نكهة الموت
نكهة الموت
غرفة ذات جدران أربعة كرسي ...سرير..... أوراق متناثرة .....قصائد شعر....
وأدوية اصطفت متراكبة ومذياع ...وأقلام .. وهاتف نجح ( سالم ) إن ينصفه فسلم من الفوضوية
وأمنيات تتسابق مسرعة خشية إن يباغتها الموت ..وقلب خجول ضعيف جداً لا يقوى على النبض إلا بالكاد
وجهاز صغير تظافر معه ليكون لذلك القلب سنداًَ ينعشه ليقيم أود ذلك الجسم!!
ورقبة متمردة ...طالما عاندته فخرجت عن سيطرته فلم يعد قادراً على التحكم بها .....إلا بالمهادنة !
وصرع قديم ...رافقه منذ ولادته فأصبح لا يستغني عن صحبته يزوره بين الحين والآخر فيصرعه .
-ملامح( سالم )كما تبدو دائماً شاحبة..عيناه غائرتان .. و وجهه مصفر..وجسمه نحيل أخذ منه المرض
ما أخذ فتكالبت عليه صنوف الأدوية لتتداخل مع بعضها... فتدك طاقته وتلتهم عنفوان شبابه
المخضر!! وابتسامةهادئة كانت تأتي معه بصعوبة إلا إنها تأتي رغماً عنها فهي سلاحه الذي طالما أشهره في وجه المرض !
فهو مستعد دائماً لمواجهة الموت.. بما يحمله من أمال عريضة وأمنيات..وأحلام ملونة تنسيه الموت
الذي ظل حكماً يطارده طوال عمره وبرغم من سعة الغرفة ورحابتها إلا إنها كانت تضيق بأحلامه..
الكثيرة واماله ..!!
كان يريد إن يكون شاعر يشار له بالبنان .. كان يطمح بوظيفة مكتبية تناسب حالته الصحية ..
كان يحلم بقصة حب يعيشها مع زوجة عاشقة رسم تفاصيلها بدقة ورومانسية...
كان واقعياً يدرك حالته جيداً ولكنه يصر على أمه إن تبحث له عن زوجة جميلة
وفي ساعات الصفاء التي تجمعه مع أصدقائه وحين يلقي قصائده الممزوجة بالحب
يمازحه صديقة (عمر) باستفزاز جميل قائلاً:. ستموت غداً أو ربما الليلة وأنت ما تزا ل مع أحلامك
في سباق مارثوني طويل النفس ؟! ولن تجد لك زوجة فأدويتك وقلبك وصرعتك هن زوجاتك
الثلاث...
يضحك بقهقهة متعبة وواهنة يرفع نظارته قائلاً:. سترون سأتزوج قبلكم وسوف يأتيكم الخبر وسأنجب
(عمر، وفرح) ويهز راسه متحدياً فيشعر بالألم فيمسك رقبته ويخرج دواء هذه الساعة مازال سالم يوقن
جيداً...إن أدويته الملونة ليست سبباً لبقائه ...
ونكهة الموت المرة التي تملىء فمه....لا يزال يتذوقها جيداً في .. آلمه ..وضحكاته ,,,
وقصائده وقوافيه وآخر بيت يقف عنده وكل صباح يشرق فيه عمر جديد له .
أنفاسه المتقطعة في كثير من الأحيان تعجز إن تدفع إقدامه إلى الأمام فتخونه ولكنه يظل ابدأ يرغمها على الوفاء !!
-وفي الغرفة المجاورة وهي مغلقه ابداً ماتت فيها أخته الصغرى( ندى) وقبلها مات شقيقه الأكبر بنفس المرض
وأغلقت الغرف بأمر والديه ... كلما هم بالخروج ينظر إليها ثم ينظر إلى غرفته بنظرة حي ينتظر
الموت قادماً يعدو لتغفل غرفته الأخرى وينسى سالم ...
كان ذكر الموت أمامه ونصائح الأطباء... خوف أهله وشفقتهم... غرفة أخوته .. وكلمات أصدقاءه
بتذكيره مازحين لا تزيده إلا تشبثا في الحياة ولكن ما أن يتنكه طعم الموت إلا ويزاد في لسانه حلاوة
وإصرارا وتحدياًً ....فالموت يأتي للأصحاء وليس حكراً على أمثاله .
في غرفته وعلى سريره كتب قصيدة جميلة كان (عمر) والبقية متشوقين لقراءتها فنسبة التفاؤل والأمل
والحياة والحب يسكنون سالم هذه الأيام بتصاعد ولكي يشوقهم كالعادة وعدهم بها وبقراءتها أمام طاولة
البلياردو وهي هدية للفائز و يا ليته عمر
وفي المساء اجتمعوا وانتهت اللعبة وفاز عمر وانتظروا القصيدة.... وسالم لم يأتي
فهو لا يكف عن مقالبه الساخنة كعادته .. يبدو عمر قلق والأصدقاء لا يكفون عن المزاح قائلين :.
عمر متعجل فهو الفائز هذا المساء بالقصيدة الجائزة يضحك (احمد ) ويوكز عمر على كتفه مازحاً
بهمس يمتزج بالضحك:.
هذه هي الجائزة مقلب من مقالبه فلا وجود للقصيدة ولصاحبها....
يظل عمر قلقاً يخرج ويدخل لعل سالم يصل الآن ...أو انه يتحدث في الخارج مع احد..
يتصل عمر به يعد يتحمل !! فيخبره إن سيأتي ومعه القصيدة وستكون مقلب لا حمد وسخريته فالموت
لم يأتيه بعد فصحته اليوم جيدة ..
أصدقائه في انتظاره وقد حجزوا مقعده البرونزي بالقرب من الطاولة البليادرو
.
.
.
يصلح سالم هندامه ... يلبس حذائه ..يلمع نظارته يلمم أوراقه المنتشرة هنا وهناك يستل ورقة بعجل
وينظر إليها بزهو ويثنيها عدة ثنيات لتصبح صغيرة ينظر إلى المرآة.. يعجبه سالم يودعه ويرمي
عليه قبلة طائرة...
اتجه صوب الباب أحس بوخز في قلبه الإحساس بالوخز يتصاعد.. يتصاعد أقوى .. يقبض بيده
أكثر على صدره يتعالى صوت الشهيق والزفير ليقتنص شي من الهواء الذي بدأ يشح ...وجهه
يزرق ..نبضه بدأ يضعف. .تراجع إلى الخلف.. يحاول إن يمسك زمام نفسه يتحسس الكرسي الذي خلفه
فيجلس عليه.. يفتح أزراره فيباغته الصرع فقد اشتاق له منذ زمن لم يزره فحل ضيف ثقيل فاجتمعا
هو القلب في آن واحد وهذا ما حدث.....ارتطم جسده النحيل بقوة وصوت عالي
فأسرع الجميع به إلى المستشفى ... ابر ؟. أكسجين .. إنعاش لهذا القلب المتعب ولكن لا فائدة لفظ
أنفاسه وعينه مفتوحتين وتنظر إلى.....
ومازال الأصدقاء ينتظرون إلى إن أغلقت الصالة وهاتفه صامت فهو الأخريجيد صنع المقالب كصاحبه
-في اليوم التالي هرعوا الى قبره مودعين ولم يسمعوا القصيدة بصوته ولم يروه
ولكن(( سالم )) سمعهم جيداً و سمع قرع نعالهم بعد إن ترك أحلامه كلها ارث خالص لهم......
غرفة ذات جدران أربعة كرسي ...سرير..... أوراق متناثرة .....قصائد شعر....
وأدوية اصطفت متراكبة ومذياع ...وأقلام .. وهاتف نجح ( سالم ) إن ينصفه فسلم من الفوضوية
وأمنيات تتسابق مسرعة خشية إن يباغتها الموت ..وقلب خجول ضعيف جداً لا يقوى على النبض إلا بالكاد
وجهاز صغير تظافر معه ليكون لذلك القلب سنداًَ ينعشه ليقيم أود ذلك الجسم!!
ورقبة متمردة ...طالما عاندته فخرجت عن سيطرته فلم يعد قادراً على التحكم بها .....إلا بالمهادنة !
وصرع قديم ...رافقه منذ ولادته فأصبح لا يستغني عن صحبته يزوره بين الحين والآخر فيصرعه .
-ملامح( سالم )كما تبدو دائماً شاحبة..عيناه غائرتان .. و وجهه مصفر..وجسمه نحيل أخذ منه المرض
ما أخذ فتكالبت عليه صنوف الأدوية لتتداخل مع بعضها... فتدك طاقته وتلتهم عنفوان شبابه
المخضر!! وابتسامةهادئة كانت تأتي معه بصعوبة إلا إنها تأتي رغماً عنها فهي سلاحه الذي طالما أشهره في وجه المرض !
فهو مستعد دائماً لمواجهة الموت.. بما يحمله من أمال عريضة وأمنيات..وأحلام ملونة تنسيه الموت
الذي ظل حكماً يطارده طوال عمره وبرغم من سعة الغرفة ورحابتها إلا إنها كانت تضيق بأحلامه..
الكثيرة واماله ..!!
كان يريد إن يكون شاعر يشار له بالبنان .. كان يطمح بوظيفة مكتبية تناسب حالته الصحية ..
كان يحلم بقصة حب يعيشها مع زوجة عاشقة رسم تفاصيلها بدقة ورومانسية...
كان واقعياً يدرك حالته جيداً ولكنه يصر على أمه إن تبحث له عن زوجة جميلة
وفي ساعات الصفاء التي تجمعه مع أصدقائه وحين يلقي قصائده الممزوجة بالحب
يمازحه صديقة (عمر) باستفزاز جميل قائلاً:. ستموت غداً أو ربما الليلة وأنت ما تزا ل مع أحلامك
في سباق مارثوني طويل النفس ؟! ولن تجد لك زوجة فأدويتك وقلبك وصرعتك هن زوجاتك
الثلاث...
يضحك بقهقهة متعبة وواهنة يرفع نظارته قائلاً:. سترون سأتزوج قبلكم وسوف يأتيكم الخبر وسأنجب
(عمر، وفرح) ويهز راسه متحدياً فيشعر بالألم فيمسك رقبته ويخرج دواء هذه الساعة مازال سالم يوقن
جيداً...إن أدويته الملونة ليست سبباً لبقائه ...
ونكهة الموت المرة التي تملىء فمه....لا يزال يتذوقها جيداً في .. آلمه ..وضحكاته ,,,
وقصائده وقوافيه وآخر بيت يقف عنده وكل صباح يشرق فيه عمر جديد له .
أنفاسه المتقطعة في كثير من الأحيان تعجز إن تدفع إقدامه إلى الأمام فتخونه ولكنه يظل ابدأ يرغمها على الوفاء !!
-وفي الغرفة المجاورة وهي مغلقه ابداً ماتت فيها أخته الصغرى( ندى) وقبلها مات شقيقه الأكبر بنفس المرض
وأغلقت الغرف بأمر والديه ... كلما هم بالخروج ينظر إليها ثم ينظر إلى غرفته بنظرة حي ينتظر
الموت قادماً يعدو لتغفل غرفته الأخرى وينسى سالم ...
كان ذكر الموت أمامه ونصائح الأطباء... خوف أهله وشفقتهم... غرفة أخوته .. وكلمات أصدقاءه
بتذكيره مازحين لا تزيده إلا تشبثا في الحياة ولكن ما أن يتنكه طعم الموت إلا ويزاد في لسانه حلاوة
وإصرارا وتحدياًً ....فالموت يأتي للأصحاء وليس حكراً على أمثاله .
في غرفته وعلى سريره كتب قصيدة جميلة كان (عمر) والبقية متشوقين لقراءتها فنسبة التفاؤل والأمل
والحياة والحب يسكنون سالم هذه الأيام بتصاعد ولكي يشوقهم كالعادة وعدهم بها وبقراءتها أمام طاولة
البلياردو وهي هدية للفائز و يا ليته عمر
وفي المساء اجتمعوا وانتهت اللعبة وفاز عمر وانتظروا القصيدة.... وسالم لم يأتي
فهو لا يكف عن مقالبه الساخنة كعادته .. يبدو عمر قلق والأصدقاء لا يكفون عن المزاح قائلين :.
عمر متعجل فهو الفائز هذا المساء بالقصيدة الجائزة يضحك (احمد ) ويوكز عمر على كتفه مازحاً
بهمس يمتزج بالضحك:.
هذه هي الجائزة مقلب من مقالبه فلا وجود للقصيدة ولصاحبها....
يظل عمر قلقاً يخرج ويدخل لعل سالم يصل الآن ...أو انه يتحدث في الخارج مع احد..
يتصل عمر به يعد يتحمل !! فيخبره إن سيأتي ومعه القصيدة وستكون مقلب لا حمد وسخريته فالموت
لم يأتيه بعد فصحته اليوم جيدة ..
أصدقائه في انتظاره وقد حجزوا مقعده البرونزي بالقرب من الطاولة البليادرو
.
.
.
يصلح سالم هندامه ... يلبس حذائه ..يلمع نظارته يلمم أوراقه المنتشرة هنا وهناك يستل ورقة بعجل
وينظر إليها بزهو ويثنيها عدة ثنيات لتصبح صغيرة ينظر إلى المرآة.. يعجبه سالم يودعه ويرمي
عليه قبلة طائرة...
اتجه صوب الباب أحس بوخز في قلبه الإحساس بالوخز يتصاعد.. يتصاعد أقوى .. يقبض بيده
أكثر على صدره يتعالى صوت الشهيق والزفير ليقتنص شي من الهواء الذي بدأ يشح ...وجهه
يزرق ..نبضه بدأ يضعف. .تراجع إلى الخلف.. يحاول إن يمسك زمام نفسه يتحسس الكرسي الذي خلفه
فيجلس عليه.. يفتح أزراره فيباغته الصرع فقد اشتاق له منذ زمن لم يزره فحل ضيف ثقيل فاجتمعا
هو القلب في آن واحد وهذا ما حدث.....ارتطم جسده النحيل بقوة وصوت عالي
فأسرع الجميع به إلى المستشفى ... ابر ؟. أكسجين .. إنعاش لهذا القلب المتعب ولكن لا فائدة لفظ
أنفاسه وعينه مفتوحتين وتنظر إلى.....
ومازال الأصدقاء ينتظرون إلى إن أغلقت الصالة وهاتفه صامت فهو الأخريجيد صنع المقالب كصاحبه
-في اليوم التالي هرعوا الى قبره مودعين ولم يسمعوا القصيدة بصوته ولم يروه
ولكن(( سالم )) سمعهم جيداً و سمع قرع نعالهم بعد إن ترك أحلامه كلها ارث خالص لهم......[i]
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007