لماذا هجمات المستوطنين في تزايد ؟

المتابع للاحداث على الساحة الفلسطينية و خاصة اشتدادا الهجمة الصهيونية و المؤامرات المستمرة على فلسطين و خاصة القدس و اهلها المرابطين فيها و مدن و قرى الضفة الفلسطينية و هجمات المستوطنين المسعورة المستمرة بشكل ممنهج سوف يجد ان هذه الهجمات و المؤامرات في تزايد و تشتد هذه الايام و تتناغم مع اشتداد الهجمات و عمليات التهويد المنظمة التي يقوم بها ساسة و قادة الاحتلال الصهيوني .

و لو تتبعنا متى اشتدت و تواصلت هذه الهجمات و اخذت طابعا منظما و متواصلا لوجدنا انها اشتدت بعد الانقسام الفلسطيني و اشتداد الخلافات التي استغلها الصهاينة في تنفيذ مخططاتهم المشؤومة .

ايضا في ظل تمكن السلطة الفلسطينية من بسط سيطرتها الامنية و ممارساتها القمعية التي تمارسها اجهزتها الامنية ضد ابناء شعبها و اخطرها التنسيق الامني الذي فعل ما لم يستطع الاحتلال على مر السنين من فعله الا و هو تضييق الخناق على المقاومة و تحجيم دورها الوطني ليحل محله دور السلطة الامني التي توفر الامن و الامان لجنود العدو و المستوطنين و لتنام البلدات و المدن الصهيونية بأمان و ليشعر الصهيوني بالامان حتى في تجواله في شوارع المدن الفلسطينية في حين يفتقد لهذا الامان المواطن الفلسطيني في بيته و شارعه و مدينته .

لهذا و مع توفير المناخ المناسب من تنسيقات امنية و مواصله للمفاوضات العبثية و تواصل الخلاف و الانقسام الفلسطيني بين حماس و فتح ترك الباب مفتوحا على مصراعيه امام المستوطنين و قادة الاحتلال لتمرير مخططات انتظروا تنفيذها سنين طويلة بعد ان يأسوا منها بفضل المقاومة المسلحة و الشعبية التي كانت لها بالمرصاد ، و مع تحجيم دور المقاومة و تعهدات السلطة بتوفير الامن و الامان لليهود كثمن لبقائها
بات امام الصهاينة فرصة لن تتكرر ليمرروا مخططاتهم و مؤامراتهم و الفلسطينيين في غفلة عنها لوجود المشاكل و الخلافات و الانقسام الفلسطيني و انشقاق الصف الوطني .

و نرى هذه الايام هجمات المستوطنين على قرانا و بلداتنا و مدننا الفلسطينية من عمليات قتل و دهس منظمة و احراق للمنازل و مصادرة بيوت و اراضي و حرق محاصيل و سيارات و غيرها من اعمال الاجرام الصهيوني المنظم ضد شعبنا الفلسطيني و مقدراته .

و لم يكتفي العدو من هذه الهجمات بل طالت اسرانا الابطال في باستيلات العدو الصهيوني و المضايقات و العزل لقادة الفصائل و الحركة الاسيرة و على رأسهم القائد الوطني الامين العام لحزبنا الرفيق احمد سعدات
و ها هم المستوطنين يهددون بمهاجمة 27 قرية فلسطينية و احراقها .

خلاصة القول الا يكفيكم ايها المنقسمين المختلفين على مصالحكم الحزبية ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني ؟؟؟ الا يكفيكم ما يتعرض له اقصانا و قدسنا و اهلنا فيها ؟؟ الا يكفيكم دماء من اريقت دمائهم بفضل خلافاتكم الفئوية التعصبية ؟؟

مهما استطعتم من بسط نفوذكم و مصالحكم و سيطرتكم على هذا الجزء المتبقي من فلسطين و نزاعكم عليه لن تستطيعوا محوه من ذاكرة شعبنا و ستطاردكم يوما دماء الشهداء و آهات الاسرى و صرخات الاطفال و عذابات شعبنا و اهلنا في القدس و ستلعنكم حجارة اقصانا و اشجار اراضينا يا من نظرتم لمصالحكم و تناسيتم الوطن و شعبنا و همومه .

و ان اردتم ان يغفر لكم شعبكم كل هذا فهذه فرصتكم الان و الا فاصمتوا للابد لانكم لن تتمكنوا غدا من الدفاع عن انفسكم و اعمالكم حين نرى وطننا يهود بالتدريج و تهود شوارع و ازقة عاصمتنا و معالمها و طرد اهلها .

هذه فرصتكم ان تنظروا لمصلحة شعبكم و وطنكم و تتوحدوا لنعلن المقاومة الشاملة بكافة اشكالها ضد مؤامرات الاحتلال لنحافظ على ما تبقى لنا من كرامة تهدر يوميا و ان نقاوم لاستعادة ما فقدناه من كرامة بقوة وحدتنا و صمودنا و ارادتنا .

من هنا نعلنها صرخة مدوية لا للانقسام و لا للخلافات الفلسطينية و مفتعليها و لا للهيمنة الحزبية و الفئوية و نعم للمصالحة و الوحدة الوطنية و المقاومة كخطوة اولى نحو الانتصار و التحرير .

فلا تدفعوا بشعبنا للقيام بانتفاضة ضد حكمكم و سلطاتكم
و سوف يحترم شعبنا من يسعى للوحدة حقا و ليس بالشعارات و سنرى من هو الجرئ منكم و من يفظل مصلحة الوطن على مصالحه الحزبية الفئوية

فشعبنا لسان حالة يقول الان لكم و لكل من يتلاعب به و يتآمر عليه حذاري من جوعي و من غضبي فكرامتي و ارضي و هويتي ليست للمتاجرة و ليست للبيع و المساومة

و ستبقى فلسطين اكبر منكم جميعا