدوا طابعهم القومي أو اضاعوا لغتهم أو أهملوا أديانهم، أو سلكوا مخلصين المنهج اليوناني أو المنهج الروماني في الحياة. فالحضارة الهلينية لم تكن يوما أكثر من طلاء خارجي ولم تؤثر في غير النخبة من أهل المدن. أما سواد السكان فقد كانوا يعتبرون الحكام غرباء عنهم واستفحل هذا الجفاء بين الحاكم والمحكوم بداعي سوء الحكم وفداحة الضرائب وغالب الظن أن السوريين من أبناء القرن السابع اعتبروا العرب المسلمين أقر إليهم عنصرا ولغة وربما دينا أيضا من أسيادهم البيزنطيين الممقوتين (10)". شارك شعب فلسطين بعد الفتح العربي الإسلامي سنة 638 م في بناء الحضارة العربية الإسلامية التي أصبحت حضارة زاهرة على مدى القرون التالية . وكانت اللغة العربية هي أداة التعبير في هذه الحضارة وقد حكم الإسلام نظرتها إلى الحياة. وحفظت القدس واحدا من أجمل الاوابد التي بنيت في ظل الحضارة الإسلامية أروع رموزها وهو المسجد الأقصى الذي قام في بقعة مقدسة منذ أقدم العصور، الأمر الذي حدا بالبعض أن يعتبره من بين أقدس الأماكن على وجه الأرض، وقد تمثلت الحضارة العربية الإسلامية ما أنجزته الحضارات التي سبقتها في المنطقة ، وازدهر فيها الشعر والعلوم الدينية والفلسفة والفن المعماري والزراعة والصناعة والتجارة والعلوم من طب وهندسة فلك ورياضيات وموسيقى. واسهم شعب فلسطين تنصيب من هذا الازدهار. واقبل على الداحلا موقعاحلا موقعاحلا موقع في الإسلام خلال العصر العباسي ، وأصبحت اللغة العربية هي اللغة السائدة.

    وإذا كانت فلسطين انصهرت في البوتقة العربية الإسلامية كما لم تفعل ذلك من قبل مع الفتوحات السابقة فذلك يرجع إلى أسباب عديدة، ولكن ثمة سبب لا يمكن التغاضي عنه وهو عنصر العنف الذي جعل جميع من دخل القدس وفلسطين يدخلها معملا السيف في أهلها بينما الفتح العربي الإسلامي دخلها سلما ، وكان الوحيد الذي انصهرت فلسطين تماما في بوتقته بما في ذلك الفلسطينيون الذين حافظا على يهوديتهم ومسيحيتهم ولكنهم انصهروا حضاريا بالعروبة والإسلام شأنهم شأن الأجزاء الأخرى من شعب فلسطين ممن دخل الإسلام. وبقيت فلسطين جزءا من الدولة العربية التي انتقلت عاصمتها إلى بغداد وفي العصر العباسي وأصبحت جزءا من دولة أحمد بن طولون في مصر حين نشأت في النصف الثاني من القرن التاسع الميلادي. ثم حكمها الاخشيديون الذين خلفوا الطولونيين وتلاهم الفاطميون. واعترى فلسطين الضعف الذي أصاب الدول العربية الإسلامية في القرن الحادي عشر الميلادي بفعل عوامل محددة منها فقدان الحكومة المركزية، وانحطاط منزلة الحكام ، والخلل في العلاقات الاقتصادية، والإسراف، علة التقليد. وأصاب الحضارة العربية الإسلامية بفعل هذا الضعف ما يصيب الحضارات من انحطاط وأفول. وفي تلك الفترة جاء الغزو الفرنجي للمنطقة مركزا على فلسطين في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي، بعد أن أعلن البابا أربان الثاني عام 1095 م دعوته لشن الحروب التي عرفت في الغرب باسم الحروب الصليبية وكان الجافع الرئيسي للقيام بهذا الغزو اعتبارات مادية واقتصادية يتعلق بعضها بأوضاع أوروبا آنذاك، واخذ الدين وسيلة لتهيئة النفوس له. وقد استمرت حروب الفرنجية هذه قرابة القرنين. وسجل التاريخ على الغزاة عنفهم وفتكهم بسكان البلاد. واستطاع صلاح الدين الأيوبي أن يحر القدس بعد أن انتصر في موقعه حطين الفاصلة (583 هـ -1187 م) وقدم مثلا رائعا في البطولة والشيم والقيم الخلقية. وطرد السلطان بيبرس والسلطان قلاوون وابنه الأشرف بقايا الفرنجة من فلسطين. وشهدت البلاد على مدى القرنين تجربة في الاحتكاك الحضاري (11) وسجف عن هؤلاء الفرنجة إنهم كانوا مدعاة لخيبة الأمل في مأتي الفكر ومآثر الحضارة. وكانوا من حيث فاعليتهم الحضارية ابعد تأثيرا في الغرب منهم في الشرق. وقد تأثروا بالحضارة العربية الإسلامية وتعرفوا على جوانبها المختلفة.وترك لنا أسامة بن منقذ في كتابه "الاعتبار" صورة لما شاهده من صلات قامت بينهم وبين أهالي البلاد. وتعرضت فلسطين مع الغزو الفرنجي إلى الغزو المغولي الذي أوقفه انتصار قطز وبيبرس في معركة عين جالوت الفاصلة سنة 1260 واستمرت بعد هاتين الغزوتين جزءا من الدولة العربية الإسلامية التي حكمها المماليك، ثم جزءا من الدولة العثمانية منذ عام 1516 م . وقد هاجمها نابليون بونابرت بعد أن احتل مصر وارتد عند أسوار عكا آخر القرن الثامن عشر الميلادي وبقيت تحت الحكم العثماني الإسلامي حتى احتلها البريطانيون عام 1917 م . إبان الحرب العالمية الأولى. وشاركت البلاد في القرن التاسع عشر باليقظة العربية الحديثة وبدأت تتصدى لأخطار الغزو الصهيوني الذي بدا أواخر ذلك القرن.

    يمكننا أن نصل من التعرف على بعد الزمان في فلسطين ودراسة تاريخ شعب فلسطين إلى إجابة محددة للسؤال المطروح حول ملامح شعب فلسطين وانتمائه.

    لقد كان تاريخ شعب فلسطين متصلا منذ أقدم العصور، وهو جزء من تاريخ سوريا والمنطقة التي أصبحت تعرف بالوطن العربي بصورة عامة. وظهرت ملامح شعب فلسطين بوضوح في العصور التاريخية شعبا كنعاني الطابع عربي الأصل يعيش في أرض فلسطين التي عرفت باسم أرض كنعان. وقد تكلم هذا الشعب في غالبيته اللغة الكنعانية ثم اللغة الارامية واللغة العبرانية ثم اللغة العربية وكلها لغات سامية تعود كما يقول بركلمان إلى لغة أم أقرب ما تكون إلى اللغة العربية الفصحى. واندمجت في هذا الشعب جماعات من شعوب مرت بفلسطين فبغت وتمثلت حضارته وأسهمت فيها. وكان بين شعب فلسطين منذ أقدم العصور قبائل عربية وثيقة الصلة بجزيرة العرب فضلا عن الكنعانيين والعموريين والاراميين الذين جاءوا من هنالك، والعبرانيين الذين جاءوا من جنوب العراق وواضح أن فلسطين مثلت مركز جذب بالنسبة لجزيرة العرب. واكتملت عروبة فلسطين منذ القرن الهجري الأول كاستمرار لكنعانيتها يفي القسم الأول من تاريخ فلسطين. وانتمى لهذه العروبة شعب فلسطين بمسلميه ومسيحيه ويهوده. وساهم شعب فلسطين بكافة طوائفه في الحضارة العربية الإسلامية.



    ج) مكان اليهود من شعب فلسطين :



    كذلك نصل إلي إجابة محددة حول التساؤل عن مكان العبرانيين وبني إسرائيل واليهود الذين عاشوا على أرض فلسطين من شعب فلسطين فالعبرانيون وهم أولاد إبراهيم عليه السلام، وكان هذا الاسم يتضمن مدلول البداوة ويشمل قبائل عربية مختلفة منها قبيلة ابراهيم. والإسرائيليون هم أولاد يعقوب بن اسحق بن إبراهيم الذي لقب بإسرائيل. وهم قبائل هاجرت إلى أرض كنعان آواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد من مصر بقيادة موسى عليه السلام وأسست مملكتين : إسرائيل في الشمال ويهوذا في الجنوب. ودمرت المملكتان ثم أعيد تأسيس يهوذا لفترة محدودة وإليها ينسب اليهود. وقد حمل اسم يهودي كل فرد من شعب يهوذا رجع من السبي ، وحملة الذين تهودوا واعتنقوا الديانة اليهودية من أقوام آخرين وهو في الأصل اسم أحد أولاد يعقوب.

    لقد أسس هؤلاء الاسرائيليون مملكة على جزء من فلسطين بعد أن اقتبسوا فكرة الملكية من الكنعانيين وانقسمت المملكة إلى مملكتين لم تعمرا طويلا. وأخذ بنو إسرائيل حضارة الكنعانيين فتعلموا لغتهم واقتبسوا طقوسهم وعاداتهم وأساليب حياتهم. وأسهموا في هذه الحضارة في المجال الروحي من خلال كتابة "العهد القديم" وتعرض بعضهم للسبي على يد نبوخذ نصر الذي دمر القدس عام 586 ق.م.وعاد بعض يهود السبي البابلي مع بداية الحكم الفارس لفلسطين. وانتشر الدين اليهودي في فلسطين إبان الحكم اليوناني لها حين أكره اليهود المكابيون بعد انتصارهم في ثورتهم سكان جنوب فلسطين من الادوميين على التهود والاختتان حوالي سنة 126 ق.م. في عهد يوحنا هيركانوس الأول. كما اكرهوا سكان الجليل الأعلى من الايطوريين العرب على التهود والاختتان . وحين ظهرت المسيحية في فلسطين وانتشرت تدريجيا بدأت اليهودية بالانحسار وذلك إبان الحكم الروماني لفلسطين. وأصبحت الجماعة اليهودية في فلسطين أقلية بعدد الكبير الذي فقدته خلال ثورتي عام 66م وعام 132 م، وبفعل تحول بعض اليهود إلى الدين المسيحي. حتى إذا جاء الحكم البيزنطي الذي تبنى المسيحية تقلصت الجماعة اليهودية إلى حد أدنى وأصبحت فلسطين مسيحية الطابع بع أن دان معظم سكانها بالدين المسيحي، وتحول غالبية اليهود من شعب فلسطين إلى المسيحية. وحين دخلت فلسطين في الدولة العربية الإسلامية استكملت في القرن الثاني الهجري مقومات عروبتها وأصبح الإسلام دين غالبية شعبها. وبقيت جماعات من هذا الشعب تدين بالمسيحية أو اليهودية. وهكذا يتضح لنا كيف أن بعض المسلمين من شعب فلسطين جاءوا من نسل أجدادهم الذين دانت غالبيتهم بالمسيحية وقبل ذلك باليهودية (12). وقد عاش هؤلاء الأجداد على أرض فلسطين وجاء بعضهم إليها من جزيرة العرب.

    إن يهود فلسطين هم جزء من شعب فلسطين، وتاريخهم يقع في دائرة تاريخ شعب فلسطين وهم غير اليهود الأوروبيين الذين ظهرت الحركة الصهيونية في أوساطهم والذين هم من أصل خزري في غالبيتهم (13) ويمكننا ان نقرر باطمئنان أن التراث اليهودي في فلسطين من ثم هو جزء من تراث شعب فلسطين تماما كالتراث المسيحي والتراث الإسلامي فيها وأيضا كالتراث الكنعاني قبل ذلك. وان ادعاء الصهيونية امتلاك التراث اليهودي في فلسطين لا يجب ان يدفع بعضنا إلي التنكر له. ويلفت النظر ان المؤرخين المسلمين ال\ين كتبوا عن تاريخ بني إسرائيل في فلسطين نظروا إلى هذا التراث هذه النظرة الصحيحة. كما يلفت النظر أيضا أن شعب فلسطين تبنى تراثه وحفاظ عله وتمسك به. وقد تعود المسلمون والمسيحيون من أبنائه ان يسموا أبناءهم بأسماء أنبياء بني إسرائيل ويزوروا أضرحتهم. ونلاحظ هنا أن العقيدة الدينية - إسلاما كانت أو مسيحية تنسجم مع الالتصاق بهذا التراث لأنها تعتقد أن أنبياء بني إسرائيل هم من الذين اسلموا لله سبحانه وهم من بين أنبياء الله ورسله.
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:23 am

    ثانيا : الحقائق الخاصة بالقدس وبتاريخها عبر العصور



    ارتبطت القدس بشعب فلسطين العربي منذ أقدم العصور. فقد سكن الانسان في منطقتها منذ عصر ما قبل التاريخ. وهناك أثر له اكتشفت فيها تعود إلى العصر البلستوسيني ، وآثار من العهد الباليوليثي. وقد استقر المناخ فيها وأصبح كما هو اليوم في العهد المسيوليثي. وهناك موقعان في المدينة يرتبذ وجودهما بتلك الفترة. ويشار إلى ستة عشر موقعا تعود إلى العهد النيوليثي الذي شهد حدوث الثورة الزراعية (14).

    ظهرت القدس كمدينة في بدايات العصر البرونزي حين بناها الكنعانيون مع مجموعة مدن أقاموها على طريق المياه بين الشمال والجنوب . واختارا لها موقعا متميزا على مرتفع الضهور الذي توجد على مقربة منه عين الماس جيهون. وكان بناؤها حوالي الالف الرابعة ق.م. وخدم غرضا دفاعيا وآخر دينيا وقد بنوا فيها هيكلا لمعبودهم الأعلى "سالم" وكان ملك القدس هو كاهن الاله الأعلى. ومن هنا اكتسبت المدينة قدسيتها التي استمرت بعد ذلك لاسباب أخرى. (15)

    عرفت القدس أول ما عرفت باسم "سالم" الجد المؤسس أو الآله الأعلى. وقد كونت "مملكة مدينة" كغيرها من المدن الكنعانية وعرف من أسماء ملوكها "قدوم سالم" و"ملكي صادق" و"أدوني صادق" و" أدوني بازق". واول ذكر لها ورد في نصوص الطهارة المصرية في القرنين التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد، بصورة "يوروشاليم" ومعناه إلى الارجح " مدينة سالم".

    وورد ذكر القدس في رسائل تل العمارنة في القرن الرابع عشر ق.م. باسم "يورو سالم" وفي النقوش الاشورية باسم "أؤروسليمو" واقدم اسم لها في العهد القدسم هو "شاليم" وقد ورد في سفر التكوين بمناسبة قدوم أبرام إلى أرض الكنعانيين إذ خرج الملوك لاستقباله ومنهم ملكي صادق ملك شاليم. كما ورد ذكرها في سفر يشوع باسم "أورشليم"، وكان ملكها آنذاك هو أدوني صادق، وفي سفر القضاة حين حارب بنو اسرائيل الكنعانيين.وجاء ذكرها في سفر القضاة مرة أخرى باسم "يبوس" نسبة إلى اليبوسيين العرب الذين كانوا يعيشون فيها. وورد في العهد القديم أيضا اسم "صهيون" الذي دل بداية على جزء من المدينة اليبوسية كان يقوم فيه الحصن الذي استولى عليه داود حين انتزع المدينة ن اليبوسيين. ولم يلبث أن سمي ذلك الجزء باسم "مدينة داود" واصبح يطلق على المدينة ككل من مضي الزمن. وسميت المدينة أيضا "اريئيل" في سفر اشعيا. وعرف التل الصخري الذي بنى عليه سليمان الهيكل باسم "موريا" وجاء ذكره في احبار الأيام الثاني. ومع تعدد الأسماء فإن اسم اورشليم هو الذي كان شائعا منذ فتح داود المدينة إلى منتصف القرن الثاني للميلاد، حيث أطلق عليها الامبراطور الرماني ايلياؤس هادريا نوس اسمه الأول بعد أن أعاد بنائها فعرفت بايلياء. وهو الذي هدم مدينة أورشليم عام 135م ، بعد أن هدمها تيتوس قبل ذلك عام 70م . وقد ظل اسم ايلياء سائدا نحو قرنين إلى أن جاء الامبراطور قسطنطين فأعاد إليها اسم اورشليم. وبقي اسم ايلياء مستعملا حتى كان الفتح العربي الإسلامي.

    اشتهرت المدينة بعد الفتح باسم "بيت المقدس" . ووردت لهذا الاسم صور مختلفة منها البيت المقدس، وبيت المقدس والقدس الشريف والمدنية المقدسة. ولقبت المدينة بالقاب منها دار السلام ومدينة السلام وقرية السلام.(16)

    واضح أن تعدد أسماء القدس مرتبط بتاريخها الطويل الحافل، وبأهميتها المتميزة. ولقد كانت كل هذه الأسماء - عدا اسم "ايلياء" - اسماء كنعانية عربية تحمل مدلولا واحدا في معظمها فما "اورسالم" الا "اورشليم" الا "القدس". وحتى اسم "ايلياء" الرزماني جرى تعريبه حين تداوله شعب فلسطين والمنطقة مثلما عربوا اسم "نابلس" وغيره. وقد اقترنت هذه الأسماء في أذهان الناس بمعنى قدسية المدينة وكونها بيتا مقدسا.

    على مدى القرون التي مضت على بناء "اورسالم" مرت المدينة المقدسة - وهي قلب فلسطين - بجميع المراحل التي مرت بها فلسطين. ويمكننا ونحن نستحضر تاريخها ان نقف عند أهم الحقائق البارزة فيه، فنذكرها بإيجاز وننظم منها عقد يبرز وحدة هذا التاريخ.

    وضع بداية ان شعب فلسطين الكنعاني العربي هو الذي أسس المدينة في زمان بعيد في الماضي وهو الذي أطلق عليها اسمها. وقد أقام فيها بيتا للعبادة ي\كر فيه اسم الله فأصبحت قبلة ومحجا. واستمرت ه\ه صفة المدينة مع تتالي الرسالات السماوية وانتقال شعب فلسطين والمنطقة من الديانة الكنعانية إلى اعتناق اليهودية فالنصرانية فالآلام.
    نزل إبراهيم عليه السلام في منطقة القدس فرحب به "بنوحث" اصحاب الأرض. واختار أبو الأنبياء فلسطين وطنا له، فأصبح هو وآله جزءا من شعب فلسطين. ويهمنا هنا أن نلاحظ نظرة الفلسطينيين عبر العصور وخصوصا في العصر الإسلامي إلى هذه الحقيقة فقد أبرزوها. نضرب مثلا على ذلك ما أورده "الحنبلي" في "الانس الجليل" فبعد ان يقص هجرة ابراهيم "من وطنه في ذات الله حفظا لايمانه". "أوحى الله إليه ان انزل حبرى، فنزل بها.. ولم يزل حتى دخل مغارة حبرون فنودي يا ابراهيم سلم على عظام أبيك آدم" وحين ولدت له هاجر إبنا أسماه اسماعيل أي (مطيع الله). وأقام ابراهيم صلة وثيقة بين فليطين والحجاز والقدس ومكة. "وأرسل الله اسماعيل إلى قبائل اليمن وإلى العماليق. وزوج اسماعيل ابنته من أبن أخيه العيص بن اسحق (عيسو بلغة ترجمة التوراة)". "ولما ماتت سارة بعد وفاة هاجر تزوج ابراهيم الخليل عليه السلام إمرأة من الكنعانيين وولدت منه ستة وهم يقشان وزمران ومدان ومديان ويشق وشرخ. ثم تزوج امرأة أخرى فولدت له خمسة بنين، فكان جميع أولاد إبراهيم ثلاثة عشر ولدا مع اسماعيل واسحق. فكان اسماعيل أكبر أولاده فأثر اسماعيل أرض الحجاز واسحاق أرض الشام، وفرق سائر ولده في البلاد والله أعلم" (17) ونجد هذه النظرة عند المسعودي وغيره، وعند أبناء شعب فلسطين اذين نظروا إلى ابراهيم كواحد من أجدادهم. ونؤكد على هذه النظرة في معرض التنبيه إلى ما أورده بعض الكتاب المحدثين وهم يناقشون المقولات الصهيونية عن وعد الله لابراهيم ان يعطي أرض فلسطين لنسله، فتحدثوا إن غربة ابراهيم وهي غرة لم تدم طويلا أصبح ابراهيم بعدها من أهل البلاد، ونظروا إلى العبرانيين وكأنهم لم يصبحوا جزءا من شعب فلسطين، وتعاملوا مع التراث اليهودي وكأنه ليس جزءا من تراث شعب فلسطين


    ازدهرت الحضارة الكنعانية في فلسطين، وكانت القدس أهم مراكزها. وقد بلغت المساحة التي تشغلها المدينة خلال الالف الثاني قبل الميلاد حوالي أربعين دونما. وأحاط اليبوسيون مدينتهم بسور. وحين مر ابراهيم بها حوالي سنة 1900 ق.م كانت مدينة متكاملة ذات قاعدة ملكية وهياكل دينية ومركز مقدس. وقد تأثر العبرانيون بحضارة الكنعانيين وتمثلوها.
    كانت يبوس مدينة مزدهرة حين دخل بنو اسرائيل اأنأن فلسطين بقيادة يشوع حوالي 1500 ق. م. وتشير التوراة إلى المدينة حين تتحدث عن رجل اسرائيل وامرأته وغلامه كانوا على سفر فأدركهم الليل، "وفيما هم عند يبو قال الغلام لسيده تعال نميل إلى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها، فقال له سيده، لا تميل إلى مدينة غريبة لا أحد منها من بني اسرائيل".
    احتل داوود المدينة التي كانت تعرف آنذاك باسم يبوس في القرن الحادي عشر ق.م. وقد وفق في اختياره لها عاصمة لملكه لأنها حصينة ويسهل الدفاع عنها . كما أنها تقع خارج المراكز القبلية الأصلية وتتحكم في طريق رئيسي. واشتهر داوود المحارب بانجازات أخرى منها القصر الذي شيده في القدس وبناه معماريون من صور أرسلهم صديقه الملك الفينيقي حيرام، ومنها شعره. فإليه نسبت "المزامير" وورث ابنه سليمان الملك من بعده وحكم ثلاثين سنة وبن هيكلا وتحصينات وثكنات. وكانت مملكته تدين بالولاء لمصر وقد اختطت بتاريخه الأساطير. وانقسمت المملكة في عهد خلفه إلى مملكتي اسرائيل ويهوذا. وبقيت المدينة - وأصبحت تعرف باورشليم - عاصمة يهوذا. ولم تعمر المملكتان طويلا فانتهت مملكة اسرائيل على يد سرجون الثاني ملك آشور عام 722 ق.م. وانتهت مملكة يهوذا على يد نبوخذ نصر ملك بابل الكلداني عام 586 ق.م. وخرجت القدس وسبى عظماء البلاد ونقلوا إلى بابل. وتجدر الملاحظة هنا أن الطابع السياسي فلسطين بقي على حاله أثناء وجود المملكتين وبعد زوالهما من حيث تعدد الحكام والتفاعل مع مصر جنوبا وسوريا شمالا. وقد ظل العرب اليبوسيون يعيشون في مدينتهم المقدسة - ويسميهم العهد القديم أحيانا "الاسماعيليين" - وتفاعلوا مع الهجرات العبرانية وامتصوها.
    شهدت القدس وفلسطين منذ القرن العاشر قبل الميلاد وحتى الفتح العربي الإسلامي تتابع حكم دول وامبراطوريات تداولت الأيام بينها فيها. فقد حكمها المصريون في عهد شيشنق لفترة قصيرة ثم حكمها الاشوريون فالكلدانيون فالفرس الإغريق - بطالسة وسلوقيين - فالرومان فالروم البيزنطيين. وحفلت هذه العهود بأحداث وأحداث، تجلت من خلالها قدرة شعب فلسطين على التكيف وعلى الجمع بين الأصالة والتجديد بالحفاظ على هويته وبالتفاعل مع التجارب الحضارية الأخرى وتبادل التأثير معها.
    وقد شهدت القدس إبان حكم الفرس رجوع بعض يهود السبي من بابل إليها. وفي عهد داريوس أعيد بناء الهيكل على نفقة الدولة سنة 515 ق.م. بعد صعوبات كثيرة. وفي عهد ارتحشسنا (465-424 ق.م.) عاد فريقان آخران من اليهود المبيين برئاسة نحميا وعازرا اللذين قالا بوجوب طلاق الزوجات غير اليهوديات واعتبار أبنائهن غير شرعيين.
    عاشت القدس في العهد اليوناني البطلمي جوا من التسامح. وفي عهد بطليموس فيلادلفيوس محب العلم ترجمت التوراة إلى اليونانية على يد سبعين عالما يهوديا دعاهم إلى مصر للقيام بهذه المهمة. وحاول الحكام البطالسة نشر المدنية اليونانية في القدس وفلسطين. وكان حماس السلوقيين لهذه المهمة أشد انسجاما مع سياستهم التقليدية التي اعتبرت الهلينية القاسم المشترك الذي يلتقي عليه جميع رعايا دولتهم. وقد ذهب انطيوخس في محاولته أبعد من المعتاد ففرض عبادة زفس أوليمبوس على السكان. فعمد السكان إلى قرنه بشخصية الههم بعل وألبسوه ثيابا مصف عربية وأسبغوا عليه من صفاتهم وأقاموه في معابد تشبه معابدهم. ثم تفجرت معارضة بعضهم ممن يدين باليهودية ثورة في عام 168 ق. م. فاستباح انطيوخس مدينة القدس وأمر بإلغاء الدين اليهودي. الامر الذي أدى إلى انتشار ثورة المكابيين التي بدأت دينية وتطورت إلى ثورة سياسية وتوجهت في وقت واحد ضد القوات الحكومية وضد أنصار الثقافة "الهلينية" من اليهود وقد انتصرت في المجالين فسيطر التعصب على اليهود المكابيين وأكره الأدوميين سكان جنوب فلسطين والايطوريين سكان الجليل على التهود، وخيروهم بين ذلك أو الإبادة. وتزامنت هذه الثورة مع ثورات القبائل العربية على الدولة السلوقية التي اشتد ضعفها (18).
    أصبحت القدس منذ عام 64 ق.م. تحت حكم الرومان. وكانت مركز مقاطعة "اليهودية" وتولت الأسرة الادومية حكم اليهودية سنة 37 ق.م. باسم الرومان. وقد شهد حكمهم حدثا كبيرا هو مولد عيسى عليه السلام وظهور الدين المسيحي. وشهدت القدس رسول السلام وهو يدعو إلى محبة الله ومحبة الإنسان، ويؤكد بتعاليمه على وحدة الإنسانية وخدمة الإنسان عوضا عن المبالغة في الطقوس الخارجية. وقد انتشر الدين الجديد بين عدد من فلاحي فلسطين الذين كانوا يدينون باليهودية ، ثم شق طريقة بين كافة سكان فلسطين تدريجيا. وانطلق من القدس إلى شتى أنحاء الإمبراطورية الرومانية.
    شهدت القدس خلال تلك الفترة أيضا ثورة اليهود "الفريسيين" ضد الرومان عام 66 م تعبيرا عن رفضهم محاولات الحكم فرض الهلينية عليهم. وقد استمرت هذه الثورة أربع سنوات وكانت لها أسبابها الدينية وأسبابها الاجتماعية. واصبحت القدس خالية من اليهود اثر قمع القائد تيتوس للثورة. وتركز بقية اليهود في ساحل فلسطين. وانحط شأن اليهودية كدين خصوصا مع انتشار المسيحية . وثار يهود فلسطين مرة أخرى في عهد الإمبراطور هدريان (117-138م) بقيادة باركوخبا سنة (122 م) وكان بعضهم قد عاد لشكنى القدس فقضى هدريان على الثورة عام 135 م. وهدم القدس وأعاد بناءها وأطلق عليها اسم إيلياء كابيتولينا وسمى البلد فلسطين السورية (19).
    إزدهرت القدس في العهد البيزنطي الذي بدأ باعتناق الإمبراطور قسطنطين المسيحية عام 212 م وببنائه عاصمة لملكه في موقع بيزنطية القديم عام 330 م. وقد قامت أمه هيلانة بزيارة القدس وتلا ذلك بناء كنيسة القيامة فيها وكنيسة المهد في بيت لحم. وما أسرع ما انتشر بناء الكنائس والأديرة في فلسطين وبلاد الشام ومصر عموما. وانتشرت المسيحية بعد أن كانت قد تعرضت للاضطهاد في عهود بعض الأباطرة الرومانيين. وقد ظهرت الرهبنة في القرن الرابع الميلادي، وأصبحت الكنيسة أعظم مؤسسات العصر. وشهدت القدس الانشقاقات الدينية بين المذاهب المسيحية. كما شهدت محاولات الساسانيين الفرس احتلال البلاد في مطلع القرن السابع الميلادي. وقد طردهم هرقل من القدس وأعاد إليها الصليب الذي أخذوه منها (20). وتتحدث المصادر اليهودية عن مساعدة اليهود للفرس عند قدومهم، وعما تسميه خيانة الفرس لليهود. كما تتحدث عن انتقام هرقل من اليهود والعقاب الذي انزله بهم، وداحلا موقعاحلا موقعاحلا موقع عدد منهم في الدين المسيحي. وهذا يفسر لنا ما جاء في العهد العمرية بشأن طلب الكنيسة ألا يسكن أحد من اليهود القدس.
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:23 am

    فتح العرب المسلمون القدس سنة 638 م. واشترط سكانها ان يكون تسليم المدينة لخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فجاءها عمر وتسلم مفاتيحها من صفرونيوس بطريرك القدس. وأعلى عهده المشهور لأهل "إيلياء" القدس سنة 15هـ. "من الأمان، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بايلياء أحد من ايهود…"(21) وقد شهد على هذا العهد من كبار الصحابة خالد بن الوليد وعمر بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان. ويلاحظ المؤرخون أن الفتح العربي الإسلامي للقدس وفلسطين وبلاد الشام عموما تحقق بيسر حتى أن السوريين من أبناء القرن السابع قد اعتبروا العرب المسلمين أقرب إليهم عنصرا ولغة، وربما دينا من أسيادهم البيزنطيين (22).
    بدأت القدس بالفتح العربي الإسلامي لها مرحة جديدة من تاريخها، بقيت خلالها فلسطينية عربية كما كانت واستمرت مركزا روحيا في ظل الحكم الاسلامي لها. واتصل تارخها على مدى القرون الثلاثة عشر التالية، وان تعرضت خلال قرن واحد منها لحكم الفرنجة.
    أصبحت القدس مركزا من مراكز الحضارة العربية الاسلامية وقد أقام عمر بن الخطاب مسجدا فيها. وبلغ من احتفائه بالصخرة المشرفة ان أزال ما تراكم عليها من تراب وأقام عليها مصلى. وسكن القدس بعد الفتح العمري جماعة من صحابة رسول الله (r )، ونزلها آخرون للعبادة والتبرك وزيارة مقدساتها. وفي العهد الأموي بني عبد الملك بن مروان مسجد الصخرة، ورصد لبنائه خراج مصر لسبع سنين ثم توالى الخلفاء والأمراء فجددوا وزخرفوا حتى أضحى المسجد من أجمل الأبنية الموجودة فوق هذه البسيطة. وبرز في القدس علماء أجلاء نسب بعضهم إليها من أمثال المقدس صاحب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم. واصبح المسجد الأقصى جامعة يؤمها طلاب العلم ويعلم فيها علماء أجلاء.

    عانت القدس معاناة شديدة ابان الغزو الفرنجي لها عام 1099 م. وسالت في المسجد والمدينة دماء عشرات الألوف من أبناءها وحين حررها صلاح الدين أعطى الفرنجة نموذجا رائعا في الرحمة والتسامح. وقد سجل ستانلي لين بول في تاريخه لصلاح الدين "إذا كان أخذ القدس هو الحقيقة الوحيدة التي نعرفها عن صلاح الدين فإن ذلك كاف لإثبات أن صلاح الدين هو أكثر المنتصرين فروسية، وأعظمهم قلبا في زمانه، ولعله في كل زمان" (22).

    أمر صلاح الدين بإعادة أبنية القدس إلى حالها القديم، وطهر المسجد والصخرة من الأقذار، وصلى فيهما، ونصب منبرا في المسجد كان قد أمر بصنعه نور الدين محمود، وعمل صلاح الدين على توسيع المسجد الأقصى. وتدقيق نقوشه، وزوده بالمصاحف والكتب، فعاد إلى المسجد رونقه وبهاؤه وجلاله.

    ازدهرت القدس من جديد في ظل الحكم الإسلامي. وبرز فيها عدد من العلماء الإجلاء. واستطاع المماليك أن يحموها من غازات المغول الذين اجتاحوا العراق وسوريا. وقد كان لانتصار الظاهر بيبرس على المغول في معركة عين جالوت الفضل في حماية القدس وباقي فلسطين ومصر من الدمار.

    اهتم الظاهر بيبرس ومن تلاه من حكام المماليك بعمارة القدس فجدد بيبرس ما تداعى من قبة الصخرة، وقبة السلسلة وزخرفها وبني خلفاؤه عددا من الآثار البديعة في المدينة. وازدهر التصوف فيها خلال ذلك العهد. وقد زارها عدد من الرحالة المسلمين ووصفوا حياة سكانها من ابن بطوطة إلى ناصر خسرو وعبد الغني النابلسي. كما مر بها بن بنيامين الطليطلي اليهودي في القرن الثاني عشر الميلادي. وكتب مجير الدين الحنبلي كتابه "الانس الجليل في تاريخ القدس والخليل".

    أصبحت القدس سنجقا من ولاية دمشق أبان الحكم الغثماني وتحولت في الفترة الأخيرة منه إلى متصرفية تتبع الباب العالي مباشرة. واهتم السلطان سليمان القانوني (1520 - 1560) بعمارة القدس فجدد السور ورمم القلعة وعمر بركة السلطان وقبة الصخرة وجدران الحرم وأبوابه. وبنى مقام النبي داوود. واهتم عدد من خلفائه بإقامة منشآت في القدس.

    ولم تلبث المدينة أن عانت خلال القرنين التاليين من التخلف الذي أصاب الدولة العثمانية .

    وأصبحت القدس في القرن الماضي مركزا من مراكز اليقظة العربية الحديثة. وظهر فيها عدد من الرجالات الدين ساهموا في النهضة العربية الفكرية والسياسة. واشتدت عليها الأطماع الاستعمارية منذ الحملة الفرنسية أواخر القرن الثامن عشر. وابتليت باستهداف الغزوة الصهيونية والاستعمارية لها. ولم تلبث أن احتلها اللنبي أواخر عام 1917 وأصبحت تحت الانتداب البريطاني الذي مكن للغزوة الصهيونية ان تقيم "اسرائيل" وتغتصب جزءا كبيرا من المدينة عام 1948. وفي عام 1967 احتلت اسرائيل القدس الشرقية وبدأت المدينة عهدا من المعاناة وعهدا من المقاومة للاحتلال.

    إن هذه اللمحة لتاريخ القدس عبر العصور تؤكد حقيقة ارتباط شعب فلسطين بالقدس وبفلسطين. وتبرز بوضوح أن القدس هي قلب فلسطين وهي وطن شعبها الذي تواصل تاريخه فيها منذ أقدم الأزمان، وأن القدس كانت قبله للمؤمنين ومحجا لهم تماما كما كانت مطمعا للغزاة
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء أبريل 08, 2008 1:24 am

    ثالثا : حرية العبادة في ظل الحكم الإسلامي

    يجمع المؤرخون على أن شعب فلسطين استطاع في ظل الحكم الإسلامي أن يوفر للمؤمنين في القدس جوا من التسامح الرائع ، وأن يضمن لهم حرية العبادة في أماكنهم المقدسة، وأن يقوم بحمايتهم وباستضافتهم.

    لقد رأينا كيف أرسى عهد عمر أساس هذا التسامح انطلاقا من روح التسامح التي بشر فيها الدين الإسلامي "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي". ويلاحظ المؤرخون أن شعب فلسطين وسكان القدس رحبوا بالحكم العربي الإسلامي. وكانت غالبيتهم تدين بالنصرانية وقلة منهم تدين باليهودية. وقد تعاون السامريون اليهود مع العرب المسلمين عند الفتح. وكتب يهودي عراف عن العصر الإسلامي الأول فجعل ملاكا يقول لكاهن 3لاتخف يابن يهوه، فالخالق تبارك اسمه لم يقم مملكة اسماعيل الا ليخلصكم من هذا الشر (أي بيزنطة). (24) ورحب النصارى بالحكم العربي الإسلامي وتجاوبوا مع سياسة معاوية السمحة وكتب مؤرخ مسيحي سريان بلسان حالهم " ولهذا فقد خلصنا الآله المنتقم منقبضة الروم على يد العرب. وليس النفع الذي جنيناه من خلاصنا من قسوة الروم وحقدهم بالقليل" (25).

    حرص الحكم الإسلامي على تنظيم أمور الملل والنحل، فأصبح للجماعتين اليهودية والنصرانية تنظيمهما. وكان المسلم ينظر إلى القدس نظرة روحية يعبر عنها قول عطاء الخرساني" بت المقدس بنته الأنبياء وعمرته الأنبياء، ووالله ما في شبر إلى وقد سجد فيه نبي" (26) وقد احترم شعب فلسطين المسلم الديانتين السماويتين الأخريين انطلاقا من إيمانه بكتب الله ورسله.

    بقي عدد اليهود ضئيلا جدا في فلسطين بالنسبة إلى مجموع السكان. ويلاحظ باراحلا موقعاحلا موقع "ان الحكام المسلمين لم يرفضوا في أية فترة السماح ليهود من بلاد أجنبية أن يدخلوا فلسطين ويقيموا فيها" والحق أن شعب فلسطين رحب دوما بالحجيج من المؤمنين وفتح ذراعيه للمضطهدين المسالمين. وفرق بين هؤلاء وبين الغزاة الطامعين.

    لقد سمح الحكم الإسلامي لليهود بزيارة القدس ثم بالعمل فيها وسكناها. وخدم بعضهم في المسجد الأقصى كصناع يعملون القناديل والأقداح والثريات وغير ذلك، لا يؤخذ منهم جزية. جاريا عليهم وعلى أولادهم أمدا. وتعرض يهود القدس لمعاناة شديدة إبان الغزو الفرنجي حيث ذبح الفرنجة عددا كبيرا منهم حين احتلوا القدس مع من ذبحوا من أهاليها المسلمين ويسجل المؤرخون" أن صلاح الدين كان رحيما بهم حين استعاد القدس". وكان يهود القدس وفلسطين قد ساهموا إبان ازدهار الحضارة العربية الإسلامية باعناء التراث اليهودي ويقول جرايزل في كتابه تاريخ اليهود " إننا مدينون ليهود فلسطين في الفترة بين القرن السادس والقرن العاشر. فإذا كنا نقرأ التوراة بسهولة هذه الأيام ونصب في قلوبنا أجمل الصلوات فإن الفضل لهم. وقد أعطاهم مجيء "المحمديين" دفعة جديدة من الحياة (27) وتناقص عدد اليهود في القدس بعد غزوة الفرنجة حتى لم يبق منهم فيها إلى اثنان عام 1267م. وبعد ستين عاما توطنت فيها طائفة صغيرة من الصباغين. وتراوح عدد اليهود في القدس خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر بين 250 و1500. وذلك بعد ان لجأ إليها بعض يهود اسبانيا عام 1492 بعد ان حلت بهم وبالمسلمين نكبة الأندلس. وحين زار القدس الربي الايطالي "اوباديه دامبير تيفورو" عام1488 وتعرف على أحوال الجماعة اليهودية فيها سجل شهادته قائلا "لا يضطهد العرب اليهود في هذه البلاد. لقد سافرت فيها طولا وعرضا ولم أجد من يعترض طريقي من سكانها. إنهم كرماء و لطفاء مع الغرباء وخاصة مع أولئك الذين لا يعرفون لغتهم. ولا يزعجهم أن يروا مجموعة يهود متجمعين معا" (28) وقد تولت أسرة مقدسية مسلمة خدمة مقام النبي داوود منذ أوائل العهد العثماني.(29) ويلفت النظر أن يهود القدس وفلسطين بدأوا يشكون من المضايقة حين قوي النفوذ الأوروبي في القدس خلال القرن التاسع عشر وجاء إليها عدد من المبشرين المسيحيين الأوروبيين الذين جعلوا همهم تنصير اليهود. وقد انشغلت جمعية لندن للتبشير بهذا الموضوع وأرسلت عام 1820 مبشرا سويسريا فكان ان جابهه يهود القدس بمعارضة شديدة (30) بينما تكشف الوثائق العثمانية كيف وفر الحكم الإسلامي ليهود فلسطين حرية العبادة فازدهرت مدارسهم في طبريا وصفد. وسمح لعدد من المضطهدين الذين فوا من الأندلس أن يقيموا في الدولة العثمانية ومنها فلسطين، فأقاموا فيها واندمجوا في شعبها.



    لا نود أن نسترسل في الحديث عن هذا التسامح الديني الذي ساد في فلسطين منذ الفتح العربي الإسلامي وفي ظل الحكم الإسلامي فنعرض لحياة النصارى من شعب فلسطين في ظله ذلك أن أمره معروف تتضمنه كل صفحة من صفحات تاريخ فلسطين. ونكتفي بالقول أن شعب فلسطين بمسلميه ومسيحييه ويهوده يمثل جيدا روح التسامح هذه، فحكمت سلوكه نحو اخوته من الطوائف الأخرى، ونحو الحجيج من المؤمنين الذين جاءوا إلى القدس. ويلفت النظر أن شعب فلسطين بغالبيته المسلمة وبمسيحييه ويهوده تصدى للغزاة الأجانب الذين طمعوا في وطنه، مفرقا بينهم وبين الحجيج الذين يأتونه مسالمين ، وقد حفظ لنا التاريخ صورا رائعة عن مقاومة فلسطين لغزوة الفرنجة التي لبست ثوب الصليب، تماما كما نشهد اليوم هذه الصور الرائعة من مقاومته للغزوة الصهيونية التي استغلت الدين اليهودي وشوهت قيمه. ولم يحجم شعب فلسطين حين هدد بلاده جيش تيمورلنك الذي كان يدين بالإسلام عن أن يقاتل الباغي. وافتى يومها ابن تيمية للمسلمين جميع بالقتال، وحثهم عليه حين لمس تساؤل البعض منهم كيف يقاتل المسلم المسلم، فأجاب على هذا التساؤل بالآية الكريمة "وقاتلوا التي تبغي.." مفرقا بين المسلم المؤمن والمسلم الباغي. (31) ويمكننا ان نلاحظ ونحن نقلب صفحات تاريخ القدس وفلسطين كيف استطاع شعب فلسطين ان ينتصر في النهاية ويطرف الغزاة من وطنه. كما يلفت النظر أن أرض فلسطين كانت تشهد المعارك الفاصلة التي تؤذن بارتداد الغزاة وهزيمتهم، والتي كانت تحدث بعد أن تسترد المنطقة قوتها وتنبعث قواها الروحية من جديد. وقد حفظ لنا التاريخ أسماء حطين التي أذنت ببداية اندحار الفرنجة عام 1187 وغين جالوت التي صدت الغزو المغولي عام 1260 وعكا التي على أسوارها ارتد بونابرت وتراجع بالحملة الفرنسية عام 1799.

    * * *

    يمكننا الآن بعد ان تعرفنا على هذه الحقائق ان نلاحظ مدى تعلق المسلمين عامة بالمدينة المقدسة. وهذا يقودنا إلى الحديث عن مكانة القدس في الاسلام وعند المسلمين.
    ملف القدس الشريف Br8
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء أبريل 09, 2008 4:27 pm

    مكانة القدس عند المسلمين

    ارتبطت القدس بالأديان السماوية، واصبحت مهوى أفئدة المؤمنين كافة. ولكنها ارتبطت بصورة خاصة بالاسلام والمسلمين من خلال المكانة التي احتلتها في العقيدة الإسلامية وفي التاريخ الإسلامي وفي تراث المسلمين، منذ أن خف إليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليتسلمها من أهلها قاطعا على نفسه عهدا لله أن يصون أموالهم وكنائسهم ويرعى حقوقهم، ويحقق لهم الأمن والسلامة. فمنذ ذلك اليوم إلى الغزو الصهيوني للقدس، والمسلمون يحتضنون المدينة المقدسة احتضان الأم لوليدها، ويحنون عليها حنوا المرضعة على فطيمها.

    لا نعرف في تاريخ الإسلام بل في تاريخ الأديان السماوية جميعها، مدينة ظفرت بما ظفرت به هذه المدينة من تقديس وتكريم وحراسة. فقد أولاها الخلفاء والأمراء والعلماء والصالحون كامل رعايتهم. انشاءوا المساجد والزوايا والتكايا والأربطة والسبل والمدارس والمقابر، وأوقفوا عليها معظم الأراضي المجاورة، وزينوا وزخرفوا وجددوا قديما، وأسسوا جديدا، حتى أضحت تحفة منقطعة النظير. أطلقوا حرية العبادة لجميع الطوائف دون استثناء، ووفروا للمدينة والحجيج الأمن والاستقرار.

    احتلت القدس هذه المكانة في نفوس المسلمين لعدة أسباب.

    الأول : إنها موطن إبراهيم خليل الرحمن، ومقر الأنبياء ومهبط الوحي، ومبعث عيسى كلمة الله التي ألقاها إلى مريم. وقد قال أبن عباس " البيت المقدس بنته الأنبياء وسكنته الأنبياء ما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبي أو قام فيه ملك".

    الثاني : إنها أولى القبلتين، وثالث الحرمين استقبلها المسلمون زهاء عام ونصف بعد هجرة الرسول الكريم إلى المدينة. وخصها الله بإسراء رسوله وحبيبه المصطفى ، فقال في كتابه العزيز "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير". وقال رسول الله y "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى".

    الثالث : لأنها مفتاح الكعبة وقبر الرسول، من حازه تمكن من الأردن وما وراءه من بلاده، لارتفاعها ومناعتها. ولذا بادروا إلى سد هذا الثغر وحمايته حتى يدرأوا عنهم خطرا مروعا.

    الرابع : لأنها عاصمة فلسطين، ومتحف أثارها الدينية التي تجمعت مدة ثلاثة عشر قرنا، وصلة الوصل بين الأقطار العربية، والمنارة التي يشع منها نور الهداية والخير.

    رعي المسلمون القدس، ولم يفرقوا زمن حكامهم الورعين بين أصحاب الديانات السماوية، كما لم يفرقوا بين أنبياء الله. وصارت لهم ذمة ترعى وعهد يحفظ. وقامت في بيت المقدس حضارة روحية فذه. وتلاحقت المساجد والكنائس والمعابد، وارتفع اسم الله عاليا، واطمأنت القلوب وانشرحت الصدور. ولم يخل الحال من أوقات ضيق عانى منها جميع السكان، ولكنها لم تشتد حتى تبلغ محاكم التفتيش أو حرق المعابد ومحور أثار الأنبياء.

    سار المسلمون في القدس على هدى التسامح الإسلامي الذي جسده، عمر بن الخطاب يوم داحلا موقعاحلا موقعاحلا موقعه لها. فقد زار كنيسة القيامة مع البطريرك صفر ونيوس واثر ان يصلي خارجها خشية أن ينازع أحد من المسلمين النصارى فيها أن هو صلى فيها وسأل عن الصخرة وحين وصل إليها أزال بيده ما تراكم عليها من قاذورات "وجد على الصخرة زبلا كثيرا مما طرحته الردم غيضا لبني اسرائيل، فبسط راءه وجعل يكنس ذلك الزبل، وتتبع المسلمون مساجد الأنبياء واحدا واحدا، ابتداء من ارايهم إلى آخر من دفن منهم في فلسطين، فأعادوا بناءها، وحافظوا على قدسيتها وطهروها تطهيرا.

    ومن أقدم الآثار التي رعاها المسلمون وعدوها جزءا من تراثهم الديني مسجد سليمان ومما يسترعي النظر في صحن الحرم قبة السلسلة المجاورة لقبة الصخرة من جهة الشرق، وهذه السلسلة تنسب إلى سليمان بن داوود وقد كتبت فوق محرابها "يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق".

    أبلغ من ذلك دلالة أن المسلمين أنشاءوا مسجدا في مكان يسمى "مقام النبي داوود" على ربوة جبل صهيون سدنته أسرة مسلمة. ويذهب بعض المؤرخين إلى أن هذا المقام قبر النبي داوود. وهناك في داخل الحرم الذي يضم المسجدين العظيمين الأقصى والصخرة جامع يسمى قبة موسى، وجامع يسمى جامع كرسي سليمان وكلاهما تؤدي فيه الصلاة. هذا عدا الآثار التي تقع خارج بيت المقدس، ومن أشهرها مقام نبي الله ابراهيم في المدينة المسماة باسمه (الخليل) وفيه مسجد كبير.

    يلفت النظر في هذا المقام أن المسلمين لم يتبنوا اثرا من أثار السيد المسيح مع ما له من مكانة فريدة نص عليها القرآن الكريم. ويرجع ذلك إلى أن الأماكن المسيحية المقدسة كانت وقت الفتح الإسلامي في حوزة المسيحيين أنفسهم، ونصت العهدة العمرية التي كتبها عمر بن الخطاب لبطريرك بيت المقدس " إنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا تهدم ولا ينقص منها ولا من خيرها ولا من صلبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم" وقد جاءت المسيحية لتبطل النسبة إلى جند معين التي كان يؤكدها بنو إسرائيل وتفاخرون بها. فمن أقوال السيد المسيح" ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبا، لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاد لإبراهيم". وأكد ذلك بولس الرسول بقوله " ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون، ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعا أولاد. بل باسحق يدعى لك نسل ، أي ليس أولاد الجسد هم أولاد الله. بل أولاد الموعد يحسبون نسلا". والمقصود بالموعد مجيء السيد المسيح وقال أيضا "أن الذين يؤمنون بالله هم أبناء إبراهيم، فالذين هم من الإيمان يتباركون مع إبراهيم المؤمن" وقد أكد القرآن الكريم هذا المعنى بقوله " أن أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين" ومن هنا كان طلب التبطريك صفرونيوس ان تتضمن العهدة العمرية نصا "ان لا يسكن بايلياء -بيت المقدس- معهم أحد من اليهود".

    وحين تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة سنة أربعين للهجرة زار بيت المقدس وصلى عند جبل الجلجلة ثم ذهب إلى الجلسمانية وصلى عند قبر السيدة مريم. وهما من أقدس الآثار المسيحية في المدينة.

    اهتم المسلمون بالمدينة المقدسة اهتماما كبيرا. فلم تمر مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامي على اختلاف دولة، إلا أقام المسلمون في القدس بناء حديثا أو أصلحوا بناء قديما.

    ففي عهد الخلفاء الراشدين أقام عمر بن الخطاب مسجدا، وقد بلغ من احتفائه بالصخرة المشرفة ان أزال بيده ما تراكم عليها من تراب وأقام عليها المصلى.

    وفي العهد الأموي بني عبد الملك بن مروان مسجد الصخرة، ورصد لبنائه خراج مصر لسبع سنين، ونقش اسمه على القبة مع تاريخ البناء سنة 72هـ. ثم توالى الخلفاء والأمراء فجددوا وزخرفوا حتى أضحى المسجد بشاهدة أحد المؤرخين الغربيين (من أجمل الابنية الموجودة فوق هذه البسيطة، لا بل من أجمل الآثار المسجد التي خلدها التاريخ). وبنى عبد الملك المسجد الأقصى واتمه ابنه الوليد، وتوالى على تجديده، وتزيينه بالنقوش والقناديل والسجاجيد عدد كبير من الخلفاء والأمراء، آخرهم الملك المغربي المجاهد محمد الخامس الذي فرش مسجد الصخرة بالسجاد الفاخر، وفيه تلقى خطبة الجمعة فتجيش القلوب وتفيض العيون بالدموع. وقد شرع ملوك بني أيوب في فعل الآثار الجميلة بالمسجد الأقصى. منهم الملك العادل سيف الدين أبو بكر أخو السلطان صالح الدين. وتولى الملك المظفرة تقي الدين عمر بن شاهنشاه كنس أرض قبة الصخرة بيديه، ثم عسلها بالماء مرارا، ثم اتبع الماء بماء الورد، وطهر حيطانها، وغسل جدرانها وطهرها. وكذلك الملك الأفضل نور الدين علي والملك العزيز عثمان فعلا فيه أنواعها من البر والخير وكان السلطان صلاح الدين الأيوبي يحمل الحجارة على سرج فرسه وينقله أن موضع بناء سور المدينة. يتولى ذلك بنفسه والجماعة خواصه والأمراء. ويجتمع لذلك العلماء والقضاء والصوفية والأولياء وحواشي العساكر والاتباع، فبنى في أقرب مدة ما يتعذر بناؤها في سنين. ويوجد إلى اليوم في الطرف الجنوبي من ساحة الصخرة شاهد يذكر فيه تعمير صلاح الدين الخندق. وتوالى على تجديده وتزيينه بالنقوش والقناديل الخ…

    وبنى عدد من المسلمين قببا في صحن الصخرة وبجوارها قبة المعراج، وقبة محراب النبي، وقبة يوسف، وقبة سليمان، وقبة الخضر، ومحراب داوود.

    وبنوا في الحرم وحوله مآذن وأروقة وأبوابا وسبلا وصهاريج للاستسقاء وكل واحد منها أثر تاريخي عليه نقش أو شاهد ، وله سمة عصره من زخرف وخط ودعاء.

    واتخذ المسلمون من ساحة الحرم الشريف والمسجدين الكبيرين والأروقة مدارس يدرسون فيها علوم الدين. وقصد معظم الحجيج بيت المقدس، في ذهابهم إلى بيت الله الحرام وفي عودتهم منه ، حتى أضحت المدينة المقدسة مزارا يتبرك به المسلمون تبركهم بالكعبة المشرفة. واستحبوا الاحرام بالحج والعمرة منه. ففي سنن أبي داوود من حديث أم سلمة قالت : قال رسول اله صلى الله عليه وسلم : "من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى غفر الله ما تقدم من ذنبه" واحرم منه جماعة من السلف كابن عمر ومعاذ وكعب الاحبار وغيرهم.

    وتعلقت قلوب المسلمين بالمدينة، وحنوا عليها وافتدوها بالمهج، وأحاطوها بالرعاية ، وعبروا عن شعورهم هذا في ما كتبوا من رسائل وكتب في فضائل بيت المقدس.

    روى ابن ماجة في سننه عن ميمونة مولاة سول الله قالت : قلت يا رسول الله افتنا في بيت المقدس قال : "ارض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره" وروى عن رسول الله قوله : " من مات في بيت المقدس فكأنما مات في السماء" . وعن أبي عباس قال : من حج وصلى في مسجد المدينة ومسجد الأقصى في عام واحد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" وعن ابن عباس انه قال : قال رسول الله "من أراد أن ينظر إلى بقعة من بقع الجنة فلينظر إلى بيت المقدس".

    وعن انس بن مالك قال : "إن الجنة تحن شوقا إلى بيت المقدس، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس، وهي صرة الأرض".

    ودفن في المدينة عدد كبير من الصحابة والتابعين والمجاهدين منهم الصحابي عبادة بن الصامت الأنصاري، والصحابي شداد بن اوس، والزاهدة أم الخير رابعة العدوية، والمتكلم محمد بن كرام صاحب الفرقة الكرامية ، والمحدث بكر بن سهيل الدمياطي.

    بنى المسلمون في مختلف العهود مساجد بلغت 34 مسجدا معظمها في داخل المدينة القديمة.

    وبنوا عددا كبيرا من الزوايا، يؤمها الحجاج من مختلف البلدان الإسلامية كالزاوية النقشبندية للحجاج الوافدين من البااحلا موقعاحلا موقعتان، وزاوية الهنود للحجاج القادمين من الهند، والزاوية القادرية للحجاج الواردين من الأفغان، وفي كل زاوية مسجد وغرف للنوم، ولها أوقاف.

    وأنشاءوا عددا من المقابر الأثرية التي تضم وفاة الصحابة والتابعين من جاء بعدهم من علماء ومجاهدين وحكام، وفي (الأنس الجليل) أسماء من توفي ودفن فيها، نذكر من الصحابة والتابعين : عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وفيروز الديلمي، وسلامه بن قيصر، وذا الأصبع ، وأبا محمد البخاري.

    وأنشاءوا مدارس لطلب العلم، بلغ عددها 56 مدرسة حفلت بالعلماء من أهل المدينة وخارجها الوافدين من المشرق والمغرب، واوقفوا عليها المصاحف والمخطوطات النادرة ولا تزال معظم هذه المدارس قائمة حول الحرم بأبوابها الحديدية الكبيرة ونقوشها المزخرفة وساحاتها الواسعة، وكان المسجد الأقصى نفسه يحتوى على مكتبة كبيرة كما كان الحال في جامع قرطبة والأزهر والقيروان، وكان العلماء يقصدونه من الأندلس والمغرب ومصر والعراق وفارس للدرس والتدريس وفي المتحف الإسلامي - اليوم - صندوق كبير يضم مصحفا مخطوطا كتبه بيده أحد ملوك المغرب خصيصا للمسجد الأقصى.

    إن الكثرة العظمى من هذه الأماكن الاسلامية التي ذكرناها ـ عدا المقابرـ قائمة في المدينة القديمة المحاطة بسورها الاثرى الذي جدده آخر مرة السلطان سليمان القانوني في القرن العاشر الهجري. وإذا علمنا ان المدينة القديمة صغيرة، اذ تبلغ مساحتها 868 دونما ـأي 868 ألف متر مربع ـ يشغل منها الحرم القدس وحده 26 دونما، تبين لنا صحة القول ان المدينة أضحت مع الزمن متحفا أثريا غنيا الأبنية والنقوش والزخارف والقناديل النادرة التي لا تقدر بثمن ولا يمكن ان يوجد لها بديل.

    والخلاصة ان الآثار الإسلامية تجعل من هذه المدينة المقدسة التي لم يفتأ المسلمون في جميع عصورهم يرعونها بالاجلال والتعظيم، ويتعهدونها بالتعمير والتجديد، مدينة أعظم شأنا في نظرهم من (اروشليم) التاريخية في نظر اليهود بل يمكن ان تقف في صف واحد مع مكة والمدينة، وفي حديث للرسول عليه السلام أنها رابع مدن الجنة. ومن الناحية المادية والحضارية ليس لليهود أثر يذكر بشهادة جميع العلماء مسلمين ومسيحيين، ولذا فإن التفريط بهذه المدينة المقدسة هو تفريط بأقدس مقدسات المسلمين، وحرمان من ممارسة شعائرهم الدينية التي كلفتها جميع الشرائع والقوانين وخطر على سائر مقدساتهم في مكة والمدينة، وافتئات على الأوقاف الإسلامية والملكية الفردية، لا يمكن ان يصبر عليها المسلمون مهما تذرعوا بالحكمة وضبط النفس.

    يوصلنا هذا العرض إلى تبين أن علاقة المسلمين بالقدس لا تبدأ مع الفتح الذي تم على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وانما أسست العلاقة في القرآن والعقيدة والسنة. فكانت القدس بالمسجد الأقصى أولى القبلتين بالنسبة إلى المسلمين منذ أوائل عهد الدعوة وكانت في صخرتها المسرفة النقطة التي أسرى منها الرسول صلى اله عليه وسلم ونزل في كل ذلك آيات كريمة مما كرسها في صلب العقيدة وتعزز ذلك في وصية النبي (ص) لشد رحال الحجيج إلى ثلاثة مساجد الرسول في المدينة والمسجد الحرام في مكة والمسجد الأقصى في القدس، وبهذا دخلت مدينة القدس وما حولها من أرض فلسطين كجزء من الإسلام قبل ان تدخل كجزء من تاريخ العرب والمسلمين وحضارتهم وتراثهم، وقبل أن تكون النقطة الاستراتيجية التي لا تقوم الوحدة بين مغرب بلاد العرب والمسلمين ومشرقها إلا بها ومن خلالها.

    فالقدس بالنسبة إلى العقيدة الإسلامية أرضا مباركة مقدسة للمسلمين وهي جزء في التكوين الروحي الإيماني للمسلم ومن ثم لا يمكن تصور قبول المسلمين التفريط بحقهم فيها تحت أي ظرف من الظروف، بل يمكن القول أن ما من قوة إسلامية تملك حق التصرف بهذا الحق. ولعل من نافل القول التأكيد أن كل تفريط في هذا الحق باطل بنظر الإسلام ولو جاء بإجماع، لأن النص يظل فوق الإجماع.

    لم يلبث التاريخ الإسلامي إن ارتبط بالقدس أكثر مما ارتبط بأية مدينة أخرى ذلك إنها كانت محط الأطماع لما تتمتع به من مركز روحي توحيدي وموقع استراتيجي عسكري - سياسي. وكان يكفي الاستيلاء عليها وانتزاعها من يد العرب والمسلمين حتى تتجزأ البلاد وتهن الأمة وتطعن في كرامتها وهذا ما يفسر ارتباط التاريخ الإسلامي بمدينة القدس روحيا وسياسيا وعسكريا. ويبرز هذا بصورة خاصة بعد الاستيلاء الفرنجي على القدس الذي امتد حوالي مائتي عام. مما جعل العالم العربي الإسلامي ينشد إلى تلك النقطة ويرتبط بها روحيا ونفسيا وسياسيا واستراتيجيا أكثر من ذي قبل. وقد أريقت أنهار من دماء المسلمين في سبيل استعادتها من الفرنجة الصليبيين ثم من المغول وما معركة عين جالوت إلا أحد الشواهد على ما بذل المسلمون من دماء على أرض فلسطين المباركة.
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء أبريل 09, 2008 4:29 pm

    ولم تغب تلك الحقبة من تاريخ المسلمين التي ارتبطت بالقدس عن ضمير الأمة الإسلامية وروحها بعد ذلك. فقد كانت القصة التي يعلمها كل جيل للذي ييه. ثم عادت لتحيا من جديد مع أواخر القرن الخامس عشر وبدايات القرن السادس عشر مع بروز علائم لتجدد الحملات الفرنجية عن طريف البرتغاليين وكان ذك من الأسباب الرئيسية التي جعلت الدولة العثمانية تصبح قوية الوحدة بعد أن قام العثمانيون بالسيطرة على البحر المتوسط وطرد البرتغاليين من بعض الشواطئ الإسلامية وإبعاد الخطر عن بيت المقدس، ولكن عاد الأمر فتجدد مع غزو نابليون إلى مصر ثم إلى فلسطين، ومنذ ذلك التاريخ عادت القدس وفلسطين لتكون جوهر صراع العرب والمسلمين ضد الغزوة الصهيونية وبخاصة بعد أن سيطرت هذه الغزوة على شطر من القدس وأجزاء من فلسطين عام 1948.

    وبلغ هذا الصراع ذروته بعد ان احتلت الغزوة الصهيونية القدس بكاملها وبقية أرض فلسطين إضافة إلى أراض عربية مصرية وسورية عام 1967، حيث أصبح المسجد الأقصى في الأسر وباتت قضية القدس القضية المركزية الأولى للعرب والمسلمين عامة.

    إننا حين نتكلم عن مكانة القدس بالنسبة إلى المسلمين نبدأ بمكانتها في العقيدة والتكوين الروحي والنفسي وهي هنا راسخة قوية لا يمكن انتزاعها أو إبعادها ثم نعرج على مكانتها في تاريخ الأمة لنجدها في مكب الأحداث والصراعات والحروب، بذلت في سبيلها أعلى التضحيات جيلا بعد جيل. ثم إذا وقفنا أمامها لنراها من الزاوية الوحدوية للأمة العربية ومن الزوايا السياسية والاستراتيجية سوف نراها في ظل الاحتلال الإسرائيلي تشكل المركز في وجود الأمة وأمانيها ومصالحها وتطلعاتها. وهذا ما يفسر الدعوة للتضامن الإسلامي من أجل إنقاذ القدس وتصاعد دعوة الجهاد من أجل تحريرها، ومن هذا كله يمكن لشعوب العالم غير الإسلامية ان تتفهم ما تعني القدس بالنسبة إلى الشعوب الإسلامية عموما وللعرب خصوصا، لأن هذا التفهم قد يساعد على تجنب دفع الأمور إلى ما لا تحمد عقباه حين تطرح أو تفرض الحلول التي تمس عقيدة المسلمين وتهدر حقوق الشعب الفلسطيني تلك الحقوق التي يتمسك مليار مسلم باسترجاعها.

    ويمكن بهذا الصدد القول أن تأكيد حق شعب فلسطين في القدس وفي فلسطين يجسد عند الإقرار به وتنفيذه تطلعات العالم المسيحي بأسره ناهيك عن المسيحيين الفلسطينيين والعرب. ذلك أن الطابع المسيحي للأماكن المقدسة المسيحية في القدس وبيت لحم والمناطق الأخرى لا يمكن أن يحافظ عليه إلا من خلال وجود المسيحيين الفلسطينيين الذين هم جزء من الشعب الفلسطيني وإلا أصبحت تلك الأماكن المقدسة من غير المؤمنين المحيطين بها أماكن أثرية تستهوي السياح ودارس الآثار. (وقد تنبه الفاتيكان إلى هذه النقطة مما دفعه إلى بذل جهود كبيرة للمحافظة على بقاء المسيحيين العرب في فلسطين وفي القدس وبيت لحم خصوصا) ومقاومة عمليات تهجيرهم من قبل السلطات اليهودية وهذا ما يجعل الشعب الفلسطيني هو الضامن الحقيقي لبقاء مدينة القدس بمقدساتها مدينة حج وسلام وتطهر روحي لكل المؤمنين على حد سواء خصوصا، إذا أخذ بعين الاعتبار أن شعب فلسطين ذو تقليد عريق في المحافظة على الأماكن المقدسة للأديان الثلاثة وسكنى المؤمنين من حولها وضمان حريتهم, لقد عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى تشويه معالم مدينة القدس والاعتداء على أماكنها المقدسة وتدنيسها وفرض الهجرة القسرية على سكانها الأصليين. فباشر عمليات الهدم التدريجي للمدينة القديمة ومعالمها التاريخية وأقام الأبنية الإسمنتية الكثيفة جالبا غليها آلاف المستوطنين اليهود الغربيين لاستيطانها. وهكذا نراه يسير في تهويد القدس وتحويلها عن دورها التاريخي كمركز روحي.



    الغزو الصهيوني للقدس وفلسطين

    تعرضت القدس وفلسطين في مطلع القرن الرابع عشر الهجري للغزو الصهيوني. وبفعل هذا الغزو بدأ الوجود الصهيوني الاستعماري فيها وفي الوطن العربي. وقد مر هذا الغزو بمراحل متتالية على مدى قرون بطولة.

    بدأ الغزو الصهيوني في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، وعاصر آخر موجة كبرى من موجات الاستعماري الأوروبي الحديث، وهي الموجة المدارية. وقد شهدت سنة 1772 م قدوم أول موجة من موجات الهجرة اليهودية المنظمة من أوروبا الشرقية. ولذا فقد اعتبرها المؤرخون الصهاينة سنة البداية.

    كانت فلسطين آنذاك تحت حكم الدولة العثمانية التي أطلقت عليها دول أوروبا الاستعمارية اسم الرجل المريض. وكانت فلسطين تقع ضمن ولايات الشام ويقطنها شعب فلسطين العربي الذي كان عدده آنذاك دون المليون نسمة. وكانت غالبية هذا الشعب تدين بالإسلام، وفيه من يدين بالمسيحية، وفيه أيضا حوالي اثنا عشر الفا يدينون باليهودية. وقد تألف هؤلاء من يهود عرب فلسطينيين قطنوا منذ القديم ويهود اوروبيين قدموا إلى فلسطين منذ أوائل القرن التاسع عشر. وعاش هؤلاء جميعا في كنف التسامح الذي اتسم به العيش في الأراضي المقدسة إبان الحكم الإسلامي لها


    استمرت المرحلة الأولى من الغزو الصهيوني حمسا وثلاثين سنة حتى أواخر سنة 1917 م السنة التي احتلت فيها بريطانيا فلسطين ودخل اللورد اللنبي القدس . وخلال هذه المرحلة اصدر هرتزل الصهيوني كتاب "الدولة اليهودية" عام 1895. ودعا إلى عقد المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في بال بسويسرا عام 1897 م وبلور مخططات الحركة الصهيونية. وقد اخذ التهجير الصهيوني إلى فلسطين اثناء هذه المرحلة صورة التسلل لأن الدولة العثمانية لم تسمح به رسميا. واستغل الفساد الإداري في أجهزة الدولة للنفاذ وبلوغ أهدافه. ونشير هنا إلى محاولات هرتزل التي اجراها مع السلطان عبد الحميد الثاني من أجل أن يحصل على اذن منه بالتهجير واقامة وطن قومي للصهيونية في فلسطين، وفشلت هذه المحاولات أمام موقف السلطان الداعي لابعاد الخطر الصهيوني، كما نشير هنا إلى تحركات هرتزل مع دول أوروبا الاستعمارية لبناء تحالف صهيوني استعماري معها. وقد انعقدت مؤتمرات صهيونية تالية في هذه المرحلة وشهدت نقاشا حول المكان الذي يمكن أن يقوم فيه الوطن القومي. واستقر الرأي على فلسطين العربية.

    استطاعت الحركة الصهيونية أن تهجر في هذه المرحلة حوالي خمسين ألف يهودي جلهم من أوروبا الشرقية. ويطلق المؤرخون الصهاينة على مهاجري هذه الرحلة اسم "الرواد" تشبيها لهم بالمستعمرين البيض الأوائل لامريكا. ومن هؤلاء المهاجرين دافيد بن غوريون الذي قدم مع موجة عام 1904 م. واستطاعت الحركة الصهيونية أن تستولي على حوالي 1% من أراضي فلسطين بشرائها بأساليب ملتوية من عائلات غير فلسطينية كانت تقيم خارج فلسطين. وبلورت الحركة الصهيونية في نهاية هذه المرحلة صلتها بالاستعمار العالمي فنقلت مركزها من اوروبا الشرقية إلى بريطانيا وتحالفت مع الاستعمار البريطاني الطامع بالسيطرة على فلسطين الوطن العربي، ورسمت معه ومع الاستعمار الفرنسي خطوط الحدود التي قامت فيما بعد بين فلسطين وأجزاء بلاد الشام الأخرى لبنان وسوريا وشرق الاردن، وذلك في معاهدة ساياحلا موقعاحلا موقع-بيكو عام 1916م.

    كانت الظروف الدولية مواتية لهذا الغزو الصهيوني. فقد بدأ بعد فترة قصيرة من انعقاد مؤتمر برلين سنة 1878. الذي جاء في اعقاب الحرب بين روسيا والدولة العثمانية وشهد حوار الدول الاوروبية حول اقتسام مناطق النفوذ في الوطن العربي والعالم الإسلامي والعالم غير الأوروبي عموما. وكانت أوروبا تعيش آنذاك ذروة نشاطها الاستعماري الذي اقترن بحدوث الثورة الصناعية فيها. وقد هيمنت على مقدرات أوطان وأمم في مختلف القارات. واشتد التنافس الاستعماري بين دول اوروبا في تلك الفترة. وواكبت بداية الغزو الصهيوني لفلسطين احتلال فرنسا لتونس عام 1881م واحتلال بريطانيا لمصر عام 1882 ثم للسودان عام 1896 وشهدت المرحلة الاولى من هذا الغزو الصهيوني الوفاق الودي بين بريطانيا وفرنسا عام 1904م الذي مهد لتحالف الدولتين في الحرب العالمية الأولى ولابرام معاهدة ساياحلا موقعاحلا موقع-بيكو كما شهدت ايضا غزو ايطاليا لليبيا عام 1911م. وغزو فرنسا للمغرب عام 1912م. وكان الوطن العربي قد تعرض منذ عام 1830م. للموجة الأولى من موجات الاستعمار العربي حين احتلت فرنسا الجزائر في ذلك العام، واحتلت بريطانيا عدن عام 1839م. ثم زحفت منها إلى سواحل الخليج. كما كانت عدة أقطار اسلامية قد وقعت في قبضة الاستعمار الغربي.

    قاوم شعب فلسطين الغزو الصهيوني منذ أن بدا وعمل على عرقلة تقدمه جهد استطاعته. وقام بواجبه في تنبيه الامة العربية والعام الاسلامي لاخطار الصهيونية وقد روى بن غوريون في ذكرياته قصصا عن هذه المقاومة وكذلك فعلت الكتب الصهيونية التي أرخت لتلك الفترة. وحفظت سجلات مجلس المبعوثان خطب ممثلي شعب فلسطين التي انذرت بأخطار التآمر الصهيوني الاستعماري كما حفظت الوثائق العثمانية عموما تاريخ مقاومة شعب فلسطين. وكانت فلسطين تشهد آنذاك مع بقية الاقطار العربية انتعاش حركة اليقظة فيها. وقد عملت هذه الحركة جاهدة منذ مطلع القرن الثالث عشر الهجري "القرن التاسع عشر الميلادي" لتحقيق التقدم دفع أخطار الاستعمار الاوروبي.

    دخل الغزو الصهيوني لفلسطين مرحلة جديدة في أعقاب الحرب العالمية الأولى. فقد صدر تصريح بلفور وزير خارجية بريطانيا إلى الحركة الصهيونية بالعمل على اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وجسد التصريح الذي صدر يوم 6 تشرين الثاني "نوفمبر" من عام 1917 التحالف بين الرحكة الصهيونية الاستعمارية وبين الاستعمار البريطاني. ومكن احتلال بريطانيا لفلسطين في كانون أول 1917م- أي بعد صدور التصريح وبعد تخليها عن التزاماتها تجاه العرب- الغزو الصهيوني من التغلغل في فلسطين. وجاءت اتفاقيات الصلح في فرساي أثر انتهاء الحرب لتقسم بلاد الشام والهلال الخصيب وتفرض الانتداب البريطاني على فلسطين. ألزمت بريطانيا نفسها في صك الانتداب بتهيئة الأوضاع في البلاد لاقامة الوطن القومي اليهودي فيها.

    استطاع التحالف الصهيوني الاستعماري خلال السنوات التي عانت فلسطين فيها من الانتداب البريطاني أن يهجر مئات الألوف من يهود أوروبا إلى فلسطين العربية خصوصا في الثلاثينيات التي شهدت ظهور النازية في ألمانيا. كما استطاع هذا التحالف أن يغتصب حوالي %5.5 من أراضي فلسطين الخصبة بأساليب التسلط المعلن والترهيب الاستعماري. وهكذا ارتفع عدد اليهود في فلسطين من حوالي خمس وستين ألفا كانوا في بداية الاحتلال البريطاني إلى حوالي ستماية وخمسين ألف في نهايته عام 1947 بينما بلغ عدد شعب فلسطين آنذاك مليونا ونصف.

    كان الاستعمار الاوروبي قد أكمل سيطرته على غالبية أجزاء الوطن العربي في أعقاب الحرب العالمية الأولى وغالبية أجزاء العام الاسلامي. واشتدت مقاومة العرب ومقاومة الشعوب الاسلامية لهذا الاستعمار في جميع هذه الاجزاء، ومنها فلسطين التي شهدت انتفاضات وثورات على مدى العشرينات والثلاثينات بلغت ذروتها عام 1946 وحتى عام 1939. وفرضت هذه المعاومة على بريطانيا نوعا من التراجع اكثر من مرة ثم نشبت الحرب العالمية الثانية فطرحت معطيات جديدة على الصعيد الدولي. وتكيفت الحركة الصهيونية مع هذه المعطيات فنقلت مركز ثقلها إلى الولايات المتحدة التي برزت خلال الحرب العالمية وبعدها زعيمة للغرب.

    وقد طرحت خلال هذه المرحلة ومنذ عام 1937 فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية. وصدر عن الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني "نوفمبر" 1947م، قرار التقسيم وسط ضغوط التحالف الاستعماري الصهيوني، فأعطى هذا القرار للدولة اليهودية اضعاف المساحة التي اغتصبتها الحركة الصهيونية من أرض فلسطين واكثر من نصف مساحة البلاد الكلية. ويلفت النظر بأن جل المهاجرين اليهود حتى نهاية هذه المرحلة كانوا من يهود اوروبا، الامر الذي ينسجم مع حقيقة أن الغزو الصهيوني في نشأته هو غزو استعماري استيطاني اوروبي. ويلفت النطر أيضا قيام المستوطنين الصهاينة بعد اصدار بريطانيا للكتاب الابيض عام 1939 بعمليات ضد سلطة الانتداب نظمتها بعض منظماتهم الارهابية. وقد اطلقوا على هذه العمليات اسم حرب الاستقلال ووصفوها بانها حركة تحرير ليركبوا موجة التحرير التي عمت منذ الحرب العاليمة الثانية قارتي آسيا وافريقيا، وليصطنعوا تاريها يغطي حقيقة التحالف الصهيوني مع الاستعمار البريطاني وكان هذا الكتاب الابيض قد نص على تحديد الهجرة اليهودية لفلسطين في أعقاب شعب فلسطين.


    دخلت الغزوة الصهيونية مرحلة التغلغل هذه مع انتهاء الحرب العالمية الاولى في وقت اشتد تكالب اوروبا فيه على الاتعمار. ولكن الحرب غيرت في صورة القارة الاوروبية ومهدت لظهور المذاهب الجمعية فيها، وفرضت اعلان مبادئ حق تقرير المصير والسلام. وقد انعقد مؤتمر فرساي عام 1919 في أعقاب الحرب فجاءت قراراته ضربة موجعة لتلك المبادئ. وشهد المؤتمر حوار دول الغرب حول اقتسام مناطق النفوذ والمستعمرات تحت اسم الانتداب أو الوصاية. وهكذا مكن الانتداب البريطاني الغزوة الصهيونية من التغلغل في فلسطين، وتقاسمت بريطانيا مع فرنسا حكم غالبية اجزاء الوطن العربي بعد تجزئته. وكانت اوروبا في هذه المرحلة ما تزال تهيمن على مقدرات العارات الاخرى، وان برزت الولايات المتحدة الامريكية كقوة كبيرة إلى جانبها. وقد تعاظمت مقاومة الشعوب المستعمرة للاستعمار في تلك الفترة. وكان من امثلتها البارزة نضال شعب فلسطين العربي ونضال الشعوب العربية في بقية الوطن العربي. وظهرت أزمة القيم التي تعانيها الدول المستعمرة. وانعاحلا موقعاحلا موقعت على تجربة عصبة الأمم. وهكذا تفجرت الحرب العالمية الثانية بعد عقدين من مؤتمر فرساي. ونلاحظ أن الغزوة الصهيونية استغلت هذا المناخ الدولي واثاره على السياسة الاوروبية لتتغلغل في فلسطين، والتقت مع النازية في اصطناع حملات الاضطهاد ضد اليهود في اوطانهم لبلوغ أهدافها في تهجيرهم. ونلاحظ أيضا أن النضال العربي دخل مرحلة جديدة في هذه الفترة، فبرز النضال الوطني الذي فرضه واقع تجزئة الاستعمار للوطن العربي، ويمكننا أن نرى بالنظرة الشاملة لحركات هذا النضال الوطني في مختلف الاقطار العربية أن كان متأثرا بحقيقة ترابط الامة العربية. وهكذا كانت الحركات تتجاوب عن بعد رغم التجزئة، ولقد نجح النضال العربي في أن يطرد الاستعمار من بعض هذه الاجزاء. وظهرت بوضوح موجة التحرير في الوطن العربي اثر انتهاء الحرب العالمية الثانية.

    بدأ الغزو الصهيوني مرحلة جديدة عام 1948 بعد انسحاب بريطانيا من فليسطين وتسليمها اراض واسعة للحركة الصهيونية التي أعلنت قيام دولة اسرائيل. ونشبت في بداية هذه المرحلة حرب فلسطين التي يصطلح على اعتبارها الحرب الأولى في الصراع. وقامت الحركة الصهيونية بطرد حوالي مليون من أبناء فلسطين إلى الأراضي العربية المجاورة تنفيذا لمخططات الاستعمار الاستيطاني التي استهدفت احلال مستعمرين صهاينة حدد محلهم. وشهدت هذه المرحلة أثر ذلك تدفق موجات هجرة من يهود اوروبا أولا ثم من يهود الوطن العربي إلى فلسطين، وبلغ عدد الذين وفدوا حتى عام 1967 حوالي مليونين، فارتفع عدد سكان التجمع الاسرائيلي خلال مرحلة الغزو من ستماية وخمسين ألفا إلى حوالي مليونين ونصف متضاعفا أربع مرات. ومثل هؤلاء حوالي 13 % من اليهود في العالم. وتضاعفت أيضا مساحة الأراضي التي سيطر عليها الغزاة من خلال تسليم بريطانيا مساحات واسعة منها قبيل انساحبها وفقا لخارطة تقسيم 1947، ومن خلال تجاوز خطوط هذه الخريطة عام 1948 وتنفيذ اتفاقيات رودس عام 1949 واغتصاب مزيد من الأراضي العربية. وهكذا سيطرت الحركة الصهيونية على أكثر من 70% من مساحة فلسطين الكلية ونجحت في احتلال بعض الأحياء الجديدة من القدس. واستطاع أبناء القدس من خلال مقاومة ضاربة حماية المدينة القديمة والأماكن المقدسة فيها.

    وهكذا شملت المساحة التي استولى عليها الكيان الصهيوني كل فلسطين عدا قطاع غزة والضفة الغربية ومساحة صغيرة جنوبي طبرية. وقامت اسرائيل بشن حرب على مصر عام 1956 متواطئة مع بريطانيا وفرنسا في محاولة منها للتوسع فاحتلت قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء. ولكنها اضطرت إلى الانسحاب منها بعد فشل العدوان الثلاثي وحرب السويس. وكانت هذه الحرب هي الحرب الثانية في الصراع ودأبت اسرائيل قبل ذلك على القيام باعتداءات مستمرة على الضفة الغربية والقطاع وعلى الحدود السورية والمصرية.

    نجحت الحركة الصهيونية خلال هذه المرحلة في إيجاد ما اسمته "اسرائيل الصغرى" "وشرعت تخطط لإيجاد إسرائيل الكبرى". وتغير تكوين المجتمع الإسرائيلي فلم يعد قاصرا على اليهود الأوروبيين، بعد أن هجرت الحركة الصهيونية إعدادا من يهود الوطن العربي إلى فلسطين. وان بقيت الهيمنة فيه للمستوطنين الأوروبيين. وبدأت أثار هذا التغير بالظهور تدريجيا. وقد وضح في هذه المرحلة طابع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني سواء في مفاهيمه العنصرية أو في أساليبه التوسعية. وتحلى أكثر مما تجلى في السياسة الإسرائيلية تجاه عرب فلسطين المحتلة الذين بقوا في أراضيهم والذين طردوا منها، واشتهرت من معالم هذه السياسة مذابح دير ياسين وقبية ونحالين وكفر قاسم، واغتصاب الأراضي، وسياسة التعليم، وتهجير العرب الفلسطينيين.

    استجاب العرب لتحديات نكبة 1948 فدخل نضالهم ضد الغزو الصهيوني مرحلة جديدة. وحققت اليقظة في الوطن العربي انجازات كبيرة. وتدفقت موجة التحرير في العالم الاسلامي فاستقلت شعوب اسلامية كثيرة. وكان لفشل العدوان الثلاثي أثره الكبير على دفع حركات التحرير في آسيا وافريقيا. وخاضت الأمة العربية وشعوب آسيا وافريقيا تجارب هامة في مجال التحول الاقتصادي والتعاون السياسي. الامر الذي أقلق التحالف الاستعماري الصهيوني وحفزه على ضرب هذا التقدم.

    وظهر على الصعيد الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية علم جديد شهد حدوث الانقلاب النووي. وتعاظم في هذا العالم دور كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بعد أن خرجت أوروبا الاستعمارية من الحرب منهمكة. وظهرت موجة التحرير الآسيوية الافريقية فساهمت في رسم خريطة العالم الجديد واذا كانت الدول الكبرى قد حاولت في مؤتمري يالتا وبوتسدام اللذين انعقدا عام 1945 رسم خريطة العالم فإن نضال الشعوب فرض تغييرات كثيرة على ما تم رسمه، وجعل من التحرير روح العصر. وظهرت تجربة الأمم المتحدة التي جعلتها موجة التحرير تحتلف عن سابقتها. كان انعقاد مؤتمر باندونغ عام 1955 نقطة تحول في الصورة الدولية حيث انطلقت صيحة الدول المستقلة حديثا. وبرزت فكرة العالم الثالث واسهمت في تخفيف حدة التوتر بين المعسكرين. وركزت الحركة الصهيونية على توثيق تحالفها مع الولايات المتحدة منذ أن تعاظم الدور الأمريكي في العالم.
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء أبريل 09, 2008 4:30 pm

    ولم تغب تلك الحقبة من تاريخ المسلمين التي ارتبطت بالقدس عن ضمير الأمة الإسلامية وروحها بعد ذلك. فقد كانت القصة التي يعلمها كل جيل للذي ييه. ثم عادت لتحيا من جديد مع أواخر القرن الخامس عشر وبدايات القرن السادس عشر مع بروز علائم لتجدد الحملات الفرنجية عن طريف البرتغاليين وكان ذك من الأسباب الرئيسية التي جعلت الدولة العثمانية تصبح قوية الوحدة بعد أن قام العثمانيون بالسيطرة على البحر المتوسط وطرد البرتغاليين من بعض الشواطئ الإسلامية وإبعاد الخطر عن بيت المقدس، ولكن عاد الأمر فتجدد مع غزو نابليون إلى مصر ثم إلى فلسطين، ومنذ ذلك التاريخ عادت القدس وفلسطين لتكون جوهر صراع العرب والمسلمين ضد الغزوة الصهيونية وبخاصة بعد أن سيطرت هذه الغزوة على شطر من القدس وأجزاء من فلسطين عام 1948.

    وبلغ هذا الصراع ذروته بعد ان احتلت الغزوة الصهيونية القدس بكاملها وبقية أرض فلسطين إضافة إلى أراض عربية مصرية وسورية عام 1967، حيث أصبح المسجد الأقصى في الأسر وباتت قضية القدس القضية المركزية الأولى للعرب والمسلمين عامة.

    إننا حين نتكلم عن مكانة القدس بالنسبة إلى المسلمين نبدأ بمكانتها في العقيدة والتكوين الروحي والنفسي وهي هنا راسخة قوية لا يمكن انتزاعها أو إبعادها ثم نعرج على مكانتها في تاريخ الأمة لنجدها في مكب الأحداث والصراعات والحروب، بذلت في سبيلها أعلى التضحيات جيلا بعد جيل. ثم إذا وقفنا أمامها لنراها من الزاوية الوحدوية للأمة العربية ومن الزوايا السياسية والاستراتيجية سوف نراها في ظل الاحتلال الإسرائيلي تشكل المركز في وجود الأمة وأمانيها ومصالحها وتطلعاتها. وهذا ما يفسر الدعوة للتضامن الإسلامي من أجل إنقاذ القدس وتصاعد دعوة الجهاد من أجل تحريرها، ومن هذا كله يمكن لشعوب العالم غير الإسلامية ان تتفهم ما تعني القدس بالنسبة إلى الشعوب الإسلامية عموما وللعرب خصوصا، لأن هذا التفهم قد يساعد على تجنب دفع الأمور إلى ما لا تحمد عقباه حين تطرح أو تفرض الحلول التي تمس عقيدة المسلمين وتهدر حقوق الشعب الفلسطيني تلك الحقوق التي يتمسك مليار مسلم باسترجاعها.

    ويمكن بهذا الصدد القول أن تأكيد حق شعب فلسطين في القدس وفي فلسطين يجسد عند الإقرار به وتنفيذه تطلعات العالم المسيحي بأسره ناهيك عن المسيحيين الفلسطينيين والعرب. ذلك أن الطابع المسيحي للأماكن المقدسة المسيحية في القدس وبيت لحم والمناطق الأخرى لا يمكن أن يحافظ عليه إلا من خلال وجود المسيحيين الفلسطينيين الذين هم جزء من الشعب الفلسطيني وإلا أصبحت تلك الأماكن المقدسة من غير المؤمنين المحيطين بها أماكن أثرية تستهوي السياح ودارس الآثار. (وقد تنبه الفاتيكان إلى هذه النقطة مما دفعه إلى بذل جهود كبيرة للمحافظة على بقاء المسيحيين العرب في فلسطين وفي القدس وبيت لحم خصوصا) ومقاومة عمليات تهجيرهم من قبل السلطات اليهودية وهذا ما يجعل الشعب الفلسطيني هو الضامن الحقيقي لبقاء مدينة القدس بمقدساتها مدينة حج وسلام وتطهر روحي لكل المؤمنين على حد سواء خصوصا، إذا أخذ بعين الاعتبار أن شعب فلسطين ذو تقليد عريق في المحافظة على الأماكن المقدسة للأديان الثلاثة وسكنى المؤمنين من حولها وضمان حريتهم, لقد عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى تشويه معالم مدينة القدس والاعتداء على أماكنها المقدسة وتدنيسها وفرض الهجرة القسرية على سكانها الأصليين. فباشر عمليات الهدم التدريجي للمدينة القديمة ومعالمها التاريخية وأقام الأبنية الإسمنتية الكثيفة جالبا غليها آلاف المستوطنين اليهود الغربيين لاستيطانها. وهكذا نراه يسير في تهويد القدس وتحويلها عن دورها التاريخي كمركز روحي.



    الغزو الصهيوني للقدس وفلسطين

    تعرضت القدس وفلسطين في مطلع القرن الرابع عشر الهجري للغزو الصهيوني. وبفعل هذا الغزو بدأ الوجود الصهيوني الاستعماري فيها وفي الوطن العربي. وقد مر هذا الغزو بمراحل متتالية على مدى قرون بطولة.

    بدأ الغزو الصهيوني في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، وعاصر آخر موجة كبرى من موجات الاستعماري الأوروبي الحديث، وهي الموجة المدارية. وقد شهدت سنة 1772 م قدوم أول موجة من موجات الهجرة اليهودية المنظمة من أوروبا الشرقية. ولذا فقد اعتبرها المؤرخون الصهاينة سنة البداية.

    كانت فلسطين آنذاك تحت حكم الدولة العثمانية التي أطلقت عليها دول أوروبا الاستعمارية اسم الرجل المريض. وكانت فلسطين تقع ضمن ولايات الشام ويقطنها شعب فلسطين العربي الذي كان عدده آنذاك دون المليون نسمة. وكانت غالبية هذا الشعب تدين بالإسلام، وفيه من يدين بالمسيحية، وفيه أيضا حوالي اثنا عشر الفا يدينون باليهودية. وقد تألف هؤلاء من يهود عرب فلسطينيين قطنوا منذ القديم ويهود اوروبيين قدموا إلى فلسطين منذ أوائل القرن التاسع عشر. وعاش هؤلاء جميعا في كنف التسامح الذي اتسم به العيش في الأراضي المقدسة إبان الحكم الإسلامي لها


    استمرت المرحلة الأولى من الغزو الصهيوني حمسا وثلاثين سنة حتى أواخر سنة 1917 م السنة التي احتلت فيها بريطانيا فلسطين ودخل اللورد اللنبي القدس . وخلال هذه المرحلة اصدر هرتزل الصهيوني كتاب "الدولة اليهودية" عام 1895. ودعا إلى عقد المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في بال بسويسرا عام 1897 م وبلور مخططات الحركة الصهيونية. وقد اخذ التهجير الصهيوني إلى فلسطين اثناء هذه المرحلة صورة التسلل لأن الدولة العثمانية لم تسمح به رسميا. واستغل الفساد الإداري في أجهزة الدولة للنفاذ وبلوغ أهدافه. ونشير هنا إلى محاولات هرتزل التي اجراها مع السلطان عبد الحميد الثاني من أجل أن يحصل على اذن منه بالتهجير واقامة وطن قومي للصهيونية في فلسطين، وفشلت هذه المحاولات أمام موقف السلطان الداعي لابعاد الخطر الصهيوني، كما نشير هنا إلى تحركات هرتزل مع دول أوروبا الاستعمارية لبناء تحالف صهيوني استعماري معها. وقد انعقدت مؤتمرات صهيونية تالية في هذه المرحلة وشهدت نقاشا حول المكان الذي يمكن أن يقوم فيه الوطن القومي. واستقر الرأي على فلسطين العربية.

    استطاعت الحركة الصهيونية أن تهجر في هذه المرحلة حوالي خمسين ألف يهودي جلهم من أوروبا الشرقية. ويطلق المؤرخون الصهاينة على مهاجري هذه الرحلة اسم "الرواد" تشبيها لهم بالمستعمرين البيض الأوائل لامريكا. ومن هؤلاء المهاجرين دافيد بن غوريون الذي قدم مع موجة عام 1904 م. واستطاعت الحركة الصهيونية أن تستولي على حوالي 1% من أراضي فلسطين بشرائها بأساليب ملتوية من عائلات غير فلسطينية كانت تقيم خارج فلسطين. وبلورت الحركة الصهيونية في نهاية هذه المرحلة صلتها بالاستعمار العالمي فنقلت مركزها من اوروبا الشرقية إلى بريطانيا وتحالفت مع الاستعمار البريطاني الطامع بالسيطرة على فلسطين الوطن العربي، ورسمت معه ومع الاستعمار الفرنسي خطوط الحدود التي قامت فيما بعد بين فلسطين وأجزاء بلاد الشام الأخرى لبنان وسوريا وشرق الاردن، وذلك في معاهدة ساياحلا موقعاحلا موقع-بيكو عام 1916م.

    كانت الظروف الدولية مواتية لهذا الغزو الصهيوني. فقد بدأ بعد فترة قصيرة من انعقاد مؤتمر برلين سنة 1878. الذي جاء في اعقاب الحرب بين روسيا والدولة العثمانية وشهد حوار الدول الاوروبية حول اقتسام مناطق النفوذ في الوطن العربي والعالم الإسلامي والعالم غير الأوروبي عموما. وكانت أوروبا تعيش آنذاك ذروة نشاطها الاستعماري الذي اقترن بحدوث الثورة الصناعية فيها. وقد هيمنت على مقدرات أوطان وأمم في مختلف القارات. واشتد التنافس الاستعماري بين دول اوروبا في تلك الفترة. وواكبت بداية الغزو الصهيوني لفلسطين احتلال فرنسا لتونس عام 1881م واحتلال بريطانيا لمصر عام 1882 ثم للسودان عام 1896 وشهدت المرحلة الاولى من هذا الغزو الصهيوني الوفاق الودي بين بريطانيا وفرنسا عام 1904م الذي مهد لتحالف الدولتين في الحرب العالمية الأولى ولابرام معاهدة ساياحلا موقعاحلا موقع-بيكو كما شهدت ايضا غزو ايطاليا لليبيا عام 1911م. وغزو فرنسا للمغرب عام 1912م. وكان الوطن العربي قد تعرض منذ عام 1830م. للموجة الأولى من موجات الاستعمار العربي حين احتلت فرنسا الجزائر في ذلك العام، واحتلت بريطانيا عدن عام 1839م. ثم زحفت منها إلى سواحل الخليج. كما كانت عدة أقطار اسلامية قد وقعت في قبضة الاستعمار الغربي.

    قاوم شعب فلسطين الغزو الصهيوني منذ أن بدا وعمل على عرقلة تقدمه جهد استطاعته. وقام بواجبه في تنبيه الامة العربية والعام الاسلامي لاخطار الصهيونية وقد روى بن غوريون في ذكرياته قصصا عن هذه المقاومة وكذلك فعلت الكتب الصهيونية التي أرخت لتلك الفترة. وحفظت سجلات مجلس المبعوثان خطب ممثلي شعب فلسطين التي انذرت بأخطار التآمر الصهيوني الاستعماري كما حفظت الوثائق العثمانية عموما تاريخ مقاومة شعب فلسطين. وكانت فلسطين تشهد آنذاك مع بقية الاقطار العربية انتعاش حركة اليقظة فيها. وقد عملت هذه الحركة جاهدة منذ مطلع القرن الثالث عشر الهجري "القرن التاسع عشر الميلادي" لتحقيق التقدم دفع أخطار الاستعمار الاوروبي.

    دخل الغزو الصهيوني لفلسطين مرحلة جديدة في أعقاب الحرب العالمية الأولى. فقد صدر تصريح بلفور وزير خارجية بريطانيا إلى الحركة الصهيونية بالعمل على اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وجسد التصريح الذي صدر يوم 6 تشرين الثاني "نوفمبر" من عام 1917 التحالف بين الرحكة الصهيونية الاستعمارية وبين الاستعمار البريطاني. ومكن احتلال بريطانيا لفلسطين في كانون أول 1917م- أي بعد صدور التصريح وبعد تخليها عن التزاماتها تجاه العرب- الغزو الصهيوني من التغلغل في فلسطين. وجاءت اتفاقيات الصلح في فرساي أثر انتهاء الحرب لتقسم بلاد الشام والهلال الخصيب وتفرض الانتداب البريطاني على فلسطين. ألزمت بريطانيا نفسها في صك الانتداب بتهيئة الأوضاع في البلاد لاقامة الوطن القومي اليهودي فيها.

    استطاع التحالف الصهيوني الاستعماري خلال السنوات التي عانت فلسطين فيها من الانتداب البريطاني أن يهجر مئات الألوف من يهود أوروبا إلى فلسطين العربية خصوصا في الثلاثينيات التي شهدت ظهور النازية في ألمانيا. كما استطاع هذا التحالف أن يغتصب حوالي %5.5 من أراضي فلسطين الخصبة بأساليب التسلط المعلن والترهيب الاستعماري. وهكذا ارتفع عدد اليهود في فلسطين من حوالي خمس وستين ألفا كانوا في بداية الاحتلال البريطاني إلى حوالي ستماية وخمسين ألف في نهايته عام 1947 بينما بلغ عدد شعب فلسطين آنذاك مليونا ونصف.

    كان الاستعمار الاوروبي قد أكمل سيطرته على غالبية أجزاء الوطن العربي في أعقاب الحرب العالمية الأولى وغالبية أجزاء العام الاسلامي. واشتدت مقاومة العرب ومقاومة الشعوب الاسلامية لهذا الاستعمار في جميع هذه الاجزاء، ومنها فلسطين التي شهدت انتفاضات وثورات على مدى العشرينات والثلاثينات بلغت ذروتها عام 1946 وحتى عام 1939. وفرضت هذه المعاومة على بريطانيا نوعا من التراجع اكثر من مرة ثم نشبت الحرب العالمية الثانية فطرحت معطيات جديدة على الصعيد الدولي. وتكيفت الحركة الصهيونية مع هذه المعطيات فنقلت مركز ثقلها إلى الولايات المتحدة التي برزت خلال الحرب العالمية وبعدها زعيمة للغرب.

    وقد طرحت خلال هذه المرحلة ومنذ عام 1937 فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية. وصدر عن الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني "نوفمبر" 1947م، قرار التقسيم وسط ضغوط التحالف الاستعماري الصهيوني، فأعطى هذا القرار للدولة اليهودية اضعاف المساحة التي اغتصبتها الحركة الصهيونية من أرض فلسطين واكثر من نصف مساحة البلاد الكلية. ويلفت النظر بأن جل المهاجرين اليهود حتى نهاية هذه المرحلة كانوا من يهود اوروبا، الامر الذي ينسجم مع حقيقة أن الغزو الصهيوني في نشأته هو غزو استعماري استيطاني اوروبي. ويلفت النطر أيضا قيام المستوطنين الصهاينة بعد اصدار بريطانيا للكتاب الابيض عام 1939 بعمليات ضد سلطة الانتداب نظمتها بعض منظماتهم الارهابية. وقد اطلقوا على هذه العمليات اسم حرب الاستقلال ووصفوها بانها حركة تحرير ليركبوا موجة التحرير التي عمت منذ الحرب العاليمة الثانية قارتي آسيا وافريقيا، وليصطنعوا تاريها يغطي حقيقة التحالف الصهيوني مع الاستعمار البريطاني وكان هذا الكتاب الابيض قد نص على تحديد الهجرة اليهودية لفلسطين في أعقاب شعب فلسطين.


    دخلت الغزوة الصهيونية مرحلة التغلغل هذه مع انتهاء الحرب العالمية الاولى في وقت اشتد تكالب اوروبا فيه على الاتعمار. ولكن الحرب غيرت في صورة القارة الاوروبية ومهدت لظهور المذاهب الجمعية فيها، وفرضت اعلان مبادئ حق تقرير المصير والسلام. وقد انعقد مؤتمر فرساي عام 1919 في أعقاب الحرب فجاءت قراراته ضربة موجعة لتلك المبادئ. وشهد المؤتمر حوار دول الغرب حول اقتسام مناطق النفوذ والمستعمرات تحت اسم الانتداب أو الوصاية. وهكذا مكن الانتداب البريطاني الغزوة الصهيونية من التغلغل في فلسطين، وتقاسمت بريطانيا مع فرنسا حكم غالبية اجزاء الوطن العربي بعد تجزئته. وكانت اوروبا في هذه المرحلة ما تزال تهيمن على مقدرات العارات الاخرى، وان برزت الولايات المتحدة الامريكية كقوة كبيرة إلى جانبها. وقد تعاظمت مقاومة الشعوب المستعمرة للاستعمار في تلك الفترة. وكان من امثلتها البارزة نضال شعب فلسطين العربي ونضال الشعوب العربية في بقية الوطن العربي. وظهرت أزمة القيم التي تعانيها الدول المستعمرة. وانعاحلا موقعاحلا موقعت على تجربة عصبة الأمم. وهكذا تفجرت الحرب العالمية الثانية بعد عقدين من مؤتمر فرساي. ونلاحظ أن الغزوة الصهيونية استغلت هذا المناخ الدولي واثاره على السياسة الاوروبية لتتغلغل في فلسطين، والتقت مع النازية في اصطناع حملات الاضطهاد ضد اليهود في اوطانهم لبلوغ أهدافها في تهجيرهم. ونلاحظ أيضا أن النضال العربي دخل مرحلة جديدة في هذه الفترة، فبرز النضال الوطني الذي فرضه واقع تجزئة الاستعمار للوطن العربي، ويمكننا أن نرى بالنظرة الشاملة لحركات هذا النضال الوطني في مختلف الاقطار العربية أن كان متأثرا بحقيقة ترابط الامة العربية. وهكذا كانت الحركات تتجاوب عن بعد رغم التجزئة، ولقد نجح النضال العربي في أن يطرد الاستعمار من بعض هذه الاجزاء. وظهرت بوضوح موجة التحرير في الوطن العربي اثر انتهاء الحرب العالمية الثانية.

    بدأ الغزو الصهيوني مرحلة جديدة عام 1948 بعد انسحاب بريطانيا من فليسطين وتسليمها اراض واسعة للحركة الصهيونية التي أعلنت قيام دولة اسرائيل. ونشبت في بداية هذه المرحلة حرب فلسطين التي يصطلح على اعتبارها الحرب الأولى في الصراع. وقامت الحركة الصهيونية بطرد حوالي مليون من أبناء فلسطين إلى الأراضي العربية المجاورة تنفيذا لمخططات الاستعمار الاستيطاني التي استهدفت احلال مستعمرين صهاينة حدد محلهم. وشهدت هذه المرحلة أثر ذلك تدفق موجات هجرة من يهود اوروبا أولا ثم من يهود الوطن العربي إلى فلسطين، وبلغ عدد الذين وفدوا حتى عام 1967 حوالي مليونين، فارتفع عدد سكان التجمع الاسرائيلي خلال مرحلة الغزو من ستماية وخمسين ألفا إلى حوالي مليونين ونصف متضاعفا أربع مرات. ومثل هؤلاء حوالي 13 % من اليهود في العالم. وتضاعفت أيضا مساحة الأراضي التي سيطر عليها الغزاة من خلال تسليم بريطانيا مساحات واسعة منها قبيل انساحبها وفقا لخارطة تقسيم 1947، ومن خلال تجاوز خطوط هذه الخريطة عام 1948 وتنفيذ اتفاقيات رودس عام 1949 واغتصاب مزيد من الأراضي العربية. وهكذا سيطرت الحركة الصهيونية على أكثر من 70% من مساحة فلسطين الكلية ونجحت في احتلال بعض الأحياء الجديدة من القدس. واستطاع أبناء القدس من خلال مقاومة ضاربة حماية المدينة القديمة والأماكن المقدسة فيها.

    وهكذا شملت المساحة التي استولى عليها الكيان الصهيوني كل فلسطين عدا قطاع غزة والضفة الغربية ومساحة صغيرة جنوبي طبرية. وقامت اسرائيل بشن حرب على مصر عام 1956 متواطئة مع بريطانيا وفرنسا في محاولة منها للتوسع فاحتلت قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء. ولكنها اضطرت إلى الانسحاب منها بعد فشل العدوان الثلاثي وحرب السويس. وكانت هذه الحرب هي الحرب الثانية في الصراع ودأبت اسرائيل قبل ذلك على القيام باعتداءات مستمرة على الضفة الغربية والقطاع وعلى الحدود السورية والمصرية.

    نجحت الحركة الصهيونية خلال هذه المرحلة في إيجاد ما اسمته "اسرائيل الصغرى" "وشرعت تخطط لإيجاد إسرائيل الكبرى". وتغير تكوين المجتمع الإسرائيلي فلم يعد قاصرا على اليهود الأوروبيين، بعد أن هجرت الحركة الصهيونية إعدادا من يهود الوطن العربي إلى فلسطين. وان بقيت الهيمنة فيه للمستوطنين الأوروبيين. وبدأت أثار هذا التغير بالظهور تدريجيا. وقد وضح في هذه المرحلة طابع الاستعمار الاستيطاني الصهيوني سواء في مفاهيمه العنصرية أو في أساليبه التوسعية. وتحلى أكثر مما تجلى في السياسة الإسرائيلية تجاه عرب فلسطين المحتلة الذين بقوا في أراضيهم والذين طردوا منها، واشتهرت من معالم هذه السياسة مذابح دير ياسين وقبية ونحالين وكفر قاسم، واغتصاب الأراضي، وسياسة التعليم، وتهجير العرب الفلسطينيين.

    استجاب العرب لتحديات نكبة 1948 فدخل نضالهم ضد الغزو الصهيوني مرحلة جديدة. وحققت اليقظة في الوطن العربي انجازات كبيرة. وتدفقت موجة التحرير في العالم الاسلامي فاستقلت شعوب اسلامية كثيرة. وكان لفشل العدوان الثلاثي أثره الكبير على دفع حركات التحرير في آسيا وافريقيا. وخاضت الأمة العربية وشعوب آسيا وافريقيا تجارب هامة في مجال التحول الاقتصادي والتعاون السياسي. الامر الذي أقلق التحالف الاستعماري الصهيوني وحفزه على ضرب هذا التقدم.

    وظهر على الصعيد الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية علم جديد شهد حدوث الانقلاب النووي. وتعاظم في هذا العالم دور كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بعد أن خرجت أوروبا الاستعمارية من الحرب منهمكة. وظهرت موجة التحرير الآسيوية الافريقية فساهمت في رسم خريطة العالم الجديد واذا كانت الدول الكبرى قد حاولت في مؤتمري يالتا وبوتسدام اللذين انعقدا عام 1945 رسم خريطة العالم فإن نضال الشعوب فرض تغييرات كثيرة على ما تم رسمه، وجعل من التحرير روح العصر. وظهرت تجربة الأمم المتحدة التي جعلتها موجة التحرير تحتلف عن سابقتها. كان انعقاد مؤتمر باندونغ عام 1955 نقطة تحول في الصورة الدولية حيث انطلقت صيحة الدول المستقلة حديثا. وبرزت فكرة العالم الثالث واسهمت في تخفيف حدة التوتر بين المعسكرين. وركزت الحركة الصهيونية على توثيق تحالفها مع الولايات المتحدة منذ أن تعاظم الدور الأمريكي في العالم.
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء أبريل 09, 2008 4:31 pm

    واجه شعب فلسطين العربي في هذه ظروفا شديدة الصعوبة. فقد حلت به نكبة عام 1948، واحتلت اسرائيل أجزاء واسعة من وطنه، وفرض عليه هذا الاحتلال نزوح غالبيته الى الضفة والقطاع والبلاد العربية المجاورة. اهتزت مؤسساته وتصدع كيانه. وما أسرع ما أفاق من هول النكبة واستحاب لتحدياتها. حقق على مدى هذه المرحلة صمودا يلفت النظر في مواجهة محاولات تصفية قضيته. أقل أبناؤه على نشر العلم وتلقيه وحقوا ثورة تعليمية حافظت على هويتهم كشعب. باشر محاولات جادة للكفاح المسلح وساهم في التصدي للاعتداءات الاسرائيلية وقاوم عرب فلسطين الذين بقوا في أراضيهم تحت الحكم الاسرائيلي أبشع صور العسف والاضطهاد وحافظوا على هويتهم الوطنية. كما قاوم أهالي غزة الاحتلال الاسرائيلي عام 1956. وتضافرت جهود أبناء فلسطين في عدد من أماكن التجمع لابراز الكيان الفلسطيني، فقامت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964. وتفجرت الثورة الفلسطينية عام 1965، وبدات عملياتها ضد الاحتلال الاسرائيلي.

    جاء قيام اسرائيل بشن حرب عام 1967 ايذانا ببداية مرحلة جديدة في الوجود الصهيوني الاستعماري في فلسطين والوطن العربي. فقد احتلت نهذه الحرب، التي هي الحرب الثالثة في الصراع، الضفة الغربية وقطاع غزة من أراضي فلسطين، والجولان من اراضي سوريا، وسيناء، من اراضي مصر. وضاعفت المساحة التي تسيطر عليها أربع مرات.

    أصبحت اسرائيل تحتل مركزا استراتيجيا بالغ الخطورة. فقد جثمت قراتها على الضفة الشرقية لقناة السويس وساحل سيناء الجنوبي بين البحر المتوسط والبحر الاحمر في مواجهة دلتا النيل وواديه في مصر والسودان. وجثمت قراتها على طول الساحل الغربي لخليج العقبة وفي الجزر التي تتوسط مدخله في مواجهة شبه الجزيرة العربية، وعلى طول غور الاردن من رأس خليج العقبة حتى منابع نهر الاردن في مواجهة الضفة الشرقية للاردن ومن ورائه العراق والخليج، وعلى طول خط بين جبل الشيخ ورأس الناقورة في مواجهة سوريا ولبنان، وعلى طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط من رأس الناقورة حتى رأس العش شمال بورسعيد.

    احتلت اسرائيل بهذه الحرب القدس الشرقية، وعملت على تهجير مزيد من يهود العالم إليها وإلى الاراضي العربية المحتلة. وشرعت في اقامة مستوطنات لهم في تلك الاراضي. وبدأت تتحدث عن "اسرائيل الكبرى" وتحكى عن "حدود التوراة" والحدود التاريخية في معرض الحديث عن "الحدود الدفاعية". وسيطرت على التجمع الاسرائيلي في هذه المرحلة مشاعر جنون العظمة والتفوق العنصري. وكان يمكن لهذه المشاعر أن يتفاقم تأثيرها لولا تصاعد مقاومة شعب فلسطين للاحتلال. ولولا تحرك النضال العربي في صورة حرب الاستنزاف التي ما أسرع أن نشبت ومارست اسرائيل تجربة استعمارية بشعة على أهالي فلسطين والجولان وسيناء فكشفت عن طبيعة الاستعمار الاستيطاني العنصري في الحركة الصهيونية. وكان من جوانب هذه التجربة طرد وتشريد مزيد من العرب وفرص تهجير مدن بكاملها.

    بقدر ما كان وقع خسارة حرب 67 شديدا على الأمة العربية بقدر ما قويت استجابة النضال العربي لتحدي هذه الحرب. فقد جابه بعزم العدوان الصهيوني فكانت حرب الاستنزاف. وتصاعدت مقاومة شعب فلسطين العربي التي استمرت بلا انقطاع منذ بداية الغزوة. واكتسبت أهمية بالغة وبخاصة بعد الانتصار الذي تحقق في معركة الكرامة عام 1968 وفرض حقيقة وجود شعب فلسطين على الصعيد الدولي.

    كان العالم يشهد في تلك الآونة تحولا في العلاقات التي تحكم دولة. فقد أحدثت سياسة التعايش السلمي في كل من المعسكرين تغيرات هامة. وعمدت العوى الاستعمارية إلى محاولة ضرب حركات التحرر. وجاء عدوان 1967 ليمثل ذروة هذه المحاولات. واشتد الصراع بين الدول النامية والدول الغنية وعمدت اسرائيل إلى خدمة مصالح الدول الاستعمارية وسياساتها في الوطن العربي والعالم الثالث. كما عمدت إلى تقوية تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية. وبدت اسرائيل من خلال ممارستها تجسيدا لحقيقتها الاستعمارية الفريدة. "فهي ظاهرة استعمارية صرفة قائمة على الاغتصاب. وهي استعمار طائفي بحت أساسها التعصب الديني وهي استعمار عنصري مطلق بكل ما في العنصرية من استعلاء وتعصب واضطهاد ينطلق من اللون وزعم الشعب المختار. وهي قطعة من الاستعمار الاوروبي عبر البحار. وهي استعمار سكني توطني. وهي تجسيم للاستعمار المتعدد الأغراض السكني والاستراتيجي والاقتصادي. وهي استعمار توسعي يحلم بمجاله الحيوي. وهي استعمار من الدرجة الأولى والثانية معا بالاصالة والوكالة لحساب الصهيونية العالمية والاستعمار العالمي".

    رسم مسار الغزوة الصهيونية خلال هذه المراحل الأربعة خطا متصاعدا. ثم نشبت حرب رمضان عام 1973 فرضعت حدا لهذا التصاعد. وتابعت الثورة الفلسطينية نضالها على كل الصعد وخاضت على الصعيد العسكري معارك مشرفة، فحققت انجازات هامة على طريق ابراز الكيان الفلسطيني والاعتراف الدولي بالحقوق الوطنية لشعب فلسطين. واحتدم الصراع العربي الاسرائيلي. وتزايد نزوع الحركة الصهيونية نحو التطرف في مواجهة النضال الفلسطيني، فركزت اسرائيل همها على اغتصاب القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

    يمكننا أن نسجل عند هذا الحد ملاحظة عامة حول اتجاه الصراع الدائر فوق أرض فلسطين والذي يشمل بابعاده كامل الساحات العربية والاسلامية. وهي اننا نشاهد لاول مرة في تاريخ هذا الصراع بداية العد العاحلا موقعاحلا موقعي للغزو الصهيوني لفلسطين. واذا كان لهذا علائم كثيرة الا أن من هذه العلائم التغيير الهام الحاصل في المجال الدوبي بالنسبة إلى الدولة الاسرائيلية التي تعاني عزلة راحت تتزايد يوما بعد يوم، بينما أخذت القضية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، والمكانة العربية والاسلامية عموما، تزداد تاثيرا في النطاق الدولي وقد انعاحلا موقعاحلا موقع ذلك بما أخذت تناله الحقوق الثابتة للسعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة من اعتراف دولي شبه كامل، وبما راحت تحظى به منظمة التحرير من اعتراف دولي يتزايد يوما بعد يوم، وبما أصبح للأمة العربية والاسلامية، خصوصا عندما تتحد كلمتها من صوت مسموع ومهاب على مستوى دولي.

    أن طبيعة الصراع الذي تخوضه امتنا مع العدو الصهيوني تعطي لهذا التغيير أهمية أساسية في تاثيره على مجرة الصراع ومستقبله. لان هذا الصراع لم يكن يوما صراعا محليا له أبعاد دولية، وانما هو صراع دولي تكثف ويتكثف على أرض فلسطين، فالغزو الصهيوني جاء من الخارج، وبدعم من الخارج، وقامت دولته واستمدت قوتها، وما زالت، من خلال دعم عالمي لا مجال لنكرانه والجدال فيه. ولهذا عندما يتأزم وضعها دوليا وتبدأ الرياح تجري في هذا الميدان على عاحلا موقعاحلا موقع ما تريده أشرعة سفينتها تكون قد فقدت ركنا أساسيا من أركان قوتها وحياتها. واذا ما صحب ذلك تصعيد في النضال الفلسطيني وتكريس للوحدة الوطنية الفلسطينية ومزيد من الدعم العربي والاسلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية، واذا ما صحبه تعزيز للتضامن العربي الاسلامي وتأكيد لارادة الأمة في تحرير القدس واحقاق الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وجهد دائم في مجال الاستعداد واعداد العدة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا، فسوف تميل كفة الميزان إلى مصلحة فلسطين والبلاد العربية الاسلامية وتبدأ الامور تأخذ موقعها الطبيعي ومسارها الحتمي
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء أبريل 09, 2008 4:32 pm

    منظمة المؤتمر الإسلامي وقضية القدس

    جلالـة ملـك المغـرب
    المملكة المغربية

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله

    إن من أسباب سرورنا واعتزازنا أن تتحقق اليوم أمنية غالية من أمانينا ويتم إنجاز عمل اشتدت في الرغبة وقوي عليه الحرص وبذلت من أجله جهود دائبة حميدة، وهاهي الأمنية التي خامرت القلوب ومازجت الأفكار تبرز اليوم مجسدة ماثلة في هذا الكتاب الذي يسعدنا أن نقدمه وسيلة من وسائل خطتنا وأداة من أدوات نضالنا.

    إن القدس الشريف يتبوأ المقام الرفيع من اهتمام المسلمين في مشارق الأرض ومغربها لارتباط هذه المدينة بعقيدتهم الدينية ولما لها من مكانة مرموقة في تاريخهم السياسي والحضاري، وهذه المدينة التي هي مهبط الرسالات السماوية وملتقى الأديان، قد جعل الله المسلمين مسجدها الأقصى قبلتهم الأولى وحرمهم الثالث. فلما سقطت في أيدي الصهاينة فريسة للاحتلال وحل بها مكروه الاستلاب والاغتصاب، استشعر المسلمون الحزن والألم وأحسوا بفداحة المصاب وتبينوا مدى ما نزل بساحتهم من خطب وما حاق بهم من خسران.

    ومدينة القدس التي كانت رحابها على عهد الحكم الإسلامي قبل استيلاء الصهاينة عليها، مرادا يتساكن ويتعايش في الناس على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم ويمارس فيه الناس شؤونهم الدينية في ظل التسامح والحرية والأمن والاطمئنان، قد أصبحت بعد الاغتصاب والاحتلال، عرضة للتصرف الغاشم، وغرضا للتحكم الجائر، يعيث فيها الغاصب الصهيوني تهويدا وتبديلا وتنكيرا للمعالم الدينية والتاريخية والحضارية .

    لقد حزت النكبة في قلبنا مثلما حزت في قلوب سائر العرب والمسلمين، وكان لفاجعة احتلال الأراضي العربية والبقاع المقدسة الإسلامية ولما أصاب الاخوة والأشقاء، والديار والأوطان، بسبب الاعتداء والاكتساح من بالغ الآثار ما أورث الحسرة والكمد واستجاش الضمائر والعزائم، ومنذ ذلك الحين أصبح وضع الأراضي العربية المحتلة عامة ، ووضع مدينة القدس خاصة شغلنا الشاغل واتجه تفكيرنا إلى وسائل وطرق المواجهة وطفقنا بوصفنا فردا من أفراد الأسرة العربية المسلمة وبوصفنا أميرا للمؤمنين، نكافح منددين بالعدوان مستنكرين للاحتلال مشهرين بالتصرف البغيض مشنعين عل السيطرة الجامحة، مطالبين بانسحاب الجيوش المعتدية وبرجوع الحق السليب إلى أربابه وذويه.

    ثم كان الاعتداء الماكر على المسجد الأقصى سنة 1969 وانتهاك حرمته بارتكاب جريمة الإحراق، فبادرنا إزاء هذا الخطر الجديد، إلى توجيه الدعوة لعقد أول مؤتمر إسلامي بالرباط عاصمة مملكتنا، قاصدين من وراء ذلك إلى اتفاق كلمة الرؤساء المسلمين على خطة خليقة بأن تصلح أساسا لانطلاق العمل الإسلامي الهادف إلى الدفاع عن القدس الشريف وحماية بقاعه المقدسة ومعالمه الحضارية، وانعقد المؤتمر وكان الوعي الجماعي المنشود، وتيسر بحمد الله الاتفاق المطلوب.

    واجتمع المؤتمر الإسلامي العاشر وأناط إخواننا الرؤساء خلال هذا الاجتماع، بشخصنا شرف رئاسة لجنة القدس، فأخذنا حينئذ نفسنا بأن نبذل قصارى ما في وسعنا من جهد، ونسلك كل سبيل صالح وكل مسلك نافع، دفاعا عن قضية القدس وتعريفا بعدالتها لتعود مدينة السلام من جديد في ظل السيادة العربية مرادا يتسم بالتسامح الديني والتعايش والتساكن الآمنين المطمئنين بين المؤمنين المنتمين إلى مختلف الأديان.

    وخلال أول اجتماع للجنة القدس انعقد برئاستنا أوصت اللجنة انطلاقا من الخطة الإعلامية التي أقرتها، بإعداد الوثيقة المتمثلة في هذا الكتاب، وقد حرصت اللجنة على أن تنطبع هذه الوثيقة بالطابع العلمي الخليق بإبراز أهمية المدينة المقدسة دينيا وسياسيا وحضاريا، وبإظهار الحقائق التاريخية والقانونية المثبتة لعروبة القدس الشريف، والداحضة للدعاوي والمزاعم التي تبثها الأجهزة المعادية قاصدة بذلك إلى تزييف وتشويه تاريخ مدينة السلام، وإن من دواعي المسرة أن جاءت هذه الوثيقة التي تولى وضعها صفوة من رجال الفكر المسلمين، عملا إيجابيا مطابقا لرغبات اللجنة مستجيبا لمطالبها.

    وحتى تؤدي هذه الوثيقة المهمة المنوطة بها على النحو الأتم الأكمل، وهي تسليط الأضواء على حقيقة قضية القدس، والتعريف بأبعادها المتعددة بصورة موضوعية، وتنوير الرأي العام العالمي وتيسير أسباب الوعي الشامل، فإن هذا الكتاب يصدر بالإضافة إلى النص العربي، باللغتين الفرنسية والإنجليزية.

    ولنا اليقين الراسخ بأن هذا الكتاب الذي يشكل جانبا من جوانب الجهد الذي نبذله في سبيل القدس، سيسهم إسهاما فعالا في تخليص مدينة السلام من براثن الاحتلال، وفي عودتها إلى ظل السيادة العربية بما سيحدثه - لا محالة- من حميد الآثار في ضمائر المجتمع العالمي وعقوله.

    نسأل الله أن يكتب لهذه الوثيقة الانتشار الواسع والنجاح المبين، ويكلل جهودنا الدائبة المخلصة بالفوز المكين، إنه ولي العون والتوفيق.

    خادم القدس الشريف
    الحسـن الثاني



    كانت لجنة القدس التي يرأسها صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني ملك المغرب قد أوصت بإعداد هذا الكتاب، في اجتماعها الذي عقدته في فاتح يوليو 1979 بمدينة فاس، ليكون ، بما ينطوي عليه من حقائق تاريخية وقانونية، وثيقة تؤكد عروبة مدينة القدس وتدحض الادعاءات المعادية الرامية إلى تشويه تاريخ مدينة السلام.

    وقد رأت منظمة المؤتمر الإسلامي أن تعمل على إعادة طبعة هذه الوثيقة التي وضعنها نخبة مختارة من المفكرين المسلمين، لتظل في متناول من يرغب في الإطلاع على حقيقة قضية القدس، ولتبقى سجلا موضوعيا نافعا يتسم بالطابع العلمي الحر، ولتمثل بالتالي جانبا من جوانب الاهتمام المطلق الذي توليه المنظمة لتلك القضية التي هي قضية المسلمين الأولى.

    إن مدينة القدس ما برحت تتعرض لهجمة عاتية من طرف سلطات الاحتلال الإسرائيلي وطمس معالمها العربية والإسلامية، إلا أن وقفة أبناء الشعب الفلسطيني وراء منظمة التحرير الفلسطينية ستحول بموازرة الأمة الإسلامية دون تحقيق أعداء هذه الأمة مآربهم - ذلك أن مدينة القدس الشريف تعيش في وجدان كل مسلم لأنها ليست مجرد مدينة احلا موقعاحلا موقعائر المدن التي تعرضت للاحتلال، ولكنها مجمع القداسات وملتقى الرسالات وأرض الطهارة ومهوى الأفئدة، وهي قبل كل ذلك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأرض المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.

    وإن من مبادئ الإسلام التحلي بروح التسامح، والعمل على مناهضة التعصب، والدعوة إلى التعايش بين الأمم والشعوب. وقد أكد قواعد هذا التعايش أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب عندما فتح القدس في السنة السابعة من الهجرة وأعطى عهدا وأمانا لكل سكانها.

    وبهذه المناسبة أدعو أبناء الأمة الإسلامية في كل صقع ودار إلى بذل كل جهد للعمل على إنقاذ القدس وتحريرها لتعود كما كانت مدينة المحبة والسلام.

    الدكتور عز الدين العراقي
    الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي

    بسم الله الرحمن الرحيم



    يقدم هذا الكتاب تاريخا مفصلا لمدينة السلام القدس الشريف، التي تضم تراثا خالدا لديانات السماء، والتي انصهرت فيها الجماعات والشعوب منذ بناها الكنعانيون العرب قبل ستة آلاف سنة وارتبطت بشعب فلسطين العربي منذ أقدم العصور وطبعها الحكم العربي الإسلامي منذ تسلم مفاتيحها الخليفة العادل عمر بن الخطاب بما عرف في الإسلام من تسامح ورحابة صدر، واحترام للمتدينين بالكتاب ومنح الحريات للجميع في ممارسة العبادة وإقامة الشعائر والحفاظ على الأماكن المقدسة والتاريخية التي تمثل مجد شعب فلسطين بمسلميه ومسيحييه ويهوده.

    وتمر المدينة المقدسة ويمر شعب فلسطين، منذ الاحتلال الإسرائيلي ، بمحنة قوامها التحطيم والإبادة وتغيير المعالم المقدسة التاريخية واضطهاد المتدينين مسلمين كانوا أو مسيحيين وهي محنة لا يقرها العصر الذي اتسم بحرية الفكر، وديمقراطية الممارسة ، واحترام الشعوب، وعدم المساس بالأوطان والمقدسات الدينية ومراكز العبادة.

    وقد شغل العالم العربي والإسلامي بهذه المحنة التي تستهدف تحويل التاريخ العربي عن مسيرته بدق اسفين استعماري استيطاني بين شرقه وغربه ، وفصل جزئه الإفريقي عن جزئه الآسيوي، وبقطع النظر عن الجهود العسكرية والسياسية والدبلوماسية التي تقوم بها الدول العربية والإسلامية في إطار الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لتحرير فلسطين ومنح شعبها حق تقرير مصيره وإقامة دولته على أرضه، بقطع النظر عن هذه الجهود فقد اهتمت منظمة المؤتمر الإسلامي منذ دعا جلالة الملك الحسن الثاني إلى إنشائها على أثر إحراق المسجد الأقصى سنة 1969 بقضية فلسطين ومساعدة الشعب الفلسطيني على تحرير بلاده وإقامة دولته وسعت هذه المنظمة العتيدة انطلاقا من مبادرة مؤتمرها التأسيسي في الرباط في سبتمبر 1969 إلى توحيد رأي الشعوب والدول الإسلامية في إفريقيا وآسيا حول قضية فلسطين، وتوحيد عملها النضالي لمساعدة شعب فلسطين
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء أبريل 09, 2008 4:32 pm

    ولكن محاولات إحراق المسجد الأقصى والممارسات الإجرامية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيونية ومحاولات تغيير معالم الأماكن المقدسة الإسلامية، وبالذات تحت أسوار المسجد الأقصى مما يعرضه للانهيار ويدخل ذلك في مخطط خطير يستهدف هدم جميع المباني الإسلامية المجاورة للمسجد الأقصى من معاهد ومساجد ومساكن للاستيلاء على الحرم الشريف وإنشاء الهيكل اليهودي.

    يصاحب ذلك تهجير العرب لإحلال المستوطنين اليهود مكانهم ومصادرة الأراضي العربية المجاورة للقدس، ونقل العاصمة الصهيونية إليها لتهويدها نهائيا وضمها إلى إسرائيل.

    هذه المحاولات الخطيرة التي من شأنها أن تجعل من مدينة السلام مدينة حرب، ومن مدينة الأديان الثلاثة مدينة الصهيونية، وتفقد المسلمين في أولى القبلتين وثالث الحرمين هي التي دفعت بمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى إنشاء لجنة القدس وإسناد رئاستها إلى جلالة الملك الحسن الثاني، وتخويله كافة الصلاحيات لاتخاذ ما تراه من الإجراءات لتنفيذ البرنامج الطي تقره لتحقيق هدفها المتمثل في المحافظة على عروبة وإسلام المدينة المقدسة، وعودتها إلى السيادة العربية الإسلامية.

    وقد وضعت لجنة القدس منذ اجتماعها الأول في يوليو 1979 بمدينة فاس تحت رئاسة جلالة الملك الحسن الثاني، تخطيطا للعمل السياسي والدبلوماسي من أجل وضع قضية القدس في إطارها العالمي كمدينة إسلامية مقدسة اعتدى عليها بالاحتلال ويراد لها أن تتخلى عن دورها الإسلامي التاريخي بتهويدها وتحطيم معالمها ، وقد كانت توجيهات جلالة الملك، وتدخلاته في الإجتماعات الخمس التي عقدتها لجنة القدس حتى الآن، تهدف إلى إخراج القضية من المجال العاطفي ومعالجة المشكل في العمق، والخروج به إلى المحيط الدولي للبحث عن حل له، سواء مع رؤساء الدول الكبرى أو مع المنظمات الدولية.

    وبالإضافة إلى المساعي الدبلوماسية والدولية التي قررت لجنة القدس القيام بها، والمتمثلة في اللقاءات التي عقدها جلالة الملك الحسن الثاني مع قداسة البابا، ومع الرئيس الفرنسي، ومع قادة وممثلي الدول الكبرى والهيئات الدولية، فقد أولت لجنة القدس الناحية الإعلامية مكانة خاصة، حيث أوصت في أول اجتماع لها ، بوضع خطة إعلامية بخصوص قضية القدس وفلسطين ، وقررت إعداد وثيقة أساسية عملية، تؤكد عروبة القدس، وتبرز أهمية القدس بالنسبة للمسلمين عقائديا وسياسيا وحضاريا.

    والوثيقة التي نقدمها اليوم تعتبر إنجازا مفيدا، ساهم في تحقيقه نخبة من رجال الفكر في العالم الإسلامي. تنفيذا لقرار لجنة القدس.

    تحقيقا للهدف الذي سعت إليه، لتعريف الرأي العام العالمي بأبعاد قضية القدس التاريخية والدينية والحضارية والسياسية والقانونية، مساهمة في الجهد من أجل عوجتها إلى وضعها المتميز كمهد للتعايش والتسامح بين مختلف الأديان السماوية في ظل السيادة العربية.

    والأمل وطيد في أن يساهم هذا الكتاب القيم، في تنوير الرأي العام بحقيقة أبعاد قضية القدس الشريف، ويحشد ضمائر رجال الفكر والقلم للعمل من أجل إحقاق الحق، وتخليص المدينة المقدسة من المحنة التي تعيشها ، لتعود كما كانت مهدا للحضارة، ومصهرا للتاريخ.

    الحبيب الشطي
    الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي



    هذه دراسة عن قضية القدس تتقدم بها منظمة المؤتمر الإسلامي باسم حكومات العالم الإسلامي وشعوبه إلى حكومات علمنا وشعوبه كافة، واضعة أمامهم حقائق هذه القضية، وداعية إياهم للإسهام في معالجتها كي يرتفع الظلم عن كاهل القدس، ويستتب السلام العادل في مدينة السلام.

    لقد دخلت قضية القدس مرحلة بالغة الخطورة بعد الإجراءات الإسرائيلية التي استهدفتها عام 1980. وكانت قد برزت على مسرح السياسة الدولية منذ النكبة التي حاقت بفلسطين عام 1948 اثر الاحتلال الصهيوني لأجزاء واسعة منها، ثم طرحت بقوة أثر العدوان الصهيوني عام 1967 الذي احتلت إسرائيل به القدس الشريف الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة ومنطقة الحمه من أرض فلسطين فضلا عن الأراضي العربية الأخرى في سيناء والجولان.

    إن منطقة المؤتمر الإسلامي لتتصدى لمعالجة قضية القدس من موقع إدراكها العميق لما للقدس من مكانة في نفوس جميع المؤمنين في العالم وما لها من موقع في التراث الحضاري الإنساني، ولما ينشأ عن العدوان الإسرائيلي على القدس من أخطار تهدد أمن عالمنا وسلامته.

    لقد انطلقت منظمة المؤتمر الإسلامي في معالجتها قضية القدس من ميثاقها الذي يؤكد التزام الدول الإسلامية "بميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان الأساسية التي تعتبر أغراضها ومبادؤها أساسا لتعاون مثمر بين جميع الشعوب" والذي يتضمن أن ممثلي هذه الدول يصممون على توثيق أواصر الصداقة الأخوية والروحية القائمة بين شعوبها وحماية حريتها، وتراث حضارتها المشتركة المبنية خاصة على مبادئ العدل والتسامح وعدم التمييز. ويعملون على تعزيز السعادة البشرية، وتقدمها وحريتها في كل مكان. ويقررون توحيد جهودهم لإقامة سلام عالمي يوفر الأمن والحرية والعدالة لشعوبهم وجميع شعوب العالم، والذي ينص على الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية الموجودة في الإسلام، والتي تظل عاملا من العوامل الهامة لتحقيق التقدم بين أبناء البشر (مقدمة الميثاق).

    انطلاقا من هذه الغايات السامية وضعت منظمة المؤتمر الإسلامي منذ إنشائها في أعقاب العمل الإجرامي الصهيوني المتمثل في إحراق المسجد الأقصى عام 1969، مجموعة أهداف نصب عينها تعمل من أجل تحقيقها. ومن بين هذه الأهداف "تنسق العمل من أجل الحفاظ على سلامة الأماكن المقدسة وتحريرها" ، ودعم كفاح الشعب الفلسطيني، ومساعدته على استرجاع حقوقه وتحرير أراضيه. والعمل على محو التفرقة العنصرية والقضاء على الاستعمار بجميع أشكاله. واتخاذ التدابير اللازمة لدعم السلام والأمن الدوليين القائمين على العدل . وإيجاد المناخ لتعزيز التعاون والتفاهم بين الدول الأعضاء والدول الأخرى. (المادة الثانية من الميثاق).

    لقد حرصت منظمة المؤتمر الإسلامي منذ قيامها على تنبيه الرأي العام العالمي وجميع الحكومات لأخطار الاحتلال الإسرائيلي على القدس وسجلت في أول إعلان صادر عنها أن الحادث المؤلم الذي وقع يوم 21 أغسطس 1969 والذي سبب الحريق فيه إضرارا فادحة بالمسجد الأقصى الشريف قد أثار أعمق القلق في قلوب أكثر من ستمائة مليون من المسلمين في سائر أنحاء العالم. وأن الأعمال المتمثلة في انتهاك حرمة مقام من أقدس المقامات الدينية لدى البشرية وفي تخريب الأماكن المقدسة وخرق حرمتها. تلك الأعمال التي وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي المسلح لمدينة القدس الشريف، وهي المدينة التي تحظى بإجلال جميع معتنقي ديانات الإسلام والمسيحية واليهودية قد زادت من حدة التوتر في الشرق الأوسط ، وأثارت استنكار سائر شعوب العالم . وإن رؤساء الدول والحكومات الممثلين يعلنون أن الخطر الطي يهدد المقامات الدينية الإسلامية بمدينة القدس إنما هو ناتج عن احتلال القوات الإسرائيلية لهذه المدينة. وأن المحافظة على الصبغة المقدسة لهذه الأماكن، وضمان حرية الوصول إليها والتنقل فيها تستلزم أن يسترجع القدس الشريف وضعه السابق قبل يونيو 1978 والذي أكدته ألف وثلاثمائة سنة من التاريخ، "ولقد طالبت منظمو المؤتمر الإسلامي" جميع الحكومات وبصور خاصة حكومات فرنسا واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، أن تأخذ بعين الاعتبار تمسك المسلمين القوى بمدينة القدس وعزم حكوماتهم الأكيد على العمل من أجل تحريرها.
    ملف القدس الشريف Br7
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : ملف القدس الشريف Palest10
    نقاط : 15887
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : ملف القدس الشريف Empty

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء أبريل 09, 2008 4:33 pm

    على مدى عقد السبعينات تابعت منظمة المؤتمر الإسلامي تنبيه الرأي العام العالمي لأخطار الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على القدس. وطرحت قضية القدس على مجلس الأمن حين صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي أعمالها الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني إلى حد التصفيات الجسدية، وصعدت ممارساتها لاستكمال اغتصاب المدينة المقدسة، واصدر الكنيست الإسرائيلي قانونا أساسيا يقضي بضم القدس وإعلانها عاصمة أبدية لإسرائيل. وأوضحت منظمة المؤتمر الإسلامي " ان هذا الإجراء الإسرائيلي يعتبر أخطر مرحلة في تصعيد العدوان الصهيوني على فلسطين العربية وعلى جميع المقدسات وعلى الشرعية الدولية كذلك. كما يعتبر تحديا واستفزازا لملياري مسلم ومسيحي في جميع أنحاء العالم، ولجميع الدول التي تلتزم بميثاق الأمم المتحدة، الأمر الذي يحمل هؤلاء جميع مسئولية مواجهة هذا التحدي باستجابة فعالة توقف العدوان وتردع المعتدي وتنصر الحق".

    ان الفهم الواعي لقضية القدس الذي يحيط بأبعادها المختلفة هو الخطوة الأولى على طريق صنع الاستجابة الفعالة للتحدي الصهيوني الذي يواجه جميع الدول في عالمنا.وتشتد الحاجة إلى هذا الفهم في مواجهة ما دأبت عليه الحركة الصهيونية من كتابة تاريخ القدس وفلسطين على هواها، وصياغة مفاهيم خاصة عما تسميه " أرض الميعاد" ، ورسم صورة لمستقبل القدس وفلسطين من وحي أطماعها ، وطرح مقولات مغلوطة في ثوب من - العلمية المزعومة - تتعلق بعلاقة اليهود الخاصة بفلسطين.

    إن هذه المقولات الصهيونية هي صورة من صور الصراع الفكري يحتدم في خضم الصراع العربي ـ الصهيوني، ولقد نشب هذا الصراع بين شعب فلسطين العربي والأمة العربية من جهة وبين الحركة الصهيونية وهي حركة استعمار استيطاني أوروبي ـ من جهة أخرى. واتخذ شكل صراع. حضاري له أبعاده السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفكرية.

    نسوق كمثل على المقاولات الصهيونية في هذا الصراع الفكري مقولة تعاقب دولة إسرائيل التي قامت عام 1948 على أرض فلسطين منذ العصور القديمة في محاولة لربطها بالتاريخ البعيد لفلسطين. وقد لجأ دافيد بن غوريون إلى تحرير كتاب اسماه "اليهود في وطنهم" عمد فيه كتابة الصهاينة إلى صياغة تاريخ متصل لليهود في فلسطين لم يخرج في نهاية الأمر عن كونه تاريخا ليهود شعب فلسطين ومن ثم تاريخا لشعب فلسطين. وكان هم بن غوريون وهو المستعمر المستوطن الغريب عن فلسطين الذي تؤرقه حقيقته أن يكتب تاريخا صهيونيا لفلسطين كي يبعد صفة الاستعمار الصهيوني عن الحركة الصهيونية.

    نشير أيضا إلى المقولة الصهيونية التي تتحدث عن ارتباط القدس باليهود دون غيرهم، وعن كونها عاصمة لدولتهم بناها الملك داود. وتقفز هذه المقولة فوق تاريخ القدس الممتد على مدى قرون قبل قدوم داود إليها، وفوق تاريخ القدس الممتد على مدى قرون بعد انتهاء حكم أسرته لها. كما تحاول هذه المقولة تجاهل حقيقة أن داود وأسرته هم العبرانيين الذين ينتمون إلى الجنس العربي، وانهم اندمجوا في شعب فلسطين فأصبحوا منه وإليه ينتسبون، وان أنبياء بني إسرائيل هم أنبياء الله يؤمن بهم جميع المؤمنين بالله يهودا كانوا او نصارى أو مسلمين.

    مقولات صهيونية أخرى طرحتها الحركة الصهيونية في نطاق تضليل الرأي العام العالمي بشأن قضية القدس وقضية فلسطين عموما، واستغلت في طرحها عدم معرفة قطاعات واسعة من شعوب العالم بتفاصيل ما قامت به الغزوة الصهيونية في فلسطين. لقد تجرأت جولدا مائير حين كانت رئيسة وزراء إسرائيل ان ترد على من سألها عن حقوق شعب فلسطين بالقول وأين هو شعب فلسطين ؟ إني لا أراه في محاولة لإنكار وجود شعب بكامله استمرار للمقولة الصهيونية التي تزعم أن الحركة الصهيونية أرادت أن تأتي بقوم لا وطن لهم إلى وطن لا يسكنه شعب.

    الحقيقة تقول أن أرض فلسطين كانت عامرة دوما بشعب فلسطين منذ أقدم العصور وبدون انقطاع. وقد استهدفت الحركة الصهيونية بغزوتها أرض فلسطين وشعب فلسطين. كما أن الحقيقة تقول أيضا أن اليهود في العالم لهم أوطانهم التي ينتسبون إليها.

    كذلك تجرأ القادة الصهاينة في محاولتهم تغطية طبيعة غزوتهم الاستعمارية على أن يسموا عمليات الإرهاب التي قامت بها بعض منظماتهم الإرهابية ضد حلفائهم من الإنجليز الذين احتلوا فلسطين ومكنوا لهم فيها "بعمليات المقاومة" وان يطلقوا على حربهم لشعب فلسطين اسم حر التحرير وأن يحتفلوا بما سموه يوم الاستقلال والحقيقة تكشف عن طبيعة الحركة الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية العنصرية ، وعن تحالفها منذ نشأتها مع الاستعمار الغربي.

    وتجرأ بعض الكتاب الصهاينة على أن يتجاهلوا تاريخ فلسطين على مدى تسعة عشر قرنا منذ تدمير تيتوس الروماني للقدس سنة 70م. وإحباط هادريان ثورة باركوبا سنة 130م. إلى قيام الدولة الصهيونية عام 1948م. والحقيقة هي أن تاريخ فلسطين بقي متصلا على مدى هذه الفترة زاخرا بالانجازات التي حققها شعب فلسطين وان انتفاض يهود فلسطين على الحكم الروماني انما كان جزءا من انتفاض شعب فلسطين على الظلم الذي كابده انداك .(1)

    إن قضية القدس بكلمات موجزة هي قضية مدينة مقدسة تعاني مع وطنها من احتلال أجنبي، وتقاوم ببسالة هذا الاحتلال.

    لقد اعتزت القدس دوما بالعطاء الذي قدمته للإنسانية، وبالمكانة التي احتلتها وتحتلها في قلوب ملايين الشر من المؤمنين على مدى العصور. ويعتز شعب فلسطين، وهو الذي بنى القدس، ورعاها، وحماها، وخدم مقدساتها، وتحمل في سبيل ذلك ما تحمل، بالدور الذي قام به في خدمة المؤمنين وفي حمل الرسالة الأخلاقية التي تضمنتها الأديان السماوية وتعتز فلسطين بقدسها وبأماكنها المقدسة الأخرى، بأنها الجسر الذي يربط مصر وبلاد المغرب ببلاد الشام والعراق وشبه الجزيرة العربية ، وبأنها كجزء من بلاد الشام في قلب الوطن العربي استحقت مع بقية أجزاء هذا الوطن شهادة التاريخ لها بأن فضلها على رقي البشرية فكريا وروحيا أجل شأنا من فضل أي بلد آخر، حيث انطلقت منها رسالات السماء فعمت أجزاء واسعة من العالم (2).

    أن القدس تعاني اليوم من احتال غاشم يجثم عليها، ومعها يعاني شعب فلسطين وفلسطين بكاملها. لقد عاث هذا الاحتلال فسادا في القدس وفي فلسطين. لم يترك جانبا من جوانب الحياة فيهما إلى وخرب فيه. أصدر القرارات التي غيرت وضع المدينة وأوضاع البلاد متحديا الشرعية الدولية. تدخل في القضاء وفي التعليم وفي المرافق وفي الخدمات العامة. مارس أبشع صور الاضطهاد والعنف على أصحاب البلاد فصادر الأراضي والأملاك الخاصة، وهدم البيوت، وتفنن في أساليب الضغط الاقتصادي وفي ممارسة الإرهاب، وفرض الاستيطان الصهيوني وعمل على إجلاء شعب البلاد (3).

    تقاوم القدس اليوم هذا الاحتلال الغاشم ببسالة. ومعها يقاوم شعب فلسطين كلها لقد مارس شعب فلسطين حقه الشرعي في مقاومة الاحتلال ففجر ثورته وحمل السلاح ليرفع عن كاهله الظلم وليدفع الخطر عن مقدساته وليصل إلى تحرير وطنه فيستتب السلام العادل ويرفع غصن الزيتون. ولقد مثلت هذه الثورة بالنسبة إليه انبعاث حياة في شتى مجالات الحياة، كما مثلت بالنسبة إلى شعوب عالمنا نموذجا مشرفا لثورة التحرير في عالمنا، وأصبحت رمز هذه الثورة في عصرنا.

    إن الفهم الواعي لقضية القدس يقتضي ادارك الصلة الوثيقة بين ثلاثة عناصر فيها تمثل كلا واحد. وهذه العناصر هي مدينة القدس وشعب فلسطين وفلسطين. وشعب فلسطين هو دم الحياة يتدفق فيهما. لا بد أيضا من ربط هذا الكل الواحد بالمنطقة التي هو بدوره جزء منها. وما فلسطين إلا جزء من الهلال الخصيب وبلاد الشام والوطن العربي.

    يرتبط الفهم الواعي لقضية القدس بإدراك حقيقة هامة يبرزها تاريخ فلسطين. وهي ان فلسطين والقدس جزء منها كانت على مر العصور وطنا لشعب فلسطين الذي تابع العيش على أرض فلسطين. وإن القدس وفلسطين عامة كانت بحكم عطائها الحضاري وبفعل قدسيتها مهوى أفئدة المؤمنين بالأديان السماوية وقبلة أنظارهم كما كانت محجا لهم. وأن فلسطين والقدس كانتا بتأثير الموقع مطمعا للغزاة.

    إن تاريخ فلسطين عبر العصور يميز بوضوح بين شعب فلسطين الذي عمر وطنه، وبين الغزاة الطامعين الذين عمت موجاتهم البلاد ثم انحسرت تماما كما يميز تاريخ فلسطين بوضوح بين أولئك الغزاة الذين هجموا على فلسطين بوحي من أطماعهم وحاولوا أن يخفوا حقيقتهم بالتستر وراء الدين، وبين قوافل الحجيج الذين جاءوا إلى فلسطين بوحي من إيمانهم فحجوا إلى قدسها وتفاعلوا مع حضارة المنطقة.

    بينما تعيش القدس في أيامنا هذه بين معاناة الاحتلال ومقاومته وبينما يقاوم شعب فلسطين الغزوة الصهيونية التي استهدفت وطنه، يشتد التوتر في المنطقة ويحتدم الصراع العربي الصهيوني، فيتهدد أمن العالم وسلامه، وتتجه الأنظار إلى القدس وفلسطين وهي تتطلع إلى مستقبل يسود فيه السلام العادل ، وتعود القدس المحررة فيه قادرة على القيام بدورها، ويستعيد شعب فلسطين فيه حقوقه فيتابع عطاءه الحضاري وتتحرر فلسطين فيتوافر الخير ويعم الأمن.

    لقد دللت أحداث العقود الثلاثة الماضية على مدى الخطر الذي يتهدد أمن العالم وسلامه بسبب السياسة الصهيونية العدوانية في منطقة الوطن العربي. ويكفي أن نشير إلى التوتر الذي صاحب عدوان 1959 وعدوان 1967 وأحداث 1970 حرب 1973. ومن الواضح أن هذا التوتر سيستمر ما دام الاحتلال الصهيوني جاثما على القدس والأراضي الفلسطينية.

    إن رؤية المستقبل وثيقة الصلة بمعرفة الماضي. وذلك "أن الذي يعرف من أين يعرف إلى أين" كما قال فلاسفة علم التاريخ وأن صنع المستقبل هو حصيلة تفاعل ارادة الفعل عند الإنسان مع مجرى تيار الحركة التاريخية.

    لا بد لنا إذ أن نتعرف على قضية القدس بأبعادها التاريخية والدينية والحضارية والسياسية والقانونية كي نحسن العمل من أجل انتصار السلام العادل وينهض كل منا بمسؤوليته



    اليكم تحياتي واحترامي
    يافا
    يافا

    الهيئة الأدارية  الهيئة الأدارية



    انثى
    عدد الرسائل : 1746
    العمر : 50
    رقم العضوية : 180
    الدولة : ملف القدس الشريف Jordan10
    نقاط : 6079
    تقييم الأعضاء : 7
    تاريخ التسجيل : 27/01/2008

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف يافا الثلاثاء أبريل 15, 2008 8:17 am

    رفيقي النسر الاحمر....
    أبدعت في سرد المعلومات وشغفتني لقراءة الموضوع مرتين...شكرا لك لافادتي وتقبل احترامي وتقديري
    راهب الفكر
    راهب الفكر

    رقيب  رقيب



    ذكر
    عدد الرسائل : 585
    العمر : 37
    رقم العضوية : 308
    نقاط : 5954
    تقييم الأعضاء : 0
    تاريخ التسجيل : 01/03/2008

    ملف القدس الشريف Empty رد: ملف القدس الشريف

    مُساهمة من طرف راهب الفكر الثلاثاء يونيو 24, 2008 5:24 pm

    موضوعك كبير وماقرات الا شئ بسيط منه ولكن اقول

    ستشرق الشمس على فلسطين مهما طال مغربها ...........ويهزم البغي مصحوبا بخدلان

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 12:34 am