ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    الرابع من أغسطس . . تاريخ للمؤتمر أم مؤتمر للتاريخ بقلم أبو فريد

    أبو فريد
    أبو فريد

    عريف  عريف



    ذكر
    عدد الرسائل : 381
    العمر : 53
    رقم العضوية : 884
    نقاط : 5762
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/10/2008

    الرابع من أغسطس . . تاريخ للمؤتمر أم مؤتمر للتاريخ  بقلم أبو فريد Empty الرابع من أغسطس . . تاريخ للمؤتمر أم مؤتمر للتاريخ بقلم أبو فريد

    مُساهمة من طرف أبو فريد السبت أغسطس 01, 2009 3:16 pm

    الرابع من أغسطس . . تاريخ للمؤتمر أم مؤتمر للتاريخ


    بقلم : أبو فريد



    ينعقد المؤتمر الوطني السادس لحركة فتح في غضون الأيام القليلة المقبلة أي بعد عشرين عاماً على انعقاد مؤتمرها الخامس / أغسطس 1989م ، عشرون عاماً من تاريخ القضية الفلسطينية كانت زاخرة بالأحداث الساخنة والتطورات الحاسمة على جميع المستويات الدولية والعربية والفلسطينية ، كانت تستدعي الحركة لعقد أكثر من مؤتمر عام لها ، لكنها اخنزلت معمعة المؤتمرات في مؤتمر واحد والذي جاء اليوم ليقف فوق جبال من المهمات التاريخية الصعبة ، فمطلوب منه أن يضع إجابات وحلول لكثير من القضايا الشائكة ، كما أنه مأمول منه أن يوحد صفوف الحركة ليخرج المؤتمر بصيغة وقيادة واحدة متفق عليها لا كما تعودنا من فتح طيلة الفترة السابقة .

    لقد مر المؤتمر بمخاض طويل منذ أن أعلنت الحركة عن نيتها لعقده ، فقد ظن البعض أن فتح لا تستطيع أن تنجز هذه المهمة الصعبة في ظل الترهل والانقسام الداخلي الذي تعيشه الحركة ، وفي ظل التحديات التي برزت أثناء الإعداد للمؤتمر نتيجة طول الفترة الفاصلة ما بين المؤتمرين .

    لكنه يحسب لفتح أنها استطاعت أن تتجاوز كل خلافاتها ، فقد ذللت - كما نعتقد- كل المعوقات بدءً من قوام وعضوية المؤتمر ومستوى التمثيل في الأقاليم وكذلك التوافق على وثائق المؤتمر وتاريخ ومكان انعقاده ، لقد نجحت فتح أخيراً في أن تصل إلى مؤتمرها ، لكننا مع ذلك نحس بالخوف والقلق لما أفرزته العشرون عام الماضية من تراكمات وترهّل وغياب للشرعيات داخل الحركة ، والذي أدى إلى تعدد الرؤى والاجتهادات وتعدد الخطوط والمرجعيات وتعدد البرامج والتكتيكات ، كلها كانت تحمل اسم فتح ، في العشرين عاماً الماضية منيت فتح بهزات عميقة جراء اغتيال أو وفاة العديد من قادتها المؤسسين أمثال ياسر عرفات وصلاح خلف وأبو الهول ، كما شهدت الساحة الفلسطينية أحداثاً ساخنة خلال انتفاضتين ، تلاها توقيع اتفاقية أوسلو ومجيء السلطة ، بعدها تاهت فتح في جسم السلطة وذابت كل الخطوط الفاصلة بينهما فقد كان يلتبس على الكثير منا التمييز بينهما عند ذكر أحدهما ، تعدى الأمر ذلك بكثير ، فقد أصبح نموذج السلطة من السوء ما يجعل فتح تحصد ثماره الخبيثة ، فقد تغولت الأجهزة الأمنية للسلطة ، وعاث أمراؤها في الأرض فساداً وانتشرت المحسوبيات وفرق الموت وصراعات الأجهزة والتصفيات ، كله كان باسم فتح السلطة ، أو سلطة فتح فكلاهما سيان ، ولا حسيب أو رقيب ، ناهيك عن الاعتقالات السياسية للمناضلين والمقاومين ، بعد أن انقلبت المفاوضات على المقاومة وقوّضت الإتفاقات المبرمة البنى التحية للخلايا المسلحة التي كانت تقارع الاحتلال الصهيوني ، شاخت هياكل فتح وهيئاتها ، وتقطعت أوصالها فلم تعد سوى مجموعات مقاومة صغيرة هنا أو هناك وقيادة هزيلة يفصلها عن قاعدتها وكادرها الوسط مسافة أكبر من تلك التي تفصل بين السماء والأرض .

    كل ذلك كان يرافقه تنامي لحركة وليدة هي حركة حماس ، فقد كبرت حماس وتضاعفت شعبيتها على حساب حركة فتح ، لقد كانت السلطة بحق بمثابة الضربة القاضية لحركة فتح ، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة وهي إعلان نتائج الانتخابات التشريعية في يناير 2006 ، فقد انكفأت فتح على رأسها وفازت حماس فدخلت الأخيرة السلطة من أوسع أبوابها ، أغلبية برلمانية ساحقة ، وساحة مفتوحة للعب بلا منافس ، تلاه حسم عسكري / انقلاب في غزة فزاد الطين بلة ووضع فتح وبقوة أمام مسئوليات ملحّة ، فإما أن تكون أو لا تكون ، قرأ البعض على فتح سورة الفاتحة ، وراح البعض يطالب بانعقاد المؤتمر السادس للحركة أملاً في أن تضع الحركة حداً للهزات العميقة التي تعصف بها تباعاً .

    وعلى أعتاب المؤتمر السادس للحركة من حقنا أن نتساءل ترى ما الجديد الذي سيقدمه المؤتمر لفتح في ظل التراجع والترهل المستشري في جسم الحركة من رأس هرمها وصولاً إلى قاعدته ، فلم تعد فتح تدير معاركها الداخلية ولا خلافاتها بشكل حضاري أو ديمقراطي ، وسرعان ما تنفرد وسائل الإعلام أو الفضائيات بسبق صحفي لتصريح من هنا أو هناك يتضمن اتهامات وشتائم وتخوين وانقلابات وخلافه ، ناهيك عن تضارب المواقف وما يرافقه من فوضى ونزاعات .

    إن النموذج الدارج لدى قيادة فتح من القيادة الفاسدة ومن سماسرة القضية وتجارها ، وهذا ما ألِفناه خلال الفترة الطويلة السابقة إنما يجعلنا نتخوّف على نتائج المؤتمر ، فهل سيكون مجرد أعطاء شرعية للقيادة الموجودة ، القيادة الفاسدة التي أثقلت كاهل شعبها وأغرقته في مسلسل مخزي من الاتفاقات المذلة والسياسات الرخيصة التي جلبت لها الخزي والعار ، إن كان كذلك فلن يكون الرابع من أغسطس – تاريخ انعقاد المؤتمر – ليس إلا تاريخاً عادياً عابراً لا يحمل للحركة أي جديد بل سيعمل على تكريس لما هو قائم ، وعليه فإنه مع انتهاءه في وجود هذه القيادة اللاوطنية فإنه سيكتب تاريخ وفاة لهذه الحركة الرائدة ، وستشطب نهائياً من قائمة فصائل العمل الوطني ذات المشروع الكفاحي الذي يصون حقوقنا وثوابتنا التاريخية ويناضل من أجلها ويدافع عنها .

    أم هل سيحقق المؤتمر مفاجأة في إخراج فتح من عنق الزجاجة ، أو ينجح الفتحاويون الأبطال في إخراج الحركة من براثن هذه القيادة العفنة ، وينجحوا في تصحيح المسار وإعادة الاعتبار لفتح ولجماهيرها وشهدائها الأبرار ، فتخرج فتح من موتها السريري ويعيدها إلى الحياة من جديد ، لتتصدر حركات التحرر الوطني الفلسطيني وتسير على خطى قادتها الأوائل ، وقتئذٍ سيكون الرابع من أغسطس عنواناً لمؤتمر تاريخي ، ومحطة تحول هامة ليس على الصعيد الفتحاوي فقط بل على الصعيد الوطني والعربي أيضاً .

    نحن بحق نتمنى هذه النهاية لهذا المؤتمر ، لأننا نريد حركة فتح قوية ذات مشروع وطني كفاحي يحافظ على شرعية المقاومة بكل أشكالها ، نريد حركة واحدة بقيادة واحدة وبرنامج سياسي واحد من أجل أن نسير خطوات إلى الأمام نحو إجماع وطني حقيقي وفاعل يجسد وحدتنا على الأرض بدون انقسامات ومناكفات ويقطع الطريق أمام كل المشككين والتكفيريين والدمويين ويمنعهم أن يستفردوا في مصير قضيتنا أو أن يجروها خطوات صاروخية إلى الوراء .

    ترى ما الذي سيحمله لنا هذا المؤتمر ، من حقنا أن نخاف على فتح وعلى جماهيرها وعلى قضيتنا برمتها ، ففتح اليوم في ظل هذه الفرصة التاريخية تقف أمام مفترق طرق خطير بل إنها قد دخلت غرفة العمليات الجراحية المعقدة ، فإما أن تشفى وتتعافى ، والذي لن يكون إلا بجهود كافة المخلصين والغيورين من أبناء فتح الشرفاء الصناديد من يتسلحوا بإرادة قوية وصلبة وكلمتهم موحدة، فالمهمة صعبة وخطيرة ، أو أن تموت وهذا ما لا نتمناه .



    أبو فريد

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:15 pm