ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    المقاومة العربية في مواجهة المشروع الصهيوني ..عبد الحميد الشطلي

    جيفارا
    جيفارا

    جندي نشيط  جندي نشيط



    عدد الرسائل : 125
    العمر : 56
    نقاط : 5977
    تقييم الأعضاء : 0
    تاريخ التسجيل : 23/12/2007

    المقاومة العربية في مواجهة المشروع الصهيوني ..عبد الحميد الشطلي Empty المقاومة العربية في مواجهة المشروع الصهيوني ..عبد الحميد الشطلي

    مُساهمة من طرف جيفارا السبت أغسطس 08, 2009 1:06 am

    المقاومة العربية في مواجهة المشروع الصهيوني ..عبد الحميد الشطلي

    إن مشروع المقاومة، ليس مشروعاً لفظياً.. وليست المقاومة شعاراً ذا جرس موسيقي وكفى، بل المقاومة نمط حياة.. ومنهج سلوك.. وممارسة.. والمقاومة التي نريد هي مشروع كفاحي يفضي إلى الحرية.. إلى الكرامة.. وتحديد المفاهيم.. وتدقيق المصطلحات يرتدي أهمية كبرى هنا حتى لا نقع في إسار خلط الأوراق.. وخلط والتباس المفاهيم في موضوع المقاومة..
    رغم أن المقاومة منذ قديم الزمان شملت كل مناحي الحياة، مادية كانت أم روحية، ثقافية أو سياسية، اقتصادية أو تقنية، علمية أو إعلامية أو فردية أو جماعية، أو داخلية أو خارجية باعتبارها دفاعاً عن الذات والوجود.
    إن المقاومة مشروع دفاعي للحفاظ على الحياة.. والوجود في حياة الأفراد.. والشعوب ضد من يعمل على قتلها.. أو اجتثاث القيم النبيلة.. فالمقاومة ليست مجرد عنف في مواجهة العنف.. إنها كفاح وطني مشروع للحفاظ على حرية الوطن ضد الغزاة، والمغتصبين.
    وهذا ما أكده قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3214 تاريخ 1974، والذي شرّع حق الشعوب بالكفاح المسلح من أجل نيل حريتها واستقلالها وحق تقرير مصيرها.
    ومن حيث إن المقاومة تحوز كل تلك المفاهيم التي تحض على مقارعة المستعمر.. والمحتل لخدمة الوطن، فإن الإدارة الأميركية الراهنة تسعى جاهدة لتزييف مفاهيم المقاومة وتوصيفها بالإرهاب وخاصة مقاومة الشعوب العربية لعدوانها – واحتلالها واغتصابها لثرواتهم، إن الإدارة الأميركية تقف موقفاً راديكالياً من مقاومة الشعب الفلسطيني، والشعب اللبناني، والشعب العراقي وكافة أشكال المقاومة العربية، رغم أن المقاومة العربية بهذه البلدان، قدمت نفسها باعتبارها مجابهة جوهرية، وأخلاقية، وإنسانية، ووطنية لتحقيق المصالح الوطنية لشعوبها.
    إن الإدارة المحافظة في واشنطن والمتعاونة مع دهاقنة الإيديولوجية الصهيونية، ما انفكت تقيم المؤتمرات.. وتعقد الندوات.. وتشن الحملات الإعلامية.. والسياسية لتزييف حقيقة.. وطبيعة المقاومة وتحميلها ظلماً وعدواناً مفاهيم القتل والاعتداء على الأبرياء.
    رغم أن أي متبصر محايد يدرك بسهولة عدم صحة، وبهتان التنظيرات الأميركية- الصهيونية ضد المقاومة العربية.. ويعرف أن المقاوم العربي إنسان واع عاقل متفانٍ من أجل مصلحة شعبه وصوناً لحريته.. وكرامته..
    إن منطق الإمبرياليين والصهيونيين هو وحده الذي يشوّه المفاهيم.. وينقل المعقول إلى اللامعقول، واللامعقول إلى معقول في نزوع مطلق لتسويغ العدوانية الإمبريالية والعنجهية الإرهابية الصهيونية التي تحاكم إرهاب الأفراد (من وجهة نظرهم)، أما إرهاب الدولة الإمبريالية، أو الصهيونية فهو أمر مستحب في عرفها، بل هو عمل مشروع من أعمال الدفاع عن النفس، وعلى سبيل المثال، نورد ما قاله روجيه غارودي في كتابه (فلسطين أرض الرسالات)، «بأن ضحايا العرب في الصراع مع إسرائيل، (100) ضحية عربية مقابل كل قتيل من إسرائيل». طبعاً ليس المقصود هنا الدلالة الكمية، بل الدلالة بالجوهر على حجم الإرهاب الممارس ضد العرب عموماً، والفلسطينيين على وجه الخصوص منهم. إن حجم التضحيات التي قدمها الفلسطينيون والعرب، منذ بدء الغزوة الصهيونية لفلسطين، أي منذ بدء المقاومة ضد الصهيونية بعد مؤتمر بال سنة 1897، ووعد بلفور 1917 إلى عام 1993 هي على النحو التالي(*) :
    1- قدم الفلسطينيون (حسب الدراسات المتوافرة): (261 ألف شهيد، و186.000 ألف جريح، 61 ألف معوق، ومليونا مهجّر اضطروا إلى مغادرة فلسطين)، وقد أصبح مجموعهم الآن نحو 5 ملايين وأربعمائة ألف نسمة لاجئين خارج فلسطين في أنحاء العالم المختلفة.
    2- قدم لبنان 90.000 ألف شهيد، و115 ألف جريح، 9627 ألف معوق، واضطر 875 ألفاً من مواطنيه إلى الهجرة خارج بلدهم.
    3- قدمت مصر ما بين عام 1948– إلى عام 1973 49.000 ألف شهيد، 73.000 ألف جريح، و61.000 ألف معوق.
    4- ورغم مشاركة سورية شعباً وجيشاً في كل معارك المواجهة، وكل الحروب التي نشبت مع إسرائيل، إلا أن عدم توافر المعطيات، يحول دون إيرادها في هذا البحث، ولكن لم تكن خسائر الشعب السوري وتضحياته بأقل من خسائر دول المواجهة العربية الأخرى، بل ربما تزيد على بعضها كثيراً.
    إن المقاومة العربية، قدمت مفهوماً واضحاً للقاصي والداني، يقال، لا يضيع حق وراءه مطالب، وإن التاريخ العربي، لم ولن يساق بسوط المنتصر الإمبريالي، والصهيوني.
    بل يساق فقط بصوت الحقيقة.. وصوت الحرية.. وصوت العدالة.. وصوت الكرامة.. وإن التاريخ العربي، هو تاريخ للبطولة.. والفداء.. والتضحية، إنه تاريخ المقاومة الذي لن يهرول إلا أمام الوقائع العنيدة لانتصار إرادة الشعوب التي لا تقبل اللبس.. أو الالتباس، كما حدث في انتصار الشعب اللبناني في عام 2000، وهروب المحتل يجرّ من خلفه أذيال الخزي والعار والخذلان.
    ما دمنا نصارع مشروعاً استعمارياً استيطانياً إجلائياً منطقه الأول والأخير يقوم على قوة الردع.. وقوة السلاح لتحقيق السلام (من وجهة نظره).. أي سلام الردع.. سلام القوة الصهيونية إلى الأبد، كما يحلو لنتنياهو أن يتشدق. وليس قوة العقل.. أو قوة العدالة.. أو قوة المنطق، أو قوة الحجة. فالرد هو المقاومة أولاً، وثانياً، وثالثاً وأخيراً.
    إن إسرائيل التي تمارس اغتيال التاريخ السياسي والاجتماعي للشعب العربي في فلسطين، تمارس جميع أشكال الانتقام السياسي، وليست لديها سياسة سلام، بل سياسة (سلام قعقعة السلاح).. سلام مراوغ سعى إلى تنفيذه كل ساسة الكيان الصهيوني بدءاً من بن غوريون– إلى غولدامائير إلى رابين، وبيغن، وشارون، وباراك، وصولاً إلى أولمرت الذي يمارس عقيدة التفكيك.. والتسويف.. والمماطلة التي تنتهي بمكاسب وقضايا صغيرة متناثرة على حساب تضييع القضايا الرئيسة والكبيرة للشعب الفلسطيني. إن المشهد البانورامي العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً والذي يعجّ بتحديات جسام.. ومخاطر كبيرة، يؤكد بما لا يقبل الدحض، حاجتنا الماسّة إلى روح المقاومة.. وثقافة المقاومة، نحن بحاجة إلى ثورة ثقافية تفعل فعلها في استنهاض الحالة الجماهيرية على طريق إرساء نهضة عربية جديدة، شاملة، وعصرية، ومقاومة لكافة أشكال السيطرة.. والهيمنة، والاستلاب الاستعماري لوطننا العربي. بما أن إسرائيل قوة غاشمة وإرهابية، وممثل للشر والعدوان فإنها لن تكف عن الاعتداء على الوطن العربي خدمة لمصالحها، وقراءتنا للمؤتمرات الإستراتيجية التي تعقد في مدينة هرتسيليا كل عام خير دليل يؤكد ذلك، فعلى سبيل المثال، في المؤتمر الثاني الذي عقد في 2002م، والذي وقف أمام احتمالات تعرض إسرائيل لأسلحة بيولوجية، أو كيماوية من قبل الدول العربية في أي مواجهة قادمة، أوصى القيادة الإسرائيلية بشن أربع حروب:
    1- الأولى على حزب اللـه تحديداً (وهذا ما تم في تموز 2006) بهدف القضاء عليه.
    2- الثانية على العراق لتدمير قدراته العسكرية، والتقنية وإخراجه من خط المواجهة العربية، وهذا ما تحقق (بالغزو الأميركي على العراق عام 2003 بالتعاون مع إسرائيل وتحالف دولي واسع)، وكلنا يعرف ما لعبه الصهاينة في إدارة بوش من تزوير للحقائق والوقائع، ودس المعطيات الكاذبة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية وصولاً لانتزاع قرار من الإدارة الأميركية بغزو العراق.
    3- الثالثة ضد إيران، وهذا ما تعمل إسرائيل عليه بتحريض أميركا والرأي العام الدولي تحت ذرائع التسلح النووي الإيراني.. وهي تمارس الابتزاز العسكري والسياسي الضاغط على العالم لمنع إيران من امتلاكه التقنيات النووية السلمية.
    4- والرابعة في الدائرة الدولية (ويقصد بها مكافحة الإرهاب حسب زعمهم) والذي يهدد أمن إسرائيل ومصالحها الحيوية والإستراتيجية وهذا قائم، فإسرائيل تتدخل في الصراعات الإقليمية دعماً وتسليحاً وتحريضاً من السودان – دارفور إلى إريتريا، والصومال، ولبنان، والعراق (كردستان)، وغيرها من المناطق الساخنة في العالم.. ولم يكن مفاجئاً، أن يكشف النقاب مؤخراً، عن أن إسرائيل كانت متدخلة في الحرب اليمنية بين الجمهوريين والملكيين وأنها دعمت وموّلت أنصار الأمام، وكانت تهدف ضمن قراءة إستراتيجية إنهاك الجيش المصري، ووصل الأمر إلى القول، إن هذا الإنهاك كان سبباً رئيسياً أسهم في هزيمة الجيش المصري في حرب 1967.
    إن الاستخلاص الأهم، الذي ينبغي أن يكون محط اهتمام، لا تضيعوا يا عرب في متاهات السلام المزعوم.. فالمواجهات قادمة، عاجلاً، أو آجلاً، إسرائيل تطور القدرات العسكرية، والنووية، وتمنع دول الإقليم من امتلاك الأسلحة المتطورة وعلى رأسها السلاح النووي، إسرائيل تحدت تغييرات بعيدة الأثر في كيانها السياسي، الاقتصادي، والاجتماعي والعلمي إدراكاً منها لخطورة الحقبة النووية في الإقليم والمنطقة، وهم يقولون «الحقبة النووية»، حقبة عصيبة، لن نسمح لأعدائنا بامتلاكها (قصف سورية مؤخراً، جاء تحت هذه الذريعة، وتهديد إيران يأتي تحت ذات الذريعة والمبرر)(**)، فإذا كان هذا هو واقع الصراع الذي أدركه حزب الله، فعمل له الحساب، فكان النصر المؤزر في حرب تموز.. وعبر المقاومة لماذا؟
    لأن المقاومة هي التي تحدد الفرق الكبير بين ممكنات القدرة.. ومكونات القوة.. وهي التي قدمت جواباً، أن ليس كل من يمتلك القدرة قوياً.. أو لا يمتلك القوة ضعيفاً والعكس صحيح.
    على ضوء ما تقدم.. كيف نقرأ عسكرياً.. وسياسياً انتصار المقاومة في حرب تموز، وما أهم الدروس المستخلصة من هذا الانتصار.. بمعنى كيف انتصرت المقاومة.. إن قراءة التاريخ الحار والقريب لحرب تموز، تتطلب مستوىً علمياً ومنهاجياً يعمق معنى الانتصار بعيداً عن الإسقاطات والرغبات حتى لا تكون قراءة إنجازات حرب تموز المتحققة بمثابة سرد ذاتي لرغبات ليس إلا، فرغم أن بعض مفاعيل الانتصار في تموز، قد انطلقت وما زالت تتفاعل.. وأخرى بدأت وانقطعت إلا أن انتصار تموز حرك تأثيرات ومفاعيل سياسية، وحقائق ووقائع سياسية، وعسكرية يصعب القفز عنها، ولا يمكن أن تغيب عن عيون مخططي السياسة الإقليمية، والدولية، وهذه الحقائق- الوقائع تطفو على سطح خرائط صانعي القرار الدولي والإقليمي كبقعة زيت في منطقة إستراتيجية وحيوية تقوم على بحار من النفط المادة الإستراتيجية المهمة والرئيسة في عالم اليوم.
    بداية لا بد من التأكيد على أن حرب تموز، كانت نموذجاً مبدعاً، بل مبهراً لأفكار الحرب الشعبية من قبل مقاتلي حزب اللـه البواسل، فنظرية حرب التحرير الشعبية تقول (قوى محدودة العدد والعدة تتصدى بنجاح منقطع النظير لقوة أكبر عدداً وعتاداً وتوقع به خسائر فادحة).
    قال غيفارا، في مواجهة الشعب المعبأ والمنظم، والذي يحمل جميع أفراده السلاح وهذا أولاً، والثابت الإيمان عقائدياً ثانياً، وتتولى قيادته زعامة «دينامية» ثالثاً، فهذا الشعب، سيخوض معركته في كل شبر من أرض البلاد ضد أي معتد، وسينتصر جيشه الملتحم مع الشعب، والنابع من الجماهير والعارف بشؤون الإستراتيجية، والثابت عقائدياً لا يمكن أن يهزم، أن هناك خمسة عناصر رئيسة لحرب الشعب وهي:
    1- شعب منظم ومعبأ.
    2- جماهير مسلحة.
    3- قيادة واعية (دينامية).
    4- إيمان ثابت عقائدياً.
    5- المعرفة المميزة بالشؤون الإستراتيجية.
    من خلال قراءة وتدقيق الشروط- المقومات، نجد أن حزب اللـه قد طبقها بشكل مبدع في الممارسة في عمليات المقاومة.. وهذا حقق تفوقاً نوعياً ملحوظاً لمقاتلي حزب الله، ما تسبب في هزيمة الجيش الصهيوني المميز تكنولوجياً والذي صنف باعتباره (الجيش الذي لا يقهر). يقيناً، أن حزب اللـه استطاع– بنجاح واضح– أن ينظم الجماهير الغفيرة في الجنوب بحيث أصبحت تلك الجماهير هي حزب الله.. أن احتضان الجماهير للحزب، جعل من حزب اللـه حزب للوطن يضم تحت رايته المقاومة وكل الوطنيين اللبنانيين.. وأضحى حزب مظلة واسعة الأطراف تضم تحت ظلالها أطياف واسعة من الوطنيين والمقاومين المعادين للصهيونية، والإمبريالية بغض النظر عن «آرائهم الإيديولوجية والنظرية».
    إن حزب اللـه حقق أمرين رئيسين وهما حققا له نصراً كاسحاً في الحرب، فضلاً عن مجموعة من العوامل الأخرى.
    أولاً: حال دون اختراقه أمنياً من قبل الموساد (المخابرات الإسرائيلية)، بما وفر للحزب قدراً عالياً من المفاجأة في المواجهة، وأربك العدو.
    ثانياً: تكتم الحزب على استعداداته التي استمرت 6 سنوات بعد الهزيمة المدوية لإسرائيل في عام 2000م، ما هيأ لحزب اللـه البيئة (الجيوإستراتيجية)، استعداداً ليوم المواجهة المتوقعة.
    ثالثاً: توافر لحزب اللـه قيادة واعية، وكفؤة، وديناميكية تستوعب بعمق الأوضاع.. والظروف الذاتية.. والموضوعية المحيطة.. لقد تأمن لحزب اللـه على المستوى العسكري العملياتي وعلى المستوى الإستراتيجي.. والسياسي فضلاً عن قيادة ذات طبيعة دينامية تمتلك (الكاريزما) الضرورية للتأثير على الجماهير.. والرأي العام.. والمصداقية التي تمنحها القدرة على التواصل مع القاعدة الشعبية والكوادر العسكرية، والمدنية في إطار صفوفها.
    رابعاً: الإيمان العقائدي الذي لا يتزعزع.. والإيمان بالقضية العادلة يعني إيماناً بالحق.. وعدالة القضية.. والثقة في نصر الله.. ونصر الشعب.
    خامساً: معرفة مقاتلي الحزب وقيادته بالشؤون الإستراتيجية معرفة جيدة.. مع افتقار الجانب الصهيوني لذلك بصورة كبيرة. إن حرب تموز أظهرت بشكل لا لبس فيه، تخبط القيادة الصهيونية ما بين أهداف الحرب، وشروط إيقافها.. عبّر هذا التخبط عن نفسه في اقتراف أخطاء فادحة.. ومتعددة، ومنها ارتكاب جرائم إنسانية، فضلاً عن الرعونة العسكرية.. وصولاً إلى الإفراط بالعنف بلا معنى. وقد ارتجلت القيادة العسكرية الإسرائيلية الأهداف، بما يعني فقدان النسق، وفقدان السياق وصولاً لفقدان النظام.. فقد تم الاستدعاء للاحتياط على عجل ودون تدريب.. مع نقص في الإمدادات الغذائية والمائية للجنود.. وغموض في الأوامر.. وفقدان المعرفة بميدان القتال.
    إن القيادة العسكرية.. والقيادة السياسية في إسرائيل، عانت من عدم معرفة البيئة السياسية والنفسية للحرب وعلى عكس قيادة حزب الله.
    إن القراءة العلمية لنظريات العلم العسكري.. وحرب التحرر الوطني.. وظروف الحروب الشعبية، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك.. ومن منطلق كل الحسابات، خسارة إسرائيل للحرب.. وانتصار المقاومة.
    إن حرب تموز، أكدت بالملموس أهمية دور القيادة.. والخطة.. والأداة باعتبارها عوامل مهمة للنصر.
    إن انتصار تموز 2006، عمق الفهم الوطني والقومي للمقاومة باعتبارها طريق المواجهة في المستقبل مع المشروع الصهيوني ومخططاته التي تستهدف الأمة العربية في أهدافها وأحلامها.
    وفي ذات الوقت، إن العدالة تتحقق بإرادة الشعوب المدافعة عن حقوقها، وهي الإرادات الوطنية الرافضة لليأس، والاستسلام، والإذعان، والخضوع لمنطق القوة الأميركي– الصهيوني في المنطقة.
    إن المقاومة بانتصارها في تموز، كسرت مفهوم الأمن الصهيوني.. وزعزعت منطوق «إسرائيل، بأنها دولة، وجيش لا يقهر، ما أشهر إمكانية إخفاق المشروع الصهيوني وبين قابليته للهزيمة، وبهذا اهتزت صورة إسرائيل القوية أمام العالم. إن «إسرائيل» فقدت قدرتها على التحكم في مسار التاريخ الشرق أوسطي، هذه القدرة التي كسبتها بعد انتهاء الحرب الباردة، وتفكك الاتحاد السوفييتي، وسيطرة أميركا وانفرادها في صناعة القرار الدولي.
    إن انتصار المقاومة، دعم الرأي الذي يقول: إن السلام على إسرائيل خطر، لا يقل خطره عليها من الحرب نفسها، وإنها تسعى دائماً لإيجاد التناقضات الخارجية مع بلدان الطوق، لتحفظ على نفسها تماسكها، وكيان بمثل هذه الحقيقة، لم ولن يكون وجوده حقيقة مطلقة في المنطقة والعالم.. فالتاريخ يؤكد كل يوم، أن كل أنظمة القوة قد انهارت.. هزم نظام نابليون، وهزم نظام هتلر، وانهارت أنظمة العزل، والفصل العنصري في روديسيا وجنوب إفريقيا.. وحتى نظام إسبرطة هزم.. وانهار في التاريخ القديم.. إن دروس التاريخ قاسية والتي تصنف «إسرائيل» في خانتها.
    أهم النتائج السلبية لحرب تموز، أن يظهر الوضع الرسمي العربي بهذا القدر من التفكك.. وإنه يعاني من مشكلات بالغة الحدة والتعقيد.. ولاسيما حين أذعن بعضه للترهيب، والترغيب الأميركي، فأدان حزب الله، وحمله مسؤولية الحرب بغير وجه حق.
    وأخيراً، المقاومة العربية بكافة أشكالها وتجلياتها ومسمياتها في مواجهة المشروع الصهيوني، تعبر عن صراع متواصل، واشتباك تاريخي مفتوح بأشكال مختلفة، ولا بديل منه للانتصار.. وتحقيق أحلام.. وأهداف الأمة بالحرية والعدالة والتقدم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مارس 19, 2024 10:11 am